أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز الحاج - خطاب من القلب للأخوين العزيزين مسعود برزاني وجلال طالباني المحترمين















المزيد.....

خطاب من القلب للأخوين العزيزين مسعود برزاني وجلال طالباني المحترمين


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1408 - 2005 / 12 / 23 - 09:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


سيادة الأخ رئيس الجمهورية العراقية، وسيادة الأخ رئيس إقليم كردستان:
بداية، أتقدم لكما ولكل المناضلين في الحزبين المجيدين، بأحر التحية وأصدق التمنيات مع كل احترامي.
إنني لأشعر بكل الاعتزاز والتقدير لدوريكما في كل من عهد المعارضة وعهد ما بعد سقوط صدام. وقد لمس العراقيون أن الأخ الرئيس مام جلال قد أدى واجباته الصعبة كرئيس للجمهورية خير أداء ممثلا لكل الأطياف العراقية بلا تمييز، وهذه هي كذلك مواقف الجبهة الكردستانية، التي لم تحصر اهتماماتها بالقضية القومية الكردية حسب، بل تعدت ذلك إلى خطوات العملية السياسية والعناية بما يجري خارج كردستان، ومتابعة التطورات هناك.
إن تصريحاتكم المتكررة عن الدروس المرة من أداء حكومة السيد الجعفري ومن التحالف مع الائتلاف، تعبر دون شك عن المرارة من وقائع وممارسات باتت معروفة على أوسع نطاق. ومعلوم أن التحالفات السياسية، إذ تراعي الانسجام بين زعماء القوى والأطراف الوطنية وحسن العلاقات الشخصية، فإن الأهم هي برامج هذه القوى والأطراف، التي لابد لكل مسؤول حزبي التقيد ببرنامج الطرف الذي ينتسب إليه. وفي لقائي بباريس بعد تشكيل مجلس الحكم مع الأخ مام جلال، فإنه قد طمأنني على جدوى وأهمية التحالف مع المجلس الأعلى، مستشهدا بمواقف المرحوم السيد محمد باقر الحكيم والجوانب الثرة في شخصيته. وكان الشهيد بحق نموذجا للتواضع والاعتدال ومعروفا بسعيه الحثيث للابتعاد عن كل تأثير إيراني رغم الصعوبات والتعقيدات، وهذا ما أعطى الكثير من الوزن للمعلومات حول دور المخابرات الإيرانية في عملية اغتياله الغادرة.
على ضوء تصريحاتكم الداعية لضرورة توسيع التحالفات الوطنية، فلا شك أنكم ستعيرون اهتماما استثنائيا لتعزيز التعاون والتحالف مع كل القوى والعناصر العلمانية، المؤمنة حقا بهدف النظام الفيدرالي المدني، وهي القوى والعناصر التي يجب أن يقوى ويتعزز دورها في تشكيل الحكومة المقبلة.
واليوم يا سيادة رئيس الجمهورية ويا سيادة رئيس إقليم كردستان، فإن كل ما حدث منذ التاسع من نيسان 2003، وخصوصا في البصرة والجنوب، قد أثبت مع الأسف أن الائتلافيين ينطلقون من نوازع الهيمنة ومحاولة فرض برامجهم الإسلامية على نطاق العراق. كما أن توسع واستمرار التدخل الإيراني دون مقاومة حقيقية من الوزراء المعنيين ومن محافظي العديد من المحافظات الجنوبية وشرطتها، يؤكدان فشل حكومة الائتلاف في تمثيل مصالح كل العراقيين وفي الحرص على الديمقراطية والوفاء لتعهدات سابقة وفق بنود الدستور المؤقت والتزامات عهد المعارضة. وكما بينت في مقالات كثيرة، فإن الدستور نفسه يتضمن مبادئ أساسية تفتح الباب لقيام حكم إسلامي، نجد اليوم نموذجه في البصرة والجنوب ومدينة الثورة، من انفلات دور المليشيات المسلحة التي يحرم الدستور وجودها، ومن فرض الحجاب، واختراق الشرطة، ومطاردة المسيحيين والصابئة المندائيين، ومن تحريم للموسيقى والفنون، ومن عمليات اغتيال وتسلط ولحد العودة للسجون السرية وممارسات التعذيب. كل هذا يجري والبلد لا يزال فريسة الإرهاب الفاشي بشقيه الصدامي والزرقاوي، ولا تزال دماء ضحاياه تسيل مدرارا.
إلى جانب كل هذا، فإن الانتخابات تكشف عن مدى تدخل الإخوان الائتلافيين في مراحل العملية الانتخابية وبكل الأساليب والصيغ، وعن اختراق المفوضية العليا ومكاتب المفوضية في الجنوب والخارج، وغيرها من ممارسات كشفت عنها عدة أطراف وطنية. إننا لو طرحنا نصف المعلومات المنشورة بهذا الصدد جانبا وافترضناه مبالغات، فإن النصف الآخر بحد ذاته مذهل في مدى مجافاة هذه التصرفات لمبادئ الانتخابات الديمقراطية الحقة، وأعتقد من الواجب العمل لكي تتدخل هيئة الأمم لتشكيل لجنة تحقيق موسعة فيها ممثلون عن كل الأحزاب المشاركة في الانتخابات وكذلك ممثلون مراقبون من الأمريكان والبريطانيين باعتبار هذين البلدين يتحملان مع الأمم المتحدة مسؤولية خاصة عن حسن سير العملية السياسية في العراق.
إن استبدال الاستبداد السياسي الفاشي والدموي لنظام صدام بنظام الاستبداد الديني والمذهبي باسم تنفيذ أحكام الشريعة يعني أن كل التضحيات الكبرى راحت هدرا، بل ويعني فتح الطريق لنشوب حروب داخلية وخطر التقسيم، واستمرار وتفاقم خطر الإرهاب الصدامي ـ القاعدي، المعتمد على العون الإيراني والسوري، وعلى أموال بعض الجهات الخليجية.
يا سيادة الأخوين الرئيسين:
إن العراق أمام منعطف دقيق، وثمة قوى شريرة لا تريد الخير للعراق، وعلى رأسها قوى الإرهاب الدموي الذي يتقنع باسم المقاومة الوطنية. ونعلم أنه حتى عمليات قتل جنود التحالف الصديق ليست مقاومة وطنية، إذ بفضل وجود القوات متعددة الجنسية، التي حررت الشعب العراقي، يمكن ضمان تدريب القوات العراقية، ومساعدتها على حماية الحدود وأمن المواطنات والمواطنين، ولجم ودحر قوى الإرهاب، رغم أن ذلك يتطلب الوقت والصبر والمثابرة. كما أعتقد أن من مستلزمات دحر الإرهاب وإحقاق العدالة والحق، أن تجري محاكمات كبار أركان العهد المنهار باحترام لكل المواصفات القانونية، ليس فقط من جهة حقوق المتهم وحرية الدفاع عنه، وإنما في الوقت نفسه صيانة حرمة المحكمة والشهود وذكرى الضحايا الغالية التي لا يجوز لكائن من كان التطاول عليها أمام المحكمة. ولعلكم قد قرأتم العشرات من المقالات لكتاب وطنيين عراقيين في انتقاد سير المحاكمات وما ينبغي عمله من إعادة النظر في الأساليب والأداء ليس أبدا لقمع المتهم أو لجم الدفاع عنه، وإنما لضمان عدم خروج الكلام عن القضايا المطروحة في الاتهام، والحيلولة دون توجيه المحاكمة وجهة سياسية ليست المحكمة مجالها. وعندما يعتدي أي متهم على شاهد ما وعلى المحكمة، فإنه يجب إخراجه فورا كما تفعل المحاكم الأمريكية نفسها، حيث تعاقب على إهانة المحكمة، بل وتحكم بالغرامة على المحامي الذي يتحدى توجيهات القاضي. كما أن محاميا لا يعترف بالمحكمة يجب أن يقال له بكل صراحة ولكن بلباقة أن لا مكان في القاعة لمحام لا يعترف بالمحكمة. أليس هذا ما يفعله القضاة في الدول الديمقراطية؟ فلماذا يراد أن نكون من التساهل واللين بحيث نسمح بخرق قواعد ثابتة في المحاكمات الأصولية؟
إنني إذ أثير هذا الموضوع، فلأن القاضي المحترم الأستاذ رزكار، وأنا أقدر عاليا نزاهته وكفاءته وسيرته، هو كردي؛ ويؤلمني أن أسمع حتى من بعض أصدقائي ما يوحي بأن أداء السيد القاضي يعكس موقف الجبهة الكردستانية، برغم يقيني الكلي بأن هذا غير صحيح بالمرة.
تلكم أيها الرئيسان الموقران ملاحظاتي أبثها بتواضع من القلب كمواطن كردي عراقي، يهمه وصول العراق لعهد النظام الديمقراطي الفيدرالي المدني، وراجيا أن لا أكون قد شططت، ومتمنيا لكما كل النجاح والصحة، وأصدق تمنيات العام الجيد الذي هو على الأبواب.



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرص التعديلات الديمقراطية المدنية على الدستور العراقي
- الديمقراطية لا يبنيها غير المؤمنين بها حقا
- كلارك وجائزة نوبل وبينهما القاضي الدمث رزكار
- الوجود الأمريكي المرحلي ليس أم المشاكل!!
- العراق بين -القواسم المشتركة- والأحزاب الإسلامية
- في فرنسا أيضا: حكايات أخرى مختارة!!
- عودة للأحداث الفرنسية.. ليست -ثورة فقراء-!
- هل فضح التدخل الإيراني هو -إيران فوبيا-؟!
- صفحات عن بعض دعاة الإصلاح الديني: محسن الامين نموذجا
- بعد الاستفتاء وقبل الانتخابات 2/2
- وجهة نظر: بعد الاستفتاء وقبل الانتخابات1 2
- مرة أخرى عن بؤس السجال العراقي!
- كلمة خاطفة: عمرو موسى في نجدة البعث والزرقاوي!!
- حول المحاكمة أيضا ..
- كلمة قصيرة عن تعديلات الساعات الأخيرة
- التمثيل الشيعي في العراق بين الأحزاب والمليشيات
- أزمة الرفض (شبه المستحيل) وألغام القبول!
- بل المشكلة هي في الائتلاف، يا أعزائي!
- الحرب السورية الإيرانية على العراق
- الغرائب في تصرفات المسؤولين العراقيين!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز الحاج - خطاب من القلب للأخوين العزيزين مسعود برزاني وجلال طالباني المحترمين