|
احذروا: الفاشيون قادمون
عطا مناع
الحوار المتمدن-العدد: 5264 - 2016 / 8 / 24 - 13:35
المحور:
حقوق الانسان
بداية أريد أن تترحموا معي على الضحايا التي سقطت على ارض مدينة نابلس ألفلسطينيه سواء كانوا من الأجهزة الأمنية الفلسطينه أو من أبناء المدينة وذلك جراء الإحداث التي تعصف بها فكلهم فلسطينيون وكلهم ضحايا.
المتتبع لوسائل التواصل الاجتماعي يرى الصورة بوضوح، فالمجتمع الفلسطيني في الضفة ألمحتله تجاوز الانقسام ليعش التشرذم والتحشيد والاستقطاب الذي سيجلب لنا الفوضى والفلتان وثقافة الانتقام التي لن يسلم منها اكبر الرؤوس.
للمشهد وجهان يمارسان الديماغوجيا بشكلها الصارخ وكأننا أمام مصالح وأجندات تستخدم النسيج الفلسطيني كحطب لمرحلة وإذا ما غذيت ستحرق الأخضر واليابس وستعيد للمشهد الفلسطيني وبحده اكبر عمليات السحل والإعدامات الميدانية وإلقاء الفلسطينيين من الأبراج كما فعلت حماس في غزه على الهواء مباشرة .
ما حدث في غزه قاده فصيل بحد ذاته حيث كان هدفه السيطرة على السلطه، فصيل استخدم كل ما يملك من قوة دينيه لتعزيز ثقافة التكفير والتخوين والتحشيد وقد نجح في شق المجتمع الغزي الذي يدفع فاتورة الانقلاب حتى اللحظه، ولست بحاجة لأسوق الحجج للتأكيد على قتامه المشهد الغزي الذي دفعت الشرائح المهمشه فيه الثمن غالياً ولا زالت.
في الضفة المحتله الوضع مختلف كلياً، لكن وكما أسلفت، للمشهد وجهان، الوجه الأول يناهض السلطة القائمه بكل ما أنتجته على مدار عقدين من الزمن، تلك السلطه التي فشلت في ترسيخ الأمن بكل أشكاله ودفعت بالمواطن الفلسطيني للمجهول حيث نسجت شرنقتها واعتقدت أنها في منأى الفشل.
لقد اثبت المشهد المناهض للسلطه فشله في إدارة الصراع الديمقراطي وكبح جماح حالة التردي الاقتصادي والمجتمعي التي نعيش، ولذلك قرر أن يعارض كل ما يصدر عن السلطه حتى لو كنت على صواب، وبما أن السياسة لم تعد فن الممكن فقد تمترس المعارضون الراديكاليون الذين لا يمتلكون حاضنه توجه بوصلتهم خلف فكر النقد ألعدمي في بعض الأحيان.
لذلك جاءت أحداث نابلس لتغذي حالة الاصطفاف الغير مبرر والذي لم يخرج عن إطاره النظري حيث العجز في طرح الموقف من ظاهرة الفلتان وطرق معالجتها لنصل إلى عنق الزجاجه وإنتاج لغة السلاح حيث سقوط ضحايا من الشرطة الفلسطينية ما عقد المشهد.
الوجه الثاني للمشهد والذي يعتقد انه يعيش حالة الدفاع عن النفس قرر أن يفرض قانونه الخاص قافزاً عن تركيبة المجتمع الفلسطيني والتعقيدات الوطنية والسياسية التي تعصف بشعبنا، فما كان منهم إلا استخدام القوة الغير مبرره في التعامل مع المطلوبين للسلطه لتتوج بضرب أبو العز حلاوه حتى الموت في ساحة سجن جنيد كما أفاد محافظ نابلس السيد أكرم الرجوب.
قتل حلاوه ساهم في تعزيز الفوضى حيث وجهات نظر تتبنى قتله وضرورة الإعدام ميدانيا لكل من يقف في وجه المؤسسة الأمنية وكأنها رسالة للشعب الفلسطيني تقول انتم في خندق ونحن في خندق، والسؤال المطروح ألان هل السلطه الفلسطينية في خندق والقوى المناهضة لها في خندق آخر؟؟؟؟ ولاستكمال السؤال: هل انتقلنا من حالة الصراع الديمقراطي إلى الصراع ألتناحري؟؟؟؟ هل أعدنا إنتاج اللغه التي عاشها شعبنا على مدار كفاحه لنستحضر لغة أخرى تنادي بنفي الآخر كما حدث بغزه.
من العبث استحضار الإجابات التي لن تقنع احد، ولكن علينا أن نعترف أننا غالينا في تقدير أنفسنا لنعتقد أن اتفاقية أوسلو ستطعمنا اللبن والعسل متناسيين وعن قصد أنها اتفاقية حكم ذاتي، فصدق أصحاب الاتفاقية أنهم يؤسسون لدوله وصدق المناهضون لها أن كيان ما قبل أوسلو لا زال قائماً.
أيها الساده : لا زلنا تحت الاحتلال، ولا زال الاحتلال يقوم بمطارداته الساخنة في كل أنحاء الضفة المحتله، ولا يستطيع أي فلسطيني التحرك بدون تصريح من الاحتلال، وقد جاهر رأس السلطه بذلك فهو يتحرك في محافظات الضفة وخارجها بتصريح من الاحتلال، وبالتالي علينا التمسك بعقيدة الأمن المجتمعي والوقوف في وجه أمراء الانقسام.
إن التمسك بعقيدة الأمن المجتمعي تفرض على كل فلسطيني حر المجاهرة في رفض تفتيت المجتمع الفلسطيني وفضح أمراء الانقسام الذين يضخون الأموال لاستقطاب الشباب الفلسطيني كحطب في الصراعات الداخلية.
إن أمراء الانقسام يتحملون المسئولية الكبرى للخطاب الفاشي الذي ينادي بقتل الفلسطيني للفلسطيني خدمة لأجندتهم.
وبوضوح اكبر: كلنا نتحدث عن الدحلانيين وجماعة فلان أو علان، وكلنا ندرك أن القصه مش رمانه، وكلنا نتابع الخطاب العدمي الفاشي العابر للحدود، وكلنا بحاجة لما يسد به رمقه وأولاده.
لقد وقع الشعب الفلسطيني وفصائله في فخ الخطاب الفاشي الذي ينتشر كالسرطان في أوساطنا، خطاب قضى على اللغة التي تعود عليها شعبنا الفلسطيني، انه خطاب الفساد والإفساد وضخ الدولارات الوسخة التي لا هدف لها سوى المزيد من الدماء.
في المحصلة: في مواجهه الخطاب الفاشي الذي ينهش نسيجنا المجتمعي والوطني، لا مفر من إحداث التغيير واعتماد خطاب من شأنه بث الطمأنيه في نفوس الناس يتمثل بالوقوف في وجه الفلتان والفساد والإفساد والاستزلام والتشرذم، لا مفر من إحداث مقدمات واضحة للأمن المجتمعي والاقتصادي والصحي والوظيفي، لا مفر من التوافق الوطني في وجه مخططات الاحتلال وآخرها عصا وجزرة وزير الحرب الصهيوني لبيرمن، ولا مفر من استحضار القانون في مواجهه الفوضى.
#عطا_مناع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف قاطعنا الدخان الإسرائيلي
-
لا أخافك يا الله
-
انتخابات العصا والجزرة
-
إضراب الكايد : معسكر الأعداء والأصدقاء
-
فتى العكازه
-
الانتخابات المحليه: ديمقراطيه كذابه
-
كنفانيون في عين العاصفه (2)
-
كنفانيون في عين العاصفه (1)
-
في ذكرى الحكيم: نرى ونسمع ولا نتكلم
-
ملاحظات فلسطيني على رصيف الانتفاضه
-
لروح امجد فرج: انتفاضه لكي الوعي
-
اضراب عن الطعام: يا وحدنا
-
هل اعتقلوا زعيم البلاد
-
ليله في أحضان شقراء
-
درجة الحراره في المقاطعه صفر
-
كمن تبول في سرواله
-
لبن بلدي
-
يا رب: سئمنا الذبح الحلال
-
ليس بالفساد انه الحقد الطبقي
-
شد حيلك يا ولد
المزيد.....
-
الولايات المتحدة تبدأ أول رحلة ترحيل للمهاجرين إلى قاعدة غوا
...
-
وقف إطلاق النار بغزة.. إسرائيل تتلاعب بأولويات الإغاثة وترقّ
...
-
ساعر يرحب بقرار ترامب فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولي
...
-
ردود فعل متباينة إزاء قرار ترامب فرض عقوبات على المحكمة الجن
...
-
المحكمة الجنائية الدولية ترد على ترامب
-
هيومن رايتس ووتش: العقوبات بحق الجنائية الدولية تجعل واشنطن
...
-
بلدية غزة: تطاير وغرق خيام النازحين بفعل المنخفص الجوي
-
أول تعليق من المحكمة الجنائية الدولية بعد عقوبات ترامب ضدها
...
-
ترامب يفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية ويعلن حالة ال
...
-
ترامب يفرض عقوبات أمريكية على موظفي المحكمة الجنائية الدولية
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|