أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عصيد - الملائكة في خدمة فقهاء البترول














المزيد.....

الملائكة في خدمة فقهاء البترول


أحمد عصيد

الحوار المتمدن-العدد: 5267 - 2016 / 8 / 27 - 11:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أعلن القرضاوي مرة أخرى بأن الملائكة ستتدخل حتما لإنقاذ محمد مرسي من سجن العسكر، لأنه رئيس "مؤمن"، كما تدخل جبريل لإنقاذ إردوغان "المؤمن" من الانقلاب العسكري الذي قاده فقيه آخر "مؤمن" بدوره يُدعى "فتح الله كولن"، يعتبره أتباعه بدوره بأنه مدعوم من الملائكة، بل ويعمل على تسخير الجنّ كما زعم عمدة مدينة أنقرة.
المشهد كئيب إلى درجة لم يعد معها مسليا ولا باعثا على الضحك، إلا إن كان ضحكا مرّا كما قال المتنبي: "وكم ذا بمصرَ من المضحكاتِ ولكنه ضحكٌ كالبُكا".
إنه مشهد مظلم يعطي صورة عن أمة في مأزق حضاري خانق، لم تعد تدري كيف تغادره، أمة خارج التاريخ، لا تعثر على باب الدخول إليه، كما لا تستطيع المضي بدونه في أي اتجاه، وهي من فرط تخبطها لم تجد غير اللجوء إلى الخرافة والدجل، كما تعودت على ذلك على مدى قرون طويلة شاع فيها الجهل والتخلف والاستبداد السياسي والديني وانتشار الأوبئة والمجاعات وزيارة الأضرحة والاعتقاد في إمكان تدخل الغيب لمدّ يد العون للبشر المقهورين، إنه التاريخ يعيد نفسه، بشكل لا يخلو من مكر الأقدار وسخريتها.
لم تتدخل الملائكة لإنقاذ محمد مرسي في الوقت المناسب، لكنها غيرت رأيها بعد ذلك، وهي الآن تتهيأ لإخراجه من السجن، ربما بفضل تدخل من القرضاوي، لكنها كانت في الموعد مع إردوغان حيث أنقذته من الانقلاب وساعدته على اعتقال جميع معارضيه (والعهدة مرة أخرى على القرضاوي)، ولا شكّ أنها ساهمت معه في أول تصويت مظفر بالبرلمان يقرّ بتزويج الطفلات في سن 12 سنة، إذ يبدو أن الملائكة لا ترتاح إلا باغتصاب الأطفال، تركيا العلمانية التي تحتلّ الرتبة 16 دوليا باقتصاد قويّ ومزدهر، تتدهور إلى حدّ تحكم معه على طفلاتها بالاغتصاب من قبل المرضى النفسيين من الكهول والبالغين الذين يجدُون في افتضاض بكارات الطفلات دليل فحلوتهم ورجولتهم، يا له من نصر مبين، ويا لها من صحوة مباركة !
وتستعد الملائكة بلا شك لدعم السيد بنكيران وجماعته في المغرب في الانتخابات القادمة، وهو الذي يعدّ لائحة من المرشحين الإلهيين، وذلك بعد أن ساعدته لشهور خلت في توزيع المواد الغذائية على سكان الأحياء الفقيرة، الذين سيستقبلون نفس الذين وزعوا عليهم تلك المواد وهم يرتدون قمصانا عليها رمز المصباح، لكن، لأن الملائكة تغسل وجوههم من أوساخ الفساد والرشوة، فإنها تبدو مضيئة بنور الصلاح والتقوى، بينما الأغبياء الذين سيوزعون الأوراق المالية من فئة مائتي درهم يوم التصويت هم الفاسدون، لأنهم ليسوا مؤيدين من الملائكة.
للملائكة دور خطير في صناعة التاريخ يغفله كل الخبراء والملاحظين، وينبهنا إليه القرضاوي ومن معه من علماء المسلمين (لم يصدر اتحاد علماء المسلمين أي بيان لاستنكار الأقوال اللامسؤولة لرئيسه)، ولعل من أكبر مظاهر هذه المعجزة ما يقع في سوريا، فإذا كانت الحرب المدمرة التي نادى إليها اتحاد علماء المسلمين برئاسة القرضاوي والريسوني قد استمرت لكل هذه السنوات دون أن يسحق النظام السوري معارضيه من المجاهدين الأبرار، فما ذلك إلا لأن الملائكة تساهم بقسط وافر في "جبهة النصرة"، كما تساهم في الذبح والجلد وقطع الرؤوس وبتر الأطراف، فالملائكة لا تقف عند حبّ اغتصاب الطفلات، بل إنها أيضا على ما يبدو متعطشة لدماء البشر.
لا يزعجنا أن يكون القرضاوي على هذا القدر من الجهل والاستخفاف بعقول الناس، فهو لا يمكن أن يكون إلا في مستوى الواقع الرديء الذي أنجبه، لكن يؤذينا حقا أن نرى أعداد المسلمين التي تنساق كما الأنعام وراء الخرافة، تماما مثلما كانت عليه منذ قرون، كما لو أن شيئا لم يتغير، وكما لو أن عصرنا لم يعرف الثورات العلمية المذهلة التي أيقظت البشر من سبات عصور الانحطاط، والتي كلما زادت الغربيين تواضعا ونهما إلى المعرفة، زادتنا شعورا بتضخم الذات ورغبة في دفن رؤوسنا في التراث.
لست أدري كيف سيقوم الفقهاء بتبرير الهزائم والنكسات القادمة، ولا كيف سيجيبون على سؤال طرح منذ مائة عام، وهو لماذا تخلف المسلمون وتقدم غيرهم ؟ لكن من المؤكد أن الملائكة لن تسعفهم بالجواب ولن تظل دائما في خدمتهم، لأنها ستكون قد تعبت من قوم لا يعترفون بأخطائهم.



#أحمد_عصيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتحار المغتصَبات وصمة عار في جبين الدولة
- الإسلاميون والولاء للدولة
- هل يحقق إردوغان حلم -الإخوان- بالاستيلاء الشامل على الدولة ؟
- متى يتم إقرار الزواج والدفن المدنيين ؟
- -التربية الإسلامية- أم -التربية الدينية- ما الفرق ؟
- سيكولوجية الصائم
- من يسعى إلى التحكم لا شرعية له في محاربة التحكم
- من الحكومة إلى الجنة
- حول القانون التنظيمي للأمازيغية، السيناريوهات الممكنة
- ما قيمة دستور لا يحترمه أحد ؟
- لماذا الإنسان أولا ؟
- غوغائية الشارع نتاج سياسة الدولة، لكنها قد تؤدي إلى خراب الد ...
- لماذا يحتاج الإسلاميون إلى تقنيين لا إلى مفكرين وفلاسفة وفنا ...
- الأسباب الخمسة لعودة الصراع حول الهوية بعد أن حسم فيها الدست ...
- هل العنف ضدّ المرأة من تعاليم الإسلام ؟
- معنى احترام الآخر
- ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية ؟
- السعودية / إيران، هل دقت ساعة الحقيقة ؟
- معنى أنّ -الأمازيغية مسؤولية وطنية لجميع المغاربة-
- لا يجوز تأويل الدستور المغربي تأويلا يجهض مكتسباته


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عصيد - الملائكة في خدمة فقهاء البترول