أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - طوني سماحة - لا لزواج القاصرات














المزيد.....

لا لزواج القاصرات


طوني سماحة

الحوار المتمدن-العدد: 5270 - 2016 / 8 / 30 - 23:48
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


قرأت الأسبوع الماضي ان رجل الدين محمد كريم، ابن الستين عاما، تزوج طفلة في السادسة من عمرها في مقاطعة غور الأفغانية. وفي أخبار اليوم، أن رجلا أفغانيا وافق على بيع ابنته ذات الأعوام الستة الى رجل دين أفغاني، اسمه سيد عبد الكريم، يبلغ خمسة وخمسين عاما مقابل بعض رؤوس الماعز والمواد الغذائية مثل الشاي والسكر والزيت. ذكر خبر الأسبوع الماضي أن رجل الدين ادعى ان أهل الفتاة قدموها له بمثابة هبة دينية. أهل الفتاة ادعوا ان الرجل اختطفها. في خبر اليوم، قرأت ان والد الفتاة زوّجها لرجل الدين بسبب عدم قدرته على اعالة اسرتها وان الزوج تعهد بعدم المساس بالفتاة حتى تبلغ عامها السابع عشر. عندما اقتاد العريس عروسه الى بيت قريب له لتمضية الليل عنده، لاحظ المضيف ان الضيف يتعرى امام الفتاة مما دعاه للإبلاغ عنه. أظهر شريط فيديو مصور على موقع rt.com الفتاة وهي تبكي فيما تقوم بعض النسوة باحتضانها. أما العريس فقد ظهر وهو يتحاشى إحدى النساء التي رفعت يدها عليه بغاية الضرب.

لست أدري إن كنا بصدد قصتين مختلفتين تشابهت تفاصيلهما أم أننا بصدد قصة واحدة اختلف سردها، لكن الثابت في الأمر أن العالمين العربي والإسلامي خاصة، والعالم الثالث عامة، يعانون من إحدى أكبر الجرائم بحق الطفولة ألا وهي ما يعرف بزواج القاصرات. عام 2013، انشغل العالم بقصة ندى الاهدل، الفتاة اليمنية ابنة الأحد عشر عاما. هربت ندى من بيت والديها بعدما قررا تزويجها لرجل يكبرها بعقود مقابل المال أو ما يعرف بالمال. التجأت ندى الى عمها الذي أنقذها من مصيرها الأسود وكررت لدى ظهورها الإعلامي المتكرر عبارة " أفضل الموت على الزواج". في تلك الحقبة ارتفعت بعض الأصوات لتعلن ان قصة الاهدل مدبرة وملفقة إعلاميا، لنكون بذلك قد رمينا مشاكلنا في سلة المؤامرة.


القصة أعلاه ليست استثناء في العالمين العربي والإسلامي، بل هي مأساة تتكرر كل يوم من أفغانستان وباكستان الى اليمن والصومال وغيرها. خرجت الكثير من الفتيات على الفضائيات لتخبرن عن مآسيهن وما تزال المجتمعات المدنية والحكومات تغط في نوم عميق. كلنا تتبعنا أخبار ملالا يوسوفزي التي تعرضت لمحاولة قتل لمجرد أنها لم تنصع لرغبة طالبان الباكستانية في حظر تعليم الفتيات. زد على ذلك ما نسمعه عن جرائم داعش بحق الطفولة.

حتى متى نستمر باغتصاب الطفولة واغتيالها؟ بناتنا لسن لعبة جنسية لنا نحن الرجال الناضجين. هن فلذة أكبادنا، هن زوجات أبنائنا. هن الملاك الذي يهتم بنا في شيخوختنا. هن النصف الذي يكمّل مجتمعنا، بل هن القاعدة التي يرتكز عليها هذا المجتمع وبقدر ما نحترمهن ونقدرهن بقدر ما نبني مجتمعا ناجحا.

تتحمل حكوماتنا ومجتمعاتنا المدنية والروحية مسؤولية كبرى في تردي أوضاع الطفولة. لا تتسع الطفولة للزواج، إنما ميدان الطفولة هو اللعب والرسم والقراءة والكتابة والحلم. أعطوا أطفالكم قلما وورقة. ابنوا لهم مدرسة. عمّروا لهم مكتبات تغذي عقولهم الطرية. أنشئوا لهم مسابح وملاعب. أقيموا لهم النوادي. أطلقوا العنان لخيالهم الخصب. شجعوهم ليكونوا مبدعين وخلاقين.

أتمنى أن تعلو الأصوات في عالمنا الثالث (والذي في الكثير من الأحيان لم يرتق حتى الى مرتبة العاشر) لحظر جرائم زواج القاصرات. أتمنى أن يستيقظ الآباء والامهات من سباتهم. أتمنى أن نرى في أطفالنا المستقبل المشرق وليس مجرد آنية نفرغ فيها شهواتنا.



#طوني_سماحة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أترانا شعبا أصيب بالانفصام الثقافي والديني؟
- عهد قديم وعهد جديد-18- أنطق ايها التمثال
- إنها الحياة-9- الجدّ والجدّة والحفيد
- عهد قديم وعهد جديد-17- لماذا العهد القديم؟
- إنها الحياة-8- ومن قال ان الاغتصاب رذيلة؟
- عهد قديم وعهد جديد-16- أنا الدولة والدولة أنا
- أصحاب الفخامة والجلالة والمعالي
- حكاية إيمان
- عهد قديم وعهد جديد-15- فجر جديد
- عهد قديم وعهد جديد-14- أصنامهم فضة وذهب
- عهد قديم وعهد جديد-13- إيل تحت المجهر
- عهد قديم وعهد جديد-12- إيل العبري وإيل الكنعاني
- أما يكفي أيها السيف دماء؟
- شبهة وردود-2- ما لي ولك يا امرأة؟
- هل مسموح أن يتعرض أبو سليم للإذلال؟
- شبهة وردود-1- يسوع سارق الحمير
- عهد قديم وعهد جديد-11- حمورابي وموسى
- عهد قديم وعهد جديد-10- جولة على معتقدات القارة الفتيّة
- عهد قديم وعهد جديد-9- قراءة في الهندوسية
- هل قال أيوب أن السماء ترتكز على أعمدة أربعة؟


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - طوني سماحة - لا لزواج القاصرات