أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - الجميع متفق على الفدرالية في العراق و سوريا















المزيد.....

الجميع متفق على الفدرالية في العراق و سوريا


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5267 - 2016 / 8 / 27 - 13:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد التغييرات التي حصلت اخيرا في المواقف لدى جميع الجهات ذات الصلة بسوريا، و ما استقرت عليه المواقف حول العراق و مستقبله بشكل نهائي شبه مؤكد، هو تجسيد النظام الفدرالي في البلدين استنادا على التركيبة الموزائيكية لشعوبهما، و ما يتطلبان من النظام الذي يلائمهما و يمكن ان يتفق عليه الجميع و يرضى به لضمان حقوقهم السياسية الاقتصادية، و هذا ما اقر في الدستور العراقي و قطع خطوات و يحتاج لسند و قوانين تثبته على ارضيته و لا رجعة فيه .
الدستور العراقي اقر الفدرالية و لم يات هذا النظام من الفراغ او نتيجة تاثير العواطف و المتطلبات لدى مكون ما، و انما توافق عليه القوى الخارجية قبل الداخلية و اعتبرته افضل ما يمكن تطبيقه لارضاء الاكثرية و بناء ارضية لتعاون و مشاركة الجميع و انهاء شوط طويل من الخلافات و الاختلافات بين المكونات العراقية .
سوريا لازالت في الطور البدائي لانها غير مستقرة و في حال تستمر فيها الاحتراب بين الجهات المختلفة و هي تحت تاثير القوى الخارجية التي لها المصالح المختلفة فيها و بشكل مباشر، عدا من يتربص على حدودها للقض عليها من اجل وضع لمساته الخاصة على نظامه و ليس ما يلائم وضعه و ظروفه السياسية الاجتماعية الثقافية العامة، و لم ينجح لحد اليوم .
نرى التنسيقات المختلفة بين المحاور المختلفة التي لها العلاقة بما يجري في سوريا، و نلمس التناقضات الكثيرةايضا نتيجة تعقيد الامور على الجهات الداخلية و الخارجية ايضا، الا ان البائن لدى العيان هو التنسيق الامريكي الروسي حول ما يجب ان تكون عليه سوريا مستقبلا . اي ، الطرفان ينويان استقرارها على نظام استوضحت بشائره على الفدرالية كحل مناسب حسب التحركات الاخيرة التي نرى ملامح ما تكون عليه البلد ما بعد الصراعات الدموية الجارية بفعل من تتضرر مصالحهم والتي تؤخر الحل كثيرا .
نعم هناك طموحات اكبر من المخطط له لدى البعض و منهم يستحق الاكثر من الفدرالية وهو الحقيقة، و هناك تدخلات لعرقلة ما هو المرسوم، وهناك تضارب في المصالح بين القوى مما يضع العراقيل امام ما يمكن ان نقول انه متفق عليه في الغرف المظلمة و يمكن ان يتبصر المتابع له من خلال المنافذ الضيقة لخروج الاضواء من تلك الغرف العاتمة لما يُخطط لمستقبل سوريا .
لا يمكن ان نرى في المستقبل القريب غير الفدرالية السائرة في العراق و باتفاق الجميع، اي القوى الخارجية و الدالخية عدا البعض هنا و هناك، و هم ايضا لم يقراوا ما يجري او يتلاعبون بالشعارات من اجل كسب ود الشعب بالعواطف او بالمزايدات التي لا تغني و لا تسمن الشعب .
هذا يعني ان العراق قد كسب القرار النهائي لقرار الدستور الفدرالي على ارض الواقع ولو لمرحلة ما لا يمكن معرفة مدتها، و لا يمكن ان نعتقد بتغيير هذا التوجه او الراي او الموقف من القوى المؤثرة و في مقدمتهم امريكا و روسيا و دول الجوار و القوى المتنفذة الداخلية، عدا هذا و ذاك الذي قلنا انهم من الاطراف الذي لا يمكن ان يُعتمد توجهاتهم، لانهم اصحاب المواقف الضعيفة بين ما يريده و يعمل عليه الجميع .
اما سوريا التي في بداية مخاضها لاقرار النظام الفدرالي التي تتواجه مع المعرقلات، و هي في بداياتها و لا يمكن ان ننتظر غير هذا النظام في المستقبل القريب و لم يدعي احد غير ذلك ايضا، بل لم يتجرا البعض في الاقرار به او الاعتراف بملائمة النظام الفدرالي للقوى السورية بمختلف مكوناتها و مناشئها .
لنثبت الوقائع التي يدلنا على ان سوريا ايضا سارية نحو الفدرالية و النظام اللامركزي بمباركة الجميع؛ في الوقت التي تحذر امريكا النظام السوري من قصف حلفائها الكورد في حسكة، و بعهد يوم واحد فقط يهدد بايدن امام السلطان اردوغان حلفائه الكورد من مغبة التوجه نحو غرب الفرات اكثر و يطلب العودة الى شرقه، و ينفذ الكورد ذلك خلال الاربع و العشرين ساعة. اي التمسك بوجود الكورد في شرق الفرات . هذا كله يجري و في الطرف الاخر و في قاعدة الحميميم الجوية تجري مفاوضات بين الكورد والنظام السوري برعاية روسيا حول الوضع في الحسكة، و يُفرض اتفاق بتسليم زمام الامور بيد الاسايش بشكل مرضي و مقنع و تنقطع الاحتكاكات في وقته . و هذا يشكل انتصارا كورديا في المقابل من انسحابه من المنبج الذي يتعبر خذلانا له، و العملان المتناقضان يوضحان للجميع مدى التنسيق الموجود بين روسيا وامريكا لما يجري في سوريا ايضا، و ما يمكن ان يتوصلوا اليه قريبا جدا لمستقبلها و ما يكون النظام فيه، و الاكثر وضوحا و توقعا هو ترسيخ الفدرالية لاسترضاء الجميع .
عدا ذلك، هناك من التناقضات في المواقف لدى الطرفين الروسي و الامريكي حيال الحلب، و هي نابعة من الصراع لما يمكن ان يفرض احد الطرفين من المحورين الموجودين ثقلهما على مجريات الامور في سوريا ليس الا .
المعادلة الانية الموجودة هي؛ محور الروسي الايراني السوري على الطريق المستقيم و بعد تكوع تركيا نحوهما فرض ما امالت الحالة نحوه، و افضى المحور الاخر بما فيه امريكا في قارعة الطريق شييئا ما، الا ان زيارة بايدن التصالحية مع تركيا فرضت على اردوغان عدم المبيت في حضن بوتين كثيرا الى حد ما .
و ما يفرض علينا رؤية مستقبل سوريا بشكل و رؤى غير واضحة المعالم كثيرا، الا اننا يمكن ان نستشف النظام الفدرالي الملائم لما يمكن ان يتوافق عليه الجميع، بعد هذه التحركات الاخيرة و ما برز من التساؤلات حول ما يجري .
روسيا تفرض التصالح في حسكة و النتيجة تكون لصالح الكورد و تثبيت اقدامهم فيها الى حد كبير . امريكا تطلب من حليفها القريب الكورد العودة الى شرق الفرات، و كان المتوقع ان تقدم الطرفان الامريكي و الروسي على عكس ما نراه من مطالبهما لحلفائهما في سوريا، الا اننا نتاكد من خطواتهما هذه مدى التنسيق بينهما حول سوريا . و كذلك الامر بالنسبة لحلب و عملية اقلاع الطيران الروسي من قاعدة همدان و ما فرز منها، اضافة الى تغيير وجهات النظر قليلا حول ما يمكن ان تفعله المعارضة في الشمال السوري لدى امريكا لصالح تركيا في ظل تحفظ روسيا ازاء ذلك ايضا .
كل هذا يستوضح لنا بشكل جلي مسيرة سوريا و النظام الذي يمكن ان يقوم فيها و هي غير مختلفة بشكل جذري عن العراق في كثير من الجوانب و منها موزائيكية التركيبة لمكونات الشعب السوري و توجهاتهم و اهدافهم و التاريخ المعتمد في جغرافية مماثلة بشكل واضح جدا . و بهذا نتاكد و بنسبة كبيرة على ان الجميع متفق على النظام الفدرالي الملائم للدولتين العراق و سوريا في المرحلة المقبلة .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلتبق روسيا حكما و ليس خصما للكورد
- النظام السوري يتمدد على حساب الجميع
- هل يتحمل العراق تبعات معركة تحرير الموصل
- استقلال كوردستان على ضوء المستجدات في الساحة السياسية لمنطقت ...
- هل ما تفعله صومال يفيد العراق ؟
- تبعات الاختلاف بين الشرق و الغرب
- هل تُدشن حقبة عثمانية ام اوردغانية جديدة ؟
- لعبة السياسيين العراقيين قبل تحرير الموصل
- هل ما جرى في البرلمان العراقي كان مخططا من قبل ام وليد ساعته ...
- الفدرالية الحقيقية تقلل من تاثير سلبيات المحاصصة في السلطة ا ...
- تداعيات تلاشي الثقة بين اردوغان والجيش التركي
- اندثار الطبقة الاجتماعية الوسطى في كوردستان الجنوبية
- القيادة الكوردية و عدم الالتفات الى متطلبات المرحلة
- لم يترجل احد من كرسي السلطة في كوردستان بارادته
- اهداف الحشد الشعبي و موقف الكورد منه
- تغيير جوهر مفهوم الاستعمار و كيفية التعامل معه
- كوردستان الجنوبية تحت رحمة المخابرات الحزبية
- الانقلاب المفيد المضر للشعب التركي في الوقت ذاته
- على السلطة التركية مابعد الانقلاب ان لاتنسى فضل الكورد
- هل سيقضي اردوغان على نفسه بتوجهات مابعد الانقلاب ؟


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - الجميع متفق على الفدرالية في العراق و سوريا