حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 5262 - 2016 / 8 / 22 - 21:18
المحور:
ملف 1 ايار - ماي يوم العمال العالمي 2016 - التطور والتغييرات في بنية الطبقة العاملة وأساليب النضال في ظل النظام الرأسمالي والعولمة
فى نفس هذا الشهر ... اغسطس عام 1952 ارتكبت السلطة الجديدة بقيادة محمد نجيب أفظع حماقة من الممكن أن ترتكبها سلطة ما فى تاريخ مصر المعاصر
...صدر الحكم بالإعدام على عمال كفر الدوار الابرياء خميس والبقرى - شهيدي الطبقة العاملة المصرية - فى محاكمة تنكيل عسكرية خاصة وسريعة وهزلية الطابع
.. لا لذنب غير أنهم كانوا يمارسون حقهم الطبيعى فى التظاهر السلمي والمطالبة بحقوقهم في الأجور وفي تحسين شروط وظروف الإنتاج
...الا تتفقون معى أن هناك منطق سلطوي واحد حكم مصر علي مر تاريخها تجاه مايتعلق بمطالبة العمال بالحقوق الاقتصادية والإجتماعية
وهو ماتراوح تاريخياً بين عدم الفهم والرفض القاطع لارتفاع صوت العمال وتحركاتهم السلمية المشروعة في المطالبة بتحسين شروط العمل ؟
الآن عمال الترسانة البحرية يحاكمون عسكرياً لمجرد المطالبة السلمية المشروعة بحقوق تتعلق بالأجر وظروف العمل
بينما يعلو صوت رجال الأعمال ويصخب أحياناً متحدياً الدولة ومع ذلك لا نلحظ أي تحرك من الدولة ضد أحدهم
بل أننا نلاحظ أن الدولة نفسها تقدم الترضيات لرجال الأعمال إذا ماتعرض أحدهم للمضايقة الأمنية ومثال السيد صلاح دياب واضح كالشمس فحين تم القبض عليه قامت الدولة وإعلامها ونخبها بترضيته وطلب السماح من رجال الأعمال علي هذه الغلطة الإستثنائية التي لن تتكرر مرة أخري
بينما هناك عاملان أعدما واعترف الرئيس الذي أصدر حكم الإعدام عليهما بأنهما أعدما ظلماً وبكي في مقابلة مسجلة متحدثاً عن معاناته وعدم نومة من عذاب الضمير
ومع ذلك فالدولة التي أعادت الإعتبار لخيرت الشاطر وأيمن نور وسهرت أياماً لترضية صلاح دياب وطمئنة رجال الأعمال من أن هذا لن يحدث مرة أخري
ترفض حتي الآن إعادة الإعتبار لهما
المجد لروح الشهيدين
في ذكري استشهادهما
حمدي عبد العزيز
15 اغسطس 2016
#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟