أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سيامند ابراهيم - قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم في سورية أن يصبح ذليلا














المزيد.....

قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم في سورية أن يصبح ذليلا


سيامند ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1407 - 2005 / 12 / 22 - 07:40
المحور: حقوق الانسان
    


بيت من الشعر الوجداني, صدحت به حناجرنا, هز قلوبنا وأجج مشاعرنا مبكراً, يوم كنا يفعاً كعيدان الريحان, في احتفالات عيد المعلم, وأمام معلمنا الذي لقننا أولى حروف أبجدية العلم والنور, كنا نتوجس خيفة من المرور أمامه, نحسب له ألف حساب, نطأطأ الابتدائي, فكل هذا النضال الجبهوي ورسالة العلم والسلطة الرابعة "الصحافة" التي أمضيت فيها شبابك, وشاغبت فيها, وكنت أحد الأصوات الحرة والجريئة في 12 آذار, فمهما

رؤوسنا ليس خوفاً منه, أو من عصاه المصنوعة من الخيزران, بل إجلالا واحتراماً لذلك النبع الرقراق الصافي من المعارف التي كنا نكتسبها في ذاك الزمان المتواضع بكل شيء, وحيث كان الفقر هو غذائنا الثاني بعد العلم, نلملم وريقات ممزقة ونعيد ترتيبها من جديد لنسطر بها ذاك العلم كان يمسح شفيف قلوبنا, وأصبح يقترب من عقولنا كان له وقع الأثير في قلوبنا منذ كناً في المرحلة الابتدائية, نقف ساعات في احتفال عيد المعلم الأبي, كنا نصطف بصفوفٍ متراصةٍ بخشوع أمام العلم الوطني السوري, في فترة الستينات كان المعلم له قدر وقيمة وكرامة في الستينات, معلمنا الطيب القلب, ذاك المعلم الذي لم يكن ينتمي إلى أي حزب أيديولوجي, وكان على قدر ذاك الراتب البسيط الجيد الذي يوصله بثلاث عجلات إلى نهاية الشهر, يعطي الدروس من كل قلبه بجد وإخلاص, كنا نتسابق لكسب وده خدمته من قلوبنا الصغيرة, لرد الجميل إلى هذا الإنسان العظيم, صاحب الرسالة السامية في تنشئة الأجيال وتزويدهم بالمعارف.

كانت حناجرنا تصدح بذاك البيت فرحاً, وتقديساً لهذه الشمعة التي تحترق لتضيء لنا الدرب.

لكن يا عزيزي في ظل الفكر الشمولي, أصبح المعلم مهدور الكرامة ذليلا, يساير الطلاب لكي يتق شرهم, ويتحاشى المدعوم منهم, ويحثهم على الجد والاجتهاد لبناء مستقبلهم ونيل المعارف في زمن التكنولوجيا والمعارف,

أصبح المعلم كالكرة الطائرة, تتقاذفه قرارات المسئولين من المحافظ إلى موجهي التربية في المحافظات حتى بات المدرسون على مختلف المستويات تحت رحمة (التقرير) الذي أصبح بمثابة الزاد اليومي, للمدير وأمين السر إلى بعض الطلاب المؤدلجيين, يعتاشون في الاتكاء على هذا المورد السري لبعض ضعيفي النفوس.

يمنحهم درجات علو وارتقاء, يصبحون من طواويس فارغة حدائق بابل المعلقة.

في الآونة الأخيرة كنت في زيارة لأقاربي في تركيا, وسألت ابن عمي المعلم عن الراتب والتقاعد, فقال راتبنا بلغ بحدود الألف دولار, وحصلت على تقاعدي مجز بلغ 20000 ألف دولار, وهذا يكفينا من الحاجة وعدم العوز إلى نهاية العمر والعيش بكرامة.

تذكرت هذه الأرقام وحسبت ما يحصل عليه معلما السوري, فحزنت عليه من هذا الراتب المتواضع الذي لا يكفيه حتى انقضاء عشرة أيام من أيام الشهر السريع.

وتعود بي الذاكرة إلى فترة الستينات عندما كان المعلم يخطب لنفسه ويطلب يد إحدى الفتيات كان جواب أهل العروس بالموافقة فوراً, لأن الراتب كان كافياً جداً, أما الآن فيخجل المعلم من البوح بأنه معلم. رسالة العلم والأدب هي الحافز على تقدم المجتمع على مختلف الصعد, واحترام المعلم لهي من قدسيات الحياة بمختلف أشكالها ومعطياتها, وعندما يتكلم المعلم خالد جميل محمد عن الوحدة الوطنية, فينقل إلى بلدية القامشلي العتيدة, ثم ينقل إلى الحسكة, وآخر فاحت منه رائحة الكتابة, فينقل إلى مستوى أقل من عمره وخدمته التدريسية, وعدنان بشير الذي حضر مهرجان دهوك الأدبي ففصل من التدريس,وآخرون لا يتجاسرون في تلبية دعوات المهرجانات الثقافية في ديار بكر(آمد) ودهوك, لكن الظلم الذي لحق بالمعلم والصحفي القدير عضو اتحاد الصحفيين العرب ابراهيم اليوسف, وعضو اتحاد الكتاب العرب’ فهو يحمل شهادة الأدب العربي, لكنه يعلم يحصل على درجة وراتب التعليم فعلت فلن ينفعك بشيء يا ابراهيم اليوسف ؟!



#سيامند_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إسرائيل تقصر الاعتقال الإداري على الفلسطينيين دون المستوطنين ...
- بين فرح وصدمة.. شاهد ما قاله فلسطينيون وإسرائيليون عن مذكرات ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بحرب الإبادة في غزة ولبن ...
- 2024 يشهد أكبر خسارة في تاريخ الإغاثة الإنسانية: 281 قتيلا و ...
- خبراء: الجنائية الدولية لديها مذكرة اعتقال سرية لشخصيات إسرا ...
- القيادي في حماس خليل الحية: لماذا يجب علينا إعادة الأسرى في ...
- شاهد.. حصيلة قتلى موظفي الإغاثة بعام 2024 وأغلبهم بغزة
- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سيامند ابراهيم - قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم في سورية أن يصبح ذليلا