أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - بوابة التمدن - فاطمة ناعوت - توضيح الواضح في فوضى التعريفات














المزيد.....

توضيح الواضح في فوضى التعريفات


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 5272 - 2016 / 9 / 1 - 12:48
المحور: بوابة التمدن
    


=====================
أعسرُ الأمور هو توضيحُ الواضح. لكنْ، حين تلتبس المصطلحات، وتحت فوضى التعريفات وسيولتها، نتاج التجهيل العمدي المُمارس على الشعوب، يبدو حتميًّا أن نعيد ترتيب كلماتنا لتنقل أفكارنا على نحو أنصع.
مازال بعض الناس، وبين النخبة للأسف، يخلطون بين المصطلحات فيظنون أن مفردة (قبطية) عكس مفردة (إسلامية)! والحق أن لا علاقة ولا رابطَ مطلقًا بين المفردتين، لا من قريب ولا من بعيد.
الأولى (عِرق) أي هُوية وجنسية، والثانية (عقيدة) أي معتقد ديني. كلمة (قبطيّ) هذه من فصيل: ألمانيّ- آري - فارسيّ- إنجليزيّ- مغربيّ- أمازيغي- باكستاني- قحطاني- موريتاني- هندي، الخ. وبهذا تكون "القبطيةُ" هي "الهُوية" المصرية. ومن كلمة (قَبَط ) اشتقت كلمةُ (Egypt) أي مصر. وهذا يفسّر أن مصر هي الدولة الوحيدة التي اسمها العربيّ يختلف كليًّا في النطق عن الاسم الأجنبي. “مصر – إيجبت"، بعكس الدول الأخرى: "تونس Tunisia- سورية Syria- العراق Iraq- السويد Sweden- انجلترا England- بريطانيا Britain- الصومال Somalia -......” , وحدها مصر هي Egypt.
وبهذا المعنى فإننا جميعا أقباطٌ بحكم الميلاد والهوية والعِرق والجنسية، وبحكم التاريخ. ومَن يُرد أن يعرف كيف اندثر المعنى الحقيقي لكلمة "قبطي" ليستقرَّ في المفهوم الشعبي أنها تعني "مسيحي"، أي كيف تحوّل العِرقُ إلى ديانة(!) عليه بمراجعة تاريخ مصر القديم منذ الفتح العربي لمصر، وما قبله وما بعده، ليفكّ شفرة هذا اللغز المحيّر، لأن شرح هذا الأمر يطول، وتنوء عنه مساحة المقال.
وبهذا التعريف الصحيح للكلمة، أو بإعادة الأشياء إلى معانيها الأولى، نقرّ أن هناك ما يزيد عن التسعين مليون قبطي في العالم، يعيشون في مصر أو خارجها، فيهم مسلمون (سنّة وشيعة) وفيهم مسيحيون (أورثوذوكس وكاثوليك وبروتوستانت) وفيهم يهود وفيهم بهائيون وفيهم لا دينيون، وغير ذلك، جميعهم يكوّنون شعبَ مصر العظيم، الأقباط.
وعلى هذا، فحين أقول: “كلُّ مصريّ هو قبطيّ، وكل قبطيّ هو بالضرورة مصري، وحين أقول إن مصرَ قبطيةُ الهُوية، فإنما أُقرّ حقيقةً تاريخية وجغرافية (لا علاقة للدين بها)، حقيقة بسيطة يعرفها كلُّ طالب علم مُلمٌّ بالتاريخ الصحيح.
لذلك يصيبني الاندهاشُ بقدر ما يصيبني الغمُّ والقنوط، حين (يتنطّع) لجوجٌ، يرفضُ أن يفهم، ويحاول "تجهيل" الناس معه، ممن يدورون في طرقات وحواري الإنترنت يصرخون بجهل وغباء وانعدام عقل:
[الحقوا الحقوا فاطمة ناعوت بتقول إن مصر قبطية، أعوذ الله، عليها من الله ما تستحق!] طيب يا سيدي، عليّ من الله ما أستحقّ.
فيرد عليه متنطعٌ آخر:
[خسئتْ ابنةُ ناعوت، اللهم أرنا فيها عجائبَ قدرتك! مصرُ إسلاميةٌ بإذن الله، وقل موتوا بغيظكم!] هل أموت بغيظي لأنني أقرُّ حقيقة تاريخية معلومة لكل العالمُ إلا نفرٍ من أهلها؟ بالحق سأموتُ بغيظي من التجهيل العمدي للبسطاء.
العلاقة بين العقيدة والهوية تشبه السؤال المازح: "القطار أسرع واللا النخلة أطول؟" تشبه العلاقة بين لون البشرة وسرعة الركض! تشبه العلاقة بين اسمك ودرجة ذكائك! أو بين لون عينيك ودرجة حبك للبامية والفاصوليا!
فكل دولة بوسعها أن تنصَّ في دستورها على عقيدة ما، مثل المادة الثانية في دستورنا (وهذا خطأ فادح)، بينما هويتها ثابتةٌ لأنه حكمٌ جغرافيّ أنثروبولوجي تاريخيّ محكوم بموقعها من العالم وبالسلالات البشرية التي تعيش فوق أرضها.
إيران مثلا فارسيةٌ ومسلمة- ماليزيا ماليزيةٌ ومسلمة- تركيا تركيّةٌ ومسلمة- أفغانستان أفغانيةٌ ومسلمة- فكيف تستنكرون وتتنططون وتلعنون وترغون وتزبدون حين نقرُّ: أن مصرَ قبطيةٌ ومسلمة؟! الهوية: قبطية. الديانة:مسلمة. وفق المادة الثانية بالدستور، التي نرفضها نحن جماعة المثقفين.
أعلم أننا شعبٌ مثقف في مجمله، وما ذكرتُه هنا ليس إلا معلوماتٍ بسيطةً معلومةً للجميع. ولم تعد محطَّ سؤال إلا عند من "يُصرّون" على الجهل، ثم تطويع جهلهم أداةً للسبّ والقذف والتطاول، أو الارتزاق!
أرجو أن يتعلم أولئك السابون الشتامون اللاعنون ما كانوا يجهلون. ثم أن يتكرموا بالكفّ عن السباب الذي يكشف جهلهم. لأن الجاهل وحده هو الذي يقاوم "المعلومة"، حتى وإن جاءته على طبق من فضة.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسم الصليب عليكِ!
- يومي الأول بالمدرسة
- خرج م الطابور يا خروف!
- احنا آسفين يا مُغير
- فانتازيا
- من أجل صليب وجرس
- لماذا لا يرفع المسيحيون علينا دعاوى ازدراء أديان؟!
- نأخذ من كل -رجلا- قبيلة
- كيف يتصيدنا المحتسبون؟
- النبات لا يخون
- ثم تولوا إلى الظل
- قطعة سكر واحدة
- كيف يتصيّدُنا الُمحتسبون؟
- ڤان ليو …. صائد الجميلات والفرسان
- لماذا الساخر؟
- !احنا آسفين يا مُغير
- أشوف فيك يوم يا نبيه!
- أنا أسخرُ …. إذن أنا موجود
- |حروب عادية | اللص الذي سرق الله| أشرف ضمر
- أخي المسلم السويّ هذا المقال ليس لك


المزيد.....




- العثور على مركبة تحمل بقايا بشرية في بحيرة قد يحل لغز قضية ب ...
- وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان يدخل حيّز التنفيذ وعشرات ...
- احتفال غريب.. عيد الشكر في شيكاغو.. حديقة حيوانات تحيي الذكر ...
- طهران تعلن موقفها من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنا ...
- الجيش اللبناني يدعو المواطنين للتريّث في العودة إلى الجنوب
- بندقية جديدة للقوات الروسية الخاصة (فيديو)
- Neuralink المملوكة لماسك تبدأ تجربة جديدة لجهاز دماغي لمرضى ...
- بيان وزير الدفاع الأمريكي حول وقف إطلاق النار بين إسرائيل ول ...
- إسرائيل.. إعادة افتتاح مدارس في الجليل الأعلى حتى جنوب صفد
- روسيا.. نجاح اختبار منظومة للحماية من ضربات الطائرات المسيرة ...


المزيد.....

- حَمّاد فوّاز الشّعراني / حَمّاد فوّاز الشّعراني
- خط زوال / رمضان بوشارب
- عينُ الاختلاف - نصوص شعرية / محمد الهلالي
- مذكرات فاروق الشرع - الرواية المفقودة / فاروق الشرع
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة , العدد 9 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة ,, العدد 8 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة العدد 7 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة الالكترونية , العدد 6 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة , العدد 5 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة العدد 4 / ريبر هبون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - بوابة التمدن - فاطمة ناعوت - توضيح الواضح في فوضى التعريفات