أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عصيد - القوانين لا توضع على مقاس الإسلاميين














المزيد.....


القوانين لا توضع على مقاس الإسلاميين


أحمد عصيد

الحوار المتمدن-العدد: 5276 - 2016 / 9 / 5 - 21:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يبدو أنّ علينا أن ننتظر جميعا أن يُظلم الإسلاميون وتُهان كرامتهم لكي ينضموا إلينا في المعارك الحقوقية الكبرى، ويدركوا بأن الحريات والحقوق إنما هي أيضا حرياتهم وحقوقهم، وأن المعركة من أجل الكرامة هي معركة من أجل المغاربة جميعا لا بعضهم دون بعض.
هذا ما أوحى لي به البيان الذي أصدره "منتدى الكرامة لحقوق الإنسان" الذي يترأسه السيد عبد العالي حامي الدين القيادي بحزب العدالة والتنمية الإسلامي، الذي يرأس الحكومة المغربية، حيث أشار بوضوح إلى ضرورة إعادة النظر في بعض نصوص القانون الجنائي التي استعملت بشكل سيء أدى إلى إهانة كرامة السيد عمر بنحماد والسيدة فاطمة النجار القياديين بحركة "التوحيد والإصلاح" الدعوية، التابعة لحزب العدالة والتنمية.
فقد اكتشف الإخوة في منتدى الكرامة مع قضية المواطنين المذكورين بأن "المواد 490 و 491 و 492 من القانون الجنائي:"مدخل يستخدم بشكل سيء للتعدي على الحريات الشخصية والحقوق الدستورية للمواطنين، ويعرضهم لمعاملات لا إنسانية ومهينة وحاطة بكرامتهم الإنسانية". وطالب المنتدى على هذا الأساس بـ "ضرورة إعادة صياغة الفصول القانونية المذكورة وإحاطتها بكل الضمانات والاحتياطات التي تمنع أي شطط أو تعسف أو تطبيق انتقائي أو انتقامي لها، وإلا فستكون الدعوة إلى إلغاء تلك الفصول، أولى من إبقائها، مع ما يقع بواسطتها من تعديات وانتهاكات لحقوق المواطنين وأعراضهم وأمنهم وكرامتهم".
السؤال المطروح هو كم عدد الحالات الشبيهة التي تقع يوميا في بلادنا دون أن تلفت انتباه إخواننا الحقوقيين الإسلاميين ؟ (الذين يتميزون عن غيرهم من الحقوقيين الآخرين بالتحفظ على كونية حقوق الإنسان وعلى بعض الحقوق والحريات بذريعة الخصوصية الدينية). فقبل أيام فقط حدثت مجزرة قضائية مهولة ضد المساطر والقوانين في قضية الطفلة المنتحرة خديجة السويدي، ولولا انتحار الفتاة وما تلاه من قوة الاحتجاج والضغط الشعبي لأغلق الملف أمام صمت تام للإخوان الإسلاميين الذين لم ينبسوا ببنت شفة، مع العلم أن القضية أخطر بكثير من قضية قياديي التوحيد والإصلاح، حيث لم يكن للفتاة المظلومة حركة دعوية أو حزب سياسي يقف بجانبها في محنتها، ولهذا اضطرت إلى الانتحار لكي توقظ ضمير المسؤولين ويُعاقبَ الجُناة.
كما أن المنتدى الحقوقي الإسلامي لم يكن واضحا في مواقفه تجاه الحريات الفردية عندما قام الحقوقيين بتوجيه النقد الشديد لمسودة مشروع القانون الجنائي التي اقترحها وزير العدل والحريات قبل أزيد من سنة، والتي بدا واضحا أنها تتهيأ لإلحاق ضربات موجعة بالحقوق والحريات في بلادنا، وتخطط للعودة بنا إلى ما قبل الأزمنة الحديثة في أمور أصبح مجرد مناقشتها ردّة حقوقية لا غبار عليها. وما آلمنا هو أن ينزل التيار المحافظ بكل ثقله لتبرير مثل تلك المشاريع في محاولة لتمريرها دون التعديلات الجوهرية المطلوبة. بينما هي مشاريع قوانين تستهدف الجميع دون تمييز، وإن كان المحافظون يعتقدون بأن القوانين التي تحدّ من الحريات الفردية لا تعنيهم لأنهم لا يحتاجون إليها، لكن العديد من الوقائع جاءت لتؤكد أنهم معنيون بها ما داموا بشرا مواطنين كغيرهم.
إننا إذ نضمّ صوتنا لصوت منتدى الكرامة لحقوق الإنسان في مطالبه ، وإذ نتضامن مبدئيا مع المواطنين المعتدى عليهما من طرف موظفي الأمن الذين انتهكوا حرمة حياتهما الخاصة، كما تضامنا مع جميع الذين وجدوا في مثل وضعيتهما، لا نقف عند حدّ تجاوز المسؤولين للمساطر القانونية، بل نعتبر أن تدخل الأجهزة الأمنية في أساسه انتهاك لحرية المواطنين واعتداء عليهما، مما يستوجب ليس إعادة صياغة نص المادة 490 بل حذفها بالمرة لعدم احترامها للحياة الخاصة وللحريات الفردية، ولكونها تفتح باب المعاملة اللاإنسانية للأفراد، وتعرضهم لأنواع الإهانات التي لا موجب لها، وهو ما يقتضي إعادة النظر في النظام القيمي الذي استندت إليه السلطة في وضع القانون الجنائي بأهداف رقابية جزرية لا تحترم الحريات ولا تأخذها بعين الاعتبار. ذلك لان المجتمع المغربي الذي عرف تحولات كثيرة على مدى عقود، لم يعد يعكس نظاما قيميا متجانسا ومغلقا كما تدعي السلطة وحلفاؤها المحافظون، بل أصبحنا نعيش في ظل قيم متجددة تعرف طفرات واهتزازات بحكم الواقع المتغير.
لقد آن الأوان لكي تتضافر جهود جميع القوى من أجل إعادة الاعتبار لموضوع الحريات الفردية في القانون الجنائي المغربي، التي طالما تمت الاستهانة بها سواء من قبل الأحزاب السياسية أو الفاعلين الإسلاميين الذين اعتبروها "دعوة لإشاعة الفاحشة والجهر بها"، وهم لا يدركون بأن الحريات الفردية جزء لا يتجزأ من حرياتهم الأساسية، وأن القوانين لا يمكن أن توضع على مقاسهم، بل ينبغي أن تحمي الجميع من الظلم، ولكي يقتنعوا بذلك لا بدّ أن يخرجوا من الضوغما التي يعتقدون بموجبها أن المجتمع عبارة عن جماعة دينية منسجمة تحكمها قوانين ثابتة.



#أحمد_عصيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يضطرّ حزب -العدالة والتنمية- إلى ترشيح الدعاة والخطباء ...
- الملائكة في خدمة فقهاء البترول
- انتحار المغتصَبات وصمة عار في جبين الدولة
- الإسلاميون والولاء للدولة
- هل يحقق إردوغان حلم -الإخوان- بالاستيلاء الشامل على الدولة ؟
- متى يتم إقرار الزواج والدفن المدنيين ؟
- -التربية الإسلامية- أم -التربية الدينية- ما الفرق ؟
- سيكولوجية الصائم
- من يسعى إلى التحكم لا شرعية له في محاربة التحكم
- من الحكومة إلى الجنة
- حول القانون التنظيمي للأمازيغية، السيناريوهات الممكنة
- ما قيمة دستور لا يحترمه أحد ؟
- لماذا الإنسان أولا ؟
- غوغائية الشارع نتاج سياسة الدولة، لكنها قد تؤدي إلى خراب الد ...
- لماذا يحتاج الإسلاميون إلى تقنيين لا إلى مفكرين وفلاسفة وفنا ...
- الأسباب الخمسة لعودة الصراع حول الهوية بعد أن حسم فيها الدست ...
- هل العنف ضدّ المرأة من تعاليم الإسلام ؟
- معنى احترام الآخر
- ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية ؟
- السعودية / إيران، هل دقت ساعة الحقيقة ؟


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عصيد - القوانين لا توضع على مقاس الإسلاميين