|
تأملات.. في تشكيل الدولة الكردية المرتقبة
صباح كنجي
الحوار المتمدن-العدد: 5280 - 2016 / 9 / 9 - 23:32
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
تأملات.. في تشكيل الدولة الكردية المرتقبة
لم يعد الحديث عن اعلان الدولة الكردية مجرد تكهنات في الحسابات الاستراتيجية للمؤسسات الاقليمية والدولية ومن يهمه الأمر من الأحزاب والمنظمات الكردستانية في العراق وغيرها من الدول التي يتواجد فيها الكٌرد اليوم.. الحديث عن الحقوق الكردية.. او حق تقرير المصير واعلان الدولة الكردية المستقلة يدخل في نطاق الحقوق المشروعة للبشر.. لا يشكل منّة من احدٍ على الكرد في حالة اتخاذهم القرار النهائي واعلان الانفصال.. قد يكون بداية شكلاً من اشكال الدولة الاتحادية يمكن اعتبارها خطوة متقدمة لإعلان هذا الحق انْ لم يكن بحد ذاته.. اي تشكيل الدولة الاتحادية هو ذاته فصلا من الفصول المتقدمة للوصول الى اعلان الدولة المستقلة.. الدولة الكردية.. التي ليس لغيرهم الحق في اعلانها كما ليس لهم الحق في معارضة تكوينها وعرقلة نشوئها بذرائع عنصرية مهما طال الزمن.. فالأكراد وغيرهم من المجموعات السكانية وفقاً لحق تقرير المصير.. من حقهم اعلان دولتهم.. أو المطالبة بهذا الحق مهما كان عددهم قليلا.. كما يطالب سكان جزر فارو الدانماركية التي لا يتجاوز عدد سكانها على الـ 47 الفاً و مساحتها الاّ 1399 كم2 فقط بالاستقلال والانفصال الآن.. إذ لا تشكل مساحة اراضي الدولة مشكلة مهما كانت صغيرة كما هي دولة الفاتيكان في قلب العاصمة روما.. بالتأكيد كردستان.. أو دولة كردستان لا تعاني ولن تعاني من هاتين المشكلتين.. وان كان حق اعلان الدولة مرتبط بحق الشعوب في الاستقلال والحرية والتمتع بخيرات وواردات بلدهم.. فان الكٌرد كشعب لا يشذون عن هذه القاعدة عند المطالبة بحقهم الطبيعي في اعلان الدولة المستقلة.. خاصة وان وارداتها الزراعية وما تحويه خزائن بواطنها من بترول وغاز ومعادن ثمينة ناهيك عن امكانية تحويلها لبلد ومنتجع سياحي من الأستاف الأول بحكم جمال طبيعتها.. كل هذا يؤهلها لتصبح دولة عصرية حديثة مترامية الأطراف ستضاف الى بقية دول الشرق الأوسط في الزمن القادم المرتقب.. سيتحقق الحلم الكردي.. ستنشأ الدولة الكردية.. أو إن شئت دولة كردستان.. كل الدلائل.. مؤشر الأحداث.. خط التطور.. تؤكد ان الكُرد اقتربوا من الهدف.. هدف الفوز باستحقاقهم الانساني في اعلان الدولة.. عن الدولة الحلم.. او حلم الدولة .. دعونا نستبق الأحداث.. نتجاوز آلام الولادة ..عسرها .. نزيفها.. ننسى الكيماوي الذي هطل فوق قمم الجبال.. نشطب من ذاكرتنا الانفال.. زهق ارواح الابرياء.. الحرائق .. نهيق الجحوش وصخبهم في مقدمة قوافل الموت والدمار .. نتجاوز كل هذا كما يدعونا البعض.. من أجل اعلان الدولة.. فما كان حلماً هو لحظة صيرورة الآن .. صيرورة توقظنا لنشهد مراحل التحول ونشارك بالفرح .. السنا نحن اصحاب القضية ؟ .. ام اننا طارئون على خشبة المسرح لا يحق لنا المشاركة في صياغة المشهد؟.. هل كان نصيبنا من التاريخ فقط الأحزان والمصائب التي ما زلنا نتجرع آلامها؟ .. أم اننا جزء من حالة الفرح القادم.. فرح سيعم على الجميع .. جميع المواطنين في كردستان.. الحالمون بدولة المواطنة في هذا العصر الديمقراطي.. انها الصورة الحلم.. حلم تعكره النوايا.. نزعة الاستبداد.. التي تترافق وتتداخل بصفحات الحلم .. فثمة بيننا من يحلمُ هو الآخر بالسطوة والاستحواذ.. من يسعى للهيمنة ولا يرى من هذا الكون الشاسع الا نفسه واتباع عشيرته وحزبه وقومه يرفع راية الدولة القومية في زمن وعصر تجاوز القوميات!!.. عصر باتت فيه دولة المواطنة وحقوق البشر والتنمية هي المعيار الانساني في اطار دولة عصرية تؤمن السلامة والعيش الكريم لجميع مواطنيها بغض النظر عن تسمياتهم الأثنية وتضمن حقوقهم وتفرض على نفسها التزامات.. قبل ان تفرض من خلال وجودها التزامات وواجبات على مواطنيها بالشكل الذي لا يبيح التجاوز على حقوق الغير.. ناهيك عن رفض الاعتداء على حقوقهم في حدود الدستور الذي يكفل حق المساواة بين الجميع قدر الإمكان دون بخس المؤهلات والقدرات الشخصية او طمسها.. في هذه الاجواء .. قبل اعلان الدولة الكردية المرتقبة.. نجد من يرقص طرباً في الملعب.. يعلن صراحة بلا خجل تبنيه لذات المفاهيم البالية عن الدولة الاستبدادية.. دولة العشيرة .. دولة الحزب .. دولة الرئيس و الزعيم التاريخي.. التي تورث الأرض والعباد وتجعل من الدولة مجرد هدية تتوارثها الأجيال.. دولة يمكن تحجيمها و تحجيبها إن تطلب الأمر في المناسبات وفقاً للرغبات.. لا ننسى ان كانت لنا ثمة تساؤلات لدحض الشبهات في هذا المضمار.. نقول: بناء دار ممكنة في كل الازمان.. انشاء قرى ومدن امر سهل مستساغ للعيان.. التفكير بوطن آمن يبقى حلم كل انسان في ربوع كردستان.. وهدف لا يختلف عليه اثنان من اصحاب الوجدان.. الحرية ضرورة للإنسان.. لإعلان الدولة في كردستان سنكافحُ طامحين أن تكون.. دولة المواطنة .. لا دولة للعشيرة دولة المؤسسات.. لا دولة الأحزاب دولة في كردستان .. لا دولة كردية بين طيات هذا الحق الانساني المشروع .. بالرغم من وضوح الهدف.. ثمة من يسعى في الطرف الآخر من المعادلة لإخفاء طموحه السياسي.. نزعته الاستبدادية.. للاستحواذ على السلطة في الدولة المرتقبة بعبارات منمقة مغلفة بنفاق السياسة وشماعة الاستفتاء.. الهدف منها تسويق الخديعة .. تمريرها.. كأننا في ملعب للريسز لا فرق لمالكه إنْ فاز الجواد الأحمر ام الأسود لأنه قد ضمن الثمن واطمأن على حصته في كلا الحالتين.. متناسياً إنّ الكادحين في كردستان من الكٌرد وغيرهم ليسوا من هواة الريسسز .. بل طالبين لحق انساني سٌفكت من اجله الكثير من الدماء الزكية في المدن والقرى المستباحة وتشهد لهم ذرى الجبال التي دنسها الفاشست وأدلاء الخيانة الجحوش اكثر من مرة وهم يدركون الآن اكثر مما مضى إن هؤلاء ما زالوا يتحكمون في الكثير من مفاصل الاوضاع في كردستان ويتنعمون بامتيازات غير مشروعة وفرها لهم من تحكم بالسلطة ويسعى للتحكم بالدولة الموعودة من خلالهم.. لهؤلاء المتوهمين .. بإمكانية خلق وتكوين دولة استبدادية في كردستان بدلاً من دولة المواطنة نقول.. انتهى زمن الامبراطوريات.. انتهت مرحلة الدولة القومية.. انتهى زمن الاستبداد.. حكم العشيرة اصبح من الماضي عفى عليه الزمن.. من يسعى للتصدي لمهام انشاء وتكوين دولة في كردستان عليه ان يتجاوز اطر العشيرة.. خندق التحزب.. وينفتح على الآخر.. ليحشد الطاقات والامكانيات لبناء مؤسسات الدولة.. لا ان يفتح الابواب للصراعات الجانبية ويثير الازمات ويتلاعب بمصير المواطنين ويوقف تسليم مستحقاتهم الشهرية ويسرقها.. اسمعتم بفضائح واسماء من يسرق النفط ويبيعه في السوق السوداء؟.. اسمعتم بمنتجعات ومباني ومولات السفهاء؟.. اسمعتم بغلق مستشفيات دهوك بسبب هجرة الاطباء؟.. اسمعتم بمشروع خصخصة الكهرباء؟.. اسمعتم بمضافات هولير لأيتام البعث اللقطاء؟.. شتان ما بين حق تقرير المصير.. قيم الثورة و الكفاح.. من اجل دولة المواطنة في كردستان كهدف نبيل وراقي تتفاخر به الأمم والشعوب.. و بين نزعة الاستبداد.. الرغبة في التفرد.. التوقيع على صفقات.. عقد اتفاقات سرية.. الهدف منها تحقيق المنافع ذاتية على حساب المصالح الاستراتيجية التي تخص الآخرين ومستقبلهم.. تقول الحكاية .. الاستبداد يخلق سلطة .. اللصوص لا يبنون دولة.. ـــــــــــــــــــ صباح كنجي اوائل ايلول
#صباح_كنجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مبادرة هامبورغ بين عمق المأساة وآفاق المستقبل
-
تجريم التكفير ثانية.. حوار مع د. صادق البلادي
-
تجريم التكفير .. تحدي لا بدّ من مواجهته!
-
حكاية وليد في زمن الطاغية البليد!
-
ببلوغرافيا الدم الشيوعي
-
تصورات أولية لمستقبل سنجار وسهل نينوى ..
-
تقديرات أولية لخسائر بحزاني وبعشيقة على يد الدواعش
-
هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق؟..(7)
-
العراق استمرار الزلازل و المهازل
-
أينَ الله يَا نادية؟!
-
بول البعير في مسارح التحرير ! مشاهد سريالية مِنْ تراجيديا سن
...
-
سردار المختار يلتحق بالأنصار
-
الإصلاح .. أم تحديث الدولة و المجتمع ؟!!
-
داعش لا تمثل الإسلام!
-
داعش وجدر الدولمة
-
قراءة في بيان الحزب الشيوعي الكردستاني
-
أشجار معدومة وحُصن مرعوبة
-
بالوثائق ماذا يجري في العراق؟!!
-
تجمع جماهيري كبير في هامبورغ
-
منو فينا مو قشمر!
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|