المهدى صالح احميد
الحوار المتمدن-العدد: 5261 - 2016 / 8 / 21 - 21:14
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
التكالب الدولى على ليبيا
لكل سبب دافع , ولكل دافع يوجد هدف , ولكل هدف نتيجة , تطمح من خلالها دول العالم , ودول الجوار الى تحقيقها .
ومن هدا المنطلق ,علينا أن نقر بوجود نقاط قوة , وضعف , وفرص , وتهديدات , تكون سبباًودافعاً لتحقيق أهدافهم المعد لها.
تكالب دول العالم , ودول الجوار على الوطن , لم يكن وليد اللحضة , وإنما كان مخطط ومعد وممنهج له , ما قبل وإثناء وبعد سقوط النظام السابق , بل زاد هدا المخطط توسعاً بعد إنتفاضة 17 فبراير , كنتيجة إلى ما وصلت إليه ليبيا , من وهن وفوضى , وفراغ سياسى , وإنقسمات , وتدهورعارم فى كل المناحى السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية , مما جعل تكالب دول العالم والجوار فى سباق وتنافس فى إستباحة سيادة الوطن براً وبحراً وجواً .
ويمكن أن ننجز أسباب ودوافع هدا التكالب الدولى , ودول الجوار فى الاتى .
أولاً نقاط القوة :
تمتع ليبيا بمناخ جيد , وهو مناخ البحر الابيض المتوسط , وإمتلاك ليبيا لإ كبر أثار رومانية داخل وخارج إيطاليا , وإمتلاك ليبيا لأطول السواحل على البحر الابيض المتوسط , وإيضاً تمتع ليبيا بإكبر الصحارى العجيبة فى العالم , والتى تعتبر مناطق جدب سياحية , وإمتلاك ليبيا إحتياطيات كبيرة ووفيره من النفط والغاز, وكذلك قدرة ليبيا على جذب الأستثمارات بمختلف أنواعها على أرضيها , بحكم الطبيعة والموارد التى أحبها الله بها , وهى بالطبع أرض خصبة للأستثمار , زد على ذلك ومن الخصائص الديمغرافية للشعب الليبى , والتى تؤشر إلى إن النسبة العالية من الليبين , هم من فئة الشباب يمكن أستثمارهم الأستثمار الأمثل .
تانياً نقاط الضعف .
إنهيار منظومة القيم الإجتماعية التى كانت سائده بالمجتمع , والتى ضل النظام السابق عاكفاً على محاربتها , وزادت إنهياراً بعد الإنتفاضة , إيضاً تفاقم الخلل السكانى بكافة أنواعة وأشكالة وصوره , بسبب السياسيات الإقتصادية والسياسية التى كانت ولازالت متبعة, إيضا إنتشار البيئة الإعلامية الهدامة والتى أفرزت الكثير من الإرباك والإلتباس والخلط , والتى كانت سبباً ودافعاً للتدخل والإستباحة للسياده الوطنية , وإيضا إنتشار المظاهر المسلحة , وظهور المجموعات المسلحة وظهور النعرات المناطقية , مما سبب فى دخول الوطن فى نفق مظلم وفوضى عارمة , كانت حجة ودريعة لتكالب دول العالم والجوار , بخاصة وجود أطراف عربية ودولية , كانت داعمة ومساهمة فى خلق الإرباك فى المشهد السياسى الليبى , إيضاً إنتشارالفساد المالى والإدارى بكافة أنواعة وألوانة وصوره المختلفة , والذى زاد إتساعاً بعد الإنتفاضة , إيضاً تقافة الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية , التى حلت محل النظام السابق , ودخولها وإنخراطها الخاطئى دون وجود ضوابط قانونية تحكمها , مما زاد فى إرباك المشهد الديمقراطى السياسى , بخاصة بوجود احزاب وتيارات حزبية تحمل السلاح ,
تالثاُ نقاط الفرص .
زوال النظام السابق وسقوطة , بعد أن كان شوكة وسد منيع لإطماعهم بسبب سياستة المتبعة , وهى عدم الاسستقرار فى العلاقات الدولية مع ليبيا , وكذلك إستغلال الفوضة العارمة التى يمر بها الوطن بعد سقوط النظام , وقيام إنتفاضة 17 فبراير , إيضاً إزدياد الطلب العالمى على النفط والغاز الليبى , بخاصة إن ليبيا تحتفظ بإحتياطى كبير منه , وكذلك تميزه بالجوده , وقربه من الأسواق الأوربية , وعملية تهريبه من قبل مجموعات مسلحة خارجة عن القانون , كان سبباً ودافعاً وفرصة للتدخل والاستحواد عليه بكل الوسائل ولو كلفها عسكرياً .
رابعاً نقاط التهديدات .
طول وإتساع الحدود الليبة مع العديد من دول الجوار , وخاصة الفقيره منها , والتى لا يمكن أن تسيطر على حدودها , إيضاً عدم وجود رقابة صارمة للحدود الليبية , بسبب الإفلات الأمنى والفوضى وعدم إستقرار الدولة , مما ساهم فى تهريب الأسلحة وما فى حكمه , وأصبح خطر يهدد الأمن المحلى , وأمن دول الجوار , بالتالى أصبح خطر عابر للحدود , وجعل من ليبيا حجة ودريعة لتكالب عليها , من أجل حماية ما يسمى بالأمن القومى لهم , إيضاً إنتشار التطرف الدينى محلياً وعند دول الجوار وتغلغله داخل المدن الليبية بعد الإنتفاضة , وما صحبه من دخول الدوعاش , وما ترتب عليه من إرتكاب للجريمة المنظمة , والتى طالت للعديد من الدبلوماسين الأجانب , وسفاراتهم , إيضاً ظاهرة الهجرة غير الشرعية من والى ليبيا , وزادت توسعاً بعد سقوط النظام السابق , أصبح أمراً يقلق دول الإتحاد الأوربى , مما ساعد فى تكالب الدول بالتدخل فى شؤون وسيادة الوطن بحجة حماية أمنهم من هدا الخطر القادم إليهم من ليبيا. .
وأخيراً , الطامعون والعملاء وصناعة اللعبه السياسية , فى ليبيا كثيرون , لما فى ليبيا من خيرات وثروات وكنوز فوق وتحت الأرض , ومن مصلحتهم أن تستمر الفوضى بالوطن , وبالتالى تكون الحجة والدريعه لتدخلاتهم الغريبة والعجيبة فى الشؤون الداخلية للبلاد , ومن تم خلق الفوضى ونشىء الفتن والأحقاد والإقتتال بين أبناء الوطن الواحد , فكلما أختلفت توجهاتنا وأرائنا , زادت الفجوه بيننا , وبالتالى فتحنا أبواب لدخول الأوغاد الدين ينهشون جسد وكبد البلاد , من أجل تحقيق أهدافهم, وهى تمزيق وضياع وحدة التراب الليبى,
وفى الختام , يبقى التساؤل دائما مطروح , إلى متى تبقى ليبيا بين أفواه الذئاب , وكل الدخلاء , وهم يحاولون أن ينهشوا الخيرات والثروات , ويشربوا الأنخاب بدماء أبناء البلاد.؟ المهدى صالح احميد
[email protected]
#المهدى_صالح_احميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟