أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - لن أتحمس للحروب الشخصية














المزيد.....

لن أتحمس للحروب الشخصية


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 5269 - 2016 / 8 / 29 - 23:58
المحور: المجتمع المدني
    


لا ينزل الفساد علينا من السماء، ولن أصدق من يقول أن مصدرها من تعليب الأعداء، وبيننا من ينخر الجسد كالإرضة في البناء، وكالدود في حبيبات الفاكهة، ويتكاثر في العقول المبتورة عن جذورها، وكلما أبتعدت عن إصولها زاد تسوسها ومضارها، وكأنها جثة غادرتها الروح وبان عفنها وإنتظرتها محصلة أفعالفي يوم الحساب.
لن أتحمس أبداً للحروب الشخصية؛ لأنها تأكل طرفيها بدوافع من طرف ثالث ينتظر نهاية الصراع ليأكل ملك الوطن المباح.
قمة الإستهتار بالمواطنة؛ حينما يكون المسؤول رئيس عصابة، ويتباهى السارق بفساده، ولا يستحي القاتل إدعاء الوطنية، وبلا وجل يعلن أمام الملأ أنه مرتشي، وصاحب مكتب مقاولات للمتجارة بالعواطف، ومنتهى خيانة المباديء أن يُعفى عن المجرم بذريعة مصلحة البلد وكسب منافع شخصية، وأسخف المتاجرة؛ هي بيع دماء الأبرياء لمصلحة آنية، وبرداء مستورد يكتب عليه شعار الوطنية.
ماذا نقول عن من يقول كُلنا سُراق، وبعضهم يَهرب من الفشل بجمع الكل في فشله، وماذا نصنع لبلاد بحاجة الى حلف أخلاقي يمسك ما تبقى من الوطن؛ لا تحالفات تقاسم الكراسي وتكتلات تقتل من يُزاحمها على حقيقة الفعل السياسي، وحاجة الناس للعقلانية والهدوء والبحث عن مخارج من ألسنة النيران، ومنذ 13 عام أخضعتنا الأصوات العالية للتسيس، وقذفت واجباتها الى منابر للتباري، والخداع بالبكاء على قضيتنا وسبب مأساتنا وضيمنا، وأولئك اللذين يقدمون فوق حقوقهم على مكتسبات المجموع، ويفضلون الأنا على الدولة، والسلطة غاية وأن كانت بوسائل قذرة.
إن الهروب الى الأمام لم يك حلاً دون حمل إستحقاقات الوطن، وأحياناً الثبات على مواقف الحكمة والعقل أفضل من تغير أدوات الصراع، وهي لا تعني النجاة بالنفس والخلاص من مسؤولية أمة؛ ومهما هرب البعض عن المسؤولية؛ تجد الوطن يمسكهم في تزوير الهوية؛ ولن تنفعهم هوياتهم الجديدة في الأوطان التي لا تُعطي هويات دون تنازل عن الأصل والقيم.
عودنا بعضهم على إشعال الحرائق، والتظاهر بإطفاء ألسنة ربما تلتهمهم، والنتجية هم شواء لطرف ثالث.
بناء المشروع السياسي كبناء مجمع سكني؛ لابد أن يناسب كل الأذواق بفن معماري وعقلية حضرية وحضارية، ومن خرج عن فسحة حرية التعبير وقدرة التدبير؛ خرج من الهوامش وسمح بدخول الدواعش، وتمايل مع الإعلام الأجير وقضاء عن الحق مستدير، ولن أتحمس للحرب التي تُدير رحاها أجندات أنانية، ولكني من بين ملايين المواطنيين اللذين يعجبون من صنع الساسة، وبعضهم صنع لنفسه سياسية ومنطق وإخلاق لتقول للعالم هكذا هي حضارة العراق، وهكذا ساستها متخلفون جاهلون بنار تحرق البلاد، وما يزالون يحملون المشاعل والحطب، والفساد لم ينزل من كوكب آخر، ولم تُصدّره دولة ما، ومنهم كالدود الذي قطع جسد الوطن عن جذورهم، وغادرتهم روح الوطن لتنبعث روائحهم، وليشهد الشعب أن ليس شاهد فحسب؛ بل محاسب في محصلة مقارنة الأقوال والأفعال والنتائج، ولن أتحمس للحروب الشخصية، والوطن جريح يطلب الإستغاثة.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أياك من مخاصمة القبيلة السياسية
- التعيين بالوكالة افيون الاصلاح/1
- الشباب بين تناقض القوانين
- ما بعد الموصل من دخلها آمن
- متى يشارك جيش النجيفي؟!
- طبيعي ماحدث في مستشفى اليرموك فلماذا إستغرابكم
- بمن نبدأ الإستجواب أولاً؟!
- سكاكين الخارج ومرتزقة الداخل
- من أين لك هذا وأبواب الحلال مفتوحة؟!
- مرض خطير يضرب عقول الارهابيين
- كيف يتوجه التلاميذ الى اطلاق النار
- التحالف الدولي تقاسم أم جدية القضاء على الإرهاب
- جريمة نيس إرهاب فكري سياسي يبحث عن حل
- كواليس الفساد بأسم الإصلاح
- لماذا الكرادة؟!
- ستحابهم دماء العراقيين
- داعش اسطورة صنعتها العصابات السرية
- إعدموا العراقيين بحكم الشعب
- حان الإنتقام لعراق عانق الشهادة
- تركيا الى مشكلات صفر في عام التسويات


المزيد.....




- يوم أسود للإنسانية.. أول تعليق من الرئيس الإسرائيلي على أوام ...
- حماس: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت تصحيح لمسار طويل من الظلم ...
- رفض إسرائيلي لقرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو ...
- منظمة الفاو تحذر من وصول المجاعة إلى أعلى درجة في قطاع غزة، ...
- مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت والضيف.. كل ما نعرفه للآ ...
- مذكرة اعتقال ضد نتنياهو.. أول تعليق من مكتبه وبن غفير يدعو ل ...
- زلزال سياسي: المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال في ...
- حماس ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق ن ...
- حماس تحث المحكمة الجنائية الدولية على محاسبة جميع القادة الإ ...
- هولندا تعلن استعدادها للتحرك بناء على أمر الجنائية الدولية ب ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - لن أتحمس للحروب الشخصية