أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف محسن - قراءة في التصميم الكولو نيالي للديمقراطية في العراق الراهن














المزيد.....

قراءة في التصميم الكولو نيالي للديمقراطية في العراق الراهن


يوسف محسن

الحوار المتمدن-العدد: 1408 - 2005 / 12 / 23 - 09:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


1 :اسطورة الطاولة الملكية : سرديات في تاريخ الدولة الوطنية العراقية
بتاريخ 8/ اذار / 2004 وقع اعضاء مجلس الحكم الانتقالي وثيقة اطلق عليها ( قانون ادارة الدولة العراقية للفترة الانتقالية ) وقد تم توقيع الوثيقة على (طاولة) تعود تاريخيا الى فترة الملك ( فيصل الاول ) مؤسس الدولة العراقية الحديثة ورغم حذف الوقائع المرتبطة بهذه ( العلامة التاريخية ) فقد شكلت لي هاجسا فكريا لقراءة تاريخية الدولة الوطنية العراقية وأزمة تكوينها فمنذ انهيار نظام الدولة الشمولية بقوة الغزو الكولونيالي الجديد تمكن المجتمع العراقي ( افراداً وجماعات ) ان يعيش حوارا متفجرا حول المفاهيم والمقولات ( الديمقراطية ، الفيدرالية .......) اكثر من ان يكون نقاشا حول اشكالية نظام البنى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتي تتحكم باليات الوصول الى السلطة السياسية وطبيعة نظام الهيمنة الايدولوجية وسيرورات تكون وتبلور الهوية ..هذا الحوار كان وحتى الان مطبوعا باللاعقلانية ومن شدة الهوس والهيجان الذي يصاحب الفترات الانتقالية للمجتمعات البشرية من انظمة الحكم الشمولية وحاكمية الحزب الواحد الى نظام تعددي سياسيا وفكريا حيث نلاحظ سهولة الطرح في تناول سلسلة المفاهيم بدون التنقيب عن جذورها التاريخية والمجتمعية فمن الخطاب الفضائحي الذي سيطر على المؤسسة الاعلامية بعد الاحتلال الامريكي . هذا الخطاب الذي يفتقد لعناصر التحليل التاريخي - النقدي محولا القزم الفاشي الى حقل المتخيل الاسطوري ثم الترويج لخطاب الديمقراطية الشعوبية في طرح قضية الفيدرالية وتمرير القرارات المتخلفة ازاء المرأة العراقية والصمت المريب الذي صاحب هذه القرارات من قبل الجماعات السياسية سواء كانوا ديمقراطيين او علمانيين امام هذا الوضع المعقد . هل تمكن المثقفون العراقيون ان يطرحوا الابعاد الفكرية والثقافية والسياسية للمشاكل التي يرزح تحتها المجتمع العراقي بوضوح وشفافية امام الوعي الوطني ؟
اقصد مشكلة الديمقراطية وفيدرالية الشعب الكوردي والتعددية القومية والدينية والعرقية والثقافية والسياسية للجماعات المكونة للمجتمع العراقي وقضية المرأة وعلاقة الدين بالدولة ومصادر التشريع واقتسام الثروة / السلطة والشراكة الوطنية .
ان التوترات السائدة حاليا تتطلب اعادة قراءة تاريخ حفريات الدولة الوطنية العراقية حتى الانهيار الشامل للوصول الى فهم المعنى السياسي للحقل الايدولوجي (انهيار اليسار العراقي التقليدي . السبات المستديم للتيارات الليبرالية . نمو الاصوليات الدينية كازمة للتشكيل الايدولوجي للمجتمع العراقي تمركز الهويات العرقية والقومية والطائفية وتحولها الى انساق سياسية ) حيث ان هذه المفاصل تولدت نتيجة استمرار اشتغال نظام البنى التقليدية وازمة تبلور المؤسسات للدولة العراقية وهيمنة الرموز الاسطورية في الفكر السياسي .
في كتاب التغيرات المؤقتة للثورة في العراق 1958 لـ(نورمان دانيال ) يطرح مشكلة الالتباس حول سبب اختيار البريطانيين العمل من خلال نظام ملكي . حيث تم فرض ( ملكية ) على غرار نظام (جورج الثالث ) وليس ( جورج السادس ) ؟ ان اطروحات نورمان دانيال ذي العقلية المدرسية الكلاسيكية . تفتقر الى تحليل موسع لشبكة نظام البنى واشتراطها السيوسيولوجية والتي حكمت الولادة العسيرة للدولة الوطنية العراقية الحديثة عام 1921 حيث ان شكل هذه الدولة كان نتاجا مشوهاً لنمط الهيمنة الكولونيالية واستجابة للنظام الثقافي والاجتماعي والسياسي السائد في المجتمع العراقي انذاك فقد تم تعيين فيصل الاول ملكا على العراق في مؤتمر القاهرة من قبل بيرسي كوكس و جيرتوديل . ولورنس laurance اقصاء ممثل الجماعات السياسية العراقية ( طالب النقيب ) في حين تكونت الجماعات التي ساهمت في تأسيس الدولة العراقية من شيوخ القبائل العربية والاغوات الاكراد وكبار التجار والسادة الضباط الاشراف السابقين في الجيش العثماني حتى عام 1958 مشكلا نخبة سياسية من المرحلة الليبرالية والملكية الدستورية . مستخدما الجيش لضمان وحدة الدولة المركزية عن طريق القوة فيما شهدت حقبة الاربيعنيات صراعا على السلطة السياسية داخل النخب التقليدية والتي تبلورت كـ(جماعات ازمة ) .. بعد اتفاق حلف بغداد والذي احدث انعطافا حادا في تقارب الجماعات السياسية المعارضة وتكوين جبهة الاتحاد الوطني والتي لعبت ادوارا متباينة لوصول المؤسسة العسكرية الى السلطة السياسية 1958 . ونتيجة عدم امتلاك المؤسسة العسكرية نسقا ايدولوجيا واضحا تحولت هذه المجموعة من الضباط العسكريين الى بؤرة ازمات مزمنه ادت الى تعطيل الدستور وانهيار جبهة الاتحاد الوطني وانجلاء الصراعات السياسية لحين مجيء انقلاب 1963 - 1968 ليبلور الشكل الكامل لتاريخ الدولة الشمولية القومية حين تسلم البعث العراقي السلطة السياسية في تشكيلة اجتماعية اقتصادية مفككة ونظام الدولة يقوم على احتكار السلطة للزعامات الفردية ونمو العنف السياسي امام هذا النسق التاريخي للمجتمع العراقي بدات الدولة القومانية بقيادة البعث العراقي بتخطيط الشكل التقليدي للدولة وصياغة تشكيلة جديدة تتضامن مع التاثيرات القانونية والوظائفية للدولة البعثية حيث تم دمج مؤسسة الحزب
وجهاز الدولة في كيان واحد يرمز الى الهيمنة السياسية والمالية ومع تفكك الزعامة القومية الناصرية وارتفاع اسعار البترول 1973 ( نتيجة ازمة الطاقة ) شكلت الدولة البعثية نظاما مركزيا صارما يستند على شبكة معقدة من نظام القرابات والروابط القبلية والجيش ومؤسسات الشرطة والامن الوطني .
ان هذا المسار التاريخي ادى الى ازمة تكون الطبقة البرجوازية الوطنية العراقية وصعود الفئات الريفية بايدولوجيتها القومية الرثة التي تتسم بالنزعات الشوفينية . مما انتج بناء دولة توليتارية تلغي الاختلاف والتعددية وتمارس العنف والاقصاء والتهميش للجماعات الدينية والقومية والاثنية والسياسية المناهضة .



#يوسف_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد النزعة التاريخية الأحيائية في الفكر العربي
- تحليل الخطاب السياسي حول مفهوم الديمقراطية الشعبوية


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف محسن - قراءة في التصميم الكولو نيالي للديمقراطية في العراق الراهن