أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - ظهور الإسلام السياسي هو أزمة دين أم أزمة سياسة؟.ح1














المزيد.....

ظهور الإسلام السياسي هو أزمة دين أم أزمة سياسة؟.ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5262 - 2016 / 8 / 22 - 09:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ظهور الإسلام السياسي هو أزمة دين أم أزمة سياسة؟.ح1

في الوقت الذي بزغ فيه نجم العلمانية وأنتصار الفكر الأجتماعي الأقتصادي المعرفي على مدرسة الكهنوت والرؤيا الغيبية نتيجة التناقض المبدئي بين أستاتيكية الفكر الديني وجمودية أفكاره، وبين ضرورات التطور المصحوب بقوة فعل العامل الزمني وتجدد مباني وهيكليات الرؤى التكوينية، وأنتصارا للعقل في قضية تحرره المبدئية في فهمه للتبدلات والتحولات التأريخي وإيمانا بمبدأ التحدي البشري والحتمية التأريخية، التي تؤكد أن كل شيء منفعل بزمانه مهما كانت القيود الوضعية شديدة التماسك، ستنهار المنظومة الفكرية بنفس القوة والمقاومة التي تبديها الأفكار المتحجرة والسلفية التاريخية، لتحل محلها وبشكل غالب ومستقر وأيضا متحرك أفكار مناهضة وتعتمد رؤية الجانب الأخر الذي لا تراه الأفكار القديمة.
من هذا الوضع خرج فجأة وعكس التيار ما يسمى بالتيار السياديني أو مفهوم الإسلام السياسي بقوة، ليكون ظاهرة غريبة كونها أما نقيضا للعلمانية والحداثة، أو ليتحول فعل وجودها إلى قوة ممانعة صادة للمس بالتراث والإبقاء على الحال كما هو عليه أو الرجوع إلى مفاهيم ميتة لتعيد أنتاجها بقالب مناسب ليكون البديل للخيار الحداثوي أو العلماني ، هذه الظاهرة ستساهم في وقت لاحق بكسر القاعدة التي أنطلق منها هذا الفكر ومبرراته التعبوية بين الناس، ليعبر بقوة وينبئ عن نهضة عاصفة ومزلزلة للواقع الإسلامي ككل، للحد الذي تخرج فيه أصوات واقعية تدعوا لموت الدين كاملا أو على الأقل إخفاءه قسريا من الواقع الأجتماعي، لما مثله من إضرار حقيقي في حياة الإنسان المسلم وضرب أسس ومرتكزات وجوده الحر في عالم يضطرد في حصد إنجازاته التي تشبه المعجر الحضاري اليوم.
هذه الظاهرة التي تعني أجتماعيا أن هناك فعل أجتماعي مستفز لمؤسسة فكرية وأجتماعية حاكمة ومسيطرة على الواقع ليس بمقدورها أولا الخروج من دائرة التراث والتاريخ الفكري، وأيضا عاجزة أن تتلاءم مع متطلبات الوجود المستحث نحو السرعة والتحول والتبدل المنطقي المساير لقانون الزمن، المشكلة إذن ليست في العلمانية ولا في مجمل الأفكار الحداثوية وإنما في العقل المسلم الذي لا يعي الضرورات المنطقية ولا يتقبل فكرة أن الزمن يتحرك وتتبدل في الوقائع، وتنقلب فيه حتى المزاجات الفكرية وطرق التعبير والتدبير والفكر، لذا فإن ظهور هذه الظاهرة الأجتماعية الدينية ليس تعبيرا عن تحدي ما يقال عنه أنه الدين للواقع الوجودي، بل يعني تحدي العقل الديني الذي لا يدرك خطورة دور الدين في الحياة مع ذات الدين وطبيعته الفكرية المجردة الحرة التي تقوم على الخيار الفردي والحرية في الإيمان به.
الأزمة التي تتمثل اليوم في ظهور أفكار تأريخية تنتمي للماضي وتنكر أن الزمن قادر على فرض شروطه معتقدة أن ما كان صحيحا بالماضي كتجربة يمكن أن يكرره التاريخ عندما يعيد نفسه في كل واقع وخارج أحكام الزمان والمكان، ينظر أصحاب مدرسة الإسلام السياسي على أنهم قادرون على أن يبعثوا من في القبور وأنهم جاهزون في كل مرة أن يجلبوا من التاريخ أبطاله الإسلاميون الأوائل ليواجهوا إشكالية اليوم وبكل ثقة، متناسين أن مقولتهم الأخرى والتي تعتمد على تأسيس خيارهم السياسي بأن (أمرهم شورى بينهم)، بينهم أي بين الأحياء وأن الله لا يبعث من في القبور، الخطاب الرباني خطاب عاقل لمن يعقل ويعي وينتج وقادر على الإستجابة لما كلف به وهنا يكون الحاضر كزمن والمجتمع كواقع هو المعني بالشورى.
هل يعني هذا أن التجربة لا يمكن أن تتكرر بنفس النتائج، الجواب نعم لا يمكن أن تتكرر إلا حين تتطابق مقدماتها مع ظروفها مع المنهج ووفق ذات الأليات العملية المساعدة، التجربة التي قادها الإسلام الأول جاءت في ظرفها ومنهجها وألياتها متقدمة زمنيا وفكريا عن فترة الجاهلية والأفكار والأحوال السائدة، جاءت مستجيبة للحتمية التاريخية حبن عجز المجتمع العربي القديم أن ينتج أليات تطور وإنقلاب في واقعه الذي يشبه الهيكل الصامت، هذه الصورة لم تعد موجودة اليوم وحتى واقعنا برغم سلبيته وما فيه من إشكاليات متقدم كثيرا عن التجربة التاريخية، المسلم اليوم يعي أهمية العلم ويحاول أن يساير منهجه ويعرف حقوقه ويناضل من أجلها ويعلم أيضا أنه متخلف وغير قادر أن يساير كل المجتمع الإنساني، في حين أن التجربة تعتمد على فكرة الإنطلاق من الصفر وإعادة أنتاج مجتمع خال من قيم فكرية حقيقية وهو عكس ما موجود في لواقع المعاصر.
التجربة التأريخية التي يراد لها أن تتكرر بشقيها الفكري والأجتماعي اليوم غير قادرة أن تبتكر حلول خارج التاريخ ومطابقة لأستحقاقات الغد، وما زالت تعتمد نفس المقدمات الهزيلة ونفس الأفكار التي أنطلقت في عصر كان فيه العلم في مرحلة خمول والدين في أزمة والأخلاق بحاجة إلى تجديد والقيم الأجتماعية طابعها فردي سلطوي يمجد الفرد القوي ولا يمجد قوة المجتمع، لا يمكن لهذه الأفكار أن تتعايش مع عالم بلا حدود وعلم فاق في سرعة تطوره وتبدل قوانينه وقواعده حتى الخيال، ومفاهيم منظمة ومتسقه في عالم الأخلاق والمثل تتطور يوميا نحو تمجيد وتكريم الإنسان في ظل نظام أجتماعي قوي ورصين يوفق بين ضرورات الضبط ومبدأ الحرية الفردية العامة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدخل نظري لمفهوم إعادة تدعيم المجتمع
- نظرية الدولة الدينية بين حكم النص وبين دور الوعي الديني
- من قضايا التنوير الفكري وأصول العمل فيها
- الخوف والقسوة والإرهاب الفكري والسياسي ودوره في بسط ثقافة ال ...
- مقهى عبد ننه ... قراءة في تأريخ مدينة يسكنها وهج السياسة ويت ...
- الحاكمية السياسية في الإسلام ... وهم القراءة وتخريج بلا مخرج ...
- الحاكمية السياسية في الإسلام ... وهم القراءة وتخريج بلا مخرج ...
- الحاكمية السياسية في الإسلام ... وهم القراءة وتخريج بلا مخرج ...
- قالها ومضى
- الحق بين الله ورجل الدين
- المعرفة الدينية وإشكالياتها التأريخية وأثرها في فشل الإنسان ...
- العرب والأعراب وتاريخهم المتناقض
- أنا ورائحة البحر
- رجالٌ هُويتُهم وَطَن ... قراءة نقدية في قصيدة الشاعر عبد الج ...
- الدين الإنساني وتحولات الوعي المتجدد
- العراق وخيارات المرحلة ح2
- العراق وخيارات المرحلة.ح1
- مقهى عبد ننه ... قراءة في تأريخ مدينة يسكنها وهج السياسة ويت ...
- من أفسد نواب الشعب
- الأيديولوجيا القذرة


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - ظهور الإسلام السياسي هو أزمة دين أم أزمة سياسة؟.ح1