|
نقد ماركسية سلامة كيلة إنطلاقا من شيوعية اليوم - خطّان متعارضان فى فهم الإشتراكية : النقطة 6 من الفصل الأوّل من كتاب - ، الخلاصة الجديدة للشيوعية
ناظم الماوي
الحوار المتمدن-العدد: 5273 - 2016 / 9 / 2 - 01:17
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
خطّان متعارضان فى فهم الإشتراكية : النقطة 6 من الفصل الأوّل من كتاب - نقد ماركسية سلامة كيلة إنطلاقا من شيوعية اليوم ، الخلاصة الجديدة للشيوعية لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! ( عدد 30 - 31 / ماي- جوان 2016 )
" هذه الإشتراكية إعلان للثورة المستمرّة ، الدكتاتورية الطبقية للبروليتاريا كنقطة ضرورية للقضاء على كلّ الإختلافات الطبقية ، و للقضاء على كلّ علاقات الإنتاج التى تقوم عليها و للقضاء على كلّ العلاقات الإجتماعية التى تتناسب مع علاقات الإنتاج هذه ، و للقضاء على كلّ الأفكار الناجمة عن علاقات الإنتاج هذه ".
( كارل ماركس : " صراع الطبقات فى فرنسا من 1848 إلى 1850" ، ذكر فى الأعمال المختارة لماركس و إنجلز ، المجلّد 2 ، الصفحة 282 ).
====================================
" قد كان الناس و سيظلّون أبدا ، فى حقل السياسة ، أناسا سذجا يخدعهم الآخرون و يخدعون أنفسهم ، ما لم يتعلّموا إستشفاف مصالح هذه الطبقات أو تلك وراء التعابير و البيانات و الوعود الأخلاقية و الدينية و السياسية و الإجتماعية . فإنّ أنصار الإصلاحات و التحسينات سيكونون أبدا عرضة لخداع المدافعين عن الأوضاع القديمة طالما لم يدركوا أن قوى هذه الطبقات السائدة أو تلك تدعم كلّ مؤسسة قديمة مهما ظهر فيها من بربرية و إهتراء . " ( لينين – مصادر الماركسية الثلاثة و أقسامها المكوّنة الثلاثة ) --------------------------- " يستعاض عن الديالكتيك بالمذهب الإختياري [ الإنتقائية ]، و هذا التصرّف حيال الماركسية هو الظاهرة المألوفة للغاية و الأوسع إنتشارا فى الأدب الإشتراكي – الديمقراطي [ الشيوعي ] الرسمي فى أيّامنا . و هذه الإستعاضة طبعا ليست ببدعة مستحدثة ... إنّ إظهار الإختيارية بمظهر الديالكتيك فى حالة تحوير الماركسية تبعا للإنتهازية ، يخدع الجماهير بأسهل شكل ، يرضيها فى الظاهر ، إذ يبدو و كأنّه يأخذ بعين الإعتبار جميع نواحى العملية ، جميع إتجاهات التطوّر ، جميع المؤثّرات المتضادة إلخ ، و لكنّه فى الواقع لا يعطى أي فكرة منسجمة و ثوريّة عن عمليّة تطوّر المجتمع ." ( لينين ، " الدولة و الثورة " ص 22-23 ، دار التقدّم ، موسكو ) --------------------------------- " أمّا الإشتراكي ، البروليتاري الثوري ، الأممي ، فإنّه يحاكم على نحو آخر : ... فليس من وجهة نظر بلاد"ي" يتعين علي أن أحاكم ( إذ أنّ هذه المحاكمة تغدو أشبه بمحاكمة رجل بليد و حقير ، محاكمة قومي تافه ضيق الأفق، لا يدرك أنّه لعبة فى أيدى البرجوازية الإمبريالية ) ، بل من وجهة نظر إشتراكي أنا فى تحضير الثورة البروليتارية العالمية، فى الدعاية لها ، فى تقريبها . هذه هي الروح الأممية ، هذا هو الواجب الأممي ، واجب العامل الثوري ، واجب الإشتراكي [ إقرأوا الشيوعي ] الحقيقي ." ( لينين " الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي" ، دار التقدّم موسكو، الصفحة 68-69 ).
" إن الجمود العقائدى و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية . و الماركسية لا بد أن تتقدم ، و لا بدّ أن تتطور مع تطور التطبيق العملى و لا يمكنها أن تكف عن التقدم . فإذا توقفت عن التقدم و ظلت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطور فقدت حياتها ، إلا أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا ، و إن نقضت فسترتكب أخطاء . إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقة و إعتبارها شيئا جامدا ، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية . و التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون اليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي . "
( ماو تسي تونغ ، " خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية " 12 مارس/ أذار 1957 " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، ص21-22 )
-------------------------------------
إنّ الإستيلاء على السلطة بواسطة القوة المسلّحة ، و حسم الأمر عن طريق الحرب ، هو المهمّة المركزية للثورة و شكلها الأسمى . و هذا المبدأ الماركسي-اللينيني المتعلّق بالثورة صالح بصورة مطلقة ، للصين و لغيرها من الأقطار على حدّ السواء.
( ماو تسى تونغ " قضايا الحرب و الإستراتيجية " نوفمبر- تشرين الثاني 1938؛ المؤلفات المختارة ، المجلّد الثاني)
كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية . ( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره " ، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة " ، 2005).
مقدّمة : ما من شكّ فى انّ سلامة كيلة صار منذ سنوات قامة من أهمّ قامات " اليسار الماركسي " وقد لمع نجمه حتّى أكثر فى المدّة الأخيرة ليغدو إلى حدود من الوجوه الإعلاميّة البارزة فى الحوارات و المداخلات على الفضائيّات سواء عربيّا أم عالميّا ، هذا فضلا عن كونه ينشر المقالات فى صحف و مواقع أنترنت لها باعها و صيتها و يلقى المحاضرات فى عدد لا يحصى من المنابر الفكريّة و الثقافيّة . و قد تابعنا كتاباته لفترة طويلة الآن و إن بشكل متقطّع أحيانا ، لا سيما على موقع الحوار المتمدّن ، و كنّا من حين لآخر نشعر بالحاجة إلى نقاش مضامين مقالاته و كتبه و نهمّ بالقيام بذلك إلاّ أنّنا فى كلّ مرّة نكبح هذا الإندفاع لسببين إثنين متداخلين أوّلهما أنّنا لم نكن على إطّلاع كافى شامل و عميق بأطروحات هذا المفكّر و خشينا أن نسقط فى مطبّات و نفقد خيط الحقيقة التى عنها نبحث على الدوام أو أن لا نفيه حقّه و ثانيهما أنّ الرجل غزير الإنتاج و له عدد لا بأس به من الكتب و الحوارات و المقالات ما يقتضى دراسة أو دراسات معمّقة للإحاطة بها و الإلمام بمضامينها و من ثمّة ضرورة تخصيص حيّز زمني قد يمتدّ لأسابيع و أشهر للقيام بذلك و نحن لم نكن نملك مثل هذه الفسحة الزمنيّة . لذلك كان مشروع النقاش الجزئيّ أو الأشمل يتأجّل المرّة تلو المرّة ، دون أن نكفّ عن متابعة ما يؤلّفه سلامة كيلة و أن نسجّل ملاحظات عدنا إليها فى الوقت المناسب . و عندما حان وقت العمل على نقاش أطروحات هذا المفكّر إنكببنا على النهوض بالمهمّة بحماس و بنوع من التهيّب فى البداية و دام الإشتغال على هذا النقاش أشهرا – تخلّلتها تقطّعات – و كنّا و نحن نتوغّل فى هذا الحقل نزداد يقينا بأنّ ما ننجزه ضرورة أكيدة ذلك أنّنا نحمل و ندافع و ننشر و نطوّر مشروع الإطار النظري الجديد للثورة البروليتارية العالمية أي الخلاصة الجديدة للشيوعية ، الروح الثوريّة الماركسية – اللينينية – الماوية المطوّرة و المركّزة على أسس علميّة أرسخ ، شيوعيّة اليوم ، و هذا المشروع يتعارض موضوعيّا مع مشروع سلامة كيلة لتجديد الماركسية و لم يكن من الوارد و المحتمل وحسب بل من الأكيد ، فى تقديرنا ، آجلا أم عاجلا ، أن يتواجه هذان المشروعان ( و غيرها من المشاريع ) فى إطار نقاشات و حتّى جدالات و صدامات فكريّة ليس بوسعنا توقّع مدى حدّتها الآن فالرهان ليس أقلّ من مستقبل الحركة الشيوعية العربيّة فى إرتباط عضوي بمستقبل الحركة الشيوعية العالمية . و قد أنف لنا أن خضنا الصراع مع تيّارات متباينة تدّعى الشيوعية فى مقالات و كتب نشرناها على موقع الحوار المتمدّن و بمكتبته و قد شملت البلشفيّة الجديدة و الخطوط الإيديولوجية و السياسيّة لعدّة أحزاب كحزب الوطنيّين الديمقراطيين الموحدّ و الحزب الوطني الإشتراكي الثوري و حزب الكادحين الوطني الديمقراطي و حزب العمّال التونسي ، كما ساهمنا فى دفع صراع الخطّين صلب الحركة الماويّة العالمية و العربيّة بمقالات و كتب نقدت رؤية آجيث لعلم الشيوعية و تعرّضت بالنقد لخطوط مجموعات ماويّة سقطت فى مستنقعات القوميّة و الديمقراطيّة البرجوازيّة و الدغمائيّة . و تصدّينا لتشويه الماويّة و روحها الشيوعية الثوريّة على يد فؤاد النمرى و عرّينا جوانبا هامة من مشروعه البلشفيك إلخ. و نواصل فى هذا الكتاب الذى نفرده للخطّ الإيديولوجي و السياسي لسلامة كيلة ، مشوار إبراز حقيقة جعلناها عنوانا لنشريّتنا " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " و الروح الثوريّة للماويّة كمرحلة ثالثة فى تطوّر علم الشيوعية المطوّرة اليوم هي الخلاصة الجديدة للشيوعية ، شيوعية اليوم . و " تعنى الخلاصة الجديدة إعادة تشكيل و إعادة تركيب الجوانب الإيجابية لتجربة الحركة الشيوعية و المجتمع الإشتراكي إلى الآن ، بينما يتمّ التعلّم من الجوانب السلبية لهذه التجربة بابعادها الفلسفية والإيديولوجية و كذلك السياسية ، لأجل التوصّل إلى توجه و منهج و مقاربة علميين متجذّرين بصورة أعمق و أصلب فى علاقة ليس فقط بالقيام بالثورة و إفتكاك السلطة لكن ثمّ ، نعم ، تلبية الحاجيات المادية للمجتمع و حاجيات جماهير الشعب ، بطريقة متزايدة الإتساع ، فى المجتمع الإشتراكي – متجاوزة ندب الماضى ومواصلة بعمق التغيير الثوري للمجتمع ، بينما فى نفس الوقت ندعم بنشاط النضال الثوري عبر العالم و نعمل على أساس الإقرار بأن المجال العالمي و النضال العالمي هما الأكثر جوهرية و أهمّية ، بالمعنى العام – معا مع فتح نوعي لمزيد المجال للتعبير عن الحاجيات الفكرية و الثقافية للناس ، مفهوما بصورة واسعة ، و مخوّلين سيرورة أكثر تنوّعا و غنى للإكتشاف و التجريب فى مجالات العلم و الفنّ و الثقافة و الحياة الفكرية بصفة عامة ، مع مدى متزايد لنزاع مختلف الأفكار و المدارس الفكرية و المبادرة و الخلق الفرديين و حماية الحقوق الفردية ، بما فى ذلك مجال للأفراد ليتفاعلوا فى " مجتمع مدني " مستقلّ عن الدولة – كلّ هذا ضمن إطار شامل من التعاون و الجماعية و فى نفس الوقت الذى تكون فيه سلطة الدولة ممسوكة و متطوّرة أكثر كسلطة دولة ثورية تخدم مصالح الثورة البروليتارية ، فى بلد معيّن وعالميا و الدولة عنصر محوري ، فى الإقتصاد و فى التوجّه العام للمجتمع ، بينما الدولة ذاتها يتمّ بإستمرار تغييرها إلى شيئ مغاير راديكاليا عن الدول السابقة ، كجزء حيوي من التقدّم نحو القضاء النهائي على الدولة ببلوغ الشيوعية على النطاق العالمي . "( " القيام بالثورة و تحرير الإنسانية " ، الجزء الأوّل ، جريدة " الثورة " عدد 112 ، 16 ديسمبر 2007 .) فى هذا الإطار بالذات يتنزّل إذن عملنا هذا و ليس فى أيّ إطار آخر قد يخترعه البعض و يلصقونه بنا قصد تشويهنا و تشويه مقالاتنا و كتبنا . غايتنا هي المساهمة قدر الإمكان فى نشر علم الشيوعيّة و تطبيقه و تطويره للمساهمة فى القيام بالثورة البروليتاريّة العالميّة بتيّاريها و حفر مجرى جديد للتقدّم و تحرير الإنسانيّة من كافة ألوان الإستغلال و الإضطهاد الجندري و الطبقي و القومي ببلوغ هدفنا الأسمى ألا وهو الشيوعيّة على النطاق العالمي . و قد نأينا و ننأى بأنفسنا عن التهجّم على الأشخاص أو كيل التهم و الشتائم أو النقاش من أجل النقاش إن صحّ التعبير . جهودنا تنصبّ على تسليح الرفاق و الرفيقات و المناضلين و المناضلات و الجماهير الشعبيّة الواسعة بسلاح علم الشيوعية للتمكّن من تفسير العالم تفسيرا علميّا صحيحا و تغييره تغييرا شيوعيّا ثوريّا . و لنا حقّ النقد ولن نتنازل عنه فالتنازل عنه يعنى ضمن ما يعنيه التنازل عن الماركسية بما هي ، فى جانب من جوانبها ، فكر نقدي . إلاّ أنّنا نسعى قدر الطاقة أن يكون نقدنا ملموسا ، دقيقا و علميّا معتمدين البحث عن الحقيقة مهما كانت مزعجة لنا و لغيرنا فالحقيقة وحدها هي الثوريّة كما جاء على لسان لينين و صحّة أو عدم صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي هي المحدّدة فى كلّ شيء كما ورد على لسان ماو تسى تونغ . و فى نقاشنا هذا ، لا مندوحة من عرض آراء سلامة كيلة عرضا مطوّلا فى بعض الأوقات يخوّل حتّى لمن لم يقرأ ما ألّف مفكّرنا تكوين فكرة و لو أوّليّة عن مواقفه لمتابعة النقاش ( و نحن بطبيعة الحال ندعو إلى دراسة تلك الأعمال دراسة جدّية )، و لا مندوحة من تناولها بالنقد باللجوء إلى التحليل النقدي و التلخيص و تقديم البدائل طبعا باللجوء فى الكثير من الأحيان إلى مصارد ماركسية كلاسيكيّة و حديثة و هو ما سيجعل فصول الكتاب تزخر بالمقتبسات و الإستشهادات التى ليس من الممكن الإستغناء عنها فى مثل هذه الجدالات ؛ لذا نعوّل على سعة صدر القرّاء و نرجو منهم التركيز قدر المستطاع لأنّ التمايزات تخصّ من حين لآخر مصطلحات و جملا و صيغا و فقرات فى منتهى الأهمّية . و مثلما قال لينين فى " ما العمل ؟ " : " ينبغى للمرء أن يكون قصير النظر حتى يعتبر الجدال بين الفرق و التحديد الدقيق للفروق الصغيرة أمرا فى غير أوانه أو لا لزوم له . فعلى توطد هذا " الفرق الصغير" أو ذاك قد يتوقف مستقبل الإشتراكية – الديمقراطية [ لنقرأ الشيوعية ] الروسية [ العالميّة ] لسنوات طويلة ، طويلة جدا." و يتضمّن كتابنا هذا ، أو العدد 30 و 31 من نشريّة " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " ، على الفصول التالية ، إضافة إلى المقدّمة و الخاتمة : الفصل الأوّل : " الإشتراكية و الثورة فى العصر الإمبريالي " أم عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية ؟ 1- تحديد مادي جدلي أم مثالي ميتافيزيقي لعصرنا الراهن 2- تشويه سلامة كيلة لتناقضات العصر 3- الأممية البروليتارية ليست التضامن بين بروليتاريا مختلف الأمم ولا هي" إتّحاد الأمم وتحالفها " 4- المنطلق الشيوعي : الأمّة أم العالم أوّلا ؟ 5- من هو الشيوعي و من هي الشيوعية اليوم ؟ 6- خطّان متعارضان فى فهم الإشتراكية الفصل الثاني : " الماركسية المناضلة " لسلامة كيلة أم الروح الثوريّة المطوّرة للماركسية – اللينينية – الماوية ؛ الخلاصة الجديدة للشيوعية ؟ 1- " ماركسية مناضلة " نكوصيّة و مثاليّة ميتافيزيقيّة 2- الماركسيّة منهج فقط أم هي أكثر من ذلك ؟ 3- المادية الجدليّة وفق رؤية سلامة كيلة أم المادية الجدليّة التى طوّرها لينين و ماو تسى تونغ و أضاف إليها ما أضاف بوب أفاكيان 4- الماركسيّة ضد الدغمائيّة و التحريفيّة : نظرة سلامة كيلة الإحاديّة الجانب 5- عمليّا سلامة كيلة مادي جدلي أم مثالي ميتافيزيقي فى العديد من تصوّراته ؟ 6- تضارب فى أفكار سلامة كيلة : " حقيقة هنا ، ضلال هناك " الفصل الثالث : تقييم سلامة كيلة المثالي لتجارب البروليتاريا العالمية أم التقييم العلمي المادي الجدلي الذى أنجزته الخلاصة الجديدة للشيوعية ؟ 1- غياب التقييم العلمي المادي الجدلي لدى سلامة كيلة 2- سلامة كيلة يتلاعب بلينين 3- سلامة كيلة يشنّ حربا تروتسكيّة و خروتشوفيّة ضد ستالين 4- سلامة كيلة يغفل عمدا حقائقا جوهريّة عن الثورة الديمقراطية الجديدة الصينية 5- سلامة كيلة يشوّه الماويّة ماضيا و حاضرا 6- مساهمات ماو تسى تونغ الخالدة و إضافات الخلاصة الجديدة للشيوعية الفصل الرابع : عثرات سلامة كيلة فى قراءة واقع الصراع الطبقي و آفاقه عربيّا 1- فى المعنى المشوّه للثورة و تبعاته 2- سلامة كيلة و الفهم المثالي اللاطبقي للديمقراطية 3- الثورة القوميّة الديمقراطية أم الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية ؟ 4- ملاحظات نقديّة لفهم سلامة كيلة للإنتفاضات فى تونس و مصر 5- ملاحظات نقديّة لفهم سلامة كيلة للصراع الطبقي فى سوريا 6- عن تجربة سلامة كيلة فى توحيد" اليسار " خاتمة الكتاب المراجع
الملاحق (2) ============================================================= الفصل الأوّل " الإشتراكية و الثورة فى العصر الإمبريالي " أم عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية ؟ 6- خطّان متعارضان فى فهم الإشتراكية :
أ- مفهوم سلامة كيلة للإشتراكية مفهوم غائم و متحوّل : أورد سلامة كيلة أكثر من تعريف للإشتراكية فى كتاباته بيد أنّ أهمّ تعاريفه نجدها فى قلّة من الوثائق منها " المهمات الديمقراطية والاشتراكية " أين يتساءل عن معنى الإشتراكية و يجيب : " من خلال التحديد الماركسي الذي أشير إليه ابتداءً يمكن تحديد معنى الاشتراكية بثلاث مسائل، هي التالي: أولاً، استلام الطبقة العاملة للسلطة، وثانياً، حلها التناقض بين الطابع الخاص للتملك والطابع الاجتماعي للعمل عبر إلغاء الملكية الخاصة. وثالثاً، إعادة صياغة العلاقات الاجتماعية والدولة على هذين الأساسين. أي إعادة بناء المجتمع على أسس جديدة."
و فى وثيقة ثانية ( " الاشتراكية أو البربرية " ) ، يسجّل ضرورة النضال : " من أجل تحقيق الاشتراكية التي تقوم على أساس إلغاء الملكية الخاصة، بتحويلها إلى ملكية اجتماعية، وإنهاء سيطرة البرجوازية الممثلة لأقلية مستغلة، ليتلاشى الانقسام الطبقي، ويصبح العمل هو المحدد لطبيعة العلاقات ". و يدعو سلامة كيلة إلى : " الدفاع عن الاشتراكية كونها أفق البشرية و مخرجها من همجيّة الرأسمالية و وحشيتها، و كونها المخرج لتناقضاتها التي تفضي إلى خطر الدمار، كون الاشتراكية هي البديل الحقيقي للنمط الرأسمالي العالمي." ( " مبادئ الماركسية في الوضع الراهن " ) و ربّما لاحظتم معنا ، فى المقتطف الأخير و ما قبل الأخير وهم نبذه الواقع مرارا و تكرارا و نبذته تجربة الإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي و فى الصين : أنّ فى الإشتراكية " يتلاشى الإنقسام الطبقي " ، و الخطأ الفادح لإعتبار الإشتراكية أفق البشريّة وهي ليست كذلك كما سنرى فأفق البشريّة ماركسيّا هو الشيوعية ، الغاية الأسمى للشيوعيّات و الشيوعيين . و الأدهى أنّ هذا الخطأ الفادح يتكرّر فى الوثيقة ذاتها : - " توضيح كون الاشتراكية هي بديل ممكن و ضروري ، و أنها التجاوز الضروري للرأسمالية و صيغة العالم الذي يحقّق إنسانية الإنسان " - " الاشتراكية هي مطمح البشرية " - " الاشتراكية هي الهدف الذي نسعى لتحقيقه " . و بالتالى ، لا نعثر لديه عن مفهوم دقيق بقدر ما هو علمي و إنّما ما نستشفّه هو مفهوم غائم ينحو أكثر نحو أن يعكس المفاهيم الرائجة لدى معظم مدّعى الماركسيّة و الذين لم يدرسوا المسألة كما يجب و لم يبحثوا فى تطوّر و تطوير هذا المفهوم بحكم تراكم التجربة العمليّة و النظريّة للحركة الشيوعية العالمية منذ زمن ماركس ، لا سيما التجربة الإشتراكية فى الإتّحاد السوفياتي زمن لينين و ستالين والتجربة الإشتراكية فى الصين زمن ماو تسى تونغ . و قدأعلن كاتبنا ما أضمر ، وأظهر ما كان يخفي ، نسجّل بالمناسبة لخبطة فكريّة بصدد بعض البلدان التى صيّرها شأنه شأن الكثير من المثاليين فاقدي الفهم العلمي الصحيح ، إشتراكية وهي من الإشتراكية براء إذ نقرأ له فى " الاشتراكية أو البربرية " : " الانهيار طال الاتحاد السوفيتي ودول شرق أوروبا. لكنه لم يطل العديد من الأمم الأخرى مثل الصين، كوريا الشمالية، فيتنام، كوبا التي لا زالت تحكمها أنظمة اشتراكية ".
ب- سلامة كيلة و نظرية قوى الإنتاج : من أهمّ أسس البناء النظري لماركسية سلامة كيلة و الجذر الذى يقبع فى أساسه خطّه بهذا المضمار تمسّكه بفكرة ربط الإشتراكية بالتصنيع إلى درجة أنّه لا يرى مرورا إلى الإشتراكية دون بلوغ مستوى كبيرا من التصنيع و تحوّل البروليتاريا عدديّا إلى أغلبيّة فى المجتمع : - " هدف الاشتراكية في المرحلة الأولى هو تحقيق التكافؤ في القوى المنتجة تحديداً. لأنه الأساس للانتقال إلى الاشتراكية في كل أمة وعلى الصعيد العالمي." ( " الاشتراكية أو البربرية " ) - " إن تحقيق الاشتراكية يفترض إذن وجود مستوى من التطور الاقتصادي في مجمل قوى الإنتاج ومن التطور الاجتماعي، وكذلك وجود مستوى من التطور الحضاري العام أيضاً (الثقافة، الوعي المرتبط بالذهنية الإيديولوجية، والسياسية والحقوق) ويفترض ثالثاً تحقق حل للمسألة القومية، وفي تحقيق التفاعل بين مجمل الأمم." - " إذا كان السعي لتحقيق التكافؤ في قوى الإنتاج هو المشكلة العالمية الراهنة، فإن المشروع الماركسي يطرح ضمن ذلك والاشتراكية تطرح ضمن ذلك. أي كعامل تطوير للقوى المنتجة قبل أن تكون صيغة تحقق المثل الاشتراكية." ( " الاشتراكية أو البربرية " ) - " الإنتقال إلى الإشتراكية يفترض أن تكون الطبقة العاملة هي الأكثريّة فى المجتمع. "( " بصدد الماركسية "، ص 46) - " وإلا كيف إذن سوف تصبح الطبقة العاملة هي الأغلبية لكي تحقق الاشتراكية ." ( " الاشتراكية والثورة في العصر الإمبريالي " ) - " فالثورة الاشتراكية تحتاج إلى أن تكون الطبقة العاملة قوة قادرة وحدها على الوصول إلى السلطة ."( " المهمات الديمقراطية والاشتراكية " ) و بادئ ذى بدء نشرع فى التعليق بالقول إنّ الجملة الأخيرة لا تعدو أن تكون صيغة أخرى من الصيغ التروتسكية المشهورة لتلك الفكرة المتعارضة تماما مع اللينينيّة و ما جدّ على أرض الواقع فى التجارب الإشتراكية فى الإتحاد السوفيات و فى الصين . و تاليا ، لقد كان لينين واضحا بصدد الثورة الإشتراكية فصرخ علاوة على نشره لصيغة دكتاتورية البروليتاريا و الفلاّحين ضد الآراء التروتسكيّة ، بعكس ما ينطق به مفكّرنا كيلة : " إنّ كلّ شيء قد جرى على الضبط كما قلنا . إنّ مجرى الثورة قد صدق صحّة تفكيرنا . ففى البداية مع " كلّ " جماهير الفلاّحين ضد النظام الملكي ، ضد كبار ملاّكى الأراضي ، ضد الإقطاعية ( و بذلك تبقى الثورة بورجوازيّة ، ديمقراطية برجوازية . و بعدئذ مع الفلاّحين الفقراء ، مع أشباه البروليتاريين ، مع جميع المستثمرين ، ضد الرأسماليّة بما فيها أغنياء الريف و الكولاك و المحتكرين ، وبذلك تصبح الثورة إشتراكيّة . أمّا أن يراد إقامة سور صيني بصورة مصطنعة بين الواحدة و الأخرى و الفصل بينهما بأي شيء سوى درجة إستعداد البروليتاريا و درجة إتّحادها مع الفلاّحين الفقراء ، فتلك هي غاية ما يمكن أن يصل إليه تشزيه الماركسيّة و إبتذالها و إحلال الليبراليّة محلّها " ( المجلّد 23 ، صفحة 391 - ذكره ستالين فى " أسس اللينينية ؛ مبادئ اللينينيّة " ، الشركة اللبنانية للكتاب ، بيروت – لبنان ، ص 47) و بعد ذلك ، نلفت النظر إلى أنّ مثل هذه النظريّة التى يعرضها علينا سلامة كيلة وهو"يلغو" (من اللغو) كثيراً بالاشتراكية على ضوء فهم " الماركسية المناضلة " ليست جديدة على الحركة الشيوعية العالمية فقد فضح لينين إنتهازيّة أحزاب الأممية الثانية لا سيما المرتدّين كاوتسكى و برنشتاين الذين كانوا يروّجون لفكرة أنّ قوى الإنتاج فى روسيا لم تبلغ مستوى تطوّر كبير يخوّل القيام بالثورة الإشتراكية و فى مقال " ثورتنا " ، بعد التعليق على تلك الأطروحة التحريفيّة و السخرية من " أبطال " مثل تلك الأطروحات ، نعت لينين فهم أولئك الماركسيين المزيّفين للماركسيّة بأنّه متحذلق . و فى كتيّب " ثلاث صراعات كبرى على الجبهة الفلسفية الصينيّة " ( 1949- 1964 ) ؛ دار النشر باللغات الأجنبية ، بيكين 1973 ، يتوفّر لمن يرنو أن يدرس دراسة جيّدة المسألة عرض و نقد عميقين لنظريّة قوى الإنتاج و الأشكال التى إتّخذتها فى الصين على يد التحريفيين الصينيين و ردّ الماويين و نضالهم ضدّ شتّى تمظهراتها و تصفيتهم الحساب معها .
ت- مفهوم الإشتراكية وفق الخلاصة الجديدة للشيوعية : إثر تفحّص عميق و دقيق للتجربة الإشتراكية السوفياتيّة و الصينيّة ، توصّل بوب أفاكيان ، رئيس الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ، إلى تلخيص مفاده أنّ الإشتراكية أشياء ثلاثة مترابطة و متداخلة و متشابكة . الإشتراكية نمط إنتاج يقوم أساسا على الملكيّة العامة والجماعية التعاونيّة ( و الموضوع يحتاج نقاشا ليس هذا مجاله ) و يعمل على تلبية حاجيات الجماهير الشعبيّة حسب إقتصاد مخطّط و كلّ ذلك بناءا على مبدأ " كلّ حسب عمله " . و الإشتراكية سلطة سياسيّة هي دكتاتوريّة البروليتاريا بما هي سلطة الطبقة العاملة و حلفاءها تمارس الديمقراطية صلب الشعب و تحمى حقوق الطبقات الشعبيّة و أهمّها حق تقرير مسار المجتمع من جهة ؛ و الدكتاتوريّة تجاه أعداء الشعب من بقايا الطبقات المستغِلّة القديمة أو الفئات الأخرى القديمة و الجديدة التى تسعى إلى إعادة تركيز الرأسماليّة . و الإشتراكيّة ، ثالثا ، و هذا غاية فى الأهمّية ، مرحلة إنتقاليّة نحو الشيوعية تحتمل التراجع إلى الرأسماليّة نظرا لتضمّن بنيتها التحتيّة و بنيتها الفوقيّة و إفرازاتهما بإستمرار عناصر تمضى إن لم تقع محاصرتها و تحديدها إلى تشكيل قاعدة قويّة للإنقلاب على الإشتراكية و إعادة تركيز الرأسماليّة . و الأساسي و الرئيسي من ضمن هذه العناصر الثلاثة ، كما يقول بوب أفاكيان ، هو أنّ الإشتراكية مرحلة إنتقاليّة نحو الشيوعيّة . لقد أعرب ماركس منذ أكثر من قرن الآن عن أنّ : 1- " ... بين المجتمع الرأسمالي و المجتمع الشيوعي تقع مرحلة تحوّل الرأسمالي تحوّلا ثوريّا إلى المجتمع الشيوعي و تناسبها مرحلة إنتقال سياسية أيضا ، لا يمكن أن تكون الدولة فيها سوى الديكتاتورية الثورية للبروليتاريا ..." ( " نقد برنامج غوتا " و ذكره أيضا لينين فى " الدولة و الثورة " ، الصفحة 92 ) . 2- " إنّ ما نواجه هنا ليس مجتمعا شيوعيّا تطور على أسسه الخاصّة ، بل مجتمع يخرج لتوه من المجتمع الرأسمالي بالذات ؛ مجتمع لا يزال ، من جميع النواحي ، الإقتصادية و الأخلاقية و الفكرية ، يحمل طابع المجتمع القديم الذى خرج من أحشائه ". ( ذكره لينين فى " الدولة و الثورة " ، الصفحة 98 ). و لكن الحزب الشيوعي السوفياتي و على رأسه ستالين ، صاغ دستور 1936 وفيه أعلن وجود طبقة العمّال و طبقة الفلاّحين و فئة من الأنتلجنسيا لا غير بما يعنى عدم وجود صراع طبقي و برجوازية جديدة إلخ . و كان هذا خطأ فادحا سيعمل ماو تسى تونغ على تجاوزه . و فى محاضرة له عنوانها " الإشتراكية أفضل من الرأسمالية و الشيوعية ستكون أفضل حتى ! " ( شادي الشماوي ،" عالم آخر، أفضل ضروري و ممكن، عالم شيوعي ... فلنناضل من أجله !!!" ، مجلّة " الماويّة : نظريّة و ممارسة " عدد 2 ؛ مكتبة الحوار المتمدّن ) ، لخّص ريموند لوتا ، عالم الإقتصاد المتبنّى للخلاصة الجديدة للشيوعية ، مفهوم الإشتراكية على النحو التالي : " ماذا نقصد بالإشتراكية ؟ على عكس ما يعتقد البعض ليست الإشتراكية دولة عناية إلاهية عظمى و لا تعنى أيضا دولنة الإقتصاد الرأسمالي. فالإشتراكية مرحلة المرور من الرأسمالية إلى الشيوعية أي إلى مجتمع خال من الطبقات. الإشتراكية هي مرحلة التحويل الذى تنجزه البروليتاريا و حلفاؤها – الذين يمثلون الغالبية الساحقة فى المجتمع – للهياكل الإقتصادية و العلاقات الإجتماعية و الأفكار التى تهدف إلى تأبيد الإنقسامات الإجتماعية و الإنقسامات الطبقية . و تسمح الإشتراكية بتحرير القدرة الخلاقة و المبادرة لدى الذين تبقى عليهم الرأسمالية في قاع المجتمع. و ستؤسس الثورة الإشتراكية نظاما سياسيا جديدا تماما هو دكتاتورية البروليتاريا . و هذا النظام سيضع الطبقات الإستغلالية القديمة و الأشخاص الذين يعملون بنشاط على قلب النظام الجديد تحت مراقبة شديدة . أما بالنسبة للجماهير فستوفّر دكتاتورية البروليتاريا الحق و القدرة على تغيير العالم و المساهمة فى جميع المجالات الإجتماعية و على التحوّل إلى سادة المجتمع . و ستركز الثورة الإشتراكية إقتصادا جديدا مخطّطا ، قائما على الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج و سيتعاون الناس لضمان تلبية حاجيات الجميع. وفضلا عن ذلك سيجرى تحديد أولويات إقتصادية و إجتماعية جديدة . و ستمارس البروليتاريا دكتاتوريتها على الرأسماليين و ستحلّ محلهم نظاما يشجع على القضاء على الرأسمالية. و على الجماهير و نواتها القيادية أن تدافع بضراوة عن سلطتها الجديدة و لكن هذا لن يكون غاية في حدّ ذاته إذ يتعين أن تستعمل السلطة الجديدة لفائدة الإنسانية جمعاء و من أجل إيجاد ظروف توفّر إمكانية ظهور المجتمع الشيوعي. " ( إنتهى المقتطف ) ث- تطوير ماو تسى تونغ للإشتراكية : لم يهمل ماوتسى تونغ الإنقلاب التحريفي فى الإتحاد السوفياتي ، عقب وفاة ستالين و إعادة تركيز الرأسمالية هناك بل درسه بعمق وشموليّة و إستخلص دروسا قيّمة ساعدته فى فهم ما حدث هناك و مقاومة التحريفيّة المعاصرة و على رأسها التحريفية السوفياتية الخروتشوفية ( و تحريفية تيتو اليوغسلافي و توراز الفرنسي و تغلياتي الإيطالي ...) و كانت موجة التحريفية تكتسح معظم الأحزاب الشيوعية و حتّى الخطوط التحريفيّة التى أطلّت برأسها فى صفوف الحزب الشيوعي الصيني ذاته . فشهدت ستّينات القرن العشرين و سبعيناته تطوير ماو تسى تونغ لنظريّة و ممارسة مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا . و قد إعتبرت الحركة الأممية الثوريّة ( نواة أممّية للمنظّمات و الأحزاب الماويّة نشطت من 1984 إلى 2006 ) فى بيانها سنة 1984 أنّ مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا هي حجر الزاوية فى تطويرات ماو تسى تونغ للماركسية – اللينينية بمصادرها و مكوّناتها الثلاثة : الفلسفة و الإقتصاد السياسي و الإشتراكية . وفى الأشهر الأخيرة نشر شادي الشماوي على موقع الحوار المتمدّن ترجمة لفضول كتاب ألّفه بوب أفاكيان سنة 1978-1979 يشرح فيه " المساهمات الخالدة لماو تسى تونغ " و فى الفصل المخصّص لتطوير ماو للإشتراكية شرح مستفيض لنظريّة و ممارسة مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا . و هنا ليس بوسعنا سوى ذكر بعض أطروحاتها بشكل يكاد يكون برقي لا غير لأنّ الخوض فيها يستدعى عشرات الصفحات و المجال هنا لا يحتمل ذلك ، فضلا عن أنّنا نقدّر أنّ فصل كتاب بوب أفاكيان المخصّص لهذا الغرض كافي و شافي . وإليكم جملة من أهمّ أطروحات نظريّة مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا : - تواصل وجود الطبقات و الصراع الطبقي فى ظلّ الإشتراكية . - الحزب الشيوعي بما هو قائد الدولة و الماسك بأهمّ مفاصلها و بأهمّ مقاليد تسيير المجتمع هو مركز الصراعات و بإستمرار يشهد صراع خطّين بين الطريق الراسمالي و الطريق الإشتراكي و لئن إنتصر الخطّ الرأسمالي يجدّ إنقلاب تحريفي و تتمّ إعادة تركيز الرأسمالية . - صعود التحريفية إلى السلطة يعنى صعود البرجوازية إلى السلطة . - تنشأ برجوازية جديدة صلب الحزب و هياكل الدولة أهمّ ميزاتها هي الدفاع عن سياسات توسيع الحقّ البرجوازي بينما تسعى القوى الثوريّة إلى تقليصه إلى أقصى الحدود الممكنة . - وسيلة وطريقة مكافحة التحريفيّة صلب الحزب أي أتباع الطريق الرأسمالي و تثوير صفوف الحزب هي الثورة الثقافيّة. و قد مورست هذه النظريّة فى الصين الماوية طوال عشر سنوات هي سنوات الثورة الثقافيّة البروليتارية الكبرى 1966-1976 و كانت عظيمة بعبرها و تأثيرها المحلّى و العالمي و مثّلت حقّا قمّة ما بلغته الإنسانيّة فى تقدّمها صوب الشيوعية لذلك تعرّضت و لا تزال لأكبر التشويهات الإمبريالية و الرجعية و التحريفية و بينما يرفع رايتها أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية ، يدير لها ظهرهم المتمركسون و حتّى الدغمائيّون من الماويّين أو يقلّلون من شأنها . ==============================================
#ناظم_الماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من هو الشيوعي و من هي الشيوعية اليوم ؟- النقطة 5 من الفصل ال
...
-
الأممية البروليتارية ليست التضامن بين بروليتاريا مختلف الأمم
...
-
تشويه سلامة كيلة للعصر و تناقضاته – النقطة 1و2 من الفصل الأو
...
-
مقدّمة كتاب جديد لناظم الماوي : نقد ماركسية سلامة كيلة إنطلا
...
-
لعقد مقارنة بين مواقف الشيوعيين الماويين الثوريين – أنصار ال
...
-
تحرير فلسطين و أوهام الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين – اللي
...
-
الوطنيوّن الديمقراطيّون الماركسيّون-اللينينيّون و تأجيل الصر
...
-
الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون – اللينينيّون و اللخبطة ف
...
-
الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون - اللينينيّون بين الوطنيّ
...
-
كيف يسيئ الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون – اللينينيّون ال
...
-
من مضحكات مبكيات الوطنيّين الديمقراطيّين الماركسيّين – اللين
...
-
قراءة فى مشروع برنامج الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين - الل
...
-
بعض النقد لبعض نقاد الماوية - من الجزء الأوّل من كتاب - الو
...
-
مقدّمة كتاب - الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون - اللينينيّ
...
-
لنكن واقعيين : الدول العربيّة رجعية متحالفة مع الإمبريالية
...
-
مقدّمة العدد 27 من- لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة !- – قر
...
-
تلخيص نقاط جدال حول الخلاصة الجديدة للشيوعية : طليعة المستقب
...
-
تعليقا على بعض النقاط فى - عاشت اللينينيّة ! - و - إقتراح حو
...
-
تحرير الجماهير الشعبيّة الفلسطينيّة و تحرير الإنسانيّة و ضرو
...
-
خوض الصراع ضد التحريفية يوميّا 2/2- شارو مازومدار فى مواجهة
...
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|