|
انفلونزا الكراسي -4-
حميد طولست
الحوار المتمدن-العدد: 5263 - 2016 / 8 / 23 - 15:42
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
انفلونزا الكراسي "4"ـ هذه المقالة هي محاولة تلخيص لما جاء في المقالات السابقة عن "الكرسي" ، والذي أجمل الكثيرون القول حوله على أنه خطاف الأبصار ومعم للأنظار ، لكل يمكن من إمتيازاته " الباردة " وريع سهل وفير ، ولما يتيح من إسترخاء وطمأنينة وعيش رغد، وخلصوا إلى أنه يصيب الكثير ممن ألفوا إمتيازاته وريعه بالقلق والتوثر والذعر و المفزع والكوابيس المرغبة ، بمجرد ما تخيلون أنفسهم خارج جاهه وسلطان ، و توقعوا ضياع وجاهته وأبهته وسطوته ، وأحسوا بقرب الحرمان من لذائذ مغانمه التي غرقوا في عسلها حتى الثمالة طيلة جلوسهم عليه، فترتعد لذلك مفاصلهم ، وترتعش أوصالهم ، خوفا على الكراسي الذي وظفوا من أجلها كل الوسائل غير القانون ، وارتكبوا للبقاء عليه كل الإنفلاتات والإنزلاقات والحماقات والحروب المحرمة. إنها حالة كل من دقت ساعة ترجلهم من على أرائك السلطة المخملية ، مع أقتراب إنتخابات 2016 التي أفزعهم فيها أنها لن تكون "ساهلة ماهلة " كسابقاتها ، مع إنتشار شبكات التواصل الاجتماعي التي شكلت تحدٍ كبير لعسف السطلة ، وهدرٍ لما تبقى لها من هيبة وصرامة مفتعلة ، والتي ملأت الدنيا وشغلت الناس بكل أدواتها الالكترونية المتطورة غير الخاضعة للتدقيق أو التحقيق ، والتي فتحت للناس قنوات اتصال لا حدود لها ، صارت بسرعة فائقة منابر للأغلبية الصامتة من مستعمليها ، وفسحت المجال لرأيها مقابل الرأي الآخر، مقلصت العوائق والصعوبات التي كانت تحول دون اطلاعها وعامة المواطنين على ما يحدث في الكواليس من فضائح وتجاوزات وخروقات ومفاسد كبيرها و صغيرها ، والتشهير بمرتكبيها من المتربعين على مفاصل القرار الوطني الذين يرفضون الفطام من نعيم كراسيها ، ويصرون على التمسك بما تحققه من جاه ، لا يقوى على التنازل أو مفارقته أومغادرته طوعا ، إلا " الصالحون " الذين أخد الله بيدهم هناك في الضفة الأخرى ،الذين يُتناوبون على السلطة " بكل أريحية وأخلاق عالية ، حيث يفسح السابقون منهم المجال للاحقين ، كلما أحسوا أن جعبة عطاءاتهم قد فرغت ، كما هو حال امبراطور اليابان –وما ادراك ما اليابان-الذي ضرب المثل العظيم في النبل والفروسية لما طلب التنازل على عرش اليابان حين أحس بالضعف والوهن أمام جسامة المسؤولية. بخلاف حال من خطف بريق الكراسي أبصارهم ، وأعمت أنظارهم من مسؤولينا الذين قارنت منتديات التواصل الاجتماعي بينهم وبين الغربيين في خاطرة مسيئة رغم أنها مقارنة واقعية جداً وتجسد الواقع بشكل طبيعي، شبهت كل من المسؤول الغربي والعربي بالمرحاض العربي "التركي" أو البلدي كما نسميه في المغرب ، والغربي ، خيث شبه الأول بالمرحاض الغربي الذي يستبدل بكل سهولة، حيث أنه ما عل من يريد تغيره إلا فك أربعة "براغي" ويأتي بمرحاض جديد ، أما الثاني فقد شبهه المرحاض "البلدي" الذي يجب تكسيره بالكامل عند إستبداله أو اصلاحه للإلتصاقه بأردية الحمام، فعلاً إنها مقارنة مخجلة ولكنها حقيقية كمحاسبة أو تغيير المسؤول العرب ، الذي دفع به التمسك بالكرسي إلى التفلسف في تبرير تلك الشبقية المقززة ، كالذي روي عن الزعيم معمر القدافي أنه شرح يوما معنى الديمقراطية -وهو أخبث متحدثٍ عن الديمقراطية وأكذب ناطقٍ بحقوق الإنسان وأفجر مصوِّرٍ لها - بأنها الكرسي، مستلهماً ذلك المدلول من المنطوق الإنجليزى لـ (ديموكرسى) (democracy)… بأنها (ديمومة الكرسى لمن يعتليه وعند رحيله يؤول لمن يليه من ذويه)!! مستمداً الديمومة من كلمة (ديمو) (demo) ومستمداً الكرسى من كلمة (كراسى(cracy)!! ولذلك آمن أنها تعطيه حق التابيدة على الكرسي وتوريثه من بعد لأحد أبنائه الذين كانوا يمسكون بمفاصل الجماهيرية الليبية ويسطون على مقدراتها ويوزيعون خيراتها وثرواتها بشرعية ديموقراطية أبيهم . وأختم حديثي بالفتوى الغريبة والمستفزة للمشاعر، التي أطلتها الشيخة أم أنس إحدى الداعيات المكفنات بسواد الحجاب والنقاب، في حق الكرسي المسكين ، معتبرة إياه وما شابههه من كنبات وأرائك وكل ما إرتفع عن الأرض من المقاعد، بأنه من أخطر المفاسد التي بليت بها أمتنا العظيمة، وتوعدت -بعد أن حرمت- بالغسلين والنار كل من يُجلس عليه وخاصة المرأة بدعوى أنه يجعلها تفرج رجليها وفي هذا مدعاة للفتنة والتبرج، وهي بهذا العمل تمكّن الرجل من نفسها، وقد يكون الرجل من الجن أو من الإنس، والغالب أن الجن ينكحون النساء وهنّ على الكراسي" حسب الشيخة الفاضلة" التي تدعوا المسلمين إلى تكسير الكراسي وحرقها قائلة: والآن يا أمة الإسلام بعد أن بلغتكم الحجة الشرعية المؤصّلة بالأدلة…قوموا بواجبكم الجهادي في الإنكار، بإرسال البرقيات إلى أوولي الأمر وتكسير الكراسي في المدارس والمستشفيات والصالونات وغيرها من الأماكن التي يضع العلمانيون والفسقة والكفرة والملاحدة فيها الكراسي لإغواء الأمة وإفساد عقيدتها الصحيحة. وإن تكسيرها وحرقها من أعظم أبواب الجهاد وذروة سنامه. وأنهي هده السلسة من المواضيع عن الكرسي ، وإن كان بجعبتها ما يقال ، بالمقولة المشهورة" أن الكرسي الوحيد الذي لا يجلس عليه صاحبه هو كرسي الحلاق.. حميد طولست [email protected] مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية. عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة. عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية. عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان
#حميد_طولست (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قيمة الإنسان في احترامه للقانون !!
-
كفانا فتنة ، فقد بلغ السيل الزبى!
-
انفلونزا الكراسي -3-
-
نفلونزا الكراسي-2-
-
انفلونزا الكراسي!!
-
المغربي لن يغفر لمن يتخلى عنه و ينحاز لقتلته !!
-
متى نصل الى ثقافة الاستقالة...؟؟
-
تداعيات انقلاب تركيا على السياسة المغربية !!
-
متاهة الانتخابات المقبلة !!
-
تداعيات النفايات الإيطالية !!
-
الله يخلينا في صباغتنا!!
-
أول مراحل المعرفة !!
-
تلفزة مقلقة وبرامج مستفزة !!
-
جلسة مغرية مع الشيشة المصرية !!
-
إقحام الأمازغية في الصراعات السياسية، تزلف أونفاق؟
-
سلوكيات أفسدت على رمضان روحانيته وفلسفته !! -2-
-
سلوكيات أفسدت على رمضان روحانيته وفلسفته !!
-
حوار مع ايقونة العمل الجمعوي الخيري ..
-
الخرافة والوعي المجتمعي!!
-
انطباعات سياسية !!
المزيد.....
-
القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل-
...
-
مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
-
ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو
...
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|