أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - مهازل إنتخابية....مرشحات بدون أسماء














المزيد.....

مهازل إنتخابية....مرشحات بدون أسماء


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 5269 - 2016 / 8 / 29 - 14:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مهازل إنتخابية....مرشحات بدون أسماء
بقلم :- راسم عبيدات
أنا لست متبحراً في الدين والعلوم الدينية،ولكن ادعي انني على إطلاع واسع،وأعرف ان الإسلام وغيره من الديانات السماوية كرمت النساء وجعلj لهن وجود وكينونة وحسب ونسب،وهي لم تسلع أو تجمد المرأة،أي لم تتعامل معها على أساس انها سلعة أو مجرد بضاعة،او هي كالجماد، فالرسول محمد صلعم تزوج ب خديجة بنت خويلد "أم المؤمنين وتزوج من الصوامة القوامة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنه،وهو من قال خذوا علومكم عن هذه الحميراء عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنه،والزهراء هي فاطمة بنت النبي وزوجة الخليفة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه،واظن ان الممرضة الأولى في الإسلام هي رفيدة بنت كعب الأسلمية والحسناء هي زينب بنت حنظلة الطائية والقائمة تطول،فمن أين جاؤوا لنا بفكرة إلغاء وإقصاء المرأة من الوجود وكأنهم يدعون للعودة الى عصر الجاهلية،عصر وأد البنت،فمع سيطرة ثقافة الجهل والتخلف والدروشة والحجر على العقول وتسييد الفكر الوهابي،فكر ابن تيمه،فكر الكهوف والسجون،فكر طورا بورا في أفغانستان،وسجون غوانتانموا،بدأنا العودة الى عصر الظلمات والكهنوت وممثلي الله على الأرض،حيث تجد العديد من الدعوات الموجهة للأفراح حتى من بعض من يسمون انفسهم متنورين أو مؤثرين في المجتمع ترسل الدعوات بدون اسم العروس،وتجدها إما مختزلة بوردة او حرف من حروف اللغة الإنجليزية،والان جاء دور الإنتخابات البلدية والمجالس المحلية،لتكشف عورة هذا المجتمع وعورة القوى والأحزاب والمنظمات والإتحادات النسوية وحتى لجنة الإنتخابات والسلطة القائمة بشكل سافر.
فالكتل الإنتخابية التي تدعي انها ستمارس الديمقراطية وتقديم الخدمات للمواطنين،والبعض منها يدعي حملة لراية الفكر التنويري والتقدمي،كيف لها ان تقبل على نفسها،أن تضم كتلتها أسماء فتيات او نساء ملحقات إما بالزوج او إبنة فلان او علان او بلقب اخت...الخ؟؟؟،وكأن تلك الكتل تخجل من ان تضم قائمتها نساء او فتيات،لولا ان نظام "الكوتة" يفرض عليها ذلك،او هي بحاجة لتلك الفتيات او النساء من اجل إيصالهم الى الفوز والمجلس المحلي او البلدي،ولربما بعد الفوز هي ستتحرج من عقد إجتماع للبلدية او المجلس القروي يجمع النساء والرجال معاً،وستحتاج الى مخاطبتهن عبر "الفيديو كنفرنس"،أو أي وسيلة أخرى غير التخاطب المباشر.
تاريخ الشعب الفلسطيني وكفاحه المجيد على مدار مئة عام ونيف،لم يعرف حالة إنهيار قيمي واخلاقي،وجدب فكري وخواء ثقافي كالحالة التي نعيشها الان،صحيح انه في مرحلة الهزائم،يتسيد فكر الدروشة والجهل والتخلف والحجر على العقول،ورفض قبول الآخر حتى من نفس المذهب ،وتصبح الإشاعات والأكاذيب حقائق،ولكن يكون ذلك مرحلة عابرة في التاريخ،سرعان ما تتلاشى وتذوب،ولكن ما نشهده نحن الان يشير الى ان مثل هذه الظاهرة اخذة في التوسع والتجذر،مستفيدة من سيطرة الفكر الوهابي على الفضاء والمشهد الإعلامي والثقافي والتربوي والتعليمي،حيث يجري ضخ المليارات من الدولارات على وسائل إعلام مرئية ومسموعة ومقروءة ومؤسسات دينية وتربوية وتعليمية وبنية واسعة من المؤسسات الإغاثية والدعاوية،خدمة لهذا الغرض والهدف،ولذلك نقف اليوم امام من يدعون انهم علماء دين ورجال إفتاء يقومون بحملة خداع وتضليل وإستغلال مقيت للدين من حيث توظيفه لخدمة أغراضهم ومصالحهم واهدافهم،حيث تكثر فتاويهم التي تكفر المختلف معهم في المذهب او الرافض لأفكارهم وتوجهاتهم،وكذلك تركز على طرق إستغلال المرأة جنسياً،وأشكال إستباحة جسدها،ناهيك عن تصويرها بانها الشيطان او المفسدة في الأرض،وأنه لا مانع من بيعها أو المتاجرة بها جنسيا،ليصل الأمر في بعض المختلين عقليا من هؤلاء المدعين العلم بالدين إطلاق فتاوي الحقد والجهل والتخلف،لتشريع البغاء والدعارة تحت يافطة وذريعة "جهاد" النكاح،في تشويه مقصود للدين الإسلامي ولمعنى ومضامين الجهاد في الإسلام.
لا معنى لأي حرية أو تحرير للأرض بدون تحرير الإنسان،ولذلك ما نراه وما نشهده على طول ساحات الوطن وعرضه من "توحش" و"تغول" للفلتان بكل أشكاله وتّسيد للمافيات والعصابات،وسياسة القمع والترهيب والتخويف ومصادرة الحريات،وإستهداف للنساء والفتيات في حرياتهن الشخصية ونمط وطريقة حياتهن،او التعبير عن انفسهن ومواقفهم وأشكال مشاركتهن في الأنشطة والفعاليات الجماهيرية والوطنية..الخ،كل ذلك يجعلنا نقول دعو الإحتلال الان جاثم على صدورنا،لأنه لا معنى لتحرير الأرض من المحتل،دون ان نحرر ذواتنا وعقولنا،لأن ذلك سيقودنا حتماً الى ما وصلت اليه الأوضاع في الأقطار العربية من فوضى غير خلاقة،وعمليات إحتراب مذهبي وقبلي وعشائري،تترك ندوب وشروخ عميقة في مجتمعنا،تحوله الى مجموعة عصابات وقبائل وعشائر ويتفكك المجتمع والوطن على مذبح تلك العصبيات القبلية والعشائرية والمذهبية.
في ظل ما يحدث ويمارس بحق النساء والفتيات من حيث شكل المشاركة في القوائم الإنتخابية،ومحاولة إقصاء ونفي وجودهن وكينونتهن،وقبول المرشحات بذلك طوعاً أو عبر الإكراه،وسكوت المنظمات والإتحادات النسوية والقوى والأحزاب السياسية والمؤسسات المجتمعية ولجنة الإنتخابات التي تقبل مثل هذا الشكل من المشاركة والتسجيل في القوائم الإنتخابية،فإننا حقيقة امام وضع كارثي،ومؤشر على مدى الإنحدار الذي يسير إليه مجتمعنا،من حيث فرض نمط حياة وأشكال تعامل وعلاقات،من شانها ان تعود بنا الى عصور ما قبل الجاهلية والظلمات،رغم انني أشك بأن تلك العصور سادت فيها مثل هذه الأنماط من الجهل والتخلف.
المجتمعات الأخرى المتحضرة والمتجاوزة لعقدها الإجتماعية والجنسية ،تتبوأ فيها النساء والفتيات مراكز قيادية،تصل حد المنصب الأول،بينما نحن ما زلنا نتناقش حول ان اسم المرأة او الفتاة عورة أم لا...لن يهزم الجهل والتخلف الحضارة ولن تتقدم المجتمعات بمثل هذا الفكر.

القدس المحتلة – فلسطين
29/8/2016
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لم تنتصر الحركة الأسيرة لذاتها وللكايد...؟؟؟
- -غول- الفلتان الأمني والقبلي......سيقودنا الى أين...؟؟
- خطة ليبرمان للعودة الى -المخترة- ورابط القرى...هل تنجح...؟؟
- هل يمكن تفعيل الإشتباك السياسي مع الإحتلال حول القدس.....؟؟
- لقاء بوتين – أردوغان لا تحول استراتيجي
- القدس......حرب في كل الإتجاهات
- هجمة أخرى على المنهاج الفلسطيني في القدس
- أردوغان في موسكو ....دلالات ومعاني
- الكايد صامدٌ ....والأقصى في دائرة الخطر
- تحرير حلب.....وتعويم -النصرة-
- لا جدوى من عقد القمة العربية السابعة والعشرين....؟؟
- لماذا يجري -خلط الحابل بالنابل- ...؟؟
- تركيا من الإنقلاب....التصفيات
- اللهم لا شماتة يا -نيس- .......ولكن ...؟؟؟
- بوش.....بلير....البرادعي مجرمو حرب يإمتياز
- إستحالة شفاء الأمة .....بدون شفاء عقولها
- عيد.....لا يحمل أي معناً للتفاؤل
- تقرير الرباعية...تشجيع لإسرائيل على مواصلة الإرهاب والإحتلال
- في ذكرى يوم القدس العالمي...صرخة الإمام الخميني ما زالت حية
- في الإتفاق التركي- الإسرائيلي


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - مهازل إنتخابية....مرشحات بدون أسماء