فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5278 - 2016 / 9 / 7 - 17:43
المحور:
حقوق الانسان
لم يعد بوسع نظام الملالي الاستمرار في التغطية و التستر على مجزرة صيف عام 1988، الخاصة بإبادة 30 ألف سجين سياسي من منظمة مجاهدي خلق، ولاسيما بعد نشر الملف الصوتي للمنتظري و الذي صدم مختلف الاوساط الحقوقية و الاعلامية لما تضمنه من تفاصيل ملفتة للنظر تدل على قساوة و بربرية هذا النظام في تصفية خصومه السياسيين من دون مراعاة لأبسط المبادئ و المقومات القضائية و الانسانية، والذي يقض من مضجع النظام و يثير هلعه هو إصرار المقاومة الايرانية على متابعة هذه القضية الى النهاية و جرجرة قادة و مسٶولي هذا النظام أمام المحکمة الجنائية الدولية.
جاء کشف المقاومة الايرانية في مٶتمر صحفي هام لها في باريس في السادس من أيلول الجاري، عن هويات 59 شخصية إيرانية مازالت تحتل مراكز قيادية في إيران قامت بإعدام ما يقارب الـ30 ألف سجين سياسي إيراني، أغلبهم ينتمي لمنظمة مجاهدي خلق عام 1988 في سجن جوهر دشت، کخطوة واضحة على إصرارها على مطاردة و ملاحقة هذا النظام قضائيا، والذي يلفت النظر، هو إن المرشد الاعلى للنظام خامنئي، هو المتهم الاول ضمن هذه القائمة، خصوصا وإنه کان يترأس فرق الموت في تلك المجزرة المروعة التي إعتبرتها منظمة العفو الدولية حينها بمثابة جريمة ضد الانسانية.
ماقد إقترحه محمد محدثين، مسؤول العلاقات الخارجية في المقاومة الإيرانية والذي کان المتحدث الرئيسي في المٶتمر الصحفي، أمام المجتمع الدولي في هذا المٶتمر بشأن مايجب الاقدام عليه، إستند على مقومات و مرتکزات قضائية عندما أکد بأن:" المطلوب من الأمم المتحدة أن تعمل حسب واجبها بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق بشأن المجزرة واتخاذ الترتيبات الضرورية لمثول المسؤولين عن الجريمة الكبرى أمام العدالة. ويجب أن يوضع حد أمام حصانة الجريمة. إن الخمول والتقاعس واللامبالاة تجاه الجريمة ضد الإنسانية تسبب في استمرار الإعدامات في إيران، بل شجع النظام على زيادة الجرائم في سوريا والعراق وغيرهما من دول المنطقة."، إذ إن تجاهل المجتمع الدولي و غضه النظر عن جرائم و مجازر و إنتهاکات هذا النظام هو الذي دفعه للتمادي و إيصال الامور الى هذا المفترق الدموي، وإن التحرك القضائي الدولي ضد هذا النظام اليوم قبل غدا أمر ملح.
عندما يکون المسٶول الاول في أي نظام سياسي، متهما بالتورط في المشارکة بتنفيذ مجزرة إبادة 30 ألف سجين سياسي من دون الاستناد على أية مبررات قانونية و قضائية، فإن هکذا نظام يعتبر ليس خطرا على السلام و الامن و الاستقرار في العالم فقط وانما أيضا عار على جبين الانسانية و ليس هناك أي مبرر أو مسوغ لغض النظر عنه و عدم إستدعاء قادته و رموزه أمام المحاکم الدولية لکي يدفعوا ثمن جريمتهم النکراء هذه وحتى يصبحوا بعدها عبرة لکل الطغاة و المستبدين في العالم کله.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟