|
لماذا لم تنتصر الحركة الأسيرة لذاتها وللكايد...؟؟؟
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 5266 - 2016 / 8 / 26 - 11:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لماذا لم تنتصر الحركة الأسيرة لذاتها وللكايد...؟؟؟ بقلم :- راسم عبيدات الحركة الأسيرة الفلسطينية خاضت إضراباتها الإستراتيجية – الإضراب المفتوح عن الطعام،معارك الأمعاء الخاوية برأس قيادي موحد واداة تنظيمية وطنية موحدة،وانتصرت فيها جميعاً،ولعل الإضراب الأخير والذي بدا موحداً في آب 2004،لم تكن القيادة فيه مركزية والأداة التنظيمية الوطنية أيضاً لم تكن موحدة،ولكن هذا الإضراب غلب عليه الطابع الشمولي،بمعنى خاضته كل الفصائل،وبسبب عدم الوحدة ومركزية القيادة كانت خسارة الحركة الأسيرة مدوية وهزيمتها كبيرة،ومنذ ذلك التاريخ في ظل حالة من الإنقسام بين مكونات ومركبات الحركة الأسيرة،والفصل بين أبنائها،وتحديداً فتح وحماس،لم يجر خوض أي اضراب استراتيجي على قاعدة الوحدة للأداة التنظيمية الوطنية او مركزية القيادة،وأصبحت الإضرابات تخاض على أساس الفصائلية والفردية،وقد تصدرت الجبهة الشعبية الإضرابات الفصائلية والتي كانت آخرها معركة الأسير بلال الكايد التي توجت بإنتصاره بعد 71 يوماً من الإضراب المفتوح عن الطعام،في حين قادت حركة الجهاد الإسلامي الإضرابات الفردية ضد سياسة الاعتقال الإداري،وفي كل الإضرابات فصائلية أو فردية،لم تنتصر الحركة الأسيرة لذاتها ولا للمضربين فردياً وفصائلياً،وهذا بحد ذاته عكس حجم التراخي،وتفكك البنى والهياكل التنظيمية والاعتقالية عند الفصائل،ودخولها في مرحلة المناكفات والتحريض والتحريض المضاد،وتغليب المصالح الفصائلية على المصلحة الإعتقالية العليا لكل أبناء الحركة الأسيرة ارتباطاً بحالة الإنقسام الفلسطيني،وهذا سهل على إدارة مصلحة السجون وأجهزة المخابرات ضربها والإنقضاض على منجزاتها ومكتسباتها والتطاول على حقوقها الأساسية. الحركة الأسيرة توفرت لها فرص كثيرة لكي تستنهض أوضاعها وتوحد صفوفها خلف مشاريع نضالية،تسقط من خلالها سياسة الإعتقال الإداري وتحولها إلى معركة استراتيجية،حيث هذا الإعتقال عدا عن كونه يخالف كل الأعراف والمواثيق والاتفاقيات الدولية،فهو حتى داخل المؤسسة الإسرائيلية نفسها لا يحظى بإجماع،وأية خطوة او تحرك نضالي في هذا الإطار من شأنه ان يستقطب ليس الشعب الفلسطيني وجماهيره،بل سيحظى بزخم كبير على الصعيد الدولي،وسيشكل احراج كبير لكل المتشدقين بالحرية وحقوق الانسان في أمريكا وأوروبا الغربية،ولعل الإضرابات المتكررة للمعتقلين الإداريين بشكل فردي،وما حققه المعتقلين الإداريين من انتصارات في تلك المعارك ،كان بالضرورة أن يشكل "بروفات" لمعركة إعتقالية جماعية تخاض من أجل إسقاط وإلغاء الاعتقال الإداري،يكون رأس حربتها المعتقلين الإداريون أنفسهم،ويتم إسنادهم وفق برنامج نضالي من قبل كل أبناء الحركة الأسيرة كافة،ولكن هذه الفرصة المتوفرة لم يجر إستغلالها من قبل الحركة الأسيرة،حيث هذه الحركة غير متوافقة على برنامج نضالي،وغير مقتنعة بخوض مثل هذا الشكل من النضال،فأوضاعها الداخلية والتنظيمية غير المتماسكة،ربما كانت تقف عائقاً امام قرار من هذا النوع،ولربما العامل الحاسم هنا،ان من هم في الخارج من قادة التنظيمات والفصائل ويتابعون أوضاع الحركة الأسيرة، لم تتوفر لديهم الإرادة على الأقل للإتفاق على برنامج نضالي وحدوي فيما يخص الإعتقال الإداري،وإنقسامهم ملقي بظلاله على قرارتهم،ولا تشمل العمل على توحيد الحركة الأسيرة،او تحييدها من مسائل الإنقسام والمناكفات والتحريض،كونها مستهدفة كمجموع من قبل إدارات السجون ووحدات قمعها وأجهزة المخابرات الصهيونية. المهم هذه الحالة والصورة المأساوية التي تبدو عليها الحركة الأسيرة،جعلت إدارات السجون وأجهزة مخابراتها "تتغول" على الحركة الأسيرة،وتستفرد بها أفراداً وفصائل،بحيث وصل حال الحركة الأسيرة الى حد وجود مناضلين مضربين عن الطعام في غرفة،ومناضلين آخرين غير متضامنين معهم ولا مع أنفسهم كمجموع اعتقالي. ولذلك خطى الاحتلال خطوة أخرى وبشكل نوعي على طريق كسر إرادة الحركة الأسيرة،وفرض شروط إضافية عليها،تمعن في إذلالها وقمعها والتنكيل بها،وهذه الخطوة تمثلت في معاقبة قادة ونشطاء الحركة الأسيرة،بعقوبات إضافية تتمثل في إستمرار إعتقال المناضل الأسير،بعد إنتهاء مدة حكمه،وكانت البداية الأسير القائد بلال الكايد، فبعد أن أنهى مدة حكمه البالغة (14) عاماً في سجون الإحتلال وأقسام وزنازين عزله،جرى تحويله للإعتقال الإدراي،في هجمة نوعية غير مسبوقة على الحركة الأسيرة،ومقدمة لمشروع كامل تختبر إدارة مصلحة السجون وأجهزة مخابرتها قدرتها على تمريرة وتطبيقه،هذا المشروع الذي كان يجب أن يشكل ناقوس خطر امام الحركة الأسيرة كمجموع،وتعي حجم الخطر المترتب على تمريره وتطبيقه،وان تستنفر كل طاقاتها وإمكانياتها وتتوحد في معمان الفعل الكفاحي الإعتقالي،من أجل إسقاط هذه المشروع والمخطط،وجدنا بان الحركة الأسيرة لم تنتصر لذاتها أولاً،كون هذا المشروع والمخطط لا يستهدف أسيراً او فصيلاً لوحده،بل كل أبناء الحركة الأسيرة،وهي أيضاً لم تنتصر للأسير القائد بلال الكايد في معركته البطولية، ولا أبالغ بان موقفها وتضامنها ومستوى وعيها وإدراكها لخطورة المشروع،كان لا يليق بمستوى حركة أسيرة،كانت تشكل دوماً رأس الحربة في التصدي لأية مشاريع إحتلالية وامنية ومخابراتية،تستهدف وجودها وبناها وهياكلها التنظيمية والإعتقالية وحقوقها ومنجزاتها ومكتسباتها .
ترك الكايد وحيدأ في الميدان،وأصبحت قضيته قضية فصيله وحزبه، لا قضية حركة أسيرة،وهنا مكمن الخطر المستقبلي على الحركة الأسيرة،التفتيت والمزيد من الإنقسام وتغليب الخاص على العام. رفاق حزبه وفي مقدمتهم امينهم العام القائد سعدات،وقيادة فرع الجبهة في السجون،اداروا معركتهم ومعركة الكايد،والتي هي معركة الحركة الأسيرة،والحركة الشعبية والجماهيرية مع كل يوم واصل فيه الكايد إضرابه المفتوح عن الطعام،كان حجم التفاعل والتضامن يزداد ويتوسع،وليخرج عن إطار ودائرة الفعل الفلسطيني في الضفة والقطاع الداخل الفلسطيني- 48 - ،بل تعداه الى الأقطار العربية،وحتى العديد من العواصم الدولية،وكان الشباب يشكلون حجر الرحى ورأس الزاوية في تلك التحركات والفعاليات والمناشطات والمسيرات والإعتصامات الجماهيرية. ولوحظ بأن دور السلطة الفصائل والأحزاب كان باهتاً،وأكثر ما كانت تقدمه هو ممارسة " اللطم" و"النحيب" في خيم ومقرات الإعتصام،والعديد من المناشدات والإتصالات والمطالبات الدبلوماسية والسياسية بضرورة التدخل من أجل الضغط على إسرائيل من أجل إنقاذ حياة الأسير الكايد.
معركة الكايد حتى اللحظة ليست منتهية ،وإن جرى الاتفاق على تحديد موعد للإفراج عنه بعد إنتهاء مدة الإعتقال الإداري،ولكن هذه معركة مفتوحة مع الإحتلال بحاجة الى مجابهة ومتابعة على كل الصعد الحركة الأسيرة،المؤسسات الحقوقية والإنسانية محلية وعربية ودولية،الأحزاب والفصائل والقوى والسلطة،ومؤسسات المجتمع المدني،فالسماح بتطبيق هذا المشروع وتمريره سيكون كارثة،ليس على المناضل كفرد او حزب بعينه،بل على كل أبناء الحركة الأسيرة. القدس المحتلة – فلسطين
26/8/2016
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-غول- الفلتان الأمني والقبلي......سيقودنا الى أين...؟؟
-
خطة ليبرمان للعودة الى -المخترة- ورابط القرى...هل تنجح...؟؟
-
هل يمكن تفعيل الإشتباك السياسي مع الإحتلال حول القدس.....؟؟
-
لقاء بوتين – أردوغان لا تحول استراتيجي
-
القدس......حرب في كل الإتجاهات
-
هجمة أخرى على المنهاج الفلسطيني في القدس
-
أردوغان في موسكو ....دلالات ومعاني
-
الكايد صامدٌ ....والأقصى في دائرة الخطر
-
تحرير حلب.....وتعويم -النصرة-
-
لا جدوى من عقد القمة العربية السابعة والعشرين....؟؟
-
لماذا يجري -خلط الحابل بالنابل- ...؟؟
-
تركيا من الإنقلاب....التصفيات
-
اللهم لا شماتة يا -نيس- .......ولكن ...؟؟؟
-
بوش.....بلير....البرادعي مجرمو حرب يإمتياز
-
إستحالة شفاء الأمة .....بدون شفاء عقولها
-
عيد.....لا يحمل أي معناً للتفاؤل
-
تقرير الرباعية...تشجيع لإسرائيل على مواصلة الإرهاب والإحتلال
-
في ذكرى يوم القدس العالمي...صرخة الإمام الخميني ما زالت حية
-
في الإتفاق التركي- الإسرائيلي
-
تداعيات خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|