أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد سعيد الزعيم - أكفروا بالكهنوت














المزيد.....

أكفروا بالكهنوت


محمد سعيد الزعيم

الحوار المتمدن-العدد: 5269 - 2016 / 8 / 29 - 17:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أكفروا بالكهنوت
(وإذا اخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون)
تعتبر التجارة بالدين أخطر تجارة يمكن أن يمارسها الإنسان على وجه الأرض لأن لها جمهور غفير و تجار جشعين يحاربون التفكير و يمنعونه بإسم الله و يعتبرون كل من يفكر كافرا لأننا مخلوقين للسمع و الطاعة لخلفاء الله على الأرض فهم إرادته ، كلمته ،و أداته ولهم مستشارين ربانيين يعينونهم على الحكم ، لقد أصبح الدين في كل المجتمعات هو الغشاء الذي يحجبها عن التطور و الرخاء فأينما وجدت الحكومة الدينية تجد الفقر ، التخلف ، القمع ، الظلم ، الجهل و كل ذلك بإسم الله الذي إعتبر كهنته أنفسهم مصدر رضاه و فهم وحدهم من يوزعون صكوك الغفران بإسمه و يحددون الكفار الذين سيدعهم الله يوم القيامة في جهنم فهم من خرجوا على إرادة الكهنة و أطلقوا لعقولهم العنان ليفكروا هل الله خلق هذا الكون فقط لكي نظل عاكفين على عبادته و تقديم القرابين بإسمه للكهنة هل الله يرضى أن يكون عياله فقراء جهلاء خانعين لسوط الجلاد و كهنته يرفلون بالنعيم الدنيوي مقابل وعدهم لهؤلاء الفقراء بنعيم الآخرة الذي سيكون فيه الكهنة أيضا في قمته ، هل الله خلق الإنسان حيوانا يمشي على قدمين ممنوع من التفكير له كهنة يدلونه عليه ، لقد تمادى الكهنة و على مر العصور و في كل الاديان على الله فجعلوه إلها ساديا يدعو إلى العنف و الحرب يحب الجهل يحارب العلم و يكره الحب يزرع البؤس و يقتل الأمل لقد جعلوا من الله نموذجا للرجعية إلها خلق الإنسان ليمارس شهوات حيوانية ليتكاثر عياله الذين سيلقيهم في جنهم ليمارس عليهم شدته و غضبه و من يحالفه الحظ يدخله جنته ليمارس النكاح مع الحور العين ، لقد إستطاعت أوروبا و بعد قرون من سيطرة الكنيسة من التخلص من نير العبودية الدينية لقد إنتفض هؤلاء فيما عرف بعصر التنوير لقد حاربت الكنيسة المتنورين و أحرقتهم و كتبهم و إعتبرت العلم هرطقة و كفر و كانت جذوة الأمل إشتعلت و لا يمكن أطفاؤها فإنتصرت أوروبا على الكنيسة ليبدأ عصر النهضة و في المقابل كان المسلمين يرزحون تحت وطأة الحكم الديني لقد أصبح هؤلاء عبيدا للكهنة أكثر من عبوديتهم لخالقهم لقد أصبح المشايخ لدى المسلمين مصدر التشريع و الحكم هم من يصنفون الناس بحسب طاعتهم لهم و لولي الأمر لقد إستغل هؤلاء الدين بشكل لا يمكن تخيله فأصبح مصدرا للثراء و السلطة لهم، هم لا يتورعون عن إصدار الفتاوى التي تبيح الدماء و تبث الكراهية هم لا يخجلون حين يخاطبوا الناس بإسم الله و رسوله هم يدعون الناس للصبر و الاحتساب و يطالبونهم بطاعة ولي الأمر و الدعاء له و يصدرون الفتاوى التي تعزز تلك المفاهيم بل إنهم زرعوا في الناس فكرة قداسة الأشخاص حتى أصبحت كلمة حلال أو حرام من أفواههم مصدر تشريع رباني تؤثم لو خالفته فلحومهم مسمومة كما أقنعوا الناس
لقد أصبحت تجارة الدين الاسلامي أكثر السلع رواجا خصوصا أن المجتمعات الإسلامية أكثر المجتمعات جهلا و تخلفا و هذا الوسط هو السوق الملائم لهذه التجارة لذلك ترى تجار الدين يحاربون العلم و التطور لأن ذلك سيؤدي إلى كساد بضاعتهم التي ستصبح لا قيمة لها بعد أن يكتشف الإنسان أن الله خلقه لعمارة الكون و بناء حضارة قائمة على الأخلاق الحب و السلام لقد آن الأوان لهذه الأمة أن تنتفض و تشعل جذوتها لتخرج من غيابة الجب الذي ألقاها فيه تجار الدين ، آن الأوان لهذه الأمة أن تنفض عن عقولها غبار هذه البضاعة التي ملئوا بها رؤوسنا لأكثر من أربعة عشر قرنا آن الأوان لهذه الأمة أن تعلم أن نبيها بعث ليتمم مكارم الأخلاق بعث لينقذ البشرية من الكراهية و العنف و الكذب بعث لكي يرسي دعائم الحضارة الإسلامية و لم يبعث لكي نرتدي الثياب القصيرة و نطلق اللحى و نمضغ المسواك و نملاء قلوبنا بالكراهية و نمارس العنف بإسم الدين ، آن الأوان أن نرفع راية التغيير و نكفر بالكهنوت



#محمد_سعيد_الزعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد سعيد الزعيم - أكفروا بالكهنوت