أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الواقع العربي اليوم وقبل ربيعه الأسود ح1














المزيد.....

الواقع العربي اليوم وقبل ربيعه الأسود ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5263 - 2016 / 8 / 23 - 07:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الواقع العربي اليوم وقبل ربيعه الأسود ح1


أنتجت الفوضى الخلاقة أمريكية الصنع موجه من العصف الأجتماعي والسياسي لم يكن متوقعا لها أن تحدث هذا الزلزال من الكبت والأنتقام والضجيج الذي أعمى البصيرة قبل البصر فراح الجميع في حالة من الثمالة يتصرف وكأنه القدر المنتظر من جهة وأيضا كأن الواقع العربي لم يكن على وعيه بما فيه من سلة من الأمراض والعاهات في مختلف مجالاتها، الغريب أن جانبا مهما من هذا التيار الثمل بأزماته وإشكالياته التأريخية برز قويا وكأن الربيع المزعوم هو ربيعه الخاص وما جرى مجرد محاولة لإعادة أنتاجها على مسرح الأحداث بكل قوة ليمارس خطيئته وخطأه التكويني ليزيد من عصف العاصفة ويرسم لهذا الفصل من حياة العرب لوحة دموية قاتمة يختلط فيها الموت مع الدمار مع أشلاء الجسد العربي المنهار، إنه تيار تفكيك المجتمعات وتجزئة الواقع كانتونيا على أسس فردية وفئوية وحتى تحت عناوين لم تشهد لها البشرية من وجود سابق.
من تونس كانت البداية هكذا يقول المؤرخ الغربي الذي يصف الواقع العربي اليوم رسميا وشعبيا والحقيقة أنه بهذا الادعاء يريد أن يقزم المسألة ويجتهد في البحث عن البذور، الربيع العربي كبذور زرعت منذ عام 67 أثر الهزيمة التي لم تعد فيها المجتمعات العربية أن تستعيد وعيها السياسي والفكري، بالرغم مما حدث ويحدث بعد ذلك ويطرق أذنها يوميا أن المجتمع الإسرائيلي المحاصر من أمة تفوقه بعشرات المرات إمكانيات وجيوش وموارد تحطم تحت مهارة العقلية الصهيونية وإدارة مجتمع لا يملك ذلك العمق الهائل من خلفه، ومع ذلك لا يمكن لهذه المجتمعات أن تتغلب على العقلية الصهيونية بدليل أن كل كياناتها السياسية والدولية والفكرية مخترقة من قبل غرفة التحكم العبرية في تل أبيب.
لقد كانت هزيمة حزيران 67 هزيمة للوعي المشوه الذي عصفت به أحلام السياسة وفساد الأيديولوجية والتوجهات المتناقضة التي تتحارب ليس من أجل الوطن والإنسان بقدر ما تتحارب من أجل الفوز بالوجود الجزئي لها وانتصارها على الواقع دون حساب التكلفة، اليسار العربي في الهزيمة كان هو أول المدانين وأول الضحايا وأول من دفع الفاتورة فقط حتى يثبت أنه موجود، أما اليمين المنغمس مع حركة الثورة المضادة والذي قاد عملية الهزيمة من الداخل فكان هو المستفيد الأكبر والحاصد للجوائز السياسية، وهكذا تسللت روح الهزيمة من دون دراسة نقدية حقيقية وجوهرية على السؤالين الأساسين الذي كان على المجتمع العربي أن يتداولهما بكل جرأة.
أولا لماذا كانت الهزيمة بهذه القساوة وما هو الخلل الأعظم والأساسي الذي حقق أكثر من هدف في ضربة واحدة؟، هذا السؤال الافتتاحي قد حاول البعض الإجابة عليه خجولا ومترددا ولم يملك الشجاعة التاريخية التي يمكنه أن يجاهر بالجواب عليها، وتعطل حساب السياسة لأجل المصالح فلم ينتبه أحد بعد ذلك للسؤال الثاني والأهم والذي لا يمكن لأمة حية تحترم واقعها ووجودها دون بحث ودون أجابه وافية ومفصلة وصادقة وشجاعة، كيف لنا أن نستوعب الهزيمة وننتج وعيا مضادا مقابلا ومتجاوزا للهزيمة في محاولة إعادة الكرة للملعب الأخر؟.
فشل العرب في السؤال كما فشلوا في الإجابة وتمدد وهم الهزيمة بكامل قوته داخل العقل العربي وتجذرت فكرة النقص في الذاكرة العربية، وتحول الإنسان العربي تحت تأثير الهزيمة وإرتداداتها إلى خروف الأضحى دون مقاومة وحتى دون وعي منه، مناقد للمصير السيء نحو المصير الأسوأ في ظل هيمنة ثقافة تمجيد الأيديولوجيا وموت حقوق الأوطان، لقد مارست الأنظمة السياسية العربية اليسارية خاصة والمهزومة من الداخل بتسويق أزمتها أجتماعيا من خلال الضغط السلبي على المجتمعات العربية تحت عنوان (كل شيء لأجل المعركة)، والحقيقة هو كل شيء من أجل نسيان المعركة والهروب من الإجابة الحتمية لماذا حدثت الهزيمة.
كل الأحداث التي تلت عام 67 كانت تدور ضمن سياق الهروب من الواقع والهروب من ذكر الأزمة أو وضعها موضع الأمتحان النقدي، حتى في المجال الفكري والأدبي والفني وعموم المعرفة كانت الهزيمة هي العنوان الأبرز، وبدل أن ينتج العقل العربي رؤيته الحرة في تعليل ما جرى أنخرط في حوار جانبي أخر ذو وجهين أما أغترابي عابر للهوية المجتمعية في محاولة للخروج من العار العربي نحو العالمية كحل، أو عاش مرحلة الندب والبكائيات والتبريرات للأيديولوجيات أو التبرير للقبول بالهزيمة كواقع، نتج عنه ثقافة إنهزامية وفكر جانب منه يبحث في الماضي عن أنتصار ليرمم ذاكرته المثقوبة أو يسوق لشعارات الموت والفناء للصهيونية دون أن يملك القدرة على الخروج من أطار الحرف أو يفعل له رؤية عملية لذلك.
بعد بضعة أعوام قليلة يكتشف العرب هول المأساة الوجودية ويتحسس البعض الهوة الحقيقية بين العقل العربي وحتى العقل المجاور ولكن بعد أن تم تكبيل المجتمع والواقع العربي بقيود وأرتباطات لا يمكن أن تتحلل أو تنفسخ من جديد لتتيح لعقل أن يبدأ العمل من نقطة الصفر، رافق هذا الواقع سياسة جديدة خارجية العنوان والمسوق الداخلي هي الأنظمة والفاعليات الداخلية، من مسألة الغزو الثقافي المنظم إلى تجذير الأزمات الداخلية المعيشية والأقتصادية، إلى سلسلة من التدابير التي عززت دور السلطة المهزومة مقابل حرية وحقوق الإنسان ومع دعم دولي وأممي يريد للواقع العربي ولخريفه أن يستمر لأطول فترة ممكنة.
خروج الأصوات المنفردة والتي أما يتم تصفيتها أو إبعادها أو محاربتها بالتغييب والقهر فشلت هي الأخرى أن تطلق الصدى المدوي اللازم ليقظة المجتمع، وأستمر السبات العربي مصحوبا بسياسة القهر والأستلاب والحزبية الفئوية الضيقة والصراعات العربية _ العربية المصطنعة لتكون عنوان مرحلة ما بعد تشرين أول عام 73 ولغاية عام 1990 عندما توج الفكر القومي المنتمي لليسار العربي حسب التصنيفات السائدة وبمباركة خادعة من اليمين العربي وأمريكا مرحلة السقوط المدوي في هاوية التجزئة تمهيدا لمرحلة الفوضى متعددة المراحل والمنضبطة بحركتها الخطوة خطوة كيسنجرية المنهج والروح.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظهور الإسلام السياسي هو أزمة دين أم أزمة سياسة؟.ح2
- ظهور الإسلام السياسي هو أزمة دين أم أزمة سياسة؟.ح1
- مدخل نظري لمفهوم إعادة تدعيم المجتمع
- نظرية الدولة الدينية بين حكم النص وبين دور الوعي الديني
- من قضايا التنوير الفكري وأصول العمل فيها
- الخوف والقسوة والإرهاب الفكري والسياسي ودوره في بسط ثقافة ال ...
- مقهى عبد ننه ... قراءة في تأريخ مدينة يسكنها وهج السياسة ويت ...
- الحاكمية السياسية في الإسلام ... وهم القراءة وتخريج بلا مخرج ...
- الحاكمية السياسية في الإسلام ... وهم القراءة وتخريج بلا مخرج ...
- الحاكمية السياسية في الإسلام ... وهم القراءة وتخريج بلا مخرج ...
- قالها ومضى
- الحق بين الله ورجل الدين
- المعرفة الدينية وإشكالياتها التأريخية وأثرها في فشل الإنسان ...
- العرب والأعراب وتاريخهم المتناقض
- أنا ورائحة البحر
- رجالٌ هُويتُهم وَطَن ... قراءة نقدية في قصيدة الشاعر عبد الج ...
- الدين الإنساني وتحولات الوعي المتجدد
- العراق وخيارات المرحلة ح2
- العراق وخيارات المرحلة.ح1
- مقهى عبد ننه ... قراءة في تأريخ مدينة يسكنها وهج السياسة ويت ...


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الواقع العربي اليوم وقبل ربيعه الأسود ح1