حسن نبو
الحوار المتمدن-العدد: 5267 - 2016 / 8 / 27 - 11:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جاءتنديد نظام بشار الاسد بالتدخل العسكري التركي في سوريا من بوابة جرابلس بحجة محاربة الارهاب ، واعتبار ذلك التدخل خرقا للسيادة الوطنية السورية وانتهاكا للقانون الدولي ، جاء من باب ذر الرماد في العيون ، او كما يقال للاستهلاك المحلي لااكثر .
فالنظام الاسدي يعرف جيدا ان جوهر السيادة هو قدرة الدولة على بسط سيطرتها على كامل اقليمها البري والبحري والجوي ، والقدرة على اصدار القوانين والانظمة والقرارات وتطبيقها على كافة مواطنيها ، ومحاكمة الاشخاص داخل الاقليم الوطني والحق بالدخول في علاقات مع الدول الاخرى وعقد الاتفاقات والمعاهدات الدولية وارسال الدبلوماسيين ليمثلونها في الدول الاخرى ...الخ
وبهذا المعنى فإن النظام الاسدي يعرف قبل غيره ان سيادة الدولة في سوريا منتهكة الى حد كبير منذ الاعوام الثلاثة الأخيرة على الأقل . مايهم نظام آل الاسد في الظروف الراهنة هو بقاء النظام ولو على رقعة محدودة من الارض السورية .
فيما يخص التدخل العسكري التركي في جرابلس يمكن القول ان هذا التدخل لايشكل اي خطر على نظام بشار الاسد ، لأنه يستهدف الجماعات الارهابية (داعش والقوات الكردية) كما جاء على لسان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان . وليست هناك اية مشكلة لدى بشار الاسد في قتال تركيا للقوتين المذكورتين طالما ان ذلك يتم بالتنسيق مع الولايات المتحدة الامريكية وبموافقة ضمنية من قبل الاتحاد الروسي . وهناك من يرى ان محاربة تركيا لوحدات الحماية الشعبية التابعة لمنظومة حزب العمال الكردستاني ربما ينال رضا النظام الاسدي بسبب تمدد حجم هذه القوات وخروجها عن الحدود المرسومة لها كما يقول البعض .
واخيرا لابد من التذكير بأن تركيا كانت قد طالبت المجتمع الدولي مرارا وتكرارا بإقامة منطقة آمنة في المنطقة الممتدة من مدينة جرابلس حتى مدينة اعزاز بعمق ( 20 ) كيلومترا . فهل ستتمكن من ترجمة طلبها المذكور الى واقع ؟
#حسن_نبو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟