أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - رياض الحسيني - لو كانت إسرائيل بعثيـة !














المزيد.....

لو كانت إسرائيل بعثيـة !


رياض الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 387 - 2003 / 2 / 4 - 04:15
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



صحيفة الاهالي (اربيل العراق)، العدد 17 الموافق للاول من شباط عام 2003

 

قررت القيادة السورية ومن دون تريث او مراجعة استقبال علي حسن المجيد عضو مجلس قيادة الثورة والمبعوث الشخصي للرئيس العراقي صدام حسين الى كل من سوريا ومصر والسعودية. الحق يقال ان القيادة المصرية اعتبرت شخص المجيد غير مرغوب فيه ولا يمكن ان يمت الى الدبلوماسية والدوبلوماسيين من قريب ولا من بعيد. لذا كان رد الرئيس حسني مبارك واضحا وجليا في عدم استعداد مصر لاستقبال أي مبعوث من الرئيس العراقي غير سفيره في مصر.

لكن وسط ذهول الدول المحيطة وهيئات حقوق الانسان نقلت وسائل الاعلام الابتسامات والعناق بين كل من علي حسن المجيد والرئيس بشار الاسد، وذلك بعد قطيعة دامت قرابة الأربع والعشرين عاما. واذا ما تم التدقيق والتفكير مليا بعلاقة النظام السوري بالنظام العراقي والعلائق التي تربطهم، يمكن حينئذ تبديد علامات الاستفهام والاستغراب والخروج بما من شأنه ان يضع النقاط على الحروف.

ليس خافيا ان كلا الدولتين تحكمهما انظمة شمولية علمانية تدين بالولاء لحزب واحد هو حزب البعث العربي الاشتراكي. واذا ما تجاوزنا الكوبونات النفطية، فهذا بحد ذاته ربما يكون كافيا لتلافي أي خصومة وتناسي أي تجاوزات تأريخية، وان كانت في فترة من الفترات قد ادت تلك الخلافات الى اتهام بعضهم البعض بالعمالة حينا وبقوافل اعدامات جماعية حينا اخر كما حدث في بغداد عام 1979. اضف الى ذلك ان القيادة السورية ممثلة برئيسها بشار الاسد تعي اليوم ان الهجمة الامريكية لا تستهدف النظام العراقي فحسب، بل تتعداه الى انظمة اخرى اولها النظام السوري فيتبعه السعودي. من ذاك يمكن القول ان سوريا تدافع عن نفسها وتعتبر ان الكماشة الامريكية لن تكتفي برأس الرئيس العراقي صدام حسين او طاقم حكمه، بل سيتعدى الامر الى حلقة الصراع العربي الاسرائيلي وبالنهاية يعني المزيد من الضغوطات على القيادة السورية والمنظمات التي ترعاها سوريا والتي تعتبرها الادارة الامريكية (منظمات ارهابية). كل ذلك يجعل من سوريا تعيش هاجس التغيير الذي تدرك انه قادم لا محالة، لكنها تحاول ما اسعفها الوقت اختزال التنازلات ووضع امريكا في قفص الاتهام امام المجتمع الدولي من جهة، وتقليل حجم الخسائر الحزبية من جهة اخرى، باعتبار انه مهما كبرت الخلافات بين شقي اليمين واليسار فانه يبقى في النهاية ان الحزب الواحد يحكم بلدين متجاورين هما سوريا والعراق. هذا بحد ذاته تعتبره القيادة السورية المعروفة بتشددها في هذا الجانب وهو ما تشاطره القيادة العراقية الرأي ذاته، يعتبره الطرفان نصرا للنظرية البعثية بغض النظر عن التجاوزات الانسانية والكوارث التي نتج عنها تسلم البعث في العراق.

لاشك ان حجم معاناة الشعب العراقي على ايدي البعثيين لايقل عن الذي يجري للشعب الفلسطيني على ايدي الصهاينة، وربما اكثر في جوانب محددة. ترى ما الذي يجعل سوريا تقف وبلا حدود او تحفظات الى جانب الرئيس العراقي صدام حسين بينما تقف وبنفس الحدة والشدة ضد العدو الاسرائيلي في فلسطين وفي كل مكان ؟! السبب هو ما تطرقنا اليه انفا. واذا ما تجاوزنا شعارات الصراع العربي الاسرائيلي وتعاملنا مع حقوق الانسان باعتباره اكبر قيمة في الوجود، فانه يتوجب على القيادة السورية ان تنحى المنحى نفسه ولا تسمح لاي من اعضاء القيادة العراقية ان تزور سوريا او ان تمتد يد الرئيس السوري بشار الاسد لايدي ملطخة بدماء العراقيين الابرياء، خصوصا لشخص مثل المبعوث الشخصي علي حسن المجيد الذي لا يختلف عليه اثنان في مدى تجاوزه على حقوق الانسان. خصوصا وان الادلة الثبوتية لتورطه بانتهاكات صارخة ضد الشعب العراقي والمنطقة باتت ليست خافية. اذن القيادة السورية لا تنطلق من المنطلقات الاعلامية التي تروج لها حول حقوق الشعب الفلسطيني وتجاوزات النظام الاسرائيلي على المجتمع المدني الفلسطيني، بقدر ما هو صراع ايديولوجي نظري بحت. وهذا ما اثبتته الايام الاخيرة والتي ترسل الى العالم اجمع رسالة مفادها ان خلاف سوريا مع اسرائيل لن يكون له وجود اذا ما حكمت اسرائيل الفلسطينيين باسم حزب البعث العربي الاشتراكي.

 



#رياض_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى نادية محمود: الافلاس يقود الى الانتحار، وحبل الكذب قصير
- لا للحرب .. لا للديكتاتورية ! نحن منشغلون بتقسيم مناصب وهمية ...
- كيف نصلح ما افسد مؤتمر لندن !
- ماهية الديمقراطية ..!
- تقرير المصير لا يشمل الاخوة الكورد وسنضرب بيد من حديد !
- حكومة المنفى .. بين الواقعية والنرجسية ؟!
- الموصل تبعية تركية وساعة البرلمان التركي كوبنهاجية!
- من قتل أبو نضال وما مصير مجاهدي خلق ؟!
- من فمك أُدينك ؟!
- دكاكين ستُشمَّع قريبا !!
- طائفية اكسباير وحكومة في المنفى ... !
- سيناريوهات أربع لتسلم مقاليد الحكم في عراق الغد ..!
- مَلكيات وجمهوريات ...!
- عرفات وصدام في الامتحان .. !
- الأمور بخواتيمها !!
- الحريـة .. اساس الحياة!
- العمليات الإستشهادية بين التنظير العربي والأجرام الإسرائيلي


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - رياض الحسيني - لو كانت إسرائيل بعثيـة !