أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - مريم كنبور - إنتاج الفهم














المزيد.....

إنتاج الفهم


مريم كنبور

الحوار المتمدن-العدد: 5276 - 2016 / 9 / 5 - 09:49
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


"ثمة فرق بين أن نربي من أجل تحصيل الفهم في الرياضيات أو في مادة تعليمية أخرى، و بين أن نربي من أجل اكتساب الفهم الإنساني...يتعلق الأمر بتعليم الفهم بين الناس"
الفيلسوف الفرنسي ادجار موران EDGAR MORIN
بما لا يدع مجالا للشك، أثبتت الوقائع أثناء تفاعل الأفراد في الحياة اليومية أن التواصل لا يخلق بالضرورة فهما و تفهما و تفاهما ،إن العالم بكل ما يعتمل فيه من صنوف الرفض و التمييز و العدوانية و التناحر يؤكد أن تلقين الفهم كتربية وكقيمة ظل منزويا أو أريد له أن يظل كذلك.
و أمام السباق المحموم لتملك الوسائل و الماديات، وحسب قانون العرض و الطلب للسوق المتوحشة، تتباهى المؤسسات و البرامج التعليمية عبر العالم و تتفنن في عروضها العلمية و الرياضية و الاقتصادية و المعلوماتية، و يتقهقر البعد الإنساني للمعرفة حتى ليكاد يقتصر فقط على أصحاب التخصص والنخبة المنزوية. الأمر الذي أنتج في المحصلة حالة من عدم التوازن و الاختلال بين المستوى التعليمي لدى الأفراد و بين أدائهم في الحياة اليومية و قدرتهم على التعايش، وكذا مساهمتهم في التأثير في مجتمعاتهم و إعطاء القدوة و احترام الأخر المختلف. وضعية التنافر هذه أفرزت حالة من فقدان الثقة لدى الأفراد كما لدى المجتمعات كما خلقت نوعا من الارتباك في تبني القيم وتثمين التفاهم الإنساني.
إن النطق بعبارة ما أو استعمالها من لدن المرسل لا يحيلنا بالضرورة على معنى محدد و دقيق لدى المرسل إليه، بقدر ما يضعنا أمام تفسيرات و تأويلات متعددة و غير موحدة النتائج ، هذا التفسير و التأويل الذي يختلف باختلاف المرجعيات و المفاهيم و المعارف الأساسية و والأولية التي تلقاها و تربى عليها الفرد . و في هذا الإطار يورد فرانك سميث FRANK SMITHتعريفا للفهم يندرج في إطار علم اللغة النفسي "الفهم هو عبارة عن عملية إعطاء معنى للأشياء " كما يؤكد "إن المعنى لا يأتي من النص إلى المستمع أو القارئ،بل القارئ هو الذي يأتي بالمعنى للنص "و في نفس المنحى عرف عالما الديداكتيك بوايي و ميشال يوزباش – ريفارا H. BOYER et M. BUTZBACH – RIVERA عملية الفهم بأنها "عبارة عن إنتاج لمعنى و ليست عملية تلق و استقبال".
من كل ما سبق نستنتج أن الفهم ليس صفحة بيضاء و ليس شيكا دون رصيد، بقدر ما هو تراكم يكتسي أهميته من المخزون الذي يتم استدعاؤه و استحضاره.و تكمن خطورة الفهم في المعلومات الأولية التي يتلقاها الفرد خلال مراحل تنشئته، والتي يكتسبها الطفل على الخصوص في مراحل تلقينه معارفه الأولية و تربيته الأساسية من أسرته ومدرسته و محيطه ،و يدعم هذا القول ما ذهبت إليه الفيلسوفة الفرنسية المختصة في علوم التربية بريت ماري بارت BRITT- MARI BARTH بأن" ما يعرفه الفرد و طريقة معرفته له تؤثر على الطريقة التي يتعامل بها مع النص.فليس محتوى النص هو الذي يؤثر على المتعلم و لكن المعلومات التي يمتلكها هذا الأخير هي التي تمكنه من فهم النص"
و لأهمية التربية على الفهم أفرد ادجار موران في كتابه "تربية المستقبل" المعارف السبع الضرورية لتربية المستقبل- فصلا كاملا يحث فيه على "تعليم الفهم " كسادس معرفة من واجب تربية و مدرسة المستقبل أن تأخذ بها. ويؤكد "يحيل الفهم الإنساني على معرفة الذات للذات .هكذا فإذا رأيت طفلا يبكي سأفهمه، ليس اعتمادا على درجة ملوحة دموعه و لكن اعتمادا على الغوص في أعماقي و استخراج كل الشدائد التي عشتها في طفولتي،...إننا لا ندرك الغير إدراكا موضوعيا فقط، بل ندركه كذلك كذات أخرى نتطابق معها...إنه أنا آخر، و قد أصبح غيرا" بل يذهب هذا الفيلسوف الناقم على عصر مابعد الحداثة وعلى الليبرالية الجديدة إلى أن من أكبر رهانات تربية المستقبل هو تغيير العقليات عبر تفكيك اللاتفاهم لمعرفة جذور العنصرية و محاربة مختلف أشكال التعصب الإنساني.
مريم كنبور



#مريم_كنبور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة :لعب المعركة
- قصة قصيرة
- قصيدة -المركب-
- قراءة في كتاب-دوائر الخوف...لنصر حامد أبو زيد
- المرأة و العنف -الطبعة الثالثة


المزيد.....




- إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
- مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما ...
- سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا ...
- مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك ...
- خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض ...
- -إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا ...
- بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ ...
- وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
- إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - مريم كنبور - إنتاج الفهم