أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ياسين خلف الجميلي - الحرب الاقتصادية واستخدام النفط كسلاح














المزيد.....


الحرب الاقتصادية واستخدام النفط كسلاح


ياسين خلف الجميلي

الحوار المتمدن-العدد: 5268 - 2016 / 8 / 28 - 22:08
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


الحرب الاقتصادية واستخدام النفط كسلاح

ياسين خلف الجميلي
تشهد أسواق النفط العالمية حربا في الأسعار بشكل لا يمكن إرجاعه إلى أسباب اقتصادية فقط، ومن يتابع تطورات أسواق النفط منذ عام (2010) إلى اليوم يستنتج الخلفية الجيوسياسية لصراعات الخصوم حول أسعار تلك المادة، كما أن أي انحدار في أسعار النفط له تداعياته الاقتصادية والسياسية لارتباطه بالمشهد الإستراتيجي خاصة في الشرق الأوسط وانعكاسات ذلك على موازين القوى الدولية.
ففي شهر نيسان (2016) كان هناك اجتماع في العاصمة القطرية الدوحة، بهدف الاتفاق على استقرار أسعار النفط، وقد شارك في هذا الاجتماع ممثلون من (18) دولة إضافة إلى روسيا. وكان محور الاجتماع هو تجميد إنتاج البترول بالمستوى الذي يحقق استقرار الأسعار، غير أن إيران رفضت تجميد مستوى الإنتاج ما دام إنتاجها لم يصل بعد إلى مستوى ما قبل عام (2011)، أي قبل تشديد العقوبات عليها، وللتعبير عن غضبها من ذلك رفضت المملكة العربية السعودية التوقيع على اتفاقية التجميد واعتمدت إستراتيجية إغراق السوق على المدى القصير من أجل تقوية موقفها على المدى البعيد. وعلق على ذلك خبير الشرق الأوسط (سونس): "هنا لا يتم التعامل مع سلاح النفط من منظور: يجب تقوية مكانتنا في الأسواق، ولكن أيضا من منظور: نحن نسعى إلى وقف العدو اللدود والمنافس رقم واحد عند حده، والمقصود هنا هي إيران".
كما إن الباحث في الدراسات الاقتصادية (توماس ماير) يرى أن النفط يستخدم الآن كسلاح. لكنه هذه المرة ليس موجها ضد المستهلك في الغرب، وإنما تجاه المنافسين المزعجين والجيران السياسيين والخصوم.
وكان بداية استخدام النفط كسلاح عندما استخدمت الدول العربية في أوبك والدول اليسارية النفطية كالاتحاد السوفيتي مادة النفط سلاحاً إستراتيجيا سنة (1973) للضغط اقتصاديا على الولايات المتحدة الأمريكية وابتزازها سياسيا وستمر ذلك لفترة، بعدها قررت الولايات المتحدة اتخاذ حزمة من الإجراءات الصارمة مكونه من مجموعة تدابير اقتصادية كاتخاذ خزين إستراتيجي قومي وإجبار الشركات على إقامة خزين خاص بكل منها ومنع تصدير النفط إلى خارج الولايات المتحدة كنوع من الاحتكار وتلك كانت نهاية التحكم الشرقي بمادة النفط وبداية استخدام الولايات المتحدة لهذه المادة كسلاح للضغط على الدول التي تعتمد عليه كإيراد لتمويل نفسها ومشاريعها ، وبعد ذلك كانت أزمة اﻻسعار سنة (1987) لتنهار أسعار النفط بشكل رأسي عن طريق إغراق السوق من قبل حلفاء الولايات المتحدة بالأخص دول الخليج العربي على رأسها آنذاك السعودية والكويت و اﻻمارات مما جعل سعر النفط يبلغ (7) دولارات فقط،، أفلس على أثرها الاتحاد السوفيتي ومات سريرياً لينهار رسمياً سنة (1991)، وبعد ذلك انفردت واشنطن لتقود حرباً اقتصادية على أي بلد يخرج عما هو مرسوم وذلك بمساعده الحلفاء، وبخصوص ذلك قال الخبير (أنتونيو سان ريز): إن التلاعب بأسعار النفط أضحى سلاحا للضغط السياسي تقوده الولايات المتحدة وكلما احتدم الصراع في الشرق اﻻوسط حول ملف سياسي حساس ستستخدم أمريكا النفط لابتزاز الدول الريعية النفطية. ويضيف المستشرق الروسي (فيتشسلاف ماتوزوف):إن الولايات المتحدة اليوم هي من أهم المنتجين للغاز والبترول، والاكتفاء الذاتي هو ما يميز الاقتصاد الأميركي فهي لم تعد بحاجة كثيراً للاعتماد على الغير، وأضاف: إن الدول العربية تلعب دوراً واضحاً في هذه المعركة الجارية اليوم على الساحة الدولية.
ويمكن القول بما أن الصراع السياسي باقي سيستمر مسلسل انهيار أسعار النفط كل فترة لغرض الضغط عل الخصوم السياسيين لابتزازهم وإضعافهم اقتصادياً مما يضطرهم لتغير إستراتيجياتهم. كما يجب أن نوضح بأن النفط سلاح ذو حدين يؤذي الحلفاء مثلما يؤذي خصومهم بسبب زيادة الإنتاج وتراجع الأسعار فلكل يخسر بشكل أو بآخر، لكن بالنسبة لبعض الدول مثل المملكة العربية السعودية تعتبرها معركة دفاعية لتحصين المملكة في المواجهة المصيرية الراهنة ورغم معاناتها من تداعيات انهيار اسعار النفط الخام فهي تحاول تجاوز المرحلة بالاستفادة من ضخامة احتياطيها النقدي وعبر ترشيد الإنفاق وتنويع مصادر الدخل وخصخصة جزئية لبعض الشركات ورغم ذلك تشير تقديرات وكالة (ستاندرد آند بورز) للتصنيفات الائتمانية إلى أن المملكة ستشهد عجزا في الموازنة عند متوسط 9% من الناتج المحلي الإجمالي بين 2016 و2019.



#ياسين_خلف_الجميلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهمية المعلومات المحاسبية في ترشيد قرارات المستثمرين في سوق ...
- سوق العراق للأوراق المالية ودوره في التنمية الاقتصادية


المزيد.....




- المؤشر الأوروبي بأعلى مستوى له بفضل نتائج أعمال قوية
- صندوق النقد: صرفنا 1.2 مليار دولار لمصر خلال أسابيع
- أميركا تفرض عقوبات على أفراد وسفن تنقل نفطا إيرانيا للصين
- صندوق النقد الدولي يراقب إجراءات الحكومة الأمريكية وتأثيرها ...
- الخزانة الأمريكية تفرض عقوبات على سفن وأفراد ينقلون النفط ال ...
- نيسان تبحث عن شريك جديد مع اقتراب صفقة هوندا من الانهيار
- 1.146 مليار دولار صادرات إيران إلى سلطنة عمان
- ماذا يحدث إذا اصطدم كويكب -بينو- بالأرض؟
- انطلاق معرض خان ‏الحرير بدمشق في أول فعالية اقتصادية بعد سقو ...
- كم ينفق العراقيون على استهلاك التبغ؟


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ياسين خلف الجميلي - الحرب الاقتصادية واستخدام النفط كسلاح