محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 1408 - 2005 / 12 / 23 - 11:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تعرف بلادنا في السنوات الأخيرة ترديا على جميع المستويات الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية. و هو ترد يرد ينبئ عن خطورة كبيرة تهدد مستقبل هذه الأوضاع، بسبب هذا التردي المتوالي، و بسبب انعدام التفكير في إعادة النظر في الاختيارات الرأسمالية التبعية، التي أنتجت لنا هذه الأوضاع. و نظرا لغياب الشجاعة الكافية للاعتراف بما آلت إليه بلادنا بسبب تلك الاختيارات، التي لا تخدم إلا مصالح البورجوازية التابعة، في ارتباطها بالمؤسسات المالية الدولية، و بالشركات العابرة للقارات، و بقبولها بالاملاءات الخارجية التي تستهدف إضعاف الاقتصاد الوطني، و خوصصة الخدمات الاجتماعية، و توجيه المخططات الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، حتى تصير، جملة و تفصيل،ا في خدمة المؤسسات الخارجية الموجهة، و من خلالها في خدمة الرأسمال العالمي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
و بعد استعراضنا لمظاهر تلك الأزمات على المستوى الدولي، و على المستوى القومي، نصل إلى الوقوف على مظاهر الأزمة الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، على المستوى الوطني، لنجيب من خلال ذلك على السؤال العنوان : هل .. يمكن أن نحلم بمستقبل لصالح الجماهير الشعبية الكادحة؟
إن ما يمكن تسجيله في البداية على المستوى الوطني: أن الأوضاع الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، متردية إلى أبعد الحدود، إلى درجة أن انعكاساتها السلبية طالت جميع مجالات الحياة، و صارت مفرخة لانتاج الجوع، و العري، و المرض، و الفقر، و العطالة، و الأمية، و التخلف، و المديونية، و إعادة إنتاج نفس الهياكل القائمة، و لكن بشكل اكثر تخلفا، و أسرع تأثيرا في حياة الناس. و حتى نقف على مظاهر الأزمات القائمة وراء هذا التردي المتسارع نرى أن الاقتصاد الوطني المغربي لم يعد قادرا على الاستجابة للحاجيات الوطنية، و المحلية على السواء. فهو مكبل بخدمة الدين الخارجي، مما يجعل جزءا من الدخل الوطني يذهب لخدمة ذلك الدين، بالإضافة إلى أن الطبقة البورجوازية المغربية، المتحكمة في ذلك الاقتصاد ذات طبيعة هجينة، و متخلفة، مما يجعل الحس الوطني ينعدم عندها، و يقف وراء عدم توظيف الثروات، التي تحصل عليها تلك البورجوازية، في بناء صناعة وطنية متطورة، و متقدمة.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟