أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هوكر محمود فرج - كلام يرتقي الى مصاف العتاب وينوي المثول امام انظار مولاي خادم الحرمين الشريفين















المزيد.....


كلام يرتقي الى مصاف العتاب وينوي المثول امام انظار مولاي خادم الحرمين الشريفين


هوكر محمود فرج

الحوار المتمدن-العدد: 5271 - 2016 / 8 / 31 - 07:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مولاي.. بعد عرض سلامي واعتزازي بك ورجائي من الباري لك بالعافية والسؤدد في خطاك التي تخدم الانسانية، أرجو أن تجد كلماتي هذه سبيلا الى انظاركم ولا يحتجبها حاجب، وهو مزيج من الايضاحات والعتاب على شخصكم الكريم، لكونكم لستم فقط مَلِك رعاياكم في دولتكم بل مُلكُنا ايضا لكوننا مسلمين وانت خادم الحرمين الشريفين تلك الديار التي نتوجه صوبها خمس مرات ليل نهار. عليه، لنا حق العتاب عليك يا مولاي وعلى من هم قضوا سنين من عمرهم في ذلك المقام. والعتاب له مبرراته بحسب القيم السماوية والارضية التي تكرم الانسان كأنسان. ونحن ككرد في كوردستاننا، من ناحية الدين اكثريتنا مسلمون وكنا دوما سباقين في خدمة ديننا والانسانية جمعاء، وهذا كلفنا الكثير الكثير في الماضي على ايدي محتلي وطننا، ولكن الذي يؤلمنا اشد ألايلام هو تلك الويلات التي اصابتنا على ايدي العرب المسلمين في العراق وسوريا منذ عشرينيات القرن المنصرم، اي بعد ان تكسر طوق العثمانيين ليحل محله طوق معاهدة المسترين سايكس - بيكو، التي تقطع على اثرها وطننا كوردستان الى اجزاء بدلا من الجزءين اللذين تفرقا بعد انفراط عقد دولة الخلافة على ايدي الموجات الهمجية لهولاكو وجنكيزخان ومن هم من ارومتهم، لتقتسم كوردستاننا بين الصفويين من جهة والاخرى العثمانيين. وما عاناه شعبنا على ايدي الاتراك والصفويين، عاناه العرب الذين كانوا تحت نير العثمانيين والصفويين ايضا. وتلك الويلات كانت دوما العامل المشترك بيننا كي يتلاحم نضال اسلافنا في سبيل التحرر من احتلالهم. وكمثال على ذلك دور ضباطنا في الجيش العثماني الذين كانوا يدا واحدة مع اخوتهم العرب الذين كانوا يناضلون في سبيل التحرر ايضا. ولكن بعدما صفت الاجواء لمحتلي المنطقة الجدد، عملوا على ان يخرجوا الكورد من المعادلة ويؤسسون دولاَ جديدة منها سوريا والعراق، ويغضون الطرف عما يدور في وطن الكورد من الويلات على ايدي هؤلاء الحكام العرب الذين كانوا قد تبوءوا مناصب رفيعة ونالوا القابا مختلفة من لدن منتصري الحرب من الدول الغربية.
هنالك سؤال يفرض نفسه وبالحاح من قبل الكورد دوما يامولاي، وهو لماذا تعمل القوى العظمى ومنذ ثلاثينيات القرن التاسع عشر على ان يبقى الكورد شعبا دون نيل حقوقهم مهما ضحوا؟! تصور يا مولاي كيف كانت الامبراطوريات العظمى تساعد الامبراطورية العثمانية في حقب متفاوتة كي تسيطر على القوى والامارات الكوردية. خير مثال على ذلك رسائل فيلد مارشال مولتكة البروسي عندما كان ضابطا شابا ضمن القوات البروسية المرسلة لمساعدة العثمانيين.
اهذه المواقف من قبل الغرب ولحد الان، هي وليدة احداث طارئة كانت ام وراءها استراتيجية محكمة الحبكة نابعة من حقد دفين على الكورد وامتهم التي انجبت صلاح الدين الذي كانت الاكثرية العظمى من جيوشه من بني جلدته، بحيث افرغت حينها مناطق شتى من كوردستان من الشباب، منها تلك المناطق التي تسمى الان باذربيجان الشرقية والغربية ومناطق اخرى من حلب وديرالزور ومن شمالي كوردستان، لتحتل بعدها من قبل اثنيات اخرى وتحل محل الكورد. هذه الامة التي قال الخطيب المقدسي بحق قائدهم يوم تحرير القدس من الصليبيين:
الحمد لله ذلت دولة الصلب وعز بالكورد دين مصطفى العربي
لا بل أتعرف يا مولاي عن ذلك الكادح الكوردي عبدالكريم العتريس الذي انزل العلم الفرنسي من على البناية التي كانت تدار منها لبنان في اربعينيات القرن العشرين؟ هنالك شواهد كثيرة على تضحية الكورد لا فقط في سبيل نيل حقوقهم بل حتى لنجدة اخوتهم العرب في حقب تاريخية متفاوتة. احد هذه الشواهد هو حملة الشيخ محمود البرزنجي على الشعيبة، حيث قاد الالاف من فرسان الكورد ،ومنهم جدي بافتخار، لتصدي الانكليز عندما دخل جيشهم الى الجزء الجنوبي من العراق المسمى انذاك بـ(عراق العرب)، هذا في ايام الحرب العالمية الاولى، حيث لم تكن هناك بعد دولة باسم العراق. وبعدما سيطر الانكليز استحدثوا دولة العراق، ذلك العراق الذي انشؤوه والحقوا به ولاية الموصل اي كوردستان الجنوبية كما كانت تسمى ايام حكمدارية الخالد الشيخ محمود. وطبعا هذا الالحاق لم يكن لسواد عيون عرب العراق، بل لضمان مصالحهم الاستعمارية من جهة و ليوجه العرب باتجاه محاربة الكورد كي تقبر تطلعاتهم، خاصة بعدما بدءوا باستخراج النفط في عام 1927 من قلب كوردستان اي مدينتي خانقين وكركوك، ولكي تبقى المنطقة غير مستقرة ليتصيدوا في مياه عكرة. هذا ما اقدموا عليه وضربوا مسقط رأس الشيخ محمود باثقل ما انتجته مصانعهم العسكرية من القنابل جوا. وهل لديك معلومات من هذا القبيل يا مولاي عن شعبي المظلوم؟!. هل سمعت عن الانفال.؟ تلك العملية المشؤومة التي قام بها صدام وجلاوزته باسم سورة مباركة من الذكر الحكيم، الانفال التي وئد على اثرها 182000 من الكورد نساء وشيوخا واطفالا ولم ينبت اي حاكم عربي لا بل اي رجل دين عربي ببنت شفة، كي يقول: [بأي ذنب قتلت]؟ هل لديك معلومات عن كل تلك المناطق من كوردستاننا التي ضُربت بالاسلحة الكيمياوية منها مدينة حلبجة الشهيدة. هل سمعت شيئا عن احواض الاسيد التي كانت يقذف فيها شباب الكورد الفيليون من قبل اجهزة صدام في حين سمى نفسه بعبدالله المؤمن؟!.
وعن سوريا.. هل لديك معلومات عن الحزام العربي الذي ابتدعه النظام العربي القومجي، لكي يُخلي مناطق شاسعة من غربي كوردستان اي شمال سوريا من سكانها الاصليين الكورد لتسكن مكانهم عرب البدو، اوليست هذه العملية منافية للاسلام والانسانية؟ دعك من ويلات الكورد ومآسيهم في الماضي، لنتكلم عن الحاضر، خاصة عن كورد العراق وسوريا الذين ضحوا بانهار من الدم والدموع في سبيل الحفاظ على عرضهم وأرضهم ومالهم، لكن وبعد كل هذا الدمار نسمع بمقولة وجوب الابقاء على وحدة اراضي تلكما الدولتين، كأن تلك الوحدة القسرية هي كانت خيرا ونعمة على شعوب البلدين لا نقمة، والتعامل معها كأنها نص من الثوابت ولاهي من مشيئة وصنع القوى العظمى! والانكى من كل هذا يا مولاي، هو محاولات الدولة التركية كي تزج بمملكتكم في فلكها وتكونوا عضيداَ لها، وهذا كما يقول المثل الشعبي العراقي: البكاء على الهريسة وليس على الحسين. لكون الحكومات التركية المتعاقبة لم ولن يقروا بشيء الا لمصلحتهم العنصرية وتلك المصلحة عندما تسنح الفرصة لها سوف تعبر عن نفسها صراحة وتضرب بكل المواثيق عرض الحائط كما يقال، وخير مثال على هذا هو معاملتهم مع قبرص منذ ثمانينيات القرن الماضي. فالسلطات التركية وخاصة حكومة akp لو حققت حلم رئيسها اردوغان، فلا ترضى الا بدولة عثمانية جديدة، فالمؤشرات كثيرة، عندها لا فقط العراق وسوريا بل حتى عرش جلالتكم يكون في خطر حقيقي. اما الحكومات التركية السابقة فهي ايضا كانت تخطط للسيطرة على كل تلك المناطق التي كانت تراها اراضي مستقطعة من امبراطوريتها نتيجة مغامرة من آخر سلاطينها. وخير مثال على ما نقوله كلام سليمان دميريل عندما كانوا يعملون على مشروع الكاب اي كل تلك السدود التي ارصدوا لها مليارات من الدولارات لكي يصيدوا عصافير لا فقط عصفورين بحجر واحد. فأحد هذه العصافير يا مولاي، هو اقلاع الكورد من اراضي اجدادهم، كي يمحوو معاقل الثوار الكورد من جهة ومن جهة اخرى لكي يجرد الفلاح الكوردي من وسيلة عيشه، الا وهي اراضيه الزراعية الخصبة، وبهذا سوف يضمنون أيادي العمل الرخيصة في متروبولاتهم غربي تركيا. اما العصفور الاخر، فهو لا يصاد الا عندما تتحقق تطلعات ومقولة دميريل المشهورة، حيث قال: العرب يبيعون النفط ونحن نخطط كي نبيع لهم المياه. كما تعرف يا مولاي بان الحرب الحقيقية القادمة في العالم وخاصة في الشرق الاوسط هي حرب على المياه لا كما كانت سابقاتها. فالمياه في بداية الالفية الثالثة ولحد الان سنة بعد اخرى تقل مناسيبها، والتصحر في العالم في ازدياد مطرد، اي رويدا رويدا تتوضح الصورة. وكما تعرف يا مولاي الملك إن النفط زائل لا محالة، ومملكتكم تحتاج الى كمية كبيرة جدا من النفط والاموال فقط لتصفية المياه في بلدكم، هذا بحسب الابحاث العلمية الموجودة حاليا، وبعملية حسابية بسيطة نستطيع ان نخمن ما ينتظر السعودية والخليج في المستقبل، اي عندما يشرف النفط على النفاذ، فالاموال لا تبقى على ما عليه الان. عندئذ تبدأ بداية اللعبة الدميريلية باتخاذ مياه الكورد كسلاح مدمر تجاهكم. تلك المياه التي هي ملك الكورد ومنابعها في قلب كوردستان الشمالية التي يحكمها النظام التركي بقوة الحديد والنار. فالكورد لا ولم يفكروا يوما في ايلام اخوتهم العرب، وخير مثال على هذا هو كيفية استقبال شعب اقليم كوردستان لاخوتهم العرب من السنة والشيعة بعد ان هبت ريح الطائفية على وسط وجنوب العراق وخاصة بعد ان اشتد عود الدواعش. ليس هذا فقط يا مولاي بل تصور كيف كان تعامل الكورد سنة 1991 اي ابان انتفاضة شعب كوردستان مع فيلقين من جنود صدام حسين، الذين استسلموا للبيشمركة دون ان يفكر احد بالثأر، مع انهم كانوا الآلة الحربية لصدام ونظامه المقيت وعلى ايديهم قصفَ وحرقَ ودمرَ الاخضر واليابس. هل تتصور بان البيشركة والشعب عامة كانوا يقتسمون لقمة عيشهم معهم الى ان هيأوا الاجواء لمغادرتهم كوردستان سالمين.
لذا يامولاي عليكم ومن الان ان تفكروا مليا بتحالفاتكم الاخيرة مع الحكومة التركية وان يكون لك رأي يعبر عن شخصكم الكريم، أي رأي صائب حول حقوق الكورد المشروعة في اي جزء من وطنهم كوردستان. وان تكونوا سباقين في هذا المضمار كي لا نطعن انا وامثالي من الذين كنا ولا نزال نؤكد دوما على اخوة الكورد والعرب التاريخية. وبالمقابل يذكرون من هم يحسبون انفسهم بالواقعيين في السياسة، اراء حكام اسرائيل حول حقوق الكورد في اقامة دولتهم، وكما نسمع من وسائل الاعلام، وهم أي القادة الاسرائيليون بين حين واخر يؤكدون على تلك المواقف ويصرحون بها في المحافل الدولية ايضا. هنا يا مولاي ارى بان تلك المواقف وان تكن فقط على مستوى الكلام لا غير، فمع هذا فهي تصب في مصلحة امتي المظلومة. فهل يعقل في هذه الحالة ان نكون على الضد من قول الحق ممن كان؟ ونأخذ برأي من هم يقفون على الضد من حقوقنا التي تقرها كل الشرائع السماوية والارضية ونرضى بهضم حقوقنا كي يجري ما يجري علينا بعدها من الانفالات والقصف الكيمياوي وسياسة الارض المحروقة واحواض الاسيد التي جُرِبت كل انواعها علينا فيما مضى!. عليه، يا مولاي نأمل منك موقفا صارما يليق بحقانية شخصكم الكريم وبجرأتكم المشهودة، والسلام عليكم ودمت لنصرة الحق.



#هوكر_محمود_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هذا الهيكل الروبوتي يساعد السياح الصينيين على تسلق أصعب جبل ...
- في أمريكا.. قصة رومانسية تجمع بين بلدتين تحملان اسم -روميو- ...
- الكويت.. وزارة الداخلية تعلن ضبط مواطن ومصريين وصيني وتكشف م ...
- البطريرك الراعي: لبنان مجتمع قبل أن يكون دولة
- الدفاع الروسية: قواتنا تواصل تقدمها على جميع المحاور
- السيسي والأمير الحسين يؤكدان أهمية الإسراع في إعادة إعمار غز ...
- دراسة تكشف عن فائدة غير متوقعة للقيلولة
- ترامب يحرر شحنة ضخمة من القنابل الثقيلة لإسرائيل عطّلها بايد ...
- تسجيل هزة أرضية بقوة 5.9 درجة قبالة الكوريل الروسية
- مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة الفلسطينية بقصف إسرائيلي لرفح


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هوكر محمود فرج - كلام يرتقي الى مصاف العتاب وينوي المثول امام انظار مولاي خادم الحرمين الشريفين