أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جوزيف شفيق - دفاع عن المجمع الأرثوذكسى الكبير















المزيد.....

دفاع عن المجمع الأرثوذكسى الكبير


جوزيف شفيق

الحوار المتمدن-العدد: 5263 - 2016 / 8 / 23 - 07:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


انعقد المجمع الأرثوذكسى الكبير فى العنصرة من ( 19 – 26 يونيو 2016 ) بجزيرة كريت و استمر التخطيط له حوالى خمسون عاماً و قام بتنظيم المجمع بطريركية القسطنطينية المسكونية و البطريرك المسكونى برثلماوس الأول بحكم أنه المتقدم بين متساويين و حضره 10 كنائس من 14 كنيسة تمت دعوتهم و بغياب كنائس روسيا و أنطاكية و جورجيا و بلغاريا.

خلال الاجتماعات التحضيرية درس المجتمعون 10 أوراق و فى النهاية أبقى رؤساء الكنائس الـ 14 على ستة منها فى اجتماعهم فى شامبيزى إلا ان الورقة التى صاحبها أكبر جدل حتى بعد انتهاء المجمع هى التى كانت تحت عنوان " علاقة الكنيسة الأرثوذكسية بباقى العالم المسيحى " و هى الورقة الخاصة بالمسكونية , هذه الورقة التى أشعلت الجدل فى الكنائس الأرثوذكسية كلها, فيكفى قراءة هذا الجزء من بيان الأباء الآثوسيين و الذى وقعه أكثر من ستين من آباء جبل آثوس و وصفوا هذه الورقة بأنها " بدعة المسكونية الشاملة " و الكنيسة الكاثوليكية بأنها " الهرطقة البابوية " و المجمع الأرثوذكسى بأنه " مجمع كاذب " و قالوا عن البطريرك المسكونى : " يقف بطريرك القسطنطينية كمُلهِم رئيسي ومروّج للنص المجمعي، وبالتالي هو بالنسبة لنا نحن الآباء الآثوسيين، لا بل أيضا لجميع المسيحيين الأرثوذكسيين من كهنة وعلمانيين، قد ثبت أنه، قولاً وفعلاً، رئيس بدعة (Heresiarch)، كما كان قبله آريوس ونسطوريوس وباكّو… وهذا الحال لا ينطبق فقط على ترويجه للبدعة المسكونية بل أيضاً على ترويجه للتلفيق الديني، كما يتّضح في قوله وفعله من خلال الصلاة المشتركة مع رؤساء اﻷديان غير المسيحية. إنه يعلّم عقائد غريبة، غير أرثوذكسية وضد الآباء، وبالتالي، لهذا السبب، ينطبق عليه كلام ربنا: “وَأَمَّا الْغَرِيبُ فَلاَ تَتْبَعُهُ بَلْ تَهْرُبُ مِنْهُ، لأَنَّهَا لاَ تَعْرِفُ صَوْتَ الْغُرَبَاءِ” (يوحنا 5:10). "

رفض رهبان آثوس هذه الورقة مع غيرهم مثل المطران أثناسيوس مطران ليماسول " قبرص " و المطران إيروثيوس فلاخوس مطران نافاباكتوس و مطارنة آخرين و مجامع كنائس مثل كنيسة بلغاريا و جورجيا الذين انبروا فى الكتابة ضد هذه الوثيقة و رفضوها رسمياً حتى أن بعضهم رفض المجمع الأرثوذكسى الكبير برمته و رمى البطريرك المسكونى بأشنع الاتهامات

إن محور المشكلة فى هذه الوثيقة يكمن فى عبارة
"The Orthodox Church accepts the historical name of other non-Orthodox Christian Churches and Confessions that are not in comm-union- with her"
" تقبل الكنيسة الأرثوذكسية الاسم التاريخى للكنائس و الطوائف المسيحية الأخرى غير الأرثوذكسية " و أراد البعض خلال المداولات استبدالها بصياغة " تعترف الكنيسة الأرثوذكسية بالوجود التاريخى للطوائف و المجموعات المسيحية الأخرى "

المشكلة الكبرى كما تتضح لك من اختلاف الصياغة هى فى تسمية الكنائس الغير أرثوذكسية على أنها " كنائس " فالرافضين لهذه الورقة الصادره عن المجمع و هم كثيرين يعتقدون أنه لا توجد كنيسة سوى الكنيسة الأرثوذكسية و ما غيرها فهم هراطقة و مبتدعون و بالتالى كيف يجوز تسمية هراطقة و مبتدعين بكنائس فمجمع كنيسة بلغاريا أعلن رفضه للورقة من قبل انعقاد المجمع الأرثوذكسى أصلاً فى 21 أبريل 2016 و أعلن : " خارج الكنيسة الأرثوذكسية لا توجد كنائس أخرى بل هراطقة و منشقون "

يتناسى هؤلاء أو يجهلون الكثير من الأوراق الرسمية الصادرة من الكنيسة الأرثوذكسية و التى تسمى آخرين بكنائس فالمجمع أقر واقع قديم و لم يأتى بجديد سوى على هذه العقول المتحجرة أم أنه يوجد وجهين للتعامل فبينما تعتبروهم رسمياً أنهم هراطقة و منشقين فى المجامع تقابلوهم و تسمونهم فى الرسائل المتبادلة بأنهم كنائس ؟؟ هل هذا منطق مقبول ؟؟ .. هنا يمكن للقارئ العزيز الرجوع إلى رد البطريرك المسكونى أنثيموس السادس على رسالة البابا بيوس التاسع فى مايو 1848 و الموقع عليها من المجامع المقدسة لكنائس القسطنطينية و أنطاكية و أورشليم بالإضافة إلى بطريرك الإسكندرية و التى يسمون الكنيسة الكاثوليكية فيها بـ " الكنيسة " و فى 2016 يرفض البعض تسميتها كنيسة !!

حصرت هذه الكنائس و هؤلاء الأساقفة المسيح فى الكنيسة الأرثوذكسية و الخلاص هو فقط بداخلها و أى كنيسة تريد الاتحاد فى المسيح فلا يمكن هذا إلا من خلال الكنيسة الأرثوذكسية فالطريق إلى الوحده المسيحية هو الطريق إلى الكنيسة الأرثوذكسية و هنا أنا لا أقول اتهامات بل كل هذه الكلمات أنقلها عن مطارنة و كهنة أرثوذكس هؤلاء الذين وصفوا المسكونية بأنها بدعة فبمجرد ذكر الورقة لجهود الكنيسة الأرثوذكسية فى العمل من أجل وحدة المسيحيين و إنشاء مجلس الكنائس العالمى يرد المطران سيرافيم – بيريه " كل ما أعلنه البطريرك المسكونى فى ختام أعمال المجمع هو بالحقيقة ثرثرة . فمن جملة أمور أعلن أن البطريركية المسكونية كانت رائدة فى عالم الحركة المسكونية كما أنه سوق لرسالة 1920 الجامعة للهرطقات التى يصفها الكثيرون بأنها الشرعية المؤسسة لمجلس الكنائس العالمى الذى أتى لاحقاً. و أن البطريركية المسكونية كانت أحد الأعضاء المؤسسين لمجلس الكنائس العالمى "

ما كل هذا الانغلاق و الانسداد الفكرى !! أين تعيشون يا ملاك الحقيقة المطلقة .. يا من حددتم المسيح داخل كنيستكم فقط .. فى أى زمن أنتم ؟؟ أنا لا أستبعد أن يكون القرار التالى لهؤلاء بنفى بابا الفاتيكان و معه كل بطاركة الكنائس التى لا تتفق معهم إلى إحدى الجزر النائية .. و لما العجب فإن امتلكوا القوة و السلطة لفعل هذا لفعلوها .. إنهم بكل تأكيد يترحمون على ملك و امبراطورية يحتمون فيها .. كفاكم كرهاً .. يكفيكم حصر المسيح فى كنيستكم كل هذه القرون .. و ليس من المعقول أن تعتبروا كل العالم المسيحى هراطقه و مبتدعين ..
يا سيدى إن أبسط الحقوق أن تسموهم كما يروا هم أنفسهم و ليس كما ترونهم أنتم.

و طالما تعتقدون أنهم هراطقة و مبتدعين فعلى أى أساس وجودكم معهم فى مجلس الكنائس العالمى ؟؟ و على أى أساس يلتقى البطريرك المسكونى بابا الفاتيكان أو غيره من البابوات .. و على أى أساس التقى البطريرك كيريل بالبابا فرنسيس ؟؟ فبنفس منطقكم المنغلق هل كان من المعقول فى القرن الرابع أن يلتقى البابا كيرلس عمود الدين و نسطور فى لقاء ودى بعد مجمع أفسس و هل كان من المعقول أن يفعلها البابا أثناسيوس مع أريوس مثلاً .. ما السبب فى هذا التغيير ؟؟ السبب يا سادة هو التجديد و التغيير و التحديث الذى حدث لكنائسنا و هو ليس خطية بأى حال من الأحوال بل هو فهم أعمق لسر المسيح .

بعضهم يقول أن المجمع الأرثوذكسى الكبير استنسخ المجمع الفاتيكانى الثانى .. أقول لهم أى شرف هذا لو استنسختم المجمع الفاتيكانى الثانى الذى جدد الكنيسة الكاثوليكية و منحها الحياة و حقاُ كان عنصرة جديدة. بل أقول أن المجمع الأرثوذكسى الكبير لم يحقق شيئاً إن استنسخ المجمع الفاتيكانى الثانى فبعد 54 عاماً من المجمع الفاتيكانى الثانى لم تأتوا بجديد بل الكثير من الأفكار و الصياغات بالورقة الخاصة بالمسكونية متأخرة كثيرة و متحفظة و منغلقة عن مثيلتها فى المجمع الفاتيكانى الثانى .
أنا لا أجد سبباً للجدل سوى الخوف من الآخر المؤدى إلى المزيد من الانغلاق على الذات .

إن أوجه التشابه بين المجمعين واضحة للعيان فالمجمع الفاتيكانى الثانى تمت الدعوة له من البابا يوحنا الثالث و العشرون فى 25 يناير 1959 و المجمع الأرثوذكسى الكبير تمت الدعوة له عام 1961 أى أن المجمعين انبثقت أفكارهما فى نفس المرحلة التاريخية إلا أن المجمع الفاتيكانى الثانى انعقد بين عامى 1962 – 1965 م بينما المجمع الأرثوذكسى الكبير استغرق التحضير له حوالى خمسون عاماً لينعقد فى 2016 و فى النهاية نجد مجادلات و مهاترات فى أمور يجب أن تكون بديهيات ننطلق منها و ليس نتجادل عليها.
هذا التشابه لم أختلقه من العدم ففى مقابلة للبطريرك المسكونى برثلماوس الأول عندما كان مطراناً سنة 1977 مع صحيفة "The National Catholic Reporter " يقول عن المجمع الأرثوذكسى الكبير : " إن أهدافنا هى نفس أهداف يوحنا الثالث و العشرون : تجديد الكنيسة و تدعيم الوحدة المسيحية .. و سيقوم المجمع أيضاً بتقديم إشارات على انفتاح الكنيسة الأرثوذكسية على الأديان غير المسيحية بل على البشرية جمعاء و هذا يعنى موقفاُ جديداً تجاه الإسلام و البوذية و الثقافة المعاصرة و الأخوية الخالية من التمييز العنصرى .. و بعبارة أخرى سيمثل هذا المجمع نهاية لإثنى عشر قرناً من العزلة للكنيسة الأرثوذكسية "

و انعقد المجمع و كانت طموحاتنا و طموحات البطريرك المسكونى كبيرة و لم ينهى المجمع هذه العزلة بل فقط فتح طاقة صغيرة لشعاع من نور يريد البعض إغلاقه و سده و البقاء فى الظلام إلى المنتهى بدعوى الحفاظ على الإيمان القويم و كأن الإيمان الأرثوذكسى سوف يتأثر سلباً بالعمل من أجل الوحدة المسيحية.
أخيراً أقول لكم " تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم , لتختبروا ما هى إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة " ( رومية 12 : 2 )



#جوزيف_شفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خالد نزار و السيسى .. مصر و الجزائر (4)
- خالد نزار و السيسى .. مصر و الجزائر (3)
- خالد نزار و السيسى .. مصر و الجزائر (2)
- خالد نزار و السيسى .. مصر و الجزائر (1)
- ثوره فى العالم الإسلامى
- فى نقد لاهوت التحرير (4)
- فى نقد لاهوت التحرير (3)
- فى نقد لاهوت التحرير (2)
- فى نقد لاهوت التحرير (1)
- أسرار عن محمد مرسى
- قراءه فى مستقبل مرسى
- المخابرات المصريه و الإنتخابات
- كيف ولماذا فاز أحمد شفيق؟
- أزمة الثوره بين إصلاح العقل و إصلاح المجتمع
- جماعة - مازنجر-
- إنتخاب البابا ال 118 للكنيسه القبطيه (2)
- إنتخاب البابا ال 118 للكنيسه القبطيه (1)
- الوصايه السياسيه على الأقباط
- إعادة إنتاج الإخوان المسيحيين
- دعوه لتصحيح مسار الإخوان المسلمين


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جوزيف شفيق - دفاع عن المجمع الأرثوذكسى الكبير