أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فاهان كيراكوسيان - الشعب يريد شوارب السلطان














المزيد.....

الشعب يريد شوارب السلطان


فاهان كيراكوسيان

الحوار المتمدن-العدد: 5269 - 2016 / 8 / 29 - 05:22
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


الشعب يريد شوارب السلطان
هذا العجاج العربي الذي أسماه الغرب " الكافر" بِ الربيع العربي، إنما هو معركة جديدة من تلك الحروب التي شَنَّها الإسلام منذ القرن السابع الميلادي على العالم الآخر، هذه الحروب التي يفخر بها الإسلام و يمَجّدها لا زالت مستمرة، و لقد كتب جهابذة العقيدة الإسلامية مؤلفات مؤلفة حول حروبهم المقدسة ضد مَن أسموهم بِ الكفار لِ إضفاء القدسية على غزواتهم لِ البلدان الآمنة ذات السيادة؛ و ليس سرّا أن الإسلام يخطّط و يتآمر لِ إسقاط الدول غير المسلمة، و في الجهات الأربعة من العالم. إن اللوبي الإسلامي العالمي يعمل على قدم و ساق لِ تحويل أوامر إله الإسلام إلى حقيقة. و لأن الآخر ليس أبلها أو مغفّلا فَ هو أيضا يخطّط و يتآمر لِ القضاء على الآيديولوجية الإسلامية، و ما هذه المنازلة الكونية على أرض سوريا الحبيبة، إلاّ تجلّ واضح، وصريح و فاقع على الصراع الحضاري، الفلسفي، الثقافي، الأخلاقي بين منظومتين كونيتين، إحداهما تربط ذاتها بِ السماء و تعتبر ثقافتها، أخلاقها، ضميرها و تعاملاتها الأرضية اليومية هي من عند الله، لذلك فَ هي تعتقد بِ أنها تمتلك الحقيقة المطلقة، و هي الخير المطلق، و الآخر هو الشر المطلق، و على أساس هذا الاعتقاد يتعامل الإسلام مع الآخر، و على نفس هذا الأساس يرفض الآخر الخضوع لِ شروط و إملاءات العقيدة الإسلامية، لا بل راح الآخر يخطّط و بِ إصرار لِ إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل غزوات و فتوحات الجيوش الإسلامية لِ العالم، و لأن الممثل الأخير لِ دولة الخلافة الإسلامية كان من السلاجقة و الإيغور و المغول و آل عثمان، و لأنه حاضر اليوم على مسرح التاريخ، لذلك سوف يتم التعامل معه بِ الوسائل و الأدوات التي تكفل بِ إعادة الأمور إلى نصابها قبل استيلائه على هذه الجغرافيا المسمّاة " تركيا " . فَ تركيا لا زالت تمثّل الأمة الإسلامية، و هي – كما يُقال عندنا في سوريا – وجه السحّارة، و هي رمز انتصار الإسلام على المسيحية، و هي ( تركيا ) التي احتلت كاتدرائية آيا صوفيا، و حوَّلتها إلى جامع لغاية 1935 و من ثم تحوَّلت إلى متحف، و تركيا هي التي غيَّرَت اسم القسطنتينية إلى إسلامبول ( مدينة الإسلام ) كما فعل الرسول، حين غَيَّر اسم يثرب و جعلها المدينة، و تركيا هذه هي التي ارتكبت الإبادات الجماعية بِ حَقِّ المسيحيين، و هي التي أفرغت المدن و القرى من سكانها الأصليين من خلال التهجير القسري، و اليوم المسيحيون لا يشكّلون سوى نسبة 0,06 % في الوقت الذي كانت البلاد كلها بلادهم، أي أن النسبة كانت 95 % قبل الغزو، و نسبتهم انخفضت في بداية القرن العشرين إلى 35 % أمّا اليوم فَ هي 0,06 %. تركيا هي القفاز الناعم لِ الإسلام في حربها على الآخرين، بينما غرفة العمليات هي في مكة و الأزهر و قم و النجف، و لأن الآخر يعلم ذلك، و لأنه قَرَّرَ خوض هذا الصراع الكوني الرهيب ضد الآيديولوجية المحمدية و من خلفها ضد جيوشها و أدبياتها و إعلامها و مقدساتها و شرائعها و قرآنها، فَ لا بدّ من إزاحة هذا الخط الدفاعي الأول لِ تنكشف الأهداف الرئيسة، و لهذا، فَ قد بدأ العقل الكوني بِ تنفيذ المخطط، و المرحلة الأولى هي : تدمير تركيا. إن سمات هذه المرحلة ظهرت لِ العَيان منذ بدء العجاج العربي " الربيع العربي " و بِ التحديد من تونس و مصر، حيث تبنّت تركيا حركات الإخوان المسلمين و من ثم أنظمتهم التي قدّمتها لهم الاستخبارات الأمريكية و الإسرائيلية مع المال السعودي الخليجي و الميديا الإخوانجية في العالم و على رأسها العربية و الجزيرة و ال / ب. ب. س /. أمّا في سوريا فَ الموضوع قد تقدَّم خطوة هائلة بِ اتجاه الفخ المنصوب، فَ قد تورطت تركيا علنا و على رؤس الأشهاد في الحرب على سوريا، فَ كانت هي المقر، الممر، المموّل، المشرّع و المفتي لِ الدواعش بِ كلِ مشاربها، و راحت تبتلع الطعم إلى أن وصل الأمر بها أن تسقط المقاتلة الروسية في الأراضي السورية، و أن تنَفّذَ الغزوة الإسلامية على بلاد " الكفار" عبْرَ البحر، و أن تبتز أوروبا من خلال تلك الغزوة، و أنْ تتحدّى الناتو و على رأسها أمريكا، و وصل الأمر بِ حفيد السلطان الطلب منهم بِ وجوب احترام تركيا كَ قوة عظمى في العالم، و أن تكون مُهابة الجانب كَ أيّة امبراطورية عظمى، و راح يعيد هيبة الشوارب إلى المجتمع النيو عثماني، و راح الشعب يطلق أهازيج و شعارات ثورات الربيع العربي " العجاج العربي " في أنقرة و إسلامبول: " الشعب يريد شوارب السلطان ". هذه الخطوات هي المطلوبة لِ نجاح خطة تدميرها. أن ترجع إلى أصولها البدائية العثمانية، و أن تُزال المساحيق التي دُهِنَت بها منذ – 1923- حين قام مصطفى كمال بِ انعطافته السياسية، العسكرية، الاجتماعية و الثقافية بِ اتجاه الغرب، و أن تظهر على الساحة الدولية كَ دولة دينية و دولة توتاليتارية مثلها كَ مَثَل جميع الأنظمة التوتاليتارية الاستبدادية في العالم، و هذا ما يحصل في الواقع. لقد بدأ تدحرجها نحو النادي الشمولي الاستبدادي داخليا و خارجيا، و يجب أن يدخل في تحالف استراتيجي مع روسيا، إيران، كوريا الشمالية،الصين و سوريا، لكي تكتمل عناصر الفيلم الأمريكي الذي يُصْنَع في دوائر و مختبرات هوليود العسكري، و بِ إشراف حكماء العقل الكوني. أنا شخصيا لا أتمنى هذا السيناريو، لكن الهوليود المكي مصرّ على إنجاح فيلمه هو، و هذا ما سَ يفجَر العالم بِ درجة أشدّ و أقسى من هيروشيما و ناغازاكي. اللهم أني قد بَلَّغت ، و أعذر من أنذر.
فاهان كيراكوسيان
29- 08- 2016



#فاهان_كيراكوسيان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انهيار امبراطورية مردوخ
- ثورة الخفافيش
- المخاض التركي الطويل
- دمشق الياسمين
- تحالف الحضارات ضد العصابات
- عاصفة الأناضول
- أمريكا القدوة الحسنة أم....؟
- عليكِ يا سوريا السلام
- حرائق الشرق
- خلاص دمشق في أل - مو معقول


المزيد.....




- -لأنهم استولوا على أموالنا-.. شاهد ما قاله ترامب مع هبوط الأ ...
- بكاميرا استشعار حراري.. شاهد كيف عثرت الشرطة على طفل مفقود و ...
- برلين تدعو إلى فتح تحقيق -بشكل عاجل- في مقتل مسعفين في غزة
- طرد السفير الإسرائيلي من مقر الاتحاد الإفريقي
- ألمانيا.. انتقادات للحكومة بسبب قضية إعداد أطفال المدارس لحا ...
- وسائل إعلام: محامو رئيس بلدية إسطنبول إمام أوغلو يحتجون على ...
- الجيش الإسرائيلي يدعي استهدف -إرهابي تنكر بزي صحفي- في خان ي ...
- روسيا تطور أول معالج كمي يتألف من 40 كيوبت!
- -بلومبرغ-: رسوم ترامب الجمركية ستضر بالتحول الأخضر في الولاي ...
- الدفاع الروسية: أوكرانيا فقدت 150 جنديا في محور كورسك خلال ي ...


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فاهان كيراكوسيان - الشعب يريد شوارب السلطان