|
زهقت من حكاية مسلم ومسيحي
جورج المصري
الحوار المتمدن-العدد: 1407 - 2005 / 12 / 22 - 10:55
المحور:
المجتمع المدني
في حديث تليفوني طويل مع زميلة صحفية مشهود لها بالوطنية وفي لحظه قلنا في نفس واحد زهقنا من حكاية مسلم ومسيحي وزهقنا من مضيعه العمر في مهاترات ليس لها حدود نحن من يدعي إننا مفكرين الم نشبع من توجيه أصابع الاتهام للأخريين، بلدنا محتاجه إلي وقفه صادقه مع النفس و كل الشعب محتاج إلي وقفه صريحة وشجاعة لوضع نهاية لهذا الصراع الغبي الذي لن يصل بنا إلي نهاية تحمد عقباها.
الكلام عن الدين أو أن الدين هو مفتاح كل شيء هو حديث عقيم لن ينتج عنه إلا الخراب.. فقالت سينتج عنه خراب أكثر من كده!!! فقلت نعم إن كنتي تعتقدي إن ما تمر به مصر ألان خراب فانتظري شويتين وأنتي تعرفي معني الخراب علي أصولة.
وفي تحليل سريع لما ينشر علي صفحات الصحف و الانترنيت داخل وخارج مصر وما يذاع في المحطات التلفزيونية دون أدني شك عجل بظهور أعراض الكارثة التي نحن بصدد انتظارها.
فقلت لابد إن يتوقف الطرفين وفورا عن الحديث بل المقارنات و المناظرات التي لن تجلب ألا الخراب المستعجل. فكان ردها خلال الخمسين عام الماضية تكلم المسلمين بكل حرية وهاجموا المسيحية في شتي وسائل الأعلام وهاجموا كل ما ينتسب للمسيحية. فقلت هذا حقيقي ودون أي شك هذا ما أدي بنا إلي ما نحن فيه ألان. قالت الزميلة الفاضلة هذا ليس لتبرير الرد إنما لشرح سبب الردود و التي لم تحدث في الماضي أولا لان المسيحيين لم تتاح لهم نفس ألفرصه في الرد في حينه نظرا لتسلط الحكومة علي ما يذاع وما ينشر ولم يكن للأقباط أي صوت يعبر عن ما يدور أو حتى يردون به علي هذه الافتراءات. واستغلت السلطة الفرصة في تفريق الشعب بل تمزيقه في هذا الاتجاه كي تنفرد بالسلطة المطلقة. وأيضا استغلت القوي السياسية ألدينيه المعزولة (الأخوان المسلمين )من أواخر الخمسينات الطفرة البترولية وانتعاش دول الخليج ماديا والتي هربوا إليها بعد فشلهم في اغتيال جمال عبد الناصر وكونهم مستقرين في تلك الدول قبل طفرة البترول وقبل عنجهية وغرور تلك الدول عندما كانت فقيرة جعلهم أبطال في عين النظام السعودي وبعد شيوخ دول الخليج (القلائل) المتطرفين. فاستغلوا تقربهم من السلطات الحاكمة و كل من عمل معهم خلال الستينات و السبعينات في افتراس الشباب المصري الذي خرج لأول مرة من مصر بعد كإرثه 1976 وبعد حرب 1973 وانفتاح اللصوص. وعاد هؤلاء الشباب إلي الوطن مرة أخري عند بدأ انطفاء الطفرة في منتصف الثمانيات وأوائل التسعينات وبعد حرب الخليج الأولي وتدمير الكويت وضياع ثروات العديد من الشعب المصري و الكويتي أيضا. وعند عودة الشباب الملوث بالعقلية الوهابية ألأخونجيه وجد ألتربه ألاجتماعيه معدة لاستقبالهم استقبال الفاتحين بعد إن مهد السادات الطريق إلي إخراج الأقباط من مصر وفرض الأفكار الرجعية الإسلامية التي كان هو أحد رؤوس حركة ضباط الأخوان المسلمين المحركين للثورة الوهابية. بدليل إن حركة الضباط الاخونجية لم يكن فيها قبطي واحد ؟
الحل الذي نجد أنفسنا متفقين عليه هو تفعيل قرارات مؤتمر زيورخ الأول ومؤتمر واشنطون الثاني و الخروج بمصر من براثن الدينين عن طريق أقرار فصل الدولة عن الدين و الدين عن الدولة. لانقصد أطلاقا أن الفصل بين الدين و ألدوله أي فصل القيم التي يقوم عليها الدين بل علي العكس القيم التي تحث عليها الأديان هي ما يجب إن يتحلى بها الفرد وليس ما تفرضه ألدوله علي الشعب أي بمعني تفعيل حقيقي للقول القائل أو المبدأ أن الوطن للجميع و الدين للخالق.
تعالوا نأخذ مثال واقعي لما وصل إليه المجتمع المصري تخيلوا إن النادي الأهلي ينفرد بالأعلام ليل نهار ويفرد صفحات وصفحات وكتب لأحصر لها عن تفوقة علي نادي ميت عقبة بل يقول الأهلاوية إن كل زملكاوي هو كافر وليس من حق نادي الزمالك إن يخطط ملاعبة أو حتى يزرع ألنجيله في ملعب كرة القدم إلا بتصريح من رئيس النادي الأهلي ؟ هل تعد هذه منافسه شريفه ؟ هل يقبل الشعب المصري إن يحجر علي اختياره لنادية!!! وأن أراد النادي الأهلي الانفراد بالغلبة إلي نهاية الدهر فما هي لزمه الدوري أو الكأس أو حتى بقيه الفرق ؟
نعم الصورة بايخه وتدل علي انحطاط في التفكير و القصور العقلي وتخيلوا عندما يجتمع الزملكاوية لكي يبحثوا طريقة يوجهون بها نظر إدارة النادي الأهلي للخطأ الفادح و التحيز الاعمي يقال عنهم أنهم خائنون للرياضة وللملعب ؟ أي ملعب هذا وأي رياضه هذه ؟
نعم هكذا يشعر الأقباط في وطنهم إن لاحق لهم في أن يكون لهم أي حرية في اختيار أي شيء وعندما يطالبون بتغيير الأوضاع يقال لهم انتم صليبيين أنتم أعداء الله أنتم أعداء المسلمين إلي آخرة من الاسطوانة المشروخة التي نسمعها كل يوم.
وحتى الأخت سارة منير ألمسلمه التي قالت لي في نهاية خطابها الممتلئ بالمغالطات و التعدي أنها تحبني في الله وأنني أخ لها في الوطن ؟!! صدقيني يا عزيزتي سارة لا أعرف ما هو نوع هذا الحب هل حب لإنسان أم هو حب لحيوان مدلل وحتى الحيوان المدلل يُعتني به أكثر مما تعتني الحكومة المصرية بالأقباط ؟ بعد أن شرحتي العقيدة المسيحية عن جهل والصقتي الحروب ألصليبيه في غير محلها ولغير أسبابها تعودي وتقولي أنا القبطي الذي لم يرفع سيف في وجه مسلم وأنا القبطي الذي لم يحرق لك مسجد أنك تعاقبيني لان هناك صراع سياسي بين مسلمين بالاسم ومسيحيين بالاسم في أحد دول البلقان حرقوا الكنائس وحرقوا الجوامع أو الحرب في العراق التي أدت إلي احتماء الخبثاء أعداء البشرية في الجوامع واستخدموها كقواعد عسكرية يطلقون الصواريخ علي المدنيين العزل بحجة المقاومة ؟ من بربك الذي لم يحترم حرمة الجامع من دخله بالصواريخ و الأسلحة ليطلقها علي البشر أم من دافع عن نفسه ممن استباحوا حرمتها أو لان السلاجقة اعتدوا علي حجاج القدس من مسيحيين ويهود أوربيين وحرقوا ودمروا كنيسته القيامة المكان المقدس للمسيحيين أو وحائط المبكي لليهود الذين يعدا في مقام الكعبة عند المسلمين ؟ لم يقتصر التاريخ علي هذا بل في الأمر الذي صدر من الخليفة في تلك الأيام ذكر كنيسة القيامة علي أنها كنيسة القمامة ؟ وتقولي لي أن عقيدتكم دموية ؟ أسف لا اقبل إن تطعنيني بخنجر مسموم بكل هذا الحقد و المغالطة وتقولي لي انك تحبيني في الله ؟ كفاني من الدين زهقت من الدين ومن المتدينين الهيبوقراطيين أي بالعربي المرائين يقولون مالا يعنون ويعنون ملا يقولون و المصيبة و الطامة ألكبري أنهم لا يعرفون ما يفعلون أو يفعلون ما لا يعتقدون أنهم يفعلون. الم تشبعوا من التعصب بعد، كفانا إزهاق روح الجمال في الأديان وأخذ البشرية إلي هوة بل مستنقع الكراهية. لو كنت من حاكم مصُر لفرضت عقوبة الإعدام علي كل إنسان يتستر وراء الدين لحرق قلب مصر كفانا كفانا كفانا. أمامنا طريق صعب وشاق لكي تعيد بناء الشخصية المصرية بعد ما خربته يد الإرهاب لان الخراب حل بالنفوس وللأسف لن تنتهي هذه الروح الشريرة إلا بنهاية أصحابها. و من ألان يجب أن نقتل المسببات فمصر وطن للجميع مصر أم للجميع ومصُر أولا ومصُر أخيرا.
وأخيرا أذكر هذه الكلمة التي قالتها الأم تريزا بالإنجليزية “I have found the paradox that if I love until it hurts, then there is no hurt, but only more love.” — Mother Teresa لقد وجدت من التناقض انك لو أحببت إلي درجة الألم لن يكون هناك الآلام بل مزيد من الحب الأم تريزا
#جورج_المصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قناة الجزيرة العائمة في بحر الظلمات
-
مولانا المرشد العام
-
سبب الشعور بمركب النقص و الكراهية لدي العربي المتمصر
-
ماذا بعد
-
العلمانية الديموقراطية في صراعها مع الإسلام الشيوعي
-
الحوار المتمدن وتطوير الفكر اليساري
-
1 الأقباط في عاصمة الديموقراطية
-
علامات لا يفهما ألا البشر !! ؟؟
-
سياسات التهميش والفقر
-
لا تستطيع أن تطهر جرح بمشرط ملوث
-
لاتتعجبوا هذا ما يعانيه الأقباط يوميا
-
نصيحة لزعيم الأخوان المسلمين لا تأخذ بها.
-
أين عبد الكريم نبيل سليمان يا عزت يا سعدني ؟
-
تعليق قبطي علي برنامج الحزب الوطنى الديمقراطى لانتخابات مجلس
...
-
؟?لماذا لزم الآمر
-
رد علي مقال الأفعي تطل برأسها لعزت السعدني
-
حتمية الدولة العلمانية في المجتمعات الحضارية
-
لاأهلا ولا وسهلا لبلطجية الحكومة ...
-
الحور العين في الطريق الوعر
-
التطرف علي الطريقه القبطيه
المزيد.....
-
أزمة الجوع والتجويع الإسرائيلي الممنهج تتفاقم في غزة وبرنامج
...
-
بين لهيب الحرب وصقيع الشتاء.. الجزيرة نت ترصد مآسي خيام النا
...
-
في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع
...
-
سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون
...
-
كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
-
اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
-
السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في
...
-
ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
-
السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير
...
-
غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|