أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي العيدان - هوة حضارية














المزيد.....

هوة حضارية


علي العيدان

الحوار المتمدن-العدد: 5278 - 2016 / 9 / 7 - 04:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الأوكرانيون يرمون الساسة الفاسدين في حاويات القمامة
و العراقيون يستقبلون الساسة الفاسدين بالاناشيد الوطنية والابتهالات الدينية
ابتكرنشطاء اوكرانيون اسلوبا جديدا في الرقابة الشعبية على الاداء البرلماني والحكومي يتلخص في رمي الفاسدين من الساسة في حاويات القمامة وقدنال هذا الاسلوب استحسانا من قبل الشعب حيث اطلقوا عليه عملية التطهير بالاوساخ واخر من طالته هذه الحملة نائب برلماني انقضت عليه الجماهير فور خروجه من المحكمة بسبب حادثة مرور كان قد تسبب فيها وهو تحت تأثير الكحول. لقد اوجد الاوكرانيون الية شعبية لعقوبة معنوية تطال كل الفاسدين من النواب والمسؤلين الحكوميين حيث يعاملون كما تعامل القمامة على امل ان توفر هذه العقوبة شكل من اشكال الردع بعد ان عجز القانون عن مقاضاة الفاسدين حيث امنت توافقات برلمانية الحماية للفاسدين حيث استطاعت قوانين العفو ( مثل قانون العفو العراقي الاخير) التي اقرت بأصوات الفاسدين انفسهم فتح ممرات امنة يخرج منها الفاسد نظيفا وبسجل ابيض خالي من اي جنحة او جناية.
اما في العراق فقصة الفساد مختلفة وعلى عكس الاوكرانيون فقد دأب الساسة واصحاب السلطة على رمي المواطنيين بل رمي البلاد كلها بقضها وقضيضها في مكبات االنفاية, و ارجاعها الى عصور ماقبل القمامة, فالناس في هذه البلاد مغيبون مسلوبوا الارادة والحقوق وهم اهداف مشرعة لموت مجاني في الشوارع والاسواق تطاردهم المفخخات والانتحاريون واللصوص والنصابون والموظفون والسياسيون الفاسدون والاوبئة والفاقة, وفي هذه الاجواء البائسة وتحت بيارق (الديمقراطية) المزيفة حيث تفتحت ازهار الشر السوداء لاتتوفرلدينا نحن العراقيون القدرة لرمي الفاسدين في القمامة كما يفعل الاوكرانيون لان وراء القمامة ما وراءها لا بل وراءها قوى قاهرة ساندة للفساد من العشائر والاحزاب والطوائف والاعراق . الاوكرانيون يتصرفون كمواطنين احرار في دولةبينما يتصرف العراقيون كأفراد تابعين لقوى ما قبل الدولةوهذه القوى مساهمة في افتراس الدولة العراقية ونهب الثروة الوطنيةوفي انتاج وحماية الفاسدين, وليس من اولويات هذه القوى بناء دولة حديثة قائمة على مبدأ المواطنة والقانون بل كل الدعوات التي تصدر من هذه القوى والداعية لمحاربة الفساد هي دعوات خادعة وتستهدف الفاسدين من المكونات الاخرى وليس الفاسدين من كل الاطياف ومما له دلالة سرعة تفاهم واتفاف المكونان في غلق ملفات الفساد .
هذا هو العراق اليوم وطن ممزق وثروات منهوبة بلاد على حافة الهاوية وشعب تعبث به الاقدار وفي انتظار الخلاص السماوي اصبح جل اهتمام الناس هو سلامتهم الشخصية غاضين الطرف عن الفساد والفاسدين وهو المطلوب من لدن اللصوص والساسة والقتلة.
وسوف توظف هذه الحالة وعلى ايدي اشرار مهرة من كل المكونات يتقنون الكلام المراوغ والوعود الزائفة وبتجديد العزف على الاوتار الطائفية والعرقية وبالقليل من المال والهدايا التافهة سيحتفظ الساسة الفاسدون بمقاعدهم في البرلمان وربما الى الابد وطالما لم يغير القوم ما بأنفسهم فأن الله لايغيرهم.

في زيارة له لإحدى المدن الأوربية استقبل احد لصوص المال العام المعروفين في ندوة اقيمت له من قبل تجمع عراقي في المهجر ليس بكلمات الاستهجان والادانه حيث لم يأبه احد من الحضور لرائحة الفساد المنبعثة من سيادته من خلال عطره الباريسي الفاخر ولم يفكر احد مجرد تفكير بالحاجة الى رمي القمامة الماثلة امامه في البرميل بل تعالت الاصوات لحظة استقبال الفاسد الكبير

بالصلاة على النبي وآله
هل هذا مقبول ؟


سئل الامام علي (ع) مايفسد امر القوم ياامير المؤمنين قال:ثلاثة وثلاثة، وضع الصغيرمكان الكبير، وضع الجاهل مكان العالم ووضع التابع في القيادة. فويل لامة مالها عند بخلاءها وسيوفها بيد جبناءها وصغارها ولاتها.
وما اشبه الليلة بالبارحة!



#علي_العيدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارهاب...الراعي والذئاب
- حقيقة ما حدث في حرب -عيد الغفران--اكتوبر1973
- الموقف السعودي من الفلم المسيءللمسلمين


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي العيدان - هوة حضارية