كذبة فسفورية بيضاء تدخل العراقيين كتاب غينيس وبدون منافس

شيماء العزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1408 - 2005 / 12 / 23 - 11:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

دخلنا محررين وفاتحين ومخلصين .. شعارات تتردد بين الحين والحين ..
امال العراقيين في الخلاص كانت تتمثل بامريكا دولة الحرية والتحرر.. تلك الدولة التي ستاتي لتحرير العراقيين من ظلم صدام وطغيانه .. لكن هذا الوضع بات غريب .. ومقيت.. ومذل .. عندما صدم اهل العراق بان الذي ياتي ليخلصه .. يبداء بقتله .. وباي شيء؟؟ .. بمواد ممنوعة دوليا .. ولو كان صدام قد استخدمها سابقا لوقفت الدنيا على ساقيها ولم تجلس .. من يا ترا يرضى بتعذيب العراقيين بمواد حارقة وغير شرعية .. هل يجوز استخدام الفسفور الابيض على العراقيين مهما كانت الصفات التي تطلق عليهم .. مسلحين .. ابرياء .. ارهابيين .. مواطنين .. ايا كان الاسم الذي ينتمون اليه .. فهم في الغالب عراقيين .. وحتى من كان غير عراقي فقد جاء بين العراقيين .. وان كانت العمليات المسلحة تهدف لقتل العربي او الارهابي فان قتل واحد منهم تتسبب بقتل العشرات من العراقيين الابرياء .. فاي دين او شريعة او قانون او دولة او معاهدة ترضى بذلك هل تنص المعاهدات الدولية على استباحة الدم العراقي ؟ كان هم العراقيين سابقا صدام ومقابرة الجماعية المقيتة واعدامه للعشرات والمئات ودون ذنب يذكر .. والان همهم امريكا وحلفائها ومن يشاركهم من العرب والاجانب ويؤيد ما يحدث للعراقيين .. ما يحدث يرضي من بربكم ؟؟؟ الم يحن الوقت لكي يعيش اهل العراق كما هو حال العالم برفاهية وبامان ودون تهديد من اي طرف كان .. اليس من حق اهل الرافدين السهر على ضفاف دجلة والفرات حتى ساعات الليل المتاخرة اليس من حقهم أن وأن وأن ؟؟؟؟؟!!!
قد يرغب العراقيين بدخول كتاب غينيس فهذه فكرة جميلة للتميز ولكن لكل شعب طريقته الخاصة بالتعبير عن ذاته واهل العراق وجدو طريقتهم او بالاحرى الطريقة التي اجبروا على الدخول بها لهذا الكتاب الدولي !!!
نعم انها طريقة الموت الحديث من خلال التعرض الى الاسلحة المحرمة بانواعها المختلفة وبطرق الموت الغريبة والمبتكرة واخرها هو الفسفور الابيض ..
نعم الفسفور الابيض والتي اعترفت امريكا باستخدامة اثناء المعارك غرب العراق في مدينة الفلوجة ...
قد يتسائل البعض ماذا يقصد بالفسفور الابيض !! فاقول لكم ..
هل تعلمون ان الفسفور الابيض يشكّل مادة قوية الاشتعال لدى اختلاطها بالأوكسيجين وتؤدي إلى حرق البشرة حتى نفاد الأوكسيجين منها . وتُطلق هذه المادة عندما تُرشق بواسطة المدافع، شُعلات نارية صفراء ودخانا أبيض كثيفا، غالبا ما تستخدمها القوات العسكرية لإضاءة ساحة المعركة وتستخدم كساتر دخاني يخفي تحركات الجنود. وللفوسفور الأبيض خصائص حرارية تتسبب بحروق قوية لكنه لا يعتبر سلاحا كيماويا وبالتالي ليس مشمولا في معاهدة الأسلحة الكيماوية الموقعة في عام 1993، غير أن هذه المادة مذكورة في البروتوكول الثالث لمعاهدة الأسلحة التقليدية التي يحظر استعمالها كسلاح ضد المدنيين. إلا أن الولايات المتحدة لم توقع على هذه الاتفاقية.
وبالتالي فقد قامت امريكا باستخدام هذا الفسفور ضد الابرياء في مدينة الفلوجة العراقية ولم تميز في حينها بين الاهالي وبين الارهابيين الذين هددوا العوائل بالقتل اذا ما خرجوا من المدينة فقد كانوا الابرياء بين نارين ان تحركوا للخروج من المدينة فسيقوم الارهابيين بقتلهم وعوائلهم وان بقوا داخل المدينة فسيكون مصيرهم الموت ايضا وهو ما حصل فقد قضي عليهم بالفسفور الابيض الذي يجهله اغلب الشعب العراقي وحتى المثقفين منهم ،
لكن ابناء العراق اصبحوا الان اكثر علمية ودراية بانواع الثقافات الحربية وبجميع انواع الاسلحة الكيمياوية والدولية سواء كانت مسموحة او ممنوعة وسواء كانت الدول التي تستخدمها ضدنا صديقة ام عدوه فنحن اصبحنا حقل للتجارب لمعرفة مدى فعالية ما تصنعة باقي الدول من انتاج لانواع الاسلحة الجديدة ونحن خير مختبر فمنذ الانفال وحلبجة وانتفاضة الشعبانية وما سبقها من امور في حرب العراق وايران وكذلك حرب صدام مع الكويت وما تتالى على العراق واهله جعل اهل العراق فعلا اصحاب الحظ الاوفر بالدخول الى كتاب غينيس كاول شعب يتعرض الى هذا الكم الكبير من انواع الاسلحة والمواد الكيماوية والتي اخرها النوع الذي اعتمدته امريكا في غرب العراق الذي تكلم احد الاطباء الذين عاينوا ضحايا العملية العسكرية الأمريكية في الفلوجة قائلا ان "بشرة المصابين كانت منحلّة أو ذائبة". فكيف يا ترى لا يدخل هذا الشعب كتاب غينس ؟؟؟؟
فبالله عليكم من هو الشعب الذي تعرض الى هكذا اسلحة تذيب البشرة والجسد والعظام ؟؟؟؟

الا يكفي ما عانى العراقيين الم يحن الوقت ليشعر اهل العراق بالراحة والامان فهم لا يرغبون بدخول اي كتاب سواء كان غينس او دنس ... والحليم تكفية الاشارة !

#شيماء_العزاوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات