أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خليل الجنابي - خواطر/ 44 / مع الفنان الكاريكاتيري الرائع سلمان عبد















المزيد.....

خواطر/ 44 / مع الفنان الكاريكاتيري الرائع سلمان عبد


خليل الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 5264 - 2016 / 8 / 24 - 17:33
المحور: المجتمع المدني
    


في كاريكاتير جميل للفنان المبدع ( سلمان عبد ) يتحدث فيه عن حيرته التي جعلته دائخاً حين يقول : ( دخت .. حيل مسطور ) وأُمنياته المخلصة بأن يضحي بنفسه ويهدر دمه من أجل الوطن ، وحاله حال الشهداء الذين سبقوه وعلقوا لافتات سوداء فوق نعوشهم مكتوب عليها ( الشهيد السعيد ) .
وكما هو معروف فإن التضحية من أجل الوطن هي أنبل وأسمى وأشرف التضحيات ، وبدون تردد قرر الإنضمام إلى فصائل ( الحشد الشعبي ) ، لكن المشكلة التي واجهته هي وجود العديد من الفصال وكل واحدة منها ترفع ( علمها ورايتها ) الخاصة بها ، وألوانها أكثر بأضعاف من ألوان الطيف الشمسي ، وهنا يتردد والحق معه إلى أي فصيل ينتمي !! .
الواقع مؤلم يا سيدي الفاضل ، فالوطن أصبح إسمه وعلمه وشعاره مركون في زاوية طالما ظهرت الرايات القومية والدينية والأثنية والطائفية والعشائرية ، وشهداء الوطن لم يعد أحد يترحم عليهم طالما لا ينتمون إلى هذه التسميات التي تخول أصحابها بحمل ( صكوك الغفران ) لدخولهم إلى الجنة بلا حساب أو عقاب .
لقد رفعت الأمم شعارات أوطانها وبنت على أنقاض الحروب والمآسي والويلات التي واجهتها ، بلداناً تنعم بالسعادة والرفاهية والرخاء والحرية والإكتفاء الذاتي ، وبنت إنساناً واعياً وعلمته وهذبته وجعلت منه قائداً وخادماً لأمته .
هكذا تبنى الأمم عندما ينصهر الجميع في بودقتها ، فلا لون عندهم هو السائد ولا الشكل ولا الرائحة ولا الطعم . مذاقاً حلواً ونكهاً مرسوم عليه شعار ( الدين لله والوطن للجميع ) .
لقد تخطتنا هذه الأمم بمسافات بعيدة رغم أنها لا تملك إمكانياتا المادية والبشرية ، لكن الذي يميزنا عنهم هو من يتولى المسؤولية وبيده مصير الناس والعباد ، ومدى نزاهتهم وإخلاصهم وحبهم لأبناء شعبهم . هذا هو السبب الأول والأخير في نكوصنا وتخلفنا وتأخرنا ، وهو سبب ما ضاع من شعبنا من أموال نُهبت وذهبت في خزائن السراق والفاسدين .
ما فوق الأرض وما في باطنها من كنوز لم تُستثمر للصالح العام ، لم نبن فيها مدارس جوار المدارس الطينية المنتشرة في طول البلاد وعرضها ، ولم نبن مستشفى بجوار المستشفيات المتهاوية التي تشكو من قلة الخدمات والأطباء ، ولا دور للرعاية الصحية للأطفال والأيتام منهم بشكل خاص ، ولا للأمهات الثكلى والعجزة ، لا شبكات للكهرباء والماء الصحي الصالح للشرب والصرف الصحي ، لا شوارع جديدة ولا منتزهات ونوادي رياضية ، ولا مسارح وأستغفر الله لا ( سينمات ) لا ولا حتى مطلع الفجر .
وبعد أن إطلعت على حيرتك عزيزي الأستاذ القدير ( سلمان عبد ) وأنت تبحث في خضم عشرات الفصائل المنتمية إلى الحشد الشعبي إطلعت على فيديو نُشر من قِبل مجموعة من المراسلين وهم ينقلون زميلهم المراسل الحربي الشاب ( حسين الفارس ) إلى مدينة الطب بعد إصابته في عمليات الخالدية ، ( وعينكم لا تشوف ) من مناظر مؤسفة ومؤلمة داخل المستشفى ، لا تنظيم ، لا ربط ، لا نظافة ، لا أطباء ، ولا ممرضين أو ممرضات تشاهدهم قريبين من المرضى المصابين في الصالة المخصصة لأفراد الحشد الشعبي ، لا أحد يعتني بهم أو يواسيهم أو يهتم بتبديل ملابسهم التي تلطخت بدمائهم الزكية ، وإن إقتربت من المرافق الصحية ستجد العجب العجاب من القذارة والأوساخ التي تعافى منها النفس ، وتشاهد جرحى ومصابين يفترشون الأرض لعدم وجود الأسرة الكافية .
تذكرت وأنا أشاهد هذه الصور المؤلمة وضع إحدى المستشفيات في البلد الذي أعيش فيه ( نيوزيلندا ) حين زيارتي لأحد الأصدقاء الذي يرقد فيها على أثر إجرائه عملية جراحية تكللت بالنجاح التام ، مستشفى تخصصي يقع في مدينة ( أوكلاند ) ، إنه مكان هادىء وجميل ، تدخل فيه وأنت تُستقبل من قِبل الموظفات الجميلات الباسمات لإرشادك إلى القسم الذي تنوي زيارته وإصطحابك إلى هناك لتستقبل مرة أخرى من موظفة إستعلامات القسم لتعرف من خلال الكمبيوتر أي مريض تروم زيارته بمجرد إعطائهم الأسم ، كل شيء يبدو سهلاً وسلساً إلى أن تصل مريضك المقصود . وخلال وجودي للزيارة التي دامت حوالي ساعة كاملة لم أسمع صوتاً أو ضوضاءاً أو عياطاً من المرضى أو العاملين في القسم ، هدوء تام وصور جميلة منتشرة في الممرات والغرف التي يرقد فيها المرضى ، معظم الغرف التي مررت بها ومنها غرفة صديقي العزيز يقطنها مريضان فقط ، وهي غرف جميلة ونظيفة تتوفر فيها كل وسائل الراحة ومرفق معها حمام ومرافق صحية كاملة ، لكن الأهم في الأمر هو العناية الطبية المتناهية الحدود من طاقم كامل ومتماسك من الأطباء والمعاونين الطبيين والممرضات الجميلات اللواتي حسب قول صديقي ( طيور الجنة ) يتعاقبن على زيارته على مدار الساعة ، حاملين معهن الأجهزة الخاصة بقياس الضغط والنبض والسكر ومتابعة حالته الصحية بعد إجراء العملية ، ويوصلون تقاريرهم إلى الطبيب المناوب الذي يراقب حالة المرضى من خلال الكومبيوتر ، وإذا إحتاج المريض إلى خدمة عاجلة سيكون الطبيب على رأس الطاقم الذي يأتي إليه .
سألت صديقي عن الطعام والأكل والشرب ونظامه ، أجاب مبتسماً حدث ولا حرج كأنني ساكن في فندق درجة أولى ( خمس نجوم ) تأتيني عاملة من المطعم المخصص للمستشفى وتعطيني قائمة الطعام الموجودة عندهم لذلك اليوم وعليّ الإختيار ، أو أرغب بغيره من الطعام وتسجل طلباتي على جهاز ( كمبيوتر ) صغير ، وفي الأوقات الثلاثة المحددة للأكل يأتيني كل شيء حسب الأصول في عربة دفع خاصة .
هذا البلد ياسيدي لا يملك ما يملكه العراق من نفط وثروات طائلة ، ولا حتى عشر معشار المليارات التي ضاعت ، لكنه يملك الوفاء والإخلاص والنزاهة والكفاءة ، يملك ( الرجل المناسب في المكان المناسب ) ، يملك سياسيين يعملون لصالح شعبهم وليس لصالح أحزابهم وقومياتهم وأديانهم ومذاهبهم .
المعذرة شيخنا الجليل ( سلمان عبد ) أطلت عليك بتفصيلات خصوصية لكنها جاءت لوجه المقاربة بين دولتنا التي تدعي التدين والتعبد والتكبير بإسم الجلالة ليل نهار ، وبين دولة لا تفرق بين الأديان والمذاهب ولا تدعي الإلتزام بأي دين ، فالدين بين الله وعبده .
وأخيراً وليس آخر سيدي الفاضل ، إعتني بنفسك وصحتة ، وفرشاتك الرائعة هي خير ما تقدمه لهذا الوطن من تضحية وفداء .



#خليل_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر/ 43 / القانون العشائري يبرز إلى الواجهة من جديد!!
- خواطر/ 42 / في البرلمان العراقي الفساد تتساقط بعض أوراقه !!
- خواطر/ 41 / مبروك يا شعب .. مجلس النواب يساهم في تبذير أموال ...
- خواطر / 40 / إبشروا أيها الطلبة النجباء سوف تصلكم الإصلاحات ...
- ريبورتاج عن المحاضرة الثقافية للدكتور موفق الحمداني عن الأسب ...
- خواطر / 39 / القاتل نفسه في الكرادة ومدينة نيس الفرنسية
- خواطر/ 38 / في رحاب ثورة 14 تموز الخالدة 1958
- خواطر/ 37 / مرور أكثر من ربع قرن على حركة حسن سريع المجيدة
- خواطر/ 36 / لكي لا تبقى الفلوجة جرحاً نازفاً !!
- خواطر / 35 / إذا أردتم القضاء على البعوض جففوا المستنقعات .
- خواطر / 34 / البرلمان العراقي يذهب في إجازة ... وا أسفاه !!
- خواطر / 33 / بعد تحرير الفلوجة إحذروا الفتنة
- خواطر /32 / لا ... لإرهاب الدولة
- خواطر/ 31 / وا ... عراقاه
- خواطر / 30 / مع هيبة الدولة مرة أخرى
- خواطر/ 29 / خط ماجينو وجسور بغداد المغلقة
- خوطر / 28 / قنفة البرلمان العراقي وإهانة هيبة الدولة !!
- خواط / 27 / الجماهير تُمرغ سمعة البرلمان والحكومة بالوحل
- خواطر/ 26 / القافلة تسير ولا يثنيها صراخ الحاقدين
- خواطر/ 25 / العافية بالتدريج والإصلاح المنشود


المزيد.....




- عضو بالكنيست الإسرائيلي: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت ...
- إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار المحكمة الجنائية الدولية الص ...
- وزير الخارجية الأردني: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت رسالة لو ...
- هيومن رايتس ووتش: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تفند التصو ...
- الاتحاد الأوروبي والأردن يُعلنان موقفهما من مذكرتي الاعتقال ...
- العفو الدولية:لا احد فوق القانون الدولي سواء كان مسؤولا منتخ ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: نحترم استقلالية المحكمة الجن ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: ندعم عمل الجنائية الدولية من ...
- مفوضية حقوق الانسان: على الدول الاعضاء ان تحترم وتنفذ قرارات ...
- أول تعليق من -إدارة ترامب- على مذكرة اعتقال نتانياهو


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خليل الجنابي - خواطر/ 44 / مع الفنان الكاريكاتيري الرائع سلمان عبد