أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - مدخل نظري لمفهوم إعادة تدعيم المجتمع














المزيد.....

مدخل نظري لمفهوم إعادة تدعيم المجتمع


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5260 - 2016 / 8 / 20 - 03:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مدخل نظري لمفهوم إعادة تدعيم المجتمع


من الإشكاليات الأجتماعية التي يعاني منها الإنسان في المجتمعات العارية من قدرات البقاء قوية وفاعلة هي غياب الرؤى والأفكار الداعمة والتي من وظيفتها إصلاح الخلل الأجتماعي وفق أليات مسبقة ومناهج معدة سلفا، ونتيجة الضغط الخارجي والتنازع الداخلي ينشغل المجتمع عامة والفرد الأجتماعي خاصة بما هو ضروري للتمسك بعوامل البقاء حتى لو في ظل مجتمع ممزق، هذه الحالية الأجتماعية لا تمثل أمر غير طبيعي ولا تشكل تحديا لروح الأنتماء بقدر ما تمثل خيارات فردية تقدم المهم على الأهم بنظرة علمية، المهم أن يبقى حاضرا متمتعا بالحد الأدنى وجوديا ولكن الأهم الذي يجب أن يكون هو رفع الضغط وتصحيح الخلل لينال القدر الأهم من أحترام الذات الفردية وليس فقط حق البقاء.
كل المجتمعات المأزومة بقضاياها الخاصة والعامة وتتعرض للأهتزاز وعدم التوازن تحتاج إلى عملية إعادة تدعيم فكري وثقافي وأجتماعي، ليرمم فيها أثار الأهتزاز ومخلفات الوضع الناشئ من خروجه مضطربا وقد مست الأزمات كثيرا من جوانبه التي أعتاد على أنها تكون مستقرة ومتحركة في داخل بنيوية المجتمع، هذه العملية بحاجة إلى أسس ونظريات أجتماعية وثقافية ومعرفية تتبنى مناهج وتجارب تساعد على إعادة تشغيل الروابط وتفعيل العلاقات التكونية بين أبناء المجتمع الواحد، هذه العلاقات التي لن ولم تبقى كما كانت بل يجب أن تتحور وتتغير نحو مفاهيم خارج التجربة لكنها تبقى في دائرة المجتمع وصورته الذاتية عن تكييف العلاقة ومدارها العام.
من أهم المداخل النظرية لمرحلة التدعيم هي إعادة الوعي بالهوية الطبيعية لكل مجتمع وليس بالهوية الناتجة عن الأهتزاز، الهوية الطبيعية التي تعني أن المجتمع مهما تعرض للأهتزاز فلا بد من أن يعيد نظامه وفق المصلحة العامة له ولا يبقى أسير نتائج طارئة وعرضية نتجت عن وضع طارئ وعرضي، مثلا لو أخذنا المجتمعات العربية التي تعرضت لأهتزازات ما يسمى بالربيع العربي وما نشأ عنها من عنف سادي ومازوشية مرة، خسر فيها هويته السابقة وتحول من مجتمع متجانس على مجتمع الكانتونات والطوائف والفئات، فمن الصعب عليه أن يرسم هوية طبقا للنتائج بل عليه أن يبعد الصورة الطارئة ويعود لقاعدة المركب بركابه أما النجاة وأما الغرق.
هنا يكون التدعيم الأجتماعي هو الخيار الأول لإعادة اللحمة الأجتماعية بين الأفراد من خلال البناء على المشتركات والعلائق العابرة للفئوية، وأولى هذه الدعائم هو المصير المشترك، كل مجتمع مهما تنوعت مكوناته وتناغمت أو أختلفت علائقه البينية يبقى موضوع المصير المشترك هو العامل الجامع، فلا يمكن للواقع الجغرافي أن يتغير لصالح الفوارق ولا حتى موضوع الإنسانية الجامعة ممكن أن ينصاع لها، لذا فمن الأمر العملي أن يعاد التفكير في كل مرة بمفهوم المصير والتفكير بصياغة هوية جديدة بناء على المصير كما في تجربة جنوب أفريقيا بعد إنهيار نظام الفصل العنصري، لا سيما مع أشتداد العالم الكوني للبحث عن مشتركات بعد التجربة الإنسانية التي أثبتت أستحالة العيش في جزيرة محصنة عن تداخلات الواقع العملي من أن المجتمعات تأخذ وتعطي وتنفعل وتتفاعل مع غيرها أكثر مما تتفاعل مع وجودها الداخلي.
الحقيقة الأخرى التي نقدمها كمدخل هي أن يكون التدعيم متوازيا مع أصل الإشكالية التي ضربت الأساس الأجتماعي، أي بمعنى أن لا يكون العلاج بذات المنهج أو من خلال نفس القضية التي جعلت من المجتمع عرضة سهلة للانهيار، هنا نشير أن في بعض بلدان الربيع العربي كان الموضع ذو أكثر من أتجاع عرقي وديني وأحيانا حتى مناطقي تبعا للطبيعة الأجتماعية، في حين في بلدان مثل ليبيا كان الطرق ومصر أيضا على شق الصف الديني الواحد المتجانس تقريبا إلى فئات مذهبية داخل المذهب الواحد مثل السلفية والأخوان والأزهرية، هنا الواجب التدعيمي يجب أن يبتعد عن الدين ولكن يوازيه من خلال مثلا العنصر الجنسي أو المشترك التأريخي الذي له حضور قوي داخل الشخصية الشرقية عموما.
إذن التدعيم ليس تصليح واقع أو محاولة ترميم بناء متصدع بقدر ما هو بحث عن خيارات جامعة لا تفرق وأيضا محاولة تجميع صورة تكون أكثر مصداقية عن روح الاجتماع الإنساني المشترك، من الطبيعي أن جهود التدعيم تتشعب وتتنوع طبقا لنوعية النزاعات الداخلية ولكنها في الأخر تجتمع حول هدفية إعادة سيرورة الوعي نحو مبدأ التعايش الإيجابي، كثيرا من المجتمعات الإنسانية بدأ من المجتمع الأمريكي الذي عصفت فيه الحرب بين الشمال والجنوب مرورا إلى المجتمع الأيرلندي والإسباني والهندي وحتى في المجتمعات الأقل تنازعا كما في كمبوديا كان للتدعيم دور إيجابي في إعادة السيرورة الأجتماعية والصيرورة المجتمعية، من خلال مفهوم المصير المشترك والعيش المشترك بعيدا عن روح الأنتقام والثأر إذن سيكون للتسامح والمصالحة دور في إرساء سلام ممهد لإعادة البدء بالتدعيم وتقوية العلاقة الأجتماعية المصيرية.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية الدولة الدينية بين حكم النص وبين دور الوعي الديني
- من قضايا التنوير الفكري وأصول العمل فيها
- الخوف والقسوة والإرهاب الفكري والسياسي ودوره في بسط ثقافة ال ...
- مقهى عبد ننه ... قراءة في تأريخ مدينة يسكنها وهج السياسة ويت ...
- الحاكمية السياسية في الإسلام ... وهم القراءة وتخريج بلا مخرج ...
- الحاكمية السياسية في الإسلام ... وهم القراءة وتخريج بلا مخرج ...
- الحاكمية السياسية في الإسلام ... وهم القراءة وتخريج بلا مخرج ...
- قالها ومضى
- الحق بين الله ورجل الدين
- المعرفة الدينية وإشكالياتها التأريخية وأثرها في فشل الإنسان ...
- العرب والأعراب وتاريخهم المتناقض
- أنا ورائحة البحر
- رجالٌ هُويتُهم وَطَن ... قراءة نقدية في قصيدة الشاعر عبد الج ...
- الدين الإنساني وتحولات الوعي المتجدد
- العراق وخيارات المرحلة ح2
- العراق وخيارات المرحلة.ح1
- مقهى عبد ننه ... قراءة في تأريخ مدينة يسكنها وهج السياسة ويت ...
- من أفسد نواب الشعب
- الأيديولوجيا القذرة
- النقد الديني بين ضرورة المعيارية النقدية ووحدة الهدف من المم ...


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - مدخل نظري لمفهوم إعادة تدعيم المجتمع