أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - بوابة التمدن - فاطمة ناعوت - نأخذ من كل -رجلا- قبيلة














المزيد.....

نأخذ من كل -رجلا- قبيلة


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 5263 - 2016 / 8 / 23 - 21:07
المحور: بوابة التمدن
    


==============

بدايةً، ممنوع منعًا باتًّا محاسبتي على أخطاء اللغة "المتعمَدة" في هذا المقال، الذي أرجو ألا يكون صادمًا لقرائي الذين اعتادوا منّي على التدقيق اللغوي والكتابة الأدبية الرصينة. فهذا مقال "قلش"، أي: "ألش"، أي: "تهريج". زي ما كل حاجة في بلدنا بقت قلش وتهريج. ماهو لما واحد ميعرفش يكتب لفظ الجلالة، ويكتبه بالتاء كداهو: (اللة)، ثم يزعم أنه حامي حِمى القرآن الكريم، ويرفع قضايا على أدباء؛ لأن قدراته اللغوية لا تؤهله لفهم الرمز والمجاز والمعجميّ والاصطلاحيّ والتناصّ والاجتزاء، يبقى ده موسم القلش، الذي معه يسقط الحق في محاسبة هذا المقال لُغويًّا وعدّ الأخطاء الإملائية والصياغية الي "ارتكبتها" عامدةً متعمّدةً؛ من باب الرفض والامتعاض والتمرّد وإعلان حالة العصيان اللغوي! وأما "القلش"، فليس بالضرورة أن يأتي من الفرح والسرور، ولا الضحك لازم يجي من السعادة والحبور. بل ربما جاء "القلش" من الهمّ والغمّ. لأن الَمثل يقول: “سِتّنا أمُّ أُمّنا قالت لنا: الضحك على تلات أربع ألوان. ضحك م الغُلب، وضحك م الغَلَبَة، وضحك من قلّة النَصَفة.” أنا طبعًا معرفش إيه "الغَلَبَة" اللي محشورة في النُّص، ربما لدواعي الإيقاع الشعري ولزوم ما لا يلزم. لكن قطعًا عارفة "الغُلب"، وعارفة "قلّة النَصَفة". أما "الغُلب"، فهو حالنا نحن المثقفين الغلابة واحنا عمالين نقع واحد ورا التاني في قضايا حِسبة، وازدراء أديان، وتكفير. منّا مَن دخل السجن ومنّا من ينتظر. وأما "قِلّة النصفة"، فلأن الدستور لم ينصفنا مع أن بنوده تحمينا وتمنع حبس أي كاتب على رأي، ما لم يخُض في عِرض أحد، ولا أجّج عنصرية، ولا حرّض على عنف!!
مش بس الدستور اللي بيحمينا، كمان الرئيس عبد الفتاح السيسي بُحّ صوتُه في المناداة بتجديد الخطاب الديني، واحترام المفكرين والعلماء والأدباء، ومحاججة الحُجّة بالحُجة، وقال لنا، في لقاءاته بالمثقفين والأدباء: “أنتم ضمير مصر، عليكم حمل مِشعل التنوير وإصلاح ما أفسده المتطرفون في عقول الناس.”
لكن "سوء استخدام حقّ التقاضي"، يسمح لكل من هبّ ودبّ يقاضي أي حد دمّه تقيل على قلبه ويلبّسه قضية ازدراء أديان! فمثلا، الفتى العظيم الذي قاضاني، اعترف بلسانه في برنامج "العاشرة مساء" يوم 2 أبريل الماضي مع وائل الإبراشي بأنه أرسل لي رسالة خاصة على فيس بوك، ولما مردتش عليه، راح خابطني قضية عشان بوست كتبته على صفحتي! ولما اترفعت عليه هو قضية سب وقذف وتشهير لأنه شتم قاضي، كتب على صفحته: “ما يُنشر على الصفحات الشخصية هو تواصل في إطار العلاقات الودية بين الأصدقاء ولا يتحقق به ركن العلانية!!” سيبك من التناقض المخجل في موقفه لما يبقى "خصم" ولما يبقى "مُختصَم"، مش ده موضوعنا. موضوعنا هو التناقض بين ما يريده الرئيس السيسي، وما يريده المحتسبون الذين يُسمح لهم باغتيال الأدباء والمفكرين كل يوم. هناك حملة ممنهجة من الأشرار لتفريغ القوة الناعمة ووأد الانتلجينسيا المصرية التي لو سقطت، يسقط قلبُ مصر وعقلُها، على طريقة أبي لهب وهو بيقلش: "لنأخذ من كل رجلا قبيلة": إسلام بحيري، ثم حضرتي، ثم د. سيد القمني. وغدًا وبعد غدٍ مثقفٌ جديد وأديب جديد ومفكر جديد! لييييه؟ لأن الدستور لم يُفعّل. ولأن البرلمان مشغول بقضايا أهم من قضايا الفكر والحريات والغلاء والبطالة والتعليم والصحة. ولأن مصر وقعّت على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي به مادتان (18-19) تحميان حرية التعبير. الرئيس طالب بتجديد الخطاب الديني واحترام الفكر، لكن للمحتسبين رأيًا آخر. وصدق الله تعالى حين قال في مُحكم آياته: “من المؤمنين رجالٌ صدّقوا ما عاهدوا اللهَ عليه، فمنهم مَن قضى نحبَه، ومنهم مَن ينتظر.”

فاطمة ناعوت
المصري اليوم



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يتصيدنا المحتسبون؟
- النبات لا يخون
- ثم تولوا إلى الظل
- قطعة سكر واحدة
- كيف يتصيّدُنا الُمحتسبون؟
- ڤان ليو …. صائد الجميلات والفرسان
- لماذا الساخر؟
- !احنا آسفين يا مُغير
- أشوف فيك يوم يا نبيه!
- أنا أسخرُ …. إذن أنا موجود
- |حروب عادية | اللص الذي سرق الله| أشرف ضمر
- أخي المسلم السويّ هذا المقال ليس لك
- لماذا كانوا وسيمين؟ لماذا كنّ جميلات؟
- احنا عايشين في نار يا ريّس
- طفولةٌ أم جنون أم كفر؟
- على شط القناة: الصمتُ في حرم العمل... عملٌ
- زورق
- على شط القناة: الصمتُ في حرم العمل... عمل
- خنجر في ظهر مصر
- ماذا لو ظهر ابن رشد اليوم؟


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- حَمّاد فوّاز الشّعراني / حَمّاد فوّاز الشّعراني
- خط زوال / رمضان بوشارب
- عينُ الاختلاف - نصوص شعرية / محمد الهلالي
- مذكرات فاروق الشرع - الرواية المفقودة / فاروق الشرع
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة , العدد 9 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة ,, العدد 8 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة العدد 7 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة الالكترونية , العدد 6 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة , العدد 5 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة العدد 4 / ريبر هبون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - بوابة التمدن - فاطمة ناعوت - نأخذ من كل -رجلا- قبيلة