المصرف العقاري / مؤسسة بين المؤسّسات

انور الموسوي
مهندس كاتب وصحفي
(Anwar H.noori)

الحوار المتمدن-العدد: 5276 - 2016 / 9 / 5 - 04:11
المحور: المجتمع المدني
    

أتكلم هنا حوّل ما شاهدته في المصرف العقاري فرع / ذي قار.
في كل حالة سلبيَّة وما أكثرهن من حالات في دوائر الدّولة الَتِي تلقّي بتبعاتها السلبية على المراجع (المُواطن).لتسبب لَه أنواع مَن المشاكل المعروفة والتي لاتخفى عَن الجميع من تأخير إلى عدم إحترام إلى إبتزاز ورشوى...الخ وَهَذَا دائماً مايتم تسليط الضوء عَلَيْه ونقده محاولة لإستئصال هذه الحالات السيِّئة جداً والمؤذية حد الفوضى،في كل دائرة عندما تجد اللانظام ستجد الفوضى والفوضى بطبيعتها هي نتاج اللاقانون والذي سبَّبه أو أكثر أسبابه الفَسَاد المستشري! هنا تجد الإرباك في سير الإجراءات وتدهور حالة المُواطن في إنجاز معاملته او مراجعته.رَغْم هَذَا الجُزء السيء جداً تُوْجَد حالات رائعة من اللازم أن تَكُون قدوة في أن تتبعها وتسيّر علَى شاكلتها في مؤسسات الدّولة الأخرى وأخذت حالة ( المصرف العقاري فرع /ذي قار) كمثال على نحو العام لا الحصر، لما لمسته في هذه الدائرة المنتظمة في أول دخولك لها الى نهاية إنجاز معاملتك، كادر منتظم واعي مثابر بجهد ونشاط وأسلوب رائع في فن التعامل مع المُراجع ( المواطن)، وإحترام إنسانيته مَن أصغر مُنتسب في الدائرة ليصل بك الحال الى مدير الدائرة الذي يقف من كرسيّه يسلّم عليك ويجلسك أمامه ليستمع لك ويفكر معك لأيجاد حل للأمر الَّذِي جئت من أجله أو يوجهك إلى الطّريق الصحيح لإكمال ماجئت من أجله،
فريق منسجم مَن الموظّفين جَعَل مؤسسة مَن أحد مؤسسات الدّولة خالية مَن الفوضى والهرج والدفع! والابتزاز! تروج معاملتك وُفق نظام ونظافة ضمير دُون أن تبحث على [ مُرَوِجٍ أو سمسار]! ليرتب لكَ الأمور مَع أصحاب الشأن وُفق رشوى تقسّم علَى ( الروس او اليابان)! لاتجد ذَلِك هنا ولا تحتاج لَه،كلّ شَيْء يسيّر بنظام وترتيب وتقنية وفوق ذَلِك بشاشة وجه وإحترام عالٍ الدقّة ( فول HD)، كَيْف لَا وأنت تَجِد الموظف الَّذِي خَرَج ( متقاعد)، وانتهت خدماته رسمياً تجده باق في مَكَانِه لوقت معيّن قصير، بعد تقاعده وهو يُدير شؤون المراجعين، سألتُه لِماذا؟ قَال [ يجب أن أرتب الأمور قبل خروجي لأنها كَانت علَى يَدِي وحتّى لايحصل أشكال مَن بَعْدِي لأسلمها إلى موظف آخر بَعْدِي دُون اي نقص].هكذا تُدار هذه المؤسسة بهذا النفس عال الوطنيّة،تخاطبهم بِسؤال علَى الخطّ الساخن أو علَى الإنترنيت تَجِد التّعاون ملموس جداً والرسالة تصلك مع إحترام لذاتك الإنسانية ومعها الجواب بكل سهولة وسرعة.
الجميع يقف بانتظام في هذه الدائرة وبنفس هَذَه الإعداد الَتِي تقف لا تَجِد تزاحم أو تدافع او فوضى والجميع مسيرة أوراقهم بشكلٍ سلسل،تَجِد خلايا نحل الكوادر في هذه الدائرة يتصفحون كل أوراق الموظف بدقّة وبنفس الوقتِ يخاطبوك باحترام ويحاولون مساعدتك لإرشادك مَاذَا عليك أن تفعّل وَمَا هُو الطّريق القانوني الأفضل لك.
رَغْم أن بناية الدائرة قديمة وأكاد أقول كوني مهندس أنها شبه متهالكة، ورغم عدم توفر جَمِيع وسائل الخدمة للموظف،لكنهم يَعْملون،رَغْم أن رجل الأمن يقف بالشمس دُون مظلّة لكنّهم يَعْملون،رَغْم أن الصحيات وماء الشرب الشيء الأكثر أهمية بحاجة إلى ترميم وتجهيز لكنّهم يَعْملون،في أكثر الحالات يزدحم عَلَيهِم حر الصيف أكثر مَن ازدحام المُواطن عَلَيهِم ، لكني وجدتهم يَعْملون مَن أجلك باحترام،لجانهم المتخصصة بالكشف والخروج موقعياً يتحملون واجبهم ويأتوك لإنْجاز طلبك دُون إبتزاز أو تحريك لهم مبلغ مَن المال،يتواصلون معك ويتصلون بكل مراجع ويتحركون نَحْو إنجاز طلبك لتشعر أنك بكامل إنسانيتك مَعَهُم وبلا شروط إلا مايفرضه القانون عليك وعليهم،
ما كتبتُه كحالة إيجابية تكاد تَكُون قليلة مع حجْم السلبيات والفساد المُبطن والظاهر في مختلف مؤسسات الدّولة وأشرت لهذه الحالة الصحيّة كتعميم رائع أتمنى أن نجده في جَمِيع المؤسّسات،لا يُمكن أن أطلق علَى هَذَه الحالة أنها فريدة من نوعها لأنه مَن المؤكّد أن هُناك صفوة خيِّرة في كلّ مَكَان ودوائر تُدار بنَفس هَذَه الطريقة النظامية لكن لم تتسنى لي الفرصة أن أزورها كواطن،لكن أملنا بهؤلاء وغيرهم ممّن لم أعرفهم كَبِير جداً أن نرى تلك المؤسّسات بهذا الشكل الحضاري الَّذِي يعكس ثقافة الموظف وإحترام المُواطن لهم،أملنا بالعراق خير بفعل هَذَه الجهود الوطنيّة الخيّرة وبإمثالهم في مُختلف المؤسّسات لينعكس هَذَا الأمر على طَبِيعَة الدّولة كمؤسسات نزيهة نظيفة نظامية عِند ذَلِك ستكّون لنا دُولَة تُسمى دُولَة مؤسسات وهنا سيكون التطوّر والبناء والإزدهار.

#انور_الموسوي (هاشتاغ)       Anwar_H.noori#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات