|
مشاهدات من تركيا
خالد علوكة
الحوار المتمدن-العدد: 5270 - 2016 / 8 / 30 - 16:47
المحور:
المجتمع المدني
مشاهدات من تركيا كان لي فرصة زيارة لامرعائلي ملح وليس استجمام الى تركيا رغم كلفة الفيزا والطيران لكن (الحاجة اُم الفاقة ) كما يقال ، وبالذات ذهبت الى مدينة بليجك وتقع بين انقرة واستانبول ومدينه بليجك جبلية تقريبا تشبه الريف الانكليزى من اعتدال الجو وتشجير وهدوء.. ولا انوي ابراز الفوارق بين تركيا والعراق ، وبلدنا لم يكن قليلا من التطور والتفوق لكن لم يعد صالحا ومستقرا للتعايش ويا حَيف صار (عزيز قوم ذًل ) ... تعني كلمة تركيا حسب ويكيبيديا من (تُرك) لدلالة القومية التركية و( يا) للمُلك او ارضنا ، وهي من بقايا الامبراطورية العثمانية التي حكمت العالم ( 4) قرون ، تبلغ مساحة تركيا بحدود (783562 كم2) وعدد نفوسها اكثر من 77 مليون نسمه وفيها من القوميات الترك والكورد والعرب واليهود والارمن واليونانين والعلويين وهو بلد زراعي وصناعي تجاري بالدرجة الاولى والتي قادته بالانتاج الذاتي الى ان يصبح بلدا متطورا وسياحيا يجني منها مليارات الدولارات سنويا ونرى قدوم 40 مليون سائح سنويا لتركيا ليظهر مدى اطمئنان وقناعة هذا الرقم الكبير للاصطياف في وجود نقاهة وراحة الحياة فيها ... - سوف اتحدث عن تركيا من عصب الحياة البشرية في العالم وهو ( المال والاقتصاد) ثم الحياة الاجتماعية والدينية وقليل من وخز السياسة المقيته ... المال والاقتصاد : كل شئ في تركيا في ( نظام وقانون والتزام فردي قبل الجماعي الحكومي) اي الدولة ملك المواطن ولخدمته وليس العكس بحيث استقرار ورخص اسعار الخضراوات والفواكه وبقية المواد الغذائية وفي باقي مرافق الحياة ثابت ودائمي لايصعد لاي سبب كان ومنها انقلاب تموز الاخير فقط حدث زيادة في صرف الليرة ب 5 ليرات عن سعرها ثم عاد للاستقرار ورغم ماحدث من اعتقالات دموية.. ويوجد اكتفاء ذاتي عدا النفط ومازاد من الانتاج المحلي يصدر الى العالم وبلاد النهرين كمثال انتحاري قريب. مُؤسس تركيا الحديثة كمال اتاتورك ويسمونه ابو الاتراك ، وهي دولة علمانية ديمقراطية دستورية.. اردوغان وحزبه ساعد في احداث نهضة وتنمية اقتصادية للبلد بحيث كانت سلبا بالمرتبة (111) من الاقتصاد العالمي ونزلت ايجابا مزدهرة الى الرقم (19) كقوة اقتصادية عالمية.... مما جعل الشارع التركي مرتاحا على مستقبله الاقتصادي والامني والانساني وعلى هذا سمعت يقولون ليس مهما اردوغان بقدر بقاء البلد ، اذن الوطنية والالتزام غذاءهم اليومي وكل فرد يبدو رجل امن وشرطة ومرور والتزام واحترام ويثق بنفسه كثيرا تجعله يثق ويطمئن للاخرين وتذهب الناس للعمل يوميا حتى كبار السن ويكون كسب راحتهم بالعمل ليلا ونهارا .. وقد نجد بعض غلاء لكن في مواد محددة مثل السيكائر والاسماك والمشروبات الكحولية المتاحة في اي محل. الحياة الاجتماعية : (الحياة الاجتماعية) كمثال في بليجك التركية من التماسك الاجتماعي والثقة والمحبة وغض النظر عن غيرهم من ملبس ومأكل ومشرب وانت حر في حدود حرية الاخرين فالحرية الفردية مقدسة عندهم وترى قليلا من الفتيات محجبات ولكن صديقتها تمشي معها في الشارع بلباس قصير وحضاري وتجدهم جالسين في اي كازينو وكافتيريا عامة والاختلاط متاح واعتيادي من الثقة والشبع الحضاري في قيمة الانسان ...ولفت نظري وجود الكثير من النوادي والكافتريات واماكن الراحة منتشرة في المدينة يرتادها الجميع ومن الجنسين مع كثرة التدخين واحتساء الشاي ... وحتى الحيوانات السائبة موجودة ومرقمة مثل الكلاب والقطط لاتهرب منك تبدو عاقلة لاتزعجك وتجد أكلها في محلات خاصة للبيع باسعار انسانية وهكذا تبدأ حرية احترام الانسان من العطف على الحيوان !! ولا يسألك إلا ماندرعن هويتك ودينك بل يحترمك عندما تقول له اني اجنبي . الحياة الدينية : في تركيا لايوجد دين دولة رسمي كونها دولة علمانية ديمقراطية رغم الاكثرية من المسلمين وفيها الكثير من الجوامع وتؤذن يوميا بالعربي ويذهب اليها الشيوخ وقلة من بقية الاعمار . واعتقد بان الدين لن يغير تركيا نحو السلفية والتصلب وقد انتفعوا من ظاهره وتركوا اُرث ماضيه لمنشئه يلتهي به سلبا كمثال دموية شرقنا الاوسطي ، واضافة الى ان يوم (الجمعة) في تركيا هو دوام رسمي والعطلة يومي (السبت والاحد ) ودوام الدوائر الرسمية للساعة الخامسة مساءا. الحياة السياسية : لو نظرنا للحياة السياسية في تركيا الحكم برلماني وليس رئاسي ولو توجد محاولات لتغييره ، والجيش يعتبر حافظاً للعلمانية ولانقدر معرفة مصيره بعد الانقلاب الاخير ، وفي احدى الاحتفالات بمناسبة فشل الانقلاب الاخير مرفوع فقط علم (الدولة التركية الرسمي) ولا صور لاردوغان . وارى دولة عريقة مثل تركيا صعب حدوث تدمير وخراب للبلد لان الشعب متماسك استفاد من غباء دول الجيران من الركض وراء الثيران ، وخلال (5) ساعات فشل الانقلاب الاخير رغم ماقيل عن ملابسات ذلك ! ونرى ايضا سرعة الانقلاب الدبلوماسي في التصالح مع اسرائيل وروسيا وايران وغدا مع سوريا والعراق و مصر وهكذ تكبرعقلية قبول الاعداء والاصدقاء خدمة لمستقبل شعب تركيا .. مما يعاب على السياسة التركية استمرار الصراع مع الشعب الكوردي التركي المسلم دون حل سلمي مستقبلي ويعاكس هذا العداء العطف على مسلمي مدينة غزة العربية ، وكذلك دورها في دعم الدولة الاسلامية داعش وعدم التحالف ضدها لوقت متأخر بعد هزائم داعش في العراق وغرابة تدخلاتها في سوريا..وللتاريخ نقول عند الغزو الاميركي عام 2003م رفضت تركيا الهجوم على العراق من اراضيها بينما فتح العرب سيقانهم لذلك لتعظ اصابع الندم في عجزها هذه الايام من حماية نفسها لابل غرابة تدخلهم في اليمن وسوريا !! وسؤال كل يوم هل نصل كعراقيين للراحة والعافية وبلا حروب مثل شعوب تركيا وايران وقطر والسعودية والاردن وبقية العالم ؟ الجواب دائما يقول _ لا _ . وهذه _لا_ ينطبق عليها قول د. رعد الكيلاني من كتابه (الانبياء في العراق) بأن ( نظرية الحتمية البايولجية / وهي نظرية تعصبية تؤكد أن الشعوب المتخلفة تخلفها وراثي ولاجدوى من محاولة إصلاحها ) .
#خالد_علوكة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ترجمة النصوص الدينية الايزيدية
-
الجزء الثالث والاخير من / مقال الاثار الاقتصادية والاجتماعية
...
-
((الجزء الثاني )) من مقال (الاثار الاقتصادية والاجتماعية وال
...
-
الاثار الاقتصادية والاجتماعية والنفسية في غزو داعش ل بعشيقة
...
-
مختصر غير مفيد !
-
هنا فرنسا
-
تدمير شعب العراق الى متى ؟
-
( النظام الاخلاقي العالمي ... بان كي مون نموذجاَ)
-
(الاقليات والجامعة الاميركية في السليمانية)
-
بعشيقة وبحزاني وقرية كانونة
-
معركة تللسقف من الناحية العسكرية
-
خطورة التلاعب بالوعي
-
الفرمانات على الايزيدية الى أين ؟
-
روسيا و سوريا
-
لِماذا القوات التركية في بعشيقة وبحزاني ؟
-
عرض كتاب دين داعش الملعون
-
الخير والشر من الله
-
وتر الغربة
-
نماذج سلبية
-
صراع ثقافات
المزيد.....
-
الجامعة العربية تبحث مع مجموعة مديري الطوارئ في الأمم المتحد
...
-
هذا حال المحكمة الجنائية مع أمريكا فما حال وكالة الطاقة الذر
...
-
عراقجي: على المجتمع الدولي ابداء الجدية بتنفيذ قرار اعتقال ن
...
-
السعودية.. الداخلية تعلن إعدام مواطن -قصاصًا- وتكشف اسمه وجر
...
-
خيام غارقة ومعاناة بلا نهاية.. القصف والمطر يلاحقان النازحين
...
-
عراقجي يصل لشبونة للمشاركة في منتدى تحالف الامم المتحدة للحض
...
-
-رد إسرائيل يجب أن يتوافق مع سلوكيات المحكمة الجنائية الدولي
...
-
مياه البحر تجرف خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس
...
-
مصرع عشرات المهاجرين بانقلاب قواربهم قبالة اليونان ومدغشقر
-
الجنائية الدولية تطالب الدول الأعضاء بالتعاون لاعتقال نتنياه
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|