أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - التوريث الإنتخابي !!














المزيد.....

التوريث الإنتخابي !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5267 - 2016 / 8 / 27 - 03:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التوريث السياسي !!
عبارة " الإنسان ابن بيئته " مقولة حفظناها عن ظهر قلب خلال مراحل دراستنا بالإعدادي ، وتأكدت لدينا من خلال دروس التربية الإسلامية وخاصة الحديث الشريف ( يولد المولود على الفطرة وأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) ، ثم ترسخت حين تلقينا بعض مبادئ الفلسفة وعلم النفس والاجتماع الذي يؤكد فقهاؤه على أن البيئة تلعب الدور الأساس في تشكيل وجدان الإنسان ، وتجعله نفسيا أكثر انتماءا للوسط الذي عاش فيه ، وتفتح وعيه من خلاله ، فيتأثر بوالديه في كل شيء حتى التفكير والمهنة . إنها ظاهرة طبيعية غير قاصرة على أبناء الوزراء والمدراء وعلية القوم فقط كما يدعي بعض المغرضين ، فهناك أبناء مهن كثيرة نرى أبناءهم يسيرون على نفس الدرب ، ولسان حالهم يقول " حرفة بوك لا يغلبوك" مثل الأطباء والأساتذة والإعلاميين والمهندسين والنجارة والحدادين والميكانيكيين والفلاحة وغيرهم كثير .
فإذا كان فعلا للبيئة كل هذا الدور المهم والمؤثر على شخصية الإنسان ومستقبله الوظيفي والاجتماعي ، فما ذا بقي للموهبة كدور فعال في كل المجالات ؟ أليس لها تأثيرها الخطير هي الأخرى ؟؟؟ فكما هو معروف بين عامة الناس وخاصتها ، مثقفيها وأمييها ،أنه لا يمكن لابن النجار أن يبرع في مهنة أبيه ما لم يكتسب مهارة و موهبة ، كما أنه لا يمكن لابن المهندس أن يزاول مهنة والده إلا بعد التخرج من أحد المعاهد العليا للهندسة ، ورغم ذلك فكثيرون هم أولئك الذين رغبوا في التشبه بآبائهم وامتهان مهنهم على بساطتها ، فبنوا طموحهم خطوة خطوة ، وتخرجوا بتقديرات جيدة ، وشواهد عالية ، و مؤهلات فائقة ، وطرقوا كل مجالات الشغل والوظيفة دون جدوى ، لأنهم أبناء أحياء لا يؤمن جانبهم ولا يتخرج منها مسؤولون حكوميون، وبكل بساطة لأنهم لم يرضعوا بملعقة فضية كأبناء الذوات الذين يسهل عليهم ولوج المؤسسات الحكومية ، المغلقة أبوابها في وجوه غيرهم ، حتى باتت مقولة " الأقربون أولى بالمعروف " شرعا يتم تطبيقه في شتى المحافل ، باستحقاق أو من غيره ، ودون التفكير حقيقة في الموهبة وملكاتها؛فكم من ابن وزير -عندهم في الضفة الأخرى - لم يستطع الحصول على وظيفة محترمة لأنه لا يتوفر على مؤهلات محترمة تمكنه من ذاك المنصب أو تلك المهنة المحترمة ، ولم يشفع له موقع والده المرموق جدا .
يبدو أن قانون الموارثة عندنا ، يقتصر على السلطة السياسية فقط ، حيث تطل علينا أسماء تنضاف إلى كتيبة أبناء المرموقين ، فيكفي أن يكون والدك وزيرا لتصبح وزيرا ، وأن يكون زوجك برلمانيا لتقتحمي بقدرة قادر القبة البرلمانية وتقرري في مصير الذين ليس لهم في الوزارات أقرباء ، ويكفي أن يكون شقيقك موظفا ساميا لتتحول إلى مسؤول كبير في عالم إدارة الشأن العام بلا دراسة ولا موهبة ولا هم يحزنون ، كما هو حاصل هذه الأيام في الوائح الإنتخابية التي أحتلها المسنودين من أهليهم وأقربائهم ، لافرق في ذلك بين حزب مخزني أو آخر إشتراكي أو شيوعي أو ذي مرجعية إسلامية ، فهم في ذالك سواء.
فالسؤال الذي يطرح نفسه وبحدة يتعلق بظاهرة التوريث بكل أنواعه وهل تحولت عندنا إلى ظاهرة ثبتت أقدامها في الميدان السياسي؟ وهل حقا أن هناك محاولات للدفع بالأبناء و الأحفاد وغيرهم من الأقرباء والمعارف ، إلى وراثة مناصب أهليهم وذويهم وأقربائهم ؟ أم أن المسألة مجرد حالات عابرة ستزول مع الوقت؟.
ليس الخوف من حالات التوريث هته– رغم كثرتها- بل الخوف كل الخوف ، يكمن في التسليم بقانونيتها ، دون الاكتراث بما يحلم به بقية الشعب وتتطلع إليه نخبه التي حرمها الحظ من الأب أو الأخ أو القريب ذي المنصب السامي ، ما يخلق حالة من اليأس وهدر الطاقات والتفريض في المواهب التي تزخر بها البلاد ، والتي تركب البحر بحثا عن مجالات الإبداع . حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انفلونزا الكراسي -4-
- قيمة الإنسان في احترامه للقانون !!
- كفانا فتنة ، فقد بلغ السيل الزبى!
- انفلونزا الكراسي -3-
- نفلونزا الكراسي-2-
- انفلونزا الكراسي!!
- المغربي لن يغفر لمن يتخلى عنه و ينحاز لقتلته !!
- متى نصل الى ثقافة الاستقالة...؟؟
- تداعيات انقلاب تركيا على السياسة المغربية !!
- متاهة الانتخابات المقبلة !!
- تداعيات النفايات الإيطالية !!
- الله يخلينا في صباغتنا!!
- أول مراحل المعرفة !!
- تلفزة مقلقة وبرامج مستفزة !!
- جلسة مغرية مع الشيشة المصرية !!
- إقحام الأمازغية في الصراعات السياسية، تزلف أونفاق؟
- سلوكيات أفسدت على رمضان روحانيته وفلسفته !! -2-
- سلوكيات أفسدت على رمضان روحانيته وفلسفته !!
- حوار مع ايقونة العمل الجمعوي الخيري ..
- الخرافة والوعي المجتمعي!!


المزيد.....




- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - التوريث الإنتخابي !!