فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5268 - 2016 / 8 / 28 - 18:32
المحور:
حقوق الانسان
لم يبادر الخميني في صيف عام 1988، الى إصدار فتواه الاجرامية المشٶومة و التي تم بسببها تنفيذ حکم الاعدام بحق 30 ألف من السجناء السياسيين من أنصار و أعضاء منظمة مجاهدي خلق عبثا و من دون طائل، على الرغم من إن معظم هٶلاء السجناء لم يکونوا بمستحقين لکي ينفذ حکم الاعدام بهم وکانوا يقضون فترة محکومياتهم، ذلك إنه کان يفکر بمستقبل نظامه بعد أن يخرج هذا العدد من السجن مرة أخرى وهو مستمر على نهجه و موقفه السياسي ذاته وکم کان ذلك سيشکل خطرا على نظامه المبني على القمع و الاستبداد، خصوصا وإن السجين السياسي عادة عندما يخلى سبيله يعود للنضال بنفس و روحية أقوى من السابق، ولذلك فإن الخميني قرر أن يغلق هذا الطريق على هٶلاء السجناء و ينفذ فيهم أغرب و أبشع حکم.
هذه المجزرة الدامية التي نددت بها منظمة العفو الدولية حينها و إعتبرتها جريمة إبادة ضد الانسانية، لم تتوقف منظمة مجاهدي خلق في الإشارة إليها و التذکير بها ولاسيما في الذکرى السنوية لها من کل عام، وظلت تطالب بالاقتصاص من النظام الديني المتطرف في طهران و إستدعاء القادة و المسٶولين الذين تورطوا في هذه الجريمة أمام المحکمة الجنائية الدولية، والذي يلفت النظر، إنه وفي الذکرى ال28 لهذه الجريمة المعادية للإنسانية، تم نشر ملف صوتي ليس يٶکد الجريمة و يوثقها فقط وانما يقدم دليلا دامغا أيضا بشأن مسٶولية النظام عن الجريمة جملة و تفصيلا.
الملف الصوتي الذي هو لرجل الدين الراحل حسين المنتظري الذي کان يشغل في حينها منصب نائب الخميني، يتحدث فيه هذا الرجل الى اللجنة التي نفذت المجزرة قائلا: "ما قمتم به أبشع جريمة ترتكب في الجمهورية الإسلامية والتاريخ سوف يديننا، وسوف يسجل أسماءكم في قائمة المجرمين"، ناهيك عن إعلان رفضه لتنفيذ المجزرة و إعتبارها باطلة، هو موقف دفع ثمنه بأن تم عزله من منصبه و وضعه قيد الاقامة الجبرية، کما إن نجله الذي قام قبل فترة بنشر هذا الملف واجها موقفا عنيفا من السلطات الامنية للنظام عندما أصدروا إليه أمرا برفع الملف و کذلك إستدعائه للمحاکمة بجريمة نشر الملف، وهو مايٶکد سعي النظام جاهدا ومن دون جدوى للتستر على الجريمة التمويه عليها، رغم إن الکثير من الاوساط المعنية بحقوق الانسان أکدت بأنه يمثل أفضل دليل من أجل محاسبة النظام و محاکمته أمام المحکمة الجنائية الدولية.
مجزرة صيف عام 1988، والتي تجسد جريمة إبادة ضد الانسانية مستوفية لکل الشروط الواجبة، من المهم جدا أن يبادر المجتمع الدولي من أجل التحرك لإحقاق العدالة الدولية و الانسانية و الانتصار ليس ل30 ألف مناضلا من أجل الحرية بل ومن أجل الانسانية کلها.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟