أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - كتاب فلسطين مع الشعب العراقي وضد أمريكا















المزيد.....

كتاب فلسطين مع الشعب العراقي وضد أمريكا


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 388 - 2003 / 2 / 5 - 03:23
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

بعد أن حسمت أموري واتكلت على المولى وقررت أن ابدأ الكتابة اليوم عن الاتهامات التي توزع  كما يحلو لمروجيها التوزيع على كل من يكتب مدافعا عن شعب العراق ورافضا لمنطق أمريكا وعبيدها من العرب والعاربة ومن الكتاب والكتبة والحكومات والمعارضة, وجدت صدفة مقالة تهاجم كتاب فلسطين وتتهمهم بالتناقض والدفاع عن النظام العراقي الديكتاتوري حسبما جاء في المقالة المذكورة, وبأنهم من جهة يستصرخون العالم "وقف إرهاب شارون ضد الشعب الفلسطيني بينما على الجهة الأخرى يؤيدون إرهاب صدام ضد الشعب العراقي", هذا الكلام طبعا فيه الكثير من الاحتيال الصحفي والسياسي.

إن هذا البعض الذي سن سيفه ليغرزه في خاصرة كتاب فلسطينيين وعرب اتهمهم بالعمالة لصدام حسين ونظامه, وقد أسس لموقفه الناري الجديد على تأييد الكتاب المذكورين لحق العراق في الدفاع عن نفسه وأرضه ضد الغزو الأمريكي المحتمل. مع أن نفس هؤلاء الذين هاجموا كتاب فلسطين كانوا لقبل فترة بسيطة يحملون ويحرضون ويشتمون بالمعارضة العراقية ويتهمونها بشتى التهم , وكلامهم هذا لازال مدونا في الصحف وعلى مواقع الانترنت حيث نشروه قبل شهور عديدة.

 

 انه فعلا لمن المحزن أن نجد بيننا من لازال يكيل بمكاييل التكيف الكتابي والذم الصحفي,ولقد أخطأ هذا البعض عندما شمل الكتاب والصحفيون الفلسطينيون تحديدا, لأن الموقف الوطني والقومي والإنساني والأخلاقي لهؤلاء الكتاب هو الموقف الذي يجمعهم والشعب العراقي في خندق واحد,هو خندق الضحية التي تقاتل عدو واحد لا يعرف سوى لغة الهمج والاستعلاء في التعامل مع العراق وفلسطين. ومن هؤلاء الذين يدينون الآن كتاب فلسطين على مواقفهم القومية من وقف هو نفسه في مراحل كثيرة أيد فيها صدام حسين والنظام العراقي الحاكم باسم البعث, وعبر هؤلاء عن تأييدهم ذاك بوسائل مختلفة, ثم أنهم بكل بساطة معروفون لنا نحن أهل فلسطين, وكما يقول المثل فأن حارتنا ضيقة ونعرف بعضنا ونعلم جيدا طبيعة مواقفنا تلك من كافة القضايا العربية والعالمية. ولا يستطيع المرء أن يفهم الدوافع التي تقف وراء الحملات المستمرة ضد كل من يعلن رفضه لمنطق أمريكا, ولا الأهداف التي تدفع ببعض الكتاب للكتابة تماشيا مع التغييرات والأهداف الأمريكية التي يعتقد هؤلاء أنها لا بد ستنجح قريبا في فرض وجودها وخريطتها الجديدة على العرب والعربان والعاربة وجوارهم.

 

ثم أن يأتي احدهم ويطالب الكتاب الفلسطينيين بالتحديد الوقوف ضد صدام حسين الآن وبالذات الآن لأنه يقمع الشعب العراقي, هذا بصراحة كلام حق يراد به باطل, كلام غير منطقي ومناف للحقيقة والواقع ويركب الموجة العالية من أن اجل أن يطفو على السطح. كل الأنظمة العربية من المحيط إلى الخليج أنظمة غير ديمقراطية وتحكم بطريقة مشابهة لحكم النظام العراقي ومنها أنظمة كانت تتستر على جماعات إرهابية  مارست أعمالا غير إنسانية ولا أخلاقية, أدت إلى مصرع مئات الفلسطينيين من المناضلين والأبرياء, كما اغتال أعضاؤها العديد من القادة والكوادر الفلسطينيين, كانت تلك الجهات تتزود بالمال من نفس النظم العربية الحالية وكان من بينها النظام العراقي, حليفها إلى أن اختلفت معه فوجدت لها ملاذا آخرا وحليفا أكثر سخاء وعطاء. هذه الأنظمة العربية , مرآة لتلك العصابات الإرهابية , لأن الذي يجمع بينهم هو المصلحة والمال والإرهاب والعداء للديمقراطية والتمسك بالسلطة الديكتاتورية وتنفيذ مآرب المخابرات وكل من يدفع لهم أجرا, لذا ليس من مهمة الفلسطيني عداء الأنظمة العربية ولا الوقوف ضد مصالح الأمة العربية, خاصة عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي العربي وبمصير البلاد العربية, لأي أي خلل في موازين القوى المختلة أصلا بدون تلك الواسطة سوف يزيد من مهمة شعوب المنطقة في الحرية والمساواة والديمقراطية والعدالة تعقيدا وصعوبة. فالحرية والديمقراطية في بلادنا مطلب جماهيري عادل لكن أمريكا لا تنظر لهذه المطالب بقدر ما تنظر لمصالحها المستقبلية ووجودها الاستعماري الاستعلائي في المنطقة العربية الغنية بالنفط والثروات والخيرات.

 

هذه الأنظمة الموجودة هي الأنظمة التي قامت برضا أمريكا وكلها تعمل في شعوبها ما يعمله النظام العراقي بالشعب العراقي. وإذا أخذنا دعوة الذين يريدون من كتاب فلسطين محاربة صدام الآن نصرة للشعب العراقي المظلوم مأخذ الجد, فهذا معناه أننا يجب أن نعادي كافة الدول العربية من المحيط إلى الخليج حتى يتم وصفنا من قبل هؤلاء بالعقال والمناصرين للديمقراطية الأمريكية التي تجتاح العالم من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

هذا منطق انتهازي يتوخى المصلحة فقط ولا نستطيع أن نجد فيه ما يفيد القضايا القومية إن كان في العراق أو فلسطين. ثم أين كان أصحاب تلك الدعوات من دعواهم هذه قبل شهور عديدة, أليست منهم تلك الأصوات التي شنت هجمات صحافية وكتابية عنيفة على المعارضة العراقية واتهمتها بأنها عاجزة وعميلة وسخيفة؟

أن المسئولية الوطنية الحقيقية والتضامن العربي والقومي يتطلب من كل مخلص عربي أن يقف مع الشعب العراقي ضد العدوان والغزو أولا ومن ثم ضد الاستبداد والقمع وألا ديمقراطية, لكن طالما أن أمريكا قادمة لتجتاح العراق وتجرب فيه أنواع الأسلحة الجديدة والمحرمات الكثيرة المتوفرة في ترسانتها الحربية والتي كانت جربت قسما منها في حرب تحرير الكويت, بحيث أدت نتائجها إلى وفاة مئات آلاف الأبرياء من العراقيين, وهذه الأعداد الضخمة من المرضى نتيجة اليورانيوم والغازات والمحرمات الأمريكية التي استعملت في العراق, لم تجد من يتحدث عنها من قبل الكتاب الذين يطالبون الفلسطينيين الآن

بإدانة النظام العراقي, كان الأجدر بهؤلاء أن يتحدثوا عبر الصحف ووسائل الأعلام العربية والعالمية عن نتائج حرب أمريكا الأولى في العراق وما نتج عن الحصار الغير إنساني الذي تفرضه أمريكا عبر الأمم المتحدة على الشعب العراقي الذي نزل تحت خط الفقر مع انه من بلاد الرافدين المليئة بالثروات والخيرات. هذه المهمة يجب أن تكون شغل كل إنسان لديه أخلاق وشيم ومبادئ وروح إنسانية, يجب تحرير الإنسان العراقي من آثار الحرب والحصار أولا , ومن ثم الحديث عن الديمقراطية. فالحرب الأمريكية التي تعد لها إدارة بوش ومعها في ذلك الأذناب في العالمين, هي اكبر خطر يهدد العراق شعبا وأرضا وحكما والعرب شعوبا وبلادا ومستقبلا.

 

في الأسابيع القليلة القادمة سوف يكرم المرء أو يهان, وسوف تكرم العرب أو تداس تحت النعال, لأن القضية ليست في ذهاب أو بقاء النظام العراقي بل في مجيء الاحتلال الأمريكي الأطلسي الذي سيكمل حلقة الخناق على العرب بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص, لأن هذه الحرب هي حرب إسرائيل أولا, ولا يجهل ذلك سوى عديم البصر والبصيرة أو المشارك في تلك الحرب.

* نشر في ايلاف



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاجة رشيدة العاجوري
- هل انفجار المكوك كولومبيا بمثابة رسالة ربانية؟
- متفرقات من هنا وهناك
- المجتمع الإسرائيلي وخيار الطلقة الأخيرة
- الفساد بين هذه وتلك البلاد
- من وحي المخيم ..
- الحرب على العراق تبدأ من غزة
- الحرب خيار أمريكا وليست خيارا عالميا..
- سلطات تل أبيب تبعد وفد شبيبة حزب العمل النرويجي - الديمقراطي ...
- صرخة مزدوجة و صفعة قوية..
- المبادرة المصرية والمصلحة الوطنية..
- السلام المفقود والحل المنشود..
- دولة شارون- الفلسطينية -
- قصة حقيقية من مخيم عين الحلوة..
- برلمان تشيكيا نسي ربيع براغ..
- السلام والإصلاح والحقوق المستبعدة
- سمير القنطار شعلة لا تنطفئ
- حملة عداء الفلسطينيين مستمرة والذي يدفع يركب
- غريتا دوينسبرغ واللوبي اليهودي
- عندما يلقى طعام الفلسطينيين للكلاب الإسرائيلية!


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - كتاب فلسطين مع الشعب العراقي وضد أمريكا