أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - أينما تمتد الأصابع الأمريكية يرتفع الدخان!!














المزيد.....

أينما تمتد الأصابع الأمريكية يرتفع الدخان!!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 5273 - 2016 / 9 / 2 - 13:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العاقل لا يلدغ من جحر مرتين، فهل فقدنا العقل، بحيث نلدغ من جحر مرات ومرات دون أن نتعلم من دروس الماضي؟ الكثير من القوى والأحزاب السياسية بدول منطقة الشرق الأوسط تردد باستمرار بأن العلاقات بين الدول لا تقوم على الود والحب، بل تستند إلى المصالح لهذه الدولة أو تلك، وحين تتغير المصالح تتغير السياسات والمواقف، فازدواجية المعايير في التعامل مع قضية واحدة أو قضايا متماثلة كثيرة جداً بالمنطقة، والمثل الكردي يقول لا يمكن أن يكون هناك مناخين على سطح واحد. ولكن الأيام تثبت بإمكانية ذلك في سياسات الدول وضد كل المبادئ، وخير مثال على ذلك سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، والتي هي الأخرى متحركة ومتغيرة على وفق مصالح هذه الدولة وليس مصالح الشريك او الحليف أو التابع. وإذا كان الموقف من العلاقات بين الدول يقوم على المصالح، فأنه ينطبق أكثر بكثير على العلاقات بين الدول من جهة، والقوى والأحزاب السياسية من جهة أخرى، التي يمكن أن تضحي بها هذه الدولة أو تلك في لحظات، حين تجد مصالحها تفرض عليها تغيير الحلف أو الشريك أو التابع. وخير مثال على ذلك سياسات ومواقف الولايات المتحدة الأمريكية وعلاقاتها في منطقة الشرق الأوسط ومع القضية الكردية في الدول التي وزعت على دولتين بعد معركة جالديران بين الصفويين والعثمانيين في العام 1514م، ومن ثم التقسيم الثاني لكردستان في العام 1918 بعد اندحار الدولة العثمانية والألمانية في الحرب العالمية الأولى وعلى أربع دول هي تركيا وإيران والعراق وسوريا، وحرم الكرد من دولتهم الوطنية المستقلة بخلاف كل القوميات الأخرى بالمنطقة. ومن قام بالتقسيم الثاني هي بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية في ضوء تقاسم اسلاب الدولة العثمانية والاتفاق على توزيع الحصص في استثمار المواقع النفطية. فهل تعلمت القوى والأحزاب الكردية من ذلك؟
لقد خذلت الولايات المتحدة الأمريكية الشعب الكردي بالعراق في العام 1975 بموافقتها على دحر الحركة الكردية التحررية المسلحة لصالح دولة وحزب البعث وإيران الشاه. وقد أشرت إلى ذلك في آخر لقاء صحفي لي مع وكالة هاوار الكردية. وحذرت الكرد السوريين من مغبة وقوع ما يماثلها معهم في علاقتهم مع الولايات المتحدة. ولا يستبعد حصول هذا مرة أخرى مع الشعب الكردي في كردستان العراق، وفي كل لحظة تشعر الولايات المتحدة إن من مصلحتها الاتفاق مع الدول الثلاث الأساسية تركيا وإيران والعراق ضد مصالح الشعب الكردي. ثم كانت المساومة بين تركيا والولايات المتحدة في الموافقة على ضرب حزب العمال الكردستاني في مقابل الموافقة على استخدام القاعدة الجوية التركية أنجرليك من قبل الولايات المتحدة. ثم جاءت المساومة الأخيرة على حساب الكرد السوريين بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، حين اتفق وزيرا خارجية البلدين جون كيري ومولود أوغلو على اختراق تركيا للحدود السورية لطرد داعش من المنطقة الحدودية. ولكن لم تعترض أمريكا على تصفية تركيا لحساباتها مع الكرد السوريين في المنطقة، بذريعة إنها لا تريد أن تقوم دولة أخرى كردية على حدودها. إن احتجاج وزارة الخارجية الأمريكية على مقاتلة الكرد بسوريا ليس سوى ذراً للرماد في عيون الكرد، ليس سوى ضحكاً على ذقون الكرد بسوريا والكرد بمنطقة الشرق الأوسط، إنها المأساة اتي ينبغي لا أن نحتج عليها فحسب، بل وأن ندينها ونتظاهر ضدها ونعلن عن رفضنا لمن يقف معهما ضد هذا الجزء أو ذاك من الأمة الكردية.
لقد علمتنا التجربة في العلاقة مع الولايات المتحدة بمنطقة الشرق الأوسط صواب المقال الذي كتبه الأستاذ محمد شرارة في منتصف الخمسينات من القرن الماضي تحت عنوان "أينما تمتد الأصابع الأمريكية يرتفع الدخان" ونشر في مجلة الوادي العراقية. إن مصلحة الولايات المتحدة يكمن في نفط المنطقة والغاز الطبيعي والمياه الدافئة وقربها من روسيا وإيران، إضافة على أهداف أخرى، ولا يهم أن ينزف سكان المنطقة الدماء لتسيل كمياه دجلة والفرات. إن نقد العلاقة مع الولايات المتحدة لا ينطلق من عقدة الشك بها وبسياساتها والتي يتذرع بها من يدافع عن تلك السياسات، ولا بالشعب الأمريكي، بل يستند إلى واقع تلك السياسات وأهدافها ومحصلتها النهائية أو عواقبها على شعوب المنطقة، ومنها شعب العراق بكل قومياته، وما يعانيه منذ أن شجعت الإدارة الأمريكية صدام حسين على اجتياح إيران في العام 1980، ثم سمحت له بغزو الكويت، ثم الحروب التالية، إلى أن تعاونوا مع إيران لإقامة الحكم الطائفي بالعراق الذي ينغص حياة الشعب العراقي بصراعات ونزاعات دموية بين الأحزاب الإسلامية السياسية الطائفية والقوى القومية الشوفينية وذات الأفق الضيق. إنها الكارثة التي يعيشها الشعب يومياً، وكذا الحال بسوريا واليمن، وكوارث قادم الأيام أكثر بكثير مما وقع حتى الآن. فهل سيتعظ الكرد، كل الأمة الكردية، بهذا الواقع، أتمنى ذلك! المثل يقول: صديقك من نبهك، وعدوك من أراد تنبيهك، ولكن بعد فوات الآوان!!



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهمات الجديدة أمام المؤتمر الثاني لهيئة الدفاع عن أتباع ال ...
- نحو تنشيط وتعزيز دور هيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب ...
- فساد السلطات الثلاث في دولة هشة ومستعمرة!
- الذكرى السبعون لتأسيس الحزب الشيوعي السوداني والموقف من التج ...
- المالكي والفواجع التي ألحقها بالشعب العراقي!
- ما الموقف المطلوب من مشكلات المناطق المتنازع عليها بالعراق؟
- خسارة شعب العراق ليهوده وخسارة يهود العراق لشعبهم العراقي
- مساومات الدولة وأفعالها مذلة للشعب العراقي!!
- بوصلة الحراك المدني الشعبي لم تخطء الوسيلة والهدف
- المغزى الحقيقي لجلسة استجواب وزير الدفاع في مجلس النواب
- عصبة مكافحة الصهيونية بالعراق والموقف من قضية فلسطين والتقسي ...
- في الذكرى الثمانينية لميلاد الصديق الطبيب والكاتب د. حامد فض ...
- جامعتنة العربية -الما لمتنة- ومؤتمر قمتها ال 27!
- وماذا بعد الانتصار والتحرير بالعراق..؟ الحلقتان السابعة والث ...
- وماذا بعد الانتصار والتحرير بالعراق...؟ الحلقتان الخامسة وال ...
- وماذا بعد الانتصار والتحرير ..؟ الحلقة الرابعة - النهج الاست ...
- وماذا بعد الانتصار والتحرير بالعراق...؟ الحلقتان الثانية وال ...
- وماذا بعد الانتصار والتحرير بالعراق ....؟ الحلقة الأولى (1 - ...
- عواقب المحاولة الانقلابية على الحياة السياسية بتركيا
- المسيحيون جزء أصيل من أهل العراق [مشروع كتاب]


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - أينما تمتد الأصابع الأمريكية يرتفع الدخان!!