أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - اقالة العبيدي: رسالة للجماهير واخرى للإخوة الاعداء














المزيد.....

اقالة العبيدي: رسالة للجماهير واخرى للإخوة الاعداء


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5269 - 2016 / 8 / 29 - 02:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


واخيرا اطاح مجلس ممثلي الفاسدين في العملية السياسية والذي يسمى بمجلس النواب بوزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، بالرغم من الجهود الحثيثة الولايات المتحدة الامريكية للحفاظ عليه، على الاقل في هذه المرحلة عشية معركة الموصل لطرد داعش منها. واثبتت اقالة وزير الدفاع في خضم الحرب، ان مجلس النواب لم ولن يبال بأي شيء حتى وان كان رئيس الوزراء يرفع شعاره الي يقول "كل شيء من اجل الحرب على داعش". ولا يعني هذا بأن هناك محاولة غير مباشرة منا للدفاع عن العبيدي، وقد وصفناه بأنه يحاول عبثا تسويق نفسه بطل قومي ولكنه من ورق، وقلنا فيه وعلى نفس هذا العمود في العدد "357" ان من يبحث على البطل لإنقاذه، عليه ان يعرف بأن المؤسسات الفاسدة في العراق لن يتخرج منها الا الفاسدين والطفيليين.ان الابطال لا يتواجدون في اكوام الزبالة التي تزين مدن العراق بدل من بساتينه ونخيله".
خطوة مجلس النواب في اقالة وزير الدفاع، هي أكثر الخطوات ذكاءا في تأريخه المشين، ويفسر بشكل لا لبس فيه العلاقة العضوية بين هذا المجلس وبين منظومة الفساد التي تمثلها الحكومة وهيئة القضاء ولجنة النزاهة. اي بعبارة اخرى ان قرار مجلس النواب المذكور هو تعبير عن تطابق حي بين مصالح السلطتين التنفيذية والتشريعية بكل تفاصيلها البيروقراطية.
ولقرار اقالة العبيدي، رسالتين سياسيتين، أحدهما للإخوة الاعداء والاخرى للجماهير في العراق. الاولى هي قرصة اذن لأعضاء الكتل السياسية التي تكونت منها العملية السياسية، لتفهما بأن مجلس النواب لن يسمح لأي تمرد على اولياء النعمة، وانه لا يقبل بشكل قاطع المهاترات التي تمس من اعتبار رئيسه واعتبار مكوناته مهما اختلفت سياسيا وشنعت ببعضها اعلاميا، ومهما قتلت في الشوارع ميليشياتها من الذين يصنفون بانتمائهم طائفيا لها، ومهما ازدادت اعداد الجثث المجهولة الهوية وبأن المليشيات التابعة لتلك المكونات تقف ورائها. ان اية محاولة مهما كانت بسيطة لنسف منظومة الفساد ستضرب بيد من حديد، وها هو وزير الدفاع خريج تلك المنظومة يٌقَدَمْ قربانا على مذبح مصالح الكتل السياسية. ولم تكن صيحات العبادي بالدفاع عن العبيدي لأنه يخوض حربا ضد داعش، عزاء على الاقالة، بل كان تكملة للمشهد المسرحي الذي بدئه نفس شخص العبيدي في البرلمان عندما اتهم رئيس مجلس النواب بالفساد. واختتم المشهد بطرده لأنه لم يجيد دوره جيدا، ولم يكن أكثر من دور كومبارس. فلا عزاء ولا دموع تذرف على بطل من ورق.
اما الرسالة الثانية، فكانت للجماهير المحرومة وحركتها المناهضة للفساد. لقد قال مجلس النواب كلمته في اقالة الوزير المذكور، بأنه لن يسمح بعبث الجماهير، ولن تكن آذانه صاغية لشعاراتها وهتافاتها ضد الفاسدين. لقد استطاع مجلس النواب بحق ومعه القضاء العراقي الذي برأ رئيس المجلس من كل التهم خلال نصف ساعة، ان ينتقم لنفسه ضد الجماهير، ورد الصاع لها، عندما تجاسرت واقتحمت المنطقة الخضراء وخلفت بعض الخراب فيها.
وهكذا تثبت لنا الاحداث الاخيرة مرة اخرى، ان مجلس النواب ليس اكثر من جسم طفيلي، مؤسسة غير عاملة، تضيف الشرعية على ما يحدث من عمليات السلب والنهب التي تحدث على قدم وساق. ان "الديمقراطية" كي تكون اكذوبة تمرر على المحرومين، على من لا يملك ثمن رغيف خبر ويسرق علبة منديل ورقي من اجل اطعام نفسه، على من لا يملك ثمن اجرة نقل كي يبحث عن العمل وهم اكثر من50% من الشعب العراقي حسب الاحصاءات الرسمية للحكومة العراقية، نقول تلك الاكذوبة كي تمرر فيجب ان يزين بمجلس غير موقر مثل مجلس النواب هذا. ان "الديمقراطية" هي فقط لأولئك اللصوص، فطالما يمسكون بمقدرات وثروات المجتمع، فالديمقراطية لا تنتج الا اولئك اللصوص. أن النظام "الديمقراطي" العراقي ابدع في تقسيم العمل بين مؤسساته الطفيلية، فاللصوص في البرلمان والقضاء، والنهابة في الحكومة.
ان منظومة الفساد في العراق متجذرة في السلطة السياسية وتتحول الى وحدة عضوية في عملية تشكيل الدولة التي لم تحسم ولم تتكامل الى حد هذه اللحظة. وبعبارة اخرى لا يمكن اجتثاث هذه المنظومة دون اجتثاث كل العملية السياسية دون اي تردد او العودة الى الوراء والاختباء وراء ديماغوجية "الاصلاح".



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصابات العشائر وعشائر العصابات
- دفاعا عن ناهض حتر..في الدفاع عن حق الرأي والتعبير
- عام على مهزلة اصلاحات العبادي.. عام من نشر الاوهام
- ترامب لم يقفز من السماء
- العامل وعضو البرلمان
- التعليم الجامعي وابناء العمال والكادحين هدية صندوق النقد الد ...
- ما وراء الاستعراض العسكري في ساحة التحرير
- التراجيدي البريطاني والكوميديا العراقي في تقرير تشيلكوت
- الكلاب المسعورة المنافقة ....العنصرية الحقيرة بين أدانة تفجي ...
- دولة المليشيات والمشروع الاسلامي والسيلان الطائفي
- انهم يغيرون اسماء المدن
- نحو دولة الافقار وهيئة الامر بالمعروف والتخلف العشائري
- على مذبح اهالي الفلوجة
- حريق الفلوجة، حصان طروادة للعبادي - الجبوري
- مشهدان هزليان لزعيمين فاشلين
- منطق اللامنطق في برلمان حميد الكفائي
- لا مشيئة فوق مشيئة الادارة الامريكية وملالي قم على سماسرة ال ...
- الصدر يورط مؤيديه في قلب الفوضى
- السلطة الثورية المباشرة للجماهير هي الحل
- رائحة نتنة تفوح من اعتصام مجلس النواب


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - اقالة العبيدي: رسالة للجماهير واخرى للإخوة الاعداء