|
حور عين في الحياة الدنيوية
عذري مازغ
الحوار المتمدن-العدد: 5270 - 2016 / 8 / 30 - 19:56
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من جميل الصدف أن يتسرب إلى الفضاءات الزرقاء محضر الضابطة القضائية حول قضية مثيرة في المغرب، يبدو أن عشق الشيوخ أكبر، عشق مقدس بمثابة قداس، من التسريبات الأخرى للشيخة فاطمة النجار والعشيق عمر بن حماد أن الزواج يتم بالقول "زوجتك نفسي..."، طبعا في ساحل المحمدية في موقع جميل جدا: البحر والسماء وقلعة بائعي الحشيش، وفي الزمان الجميل أيضا حيث تزقزق العصافير فرحا بقبول الشمس، لكن مالمثير في أن يكون عشقا مقدسا يرتفع إلى قداس تيمته التبجيلية: “زوجتك نفسي..."، للتبليغ فقط، عشق الكهنة مقدس بالضرورة، زكية رائحته بدليل حتى أكبر الشيوخ تشبثا بالعفة باركوه من امثال الدكتور الفيزازي وغيرهم ممن أعلنوا قدسية الزواج في دولة تعاقب المراهقين لمجرد قبلة في الهواء الطلق. أذكر في سن المراهقة، كان العشق عندنا تلهفا، مغامرة جميلة جدا أن تحظى باحتضان في بيئة تنفر مما هو رائع كالحب مثلا، كان مكرا للكبار من أبائنا، أنتم تفعلون بشريعة البلوغ، في أحسن الأحوال نحن نقلدكم في الطفولة، ونغامر لأجل في المراهقة، كم هو جميل الحب في مجتمع جاف يمنعه.. إنهم يخافون من وجود أبناء لقطاء برغم كل هذا الفيض من الأقراص الطبية المجانية لمنع الولادة، برغم كل ذلك رأيت كشاهد عيان أن أجمل الأطفال وأذكاهم كانوا دوما لقطاء وفي ذلك أمور أخرى لا يتسع المجال للتفصيل بشأنها. ذات يوم قمت بزيارة لصديقة في مستشفى أصيبت بالملاريا أو بالكوليرا أو أي شيء آخر لا أتذكر اسمه العجمي الآن، لكنه كان مرضا تلقته حين شربت ماء من البئر، في البداية قيل لنا أنها مصابة بآفة العصر في تلك السنة: أنزيما الطيور أو الديوك لا أدري ، كنت مصابا برعب التقارير الصحافية التي خلقت من مشكلة بسيطة أمرا عالميا يتجاوز خطورة أن تضطهد شعوبا بأكملها وترسلها إلى الجوع القاري باسم الحرية الفردية التي تعني تماما ما هي فيه، أن يستحوذ عشرة في المائة إنتاج كل العالم لأنهم فقط يبيضون ذهبا أو يغوطونه لا يهم.. في تلك الزيارة الظريفة، احتج علي مدير المستشفى الإقليمي لأني تفوهت بما يسيء للآداب العامة، أقصد الآداب الإدارية في المستشفى، في جدال عقيم مع أحد الأطباء الذي تقدم إلينا ليقنعنا عوضا عن "عساس" المستشفى: (اعترف الآن لقد قلت منكرا للعساس) كيف لا نستطيع رؤية المريضة، هل هي في سجن؟ قال، لا، لكن الزيارات تقع في أوقات معينة فقط ، يجب أن تنتظروا حتى المساء، ولما ألححت على الدخول بسبب أننا لا نملك الوقت الكافي بسبب من آفات النقل في دولة ليس فيها أي شيء منظم، تقدم إلينا أحد الأطباء ليقنعنا: _ هل تقبل أنت أيها الشاطر بأن تأتي امرأة وتحط لنا لقيطا في المستشفى.. بدا الأمر مقنعاللوهلة الأولى، لكن والحقيقة لم أفكر في الأمر سابقا، كان سؤالا مفاجئا يحمل شحنة أخلاقية فائقة الوقع في الدماغ، تساءلت مع نفسي: “صحيح هل يقبل أن يستقبل اللقطاء في المستشفى؟" ثم تداركت الأمر جيدا، إن السؤال يحمل في طياته جريمة قتل بالقوة كما تقول الفلسفة (أقصد منظومة الوجود بالقوة في الفلسفة) لكنه قتل لشخص بريء تماما أكثر من براءة الطفل في حصن والديه، شخص أتى إلى الحياة بصدفة اللقاءات الحميمية ليقسم أطباؤنا على نفيه خارج المستشفيات: "هل يقبل، ومن الشعور الإنساني أيضا، أن يرمى طفل وليد في نهر أم الربيع؟"، سألت الطبيب الذي رد على الفور بالنفي ، فقلت له إذن يجب أن تفتحوا المستشفى لكل العاهرات مادام زمننا زمن عهر. (هذه الواقعة شاهد عليها رفيقي الشاعر الكبير أمدياز الحاج وهو ما زال حيا يرزق ) بعدها فوجئت بمدير المستشفى يمنعني شخصيا من الزيارة على خلفية أني تفوهت بما يسيء الاحترام للمؤسسة: تصورت أن المستشفى الإقليمي بمدينة خنيفرة كعبة أخرى برغم أنه عند تجولنا في أجنحته رأيت فيه ما يقشعر له البدن: كانت المياه فائضة من مراحيضه (والتقليد، كما نقول بالمغربية، وكشاهد عيان، على الحاج أمدياز صديقي الشاعر الكبير المعروف الآن بالإقليم، التقليد عليه إن لم تكن مراحيض المستشفى فائضة). ما علاقة هذا الأمر بالشيخة فاطمة والشيخ ابا حماد، لا شيء على الإطلاق من وجهة نظري الشخصية لولا هذه الفيديوهات العالمية التي هم أبطالها حيث يحرمون مجرد النظر للمراة أو المرأة للرجل محاربة لتفشي ظاهرة الولادات غير الشرعية كما يقولون، العين عند الله وجاهة للزينة، يجب أن تنظر إلى جنسك كما لو أن في الأمر لا وجود لخشونة، وانا أعرف غريزيا أني لا أستطيع أن أشارك فراشي مع رجل: المسلمون يفعلون ذلك بدون حرج، أن تقبل رجل مثير للإشمئزاز؟ لكن بالدين يعتبر تحية قلبية، لكن حين تتم العملية بين مثليين لأنهما خلقا بطبيعتهما تلك، الأمر مقفر للغاية ! لكن التحية في المغرب مثلا مثلية: مع المراة باليد، ومع الرجل بالوجه، درجة مقرفة في المثلية، لا أحد يدرك الأمر، عادة طيبة، هذه من وجهة نظر علم النفس، أما من وجهة نظر الكهنوت فللأمور مبرراتها. تحرم فاطمة النجار نظر النساء إلى الرجال، تعتبره زينة وعهر، لكن حين تضبط مع أبا حماد بتشديد الباء على نطق المغاربة ، اعتبرته وكما في التصريح القضائي مساعدة في القذف في سيارة الميرسيديس وفي شاطيء رومانسي مفعم ببائعي الحشيش . يصبح الجنس عند الكهنة قداس بشعيرة "زوجتك نفسي..." وبشهود من طائفتك الإسلامية، الإسلاميون يمارسون العهر على أنه زواج وينكرونه على من يخالفهم. المسالة بسيطة جدا، كبت الجنس عند الشباب وإباحته بكلمة "زوجتك نفسي على سنة محمد وشهود المسك..” مثير للغاية، لا يمكن فهمه إلا في استخلاص نتائجه: الجنس حلال في الطائفة الدينية، حرام على الآخرين الجنس يخدم الطائفة من حيث يبيحونه لأنفسهم ولطائفته الجنس عملية استقطاب . الجنس في الميرسيديس كالجنس في الجنة. تماهيا مع الوعد بحور عين ، الطائفة توفر حور عينها لذكورها، يخفض النظر في الشارع وفتحه في دور دعواتهم الدينية. العين زانية، لكن في تصريح الشيخة للضابطة القضائية هو مساعدة على القذف،(ماقمت به هو أني ساعدته على القذف..كان جوابها على سؤال الضابط) الحاجة فاطمة اختلت بالشيخ وساعدته على القذف، الإحالة: علموا بناتكم أن يساعدن الرجال على القذف. بغض البصر طبعا، طرافة في البلاغة الدعوية: ما لفرق بين تبادل كلمة أحبك وتبادل كلمة "زوجتك نفسي.."؟ فرق شاسع بدون شك، كالقرف في بلاغة اللغة لتصير خريرا محمودا، أن يكون الحب بالعفة، هو المساعدة على القذف. تبا لكم، حتى السخرية نفسها سخرت من نفسها في أموركم … النظر زينة، الإستمناء لا، ما فعلته الشيخة مع الشيخ في مغرب بن كيران، كعضوين بارزين في حزبه يامران بالأخلاق الحميدة، بالعفة ، بخفض النظر، بالمساعدة على القذف هو أجمل ما جادت به قريحة العقل الديني كونيا: العفة هي أن تساعد على القذف... مسكينة هي المراة في مجتمع الكهنوت، خلقت لها وظيفة اخرى للحفاظ على العفة، أن تقوم على مساعدة الذكور على القذف:
علموا بناتكم أن يساعدن...!! تبدوا قولتهم الشهير: إذا اعتزل الرجل بامرأة كان الشيطان ثالثهما متماهية، والحال هذه، مع إذا اعتزل شيخ بشيخة كان الله ولي العفة ثالثهما.. والخلاصة: يحضر الشيطان حيث يحضر الله... إذا مات، مات الله أيضا، فلا ترجموه !
#عذري_مازغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حين يصبح الإعجاز كارثة على أصحابه
-
الحقيقة ليست أكثر من مجرد عملية حفر
-
أفغنة القضاء المغربي
-
دائرة المشردين
-
الإسلام بين الهمجية والتهذيب
-
-بويفيذاحن-
-
وصية شاشا ورمزيتها السياسية
-
المثلية الدينية
-
اليسار وإشكالية الديموقراطية
-
المظلة
-
العلمانية بين النضج المدني وغيابه
-
حول الأزمنة البنيوية عند مهدي عامل
-
خواطر مبعثرة
-
حكامنا خنازير
-
القومية من منظور مختلف
-
خواطر ملبدة
-
نقض لاطروحة الأستاذ عصام الخفاجي في حواره في الحوار المتمدن
-
حرب اللاجئين
-
رد على أبراهامي حول مقاله -لم يفهموا ماركس يوما ما-
-
رحلة في الباتيرا (3)
المزيد.....
-
حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق
...
-
أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة
...
-
لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م
...
-
فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب
...
-
ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال
...
-
الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب
...
-
المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف -
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو
...
-
الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر
...
-
أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|