|
حوار مع الكاتب محمد ملازم
سامح سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 5270 - 2016 / 8 / 30 - 23:38
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
** الأخلاق التى انظر لها دائما كما يقول عنها معلمي " كانط " ومدى عالم النبل الذي كان يحدثني عنه ومدى قيمتها التى يجب دمجها ضمن رؤيتي إلى الكون ؛ والعالم القائم بداخلي والذي ينبغي منه أن ارفض اى سلطة خارجية كانت ( دينية ؛ قانونية ؛ اجتماعية .. الخ ( ولكن السلطة سلطة داخلية محلها عقلك وواجبه بعيدا عن اى مؤثرات وجدانية ؛ عاطفية لأنه وقتها ستكون نسبية متغيرة بسبب سرعة تغير وتقلب المشاعر ولكن دعامتها العقلانية تقوم على مبادئ العقل المطلق والتي تتمثل في فكرة الواجب . ولكن فى الحقيقة وعلى المستوى الشخصى كلما حاولت التعمق فى فلسفة " كانط " الأخلاقية وألقيت نظرة لأحوال وطبائع وسيكولوجية الكائن البشرى على مر تاريخه ومدى تأثره بعالم القيم والأخلاق ذو النسخة الاجتماعية الغارق بعالم المثالية اللزج ؛ والتواضع الساذج تحت مسميات أخلاقية ؛ والتي لن تكون إلا سبب لتفريخ كائنات معلبة ذهنيا تحت مسمى ( الأخلاق ) أحاول أن انظر كيف له أن يتحرر كشخص من سلطة أخلاق الزيف المجتمعي لكي يكتشف عالم ( الأخلاق ) بذاته ويبنى منظومة ( قيم ) من وجدانه الخاص بذاته أيضا ؛ وليست النسخة المقدمة له على أطباق مؤدلجة اجتماعيا وعليه لابد أن يلتهمها لكي يتم تقبله وسط الجمع ؛ فلذلك لا أجد امامى وقتها إلا العبقري ( نيتشه ) بمطرقته ينظر لهذا الحال وتلك الوضعية الاجتماعية البائسة وحالة الاستسلام لعالم المثل المزيف أجده ينظر لى ويضحك ضحك الجنون على تلك المنظومة وكأنها عالم من أوهامنا قمنا ببناء صروحها من رحم أوهامنا ولكننا فى كل لحظة نشاهدها كيف تنهار ونحن مستسلمين ببلاهة .. ! هل توجد أخلاق ذكوريه و أخلاق أنثويه ؟ أم ان الأخلاق لا ترتبط بالنوع ؟
الأخلاق ليست لها أى علاقة بأي نوع كان ( ذكر ) أم ( أنثى ) ؛ إنها تخالج عالم النفس البشرية بعيدا عن اى نوع ؛ وبعيدا عن أي هيمنة ذكورية يطرحها المجتمع من وحى ثقافته المجتمعية .
هل المثقف العربى عنصر فعال و مؤثر أم مؤدلج و متعالى و ألعوبة فى يد من يملك المال أو السلطه ؟
** الثقافة العربية والمثقف العربى اليوم ليس المحرك الأول للإحداث ولا العنصر الفعال ؛ لاننى لا أرى الا بدايات حالة فكرية ؛ حالة ما زالت فى مهدها تحركها انفعالات شبابية أشبه بحالة المراهقة الفكرية ؛ لان الوضع الاجتماعي والمؤسساتي يسيطر تماما على الكلمة والقلم ومن قرر التمرد على المنظومة قوانين الدولة كفيلة أن تبتلعه لأنه وحيدا يغرد ؛ الخليط العسكرى الدينى فى السلطة العربية مزيج يجمع بين استبداد ذو وجهين سيفترس أي حالة فكرية قررت طرح أفكار مغايرة على الأرض أو فى السلطة ؛ حجم النفوذ السلطوي والاقتصادي لتلك السلطتين لا يضاهى ويساعد دوما على تكميم الأفواه ؛ فلذلك قلت أنها حالة فكرية فى مهدها ؛ كتابات ضعيفة يصرخ بها شاب هنا ويقمع بها قلم هناك .
هل تتحمل الأديان القسط الأكبر في انعزال المرأة وتخلف المجتمعات ، و من وجهة نظرك ما أهم قضايا المرأة العربيه و كيف يمكن حلها ؟
** الاديان فى المجتمعات العربية وصورة ( الدين ) تحديدا فى المجتمع العربى تحول على مر الزمن بتراكمات التراث الى سلطة أستبدادية بجانب السلطة الاستبدادية ؛ وضع ( الدين ) بأشكاله المؤسساتية وهيئاته السلطوية لن يرسخ الا استبداد دينى ؛ ولن يضاعف الا بالمزيد من الكبت والاضطهاد ؛ وهنا ليست تصاريح او أراء ضد الدين أكثر من أنها محاربة للموروث الاجتماعى الذى تم تلبيسه لباس التدين الشعبى وتحول لسلطة تقمع وتستبد وتنهى ؛ وليست لسان الوعظ الرحيم والحكمة للمجتمع . وبالفعل أجد أنها من أكبر الاسباب فى انعزال ( المرأة ) وتحولها لسلعة ؛ ولابد أن تقدم دوما فروض الطاعة ما دامت ( امرأة ) ؛ تحولت لكائن هش لا يملك أى قوة فى تحديد مصيره . من أهم القضايا والأسرع انجازا فى قضايا ( المرأة ) هى توفير السبل والقوانين التى تساعد على استقلالها ؛ وتقديم الحلول والفرص للفكاك من قبضة المجتمع والهيمنة الذكورية ؛ وتلك هى المرأة التى ستتحرر حقيقية بدون انفعال طفولى ؛ وتلك هى المرأة التى يمكن الاعتماد عليها . ما رأيك فى الحاله الثقافيه لمصر فى الفتره الحاليه : أعلام _ سينما _ الأدب بأنواعه ؟
** الحالة الثقافية فى مصر الان لن أجامل او أكذب على نفسى وعليكم لاننى اعتبرها من اسوء الفترات ان كانت : سينمائيا ؛ أدبيا ؛ أعلاميا ؛ فترة المحرك الاول والاخير لها ( الابتذال ؛ والمال ) ليس أكثر انتاج فنى وأدبى من أرخص الانواع لن يفرخ الا المزيد من الكائنات الهشة فكريا ؛ ولا يسعنا الا الانتظار لعل يحدث بعد ذلك امرا يغير وضعنا البائس .
هل الثقافة العربية ( أدب _ فن _ فكر _ سلوك ) ثقافة عنصرية تراثية أم تقدميه حداثية، وهل توجد علاقه بين الموروث الديني والاجتماعي و الثقافي و بين ما تتعرض له المنطقة العربية من صراعات و أزمات؟
** الثقافة العربية ( أدب _ فن _ فكر _ سلوك ) ؛ ثقافة خليط بين أفكار حداثية وعنصرية تراثية تسحبها بشدة للوراء فلذلك حتى كل الأقلام التى طرحت أفكار تقدمية حداثية ؛ تم مواجهتها بعنف واضطهاد ولم يكتمل ظهورها للنور لان القوة العنصرية التراثية المظلمة أقوى وتمتلك أقلام وقوانين تقمع أي مختلف بحكم قوة المال والنفوذ السياسى والادلجــة فى المجتمعات العربية واللي بالطبع لها التأثير الاكبر فى الثقافة العربية . العلاقة بين الموروث الديني والاجتماعي وبين الصراعات المذهبية والطائفية هى من أكبر العلاقات التى ستزيد وطأة الحرب فى المنطقة اشتعالا ؛ ولن يتوقف الجنون الا بإيقاف صرخات وفتاوى الطائفية من كلا الاطراف ؛ فتاوى تطلق بجنون بدون توقف للاططلاع على خطورة وجنون تلك الفتاوى ؛ ولا اجد الا ان الوضع سيزداد سوءا اكثر واكثر بسبب المال السياسى الى يرسخ أنظمة حكم قائمة على هذا الصراع .
الأعلام العربى هل يلعب دوراً إيجابياً فى توعية وتثقيف المواطن أم تضليله و تجهيله،وهل السبب فى ذلك السلطه أم رؤوس الأموال؟
** الاعلام العربى بشكله الحالى من أكبر الادوات فى تزييف وعى العقل الجمعى ؛ تحت تحكم الرأسمالية الطفيلية وتحديدا ثقافة ( البترودولار ) من جهة ؛ ورأسمال ( العسكر ) من جهة أخرى فأنت أمام استبداد وتضليل من جهات مختلفة لن يكون ضحيته الا المزيد من التجهيل والتضليل للعقل العربى . متى بدأت العلاقه بين الدين و بين الجنس و السياسه و الأقتصاد و ما هى ابعاد تلك العلاقه ، وهل يجب تفكيكها ؟
** العلاقه بين الدين و بين الجنس و السياسه و الأقتصاد ليست وليدة اليوم ؛ لكنها وليدة قرون من التاريخ البشرى وعلاقته بنظام ( الملكية الخاصة ) ثم تطوره فى النظام السياسى وسبل التحكم فى الجماهير بكافة الطرق ؛ فكان لابد من تقنين وصنع تابوهات تضم كلا الاطراف لكى يتم استعباد الكائن البشرى وخضوعه للنظام السياسى ؛ والذى كان فى أغلبه نظام ( ثيوقراطى ) ثم تطور الى اشكال ( نظم سياسية ) مغايره ولكن العلاقة ما بين الدين و بين الجنس و السياسه و الأقتصاد تدزم للابد مدام لا توجد شفافية ونزاهة سياسية ؛ وزيادة وعى للجماهير لاستيعاب الروابط بينهم وحجم القيود والموانع الذهنية التى يتم فرضها فرض على الجماهير بأسم كل من تلك الامور .
كيف تعامل النص الدينى مع المرأه ، و ما هى اهم قضايا المرأه العربيه و كيف يمكن حلها ؟
النص الدينى بوضعه الحالى وتركيبته السطحية الحالية يتعامل مع ( المرأة ) كأنها سلعة تماما ويتم التصريح بذلك على المنابر بدون أدنى حرج ؛ والحل الامثل هو المطالبة بقوانين أكثر لحمايتها ومناضلة حقيقية من ( المرأة ) فى المطالبة بحقوقها بدون تحويل مشاكلها لفرعيات وتسطيح الامر كما يحدث الان .
ما تعريفك للحضاره ؟ هل الحضارة الإنسانية فى تطور و ازدهار و إرتقاء إنسانى ؟
** فكرة تطور البشريــة هى من اكثر الامور التى تتردد فى بالى بين حينــا وأخر .. وكلما ترددت على مسامعــى تلك الجملة وتحديدا " تطور البشرية " أشعر بالغثيان .. مبدئيــا سأقر معك ياعزيزى بهذا التطور البشرى السريع جــدا .. ولكن دعنا نلقى نظره دقيقة على ماهية هذا التطــور !
-- " انه تطور محدود بنطاق الطبيعة .. ودائما كانت نتائجه مزيــدا من " الكائنات الممسوخة " مصاحبــة بخاصية مشتركــة بينهــا ألا وهى : " الذكــاء الخارق " فى النفعيـة والمصلحــة والاستمراريــة الدائمــة لنموهــا " البيولوجي " كالعــادة مع الغياب الكامــل ل " حســهم الروحى " .. مع الغيــاب الكامل لذواتهــم " -- نحن كائنــات تعيش بمــدن أسمنتية وابراج شاهقة وتكنولوجيــا رهيبة ولكننا بدون ملامح انسانيــة .. ولا وجــود " للنمو الروحى " مكان بيننــا .. وهنا أتذكــر مقولة ووصف الكوميدي الأمريكي "لوي سي كيه" العالم الذي نعيشه بجملة:" إنه عالم رائع ولكن لا أحد سعيد، فهو مهدر على أسوأ جيل مدلل من الحمقى" -- ومع العلم ان لو أمتد " النمو البيولوجــى" لوحده الى ابد الابدين ما كان بوسعه ان يمنحنــا الجمال أبـــدا .. " !! -- واخيــرا ياعزيزى لا اقدر ان أقول لك الا رد الفيلسوف الالمانى :" هيدجر "متذكرًا موقفه الذي أخذه علي نفسه ليعيش في الغابة السوداء بعيدا عن "صخب الكائن" في برلين، مختارا لحياه حرة في معتكفه البسيط، وعندما سئل في حوار "ديرشبيجل" عام 1969: ما الحل المتاح أمام البشرية لكي تنجو من واقعة التقنية ؟ أجاب في حزم (وأكاد أتخيله وهو يجيب) : وحده إلــه ، يمكن أن ينقذنا . وهذا ليس حرب ضد ( العلم ) أكثر من أنه رأى ضد ( الانسانيون الجد ) ودوجما ( العلم الحديث ) وافكاره اليوتوبية التى يطرحها وكأن البشرية فى انتظارها يوتوبيا علمية لمجرد التسليم بكل النظريات ؛ وبدون التعمق فى سيكولوجية الكائن البشرى وتقلباته وأهوائه النفسية التي من الممكن أمن تقلب الطاولة فى أى وقت لنتحول الى أبناء عمومتنا ( القردة ) فى اقرب فرصة ممكنة بدون مقدمات ادعاءات الحضارة والاتكال على تلك الصرخات التى لا أراها الا طفولية محضة . لأننا بالفعل أمام تقدم ( تكنولوجى تقنى علمى ) ولسنا أمام تقدم ( انسانى ) .
#سامح_سليمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قليل من الحب كثير من العهر ج 1
-
حوار مع الكاتب المصرى محمد مسلم ج 2
-
حوار مع الكاتب المصرى محمد مسلم
-
عن الثوره الثقافيه نتحدث ج 1
-
المشاهد و العبارات الحسيه بين الرفض و القبول ج 1
-
هل توجد أخلاق ذكوريه و أخلاق انثويه ؟ ج 1
-
الأدب الإيروتيكى بين الرفض و القبول ج 2
-
هل يجب التخلص من مؤسسة الزواج ؟ ج 2
-
هل يجب التخلص من مؤسسة الزواج ؟
-
حوار مع الأديبه السوريه ماريا كبابه
-
الحياه بدون رتوش ج 2
-
حوار مع الباحث و المفكر المصرى هشام حتاته
-
حوار مع الباحث و المفكر المصرى هشام حتاته ج 2
-
خواطر عن الحياه و الحب و الموت ج 1
-
فن كتابة الروايه ج 1
-
خواطر عن الحياه و الحريه ج 3
-
الحياه ليست إلا حفلة تعذيب ج 1
-
خواطر عن الجنس و الأخلاق و الحياه ج 2
-
خواطر و أقتباسات عن الحياه ج 1
-
خواطر عن الحياه و الحريه ج 2
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|