|
دور التربية في عملية التطوير والتحديث
عبد الرحمن تيشوري
الحوار المتمدن-العدد: 1408 - 2005 / 12 / 23 - 06:33
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
في اطار مناقشة مشروع التطوير والتحديث الذي اطلقه رئيسنا الشاب الدكتور بشار الأسد في اختبارات مسابقة الإنتساب الى المعهد الوطني للإدارة العامة كنت أتحدث آنا ورفاقي المشاركين في المسابقة حول قضايا الإصلاح وأيهما أولا اصلاح الإدارة أم الإصلاح الإقتصادي أم الإصلاح السياسي أم إصلاح الإعلام فاأنبرى آحد الرفاق وقال يا أخي لماذا كل هذا الجدل البيزنطي - التربية هي الأول والإنسان أولا لأن الإنسان يخرج من المؤسسات التربوية والتعليمية ثم يذهب إلى باقي المؤسسات الاخرى ليمارس عمله فيها لذا أولا نبدأ من التربية حتمية التغيير - يشهد العالم اليوم تسارع كبير نحو التطور والتغيير لتحقيق مستوى معيشي أفضل وإذا أردنا في سورية أن نخطو نحو مجتمع المستقبل بكل عزم ثبات علينا أن نعمل بكل جد واصرار من أجل فهم حقائق التغيير العالمي السريع وأن نصل إلى التقدم ونستمر به وفي تحقيقه وعلينا أن نغير لتجاوز ما نعانيه من الإنبهار و ترهل وسوء أداء في عدة مجالات إنسانية من هنا نبدأ من الإنسان من تربيتة تربية حديثة بحيث يكون قادر على تحرير الأرض وحمل مسؤولية البناء وإنجاز التطوير والتحديث وتحقيق الإصلاحات وإحراز النصر والتقدم والخروج من الضعف والترهل واللامبالاة إلى ثقافة الفعل والعمل والآداء الجيد المتقن المبدع. لكن ما هو الطريق إلى ذلك؟ إن الجواب هو التربية إن التربية أولا وأخيرا هي الوسيلة الأساسية لتحقيق ذلك و إنها هي الوسيلة أولا ومنتصفا وأخيرا هي تنفذ وتحقق بناء إنسان جديد يضع التطوير والتحديث الإنسان والتربية منذ بدء الخليقة ولايزال الإنسان صانع الحضارة والتقدم والتطوير ولقد كان ولايزال الشغل الشاغل للفلاسفة والمفكرين ورجال التربية والعلماء في البحث عن كيفية تنشئة وتنمية شخصية وبناء سلوكه. - وإستنادا إلى أن التربية هي صانعة سلوك الإنسان وقوته وقوميته ونظامه الإجتماعي فإننا نستطيع الحكم بأن المواطن السوري بشخصيته الحالية إنما هو انعكاس للأنماط التربوية السائدة في عملية التنشئة الإجتماعية داخل العربي السوري . ولهذا لابد من بناء جديد للإنسان العربي السوري بناءا شمولية متكاملاا حتى يستطيع هذا الإنسان بناْ مجتمعه وتطويره وتحديثه وتجديده حضاريا بالإضافة إلى إجراءات أخرى متكاملة مع الإجراءات التربية كالتي تحصل في مجال وضع قانون الأحزاب ةالمعاهد الوطني للإدارة وإصلاح الاقتصاد..........وغير ذلك.. التربية أداة التغيير لكي نغير نظام المجتمع كله يجب أن نغبير التربية و ذلك ليكون تغييرا حقيقيا في نظامنا الإجتماعي والسياسي ، فلابد من إنقلاب جذري في نظامنا التربوي وتثوير لفلسفته وأهدافه وهذا الأن صياغة المجتمع التربية ولا أعني بالتربية هنا التعليم والتعلم بل أعني المعنى الأشمل والأوسع وهو رسم سياسة قوميات المجتمع و تحميلها مسؤوليات تطبيقها لبناء إنسان جديد قادر على تجديد البناء الإجتماعي والحضاري ومن هنا نستنتج إن التربية الجديدة المدنية التي نتحدث عنها هي عملية تنشئة شاملة لكل جوانب الحياة . التربية والتنمية البشرية المستدامة آن الدور الاهم والرئيس للتربية هو دورها في تنمية القوى البشرية بالذات كهدف قومي سريع باعتباره اداة قوية في يد الدولة والمجتمع من خلق واعداد مواطنين صالحين قادرين على تحقيق مصالحهم ومصالح اسرهم ومصالح المجتمع بصورة عامة ويأتي هذا الدور للتربية بعد آن ادركت اغلب المجتمعات بان قوة الامم والشعوب لاتقاس من حيث الكم بعدد سكانها آو بالثراء المالي بل بما تملك من كفاءات بشرية مدربة حيث اصبح الانسان المتفوق المبدع المؤهل اداريا وتربويا وتقنيا هو الرأسمال الحقيقي وحجر الزاوية في اية عملية بناء آو تطوير آو اصلاح وقد اكدت الدراسات آن سبب النمو الكبير في الاقتصادات الاوربية هو تطورونمو المستوى التعليمي فيها مما تعاني التربية السورية؟ · ضعف الارتباط بين خطط التربية وخطط التنمية الشاملة · ضعف محتوى التربية وضعف ارتباط هذا المحتوى بحاجات المجتمع · التركيز على الكم بدل النوع وعلى التوسع الافقي بدل التوسع العمودي في العمق · تزايد هجرة العقول والادمغة والكفاءات خارج سورية · ضعف الاهتمام بانظمة التربية غير الرسمية · ضعف الانفاق المالي على انشطة التربية
الدور المطلوب حاليا من التربية · خلق قاعدة متعلمة · تعديل نظام السلوك عند الافراد · اطلاق القدرات الابداعية · تجديد محتوى البرامج التعليمية والتربوية · تأهيل القوى البشرية · نشر المعرفة وتوسعتها · تطوير الاتجاهات الفكرية والاجتماعية · تحقيق التطور النوعي للقوى العاملة · تحقيق التوازن بين عملتي العرض والطلب من القوى البشرية · خلق التفاعل والتكامل بين التربية وعملية التنمية الشاملة
المجتمع والتربية لقد اختلف المفكرون والفلاسفة في تحديد علاقة التربية بالمجتمع , فأرسطو رأى آن التربية هي الوسيلة الوحيدة لاستقرار المجتمع وانظمته واوضاعه الاجتماعية بينما افلاطون رأى آن التربية وسيلة لاصلاح المجتمع وتحسينه وتقدمه فلو تأملنا تاريخ الشعوب لعلمنا آن التربية لعبت دورا هاما في حياتها وما يهمنا الان في سورية آن نخلق تربية جديدة لبناء انسان جديد انسان التطوير والتحديث انسان يحقق ويبني المجتمع المنشود المتطور المجتمع الحديث الذي اطلقه رئيسنا الشاب في ثنايا خطاب القسم في تموز من عام 2000 · فكما اعدت التربية الاسرائيلية انسان ومجتمع مستعد دائما للقتال عن طريق التربية وكما اعدت اليابان انسان ومجتمع قوي ومتحضر وصناعي بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية · على سورية اليوم آن تبني تربية جديدة وانسان جديد يحقق التطوير والتحديث ويقضي على كل القيم السلبية التي تتصف بها شخصية المواطن السوري اليوم
ملامح الشخصية العربية السورية الجديدة التحديثية تعاني شخصية الانسان السوري من خصائص وسمات سلوكية سلبية التصقت بها تحت تأثير عوامل بالغة التنوع والاهمية نتيجة لما مرت به هذه الشخصية من ظروف عبر السنوات الماضية ومن الخصائص التي وصفت بها ( الكسل- الوصولية –اللامبالاة – السطحية – ميوعة الشباب – الافتقار آلي التعاون والعمل بروح الفريق -..................) لذا يجب التركيز على بناء شخصية جديدة تتجاوز هذه الصفات والسلوكيات السيئة لخلق شخصية جديدة متفاعلة جريئة مثقفة مبادرة شجاعة تحارب الاهمال تحارب اللامبالاة تعمل بشكل تعاوني وتشاركي وتسعى دائما للتحصيل والمعرفة واكتساب الخبرات والمهارات الجديدة لتحقيق التطوير والتحديث المرغوب
اعادة النظر بالتعليم المدرسي السوري آن النظام التربوي السوري مازوم ويعاني من نقاط ضعف كثيرة وذلك بسبب عدة عوامل اهمها : · المعلم سلطوي يعتمد على القمع والتسلط والارهاب للتلاميذ · اساليب تدريس القائية وتقليدية غير فعالة · اساليب تدريس تقوم على التسميع والتحفيظ والتكرار الالي من قبل التلاميذ · غياب التاهيل التربوي والتخصص العالي وغياب الاهداف التنموية الواضحة · المناهج نظرية كلاسيكية مضجرة مملة غير مشوقة · العملية التعليمية تتعتمد فقط على الكتاب المقرر · تسير العملية التربوية بدون تخطيط حقيقي · إدارة المدرسة السورية إدارة بوليسية تعتمد على السلطة الفوقية بدل من انماط الإدارة الحديثة والقيادة التربوية الواعدة · العملية التربوية احادية أي من طرف واحد هو المعلم أي تفتقر آلي التفاعل بين اطرافها (المعلم – المتعلم – المناهج – الإدارة – البناء المدرسي ) مقترحات وتوصيات حتى لا يكون خريج مدارسنا ساذج كالببغاء لا يحسن التعبير عن نفسه وذاتها · صياغة اهداف واضحة دقيقة للنظام التربوي والتعليمي المدرسي والجامعي · تغيير الاساليب التعليمية التقليدية والتحفيظية من رياض الاطفال حتى التعليم العالي · تغيير المناهج بشكل دائم وسريع بحيث تكون مرتبطة بواقع المجتمع وحاجات الافراد · توفير الفرص للعاملين في الحقل التربوي والتعليمي لرفع مستوياتهم المعرفية والمهنية والمعيشية · استخدام التخطيط المرحلي والاستراتيجي · الاعتماد على حملة دبلوم التاهيل التربو ي ودبلومات الدراسات العليا ليكونوا قادة تربويين في المديريات والدوائر والاقسام · تحويل مدارسنا وجامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية االى مراكز للنشاط الفكري والبحث العلمي والى مراكز ثقافية ومراكز تعلم ومراكز اتصال جماهيري · سيادة الديمقراطية والعلمانية في المدرسة والجامعة والمؤسسات التربوية والتعليمية ( آن الانسان المقهور العاجز الجائع لا يسطيع آن يبني حضارة وان يطور مجتمع وان يحرر ارض )
#عبد_الرحمن_تيشوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اليس ما تفعله امريكا في مجلس الامن والعراق ارهابا؟؟؟
-
على خلفية القمة الخليجية هل يمكن مد التجربة الى الباقي ؟؟؟
-
كتاب الامير كتاب العصر
-
العولمة مرة اخرى ترويج للعصر الامريكي
-
متى نؤسس لنظام موارد بشرية فاعل في سورية ؟؟؟
-
دور القطاع الاهلي الثالث في التنمية
-
البيئة والتنمية والانسان صراع او توافق ؟
-
مقترحات عملية يمكن تنفيذها لرفع وتيرة العمل الاداري
-
متى نؤسس لمشاركة فاعلة في الحياة العامة ؟؟؟
-
متى نشهد عالم متعدد الاقطاب بلا امم متحدة ؟؟
-
الجرائم التي تمس الاسرة في قانون العقوبات السوري
-
الازمات الدولية المعاصرة -اغتيال الحريري
-
لانه متمدن سيعيش طويلا
-
تأثير القوة النووية في العلاقات الدولية
-
حق المراة في الميراث الشرعي
-
متى يصل الاصلاح والتطوير الى قانون الانتخابات ؟
-
خصائص القائد الاداري الكفء
-
النشاط الصهيوني الداخلي في امريكا
-
البيئة والادارة تلازم واتصال
-
نحو ايجاد قيادات ادارية عامة ومحلية
المزيد.....
-
في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع
...
-
سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون
...
-
كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
-
اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
-
السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في
...
-
ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
-
السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير
...
-
غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا
...
-
شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
-
هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و
...
المزيد.....
-
نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة
/ اسراء حميد عبد الشهيد
-
حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب
...
/ قائد محمد طربوش ردمان
-
أطفال الشوارع في اليمن
/ محمد النعماني
-
الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة
/ شمخي جبر
-
أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية
/ دنيا الأمل إسماعيل
-
دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال
/ محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
-
ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا
...
/ غازي مسعود
-
بحث في بعض إشكاليات الشباب
/ معتز حيسو
المزيد.....
|