ايها الرفيقات و الرفاق الاحباء.
اريد ان اوضح بعض النقاط , و خاصة في هذه الايام التي كثر الحديث فيها عن المشاكل ا لداخلية للحزب الشيوعي اللبناني. و يتهياء للانسان بان لا مشاكل في هذا العالم سوى مشاكل الحزب الشيوعي. و ان احزاب لبنان كلها بخير و شيخ الاحزاب اللبنانية وحده يحتضر.
فقد تربينا في هذا الحزب, و حفظنا اغنياته, و تاريخ نضالاته,و اعتنقنا افكاره وعقائده,و مجدنا شهدائه..
و حتى لو كان كلامي عاطفيا". و من الطبيعي ان يكون عاطفيا". فاني لا بد ان اكون واقعيا". كفكري المادي الانساني.
فلولا محبتنا لشعبنا لما ناضلنا و اقتنعنا بفكر طبقتنا, و ما قاومنا و ثرنا على الظلم و الاستعباد.
فعلى الرفاق مهما كانت اقتناعاتهم و مواقفهم و اعتراضاتهم المحقة و الواقعية, و التي انا ربما اول الموافقين عليها,و اول المنتقدين اللاذعين لتصرف و مواقف الرفاق السياسية المختلفة. فانا اول المعارضين. و لكني لست مع هؤلاء الذين يسمون انفسهم متباهين, معارضة!!!!
ارفض ان يكون في حزبي معارضة و موالاة.!!!!
ارفض ان يكون هناك معارضة تريد ان تشق حزبي تقسمه و تدمره.
مهما اختلفنا مع الرفاق في المكتب السياسي و انتقدنا اداءهم و تصرفاتهم و مواقفهم, و لكن علينا ان نقر ان في الحزب ممثلين رسميين و مسؤولين قياديين,ان كان في المكتب السياسي ام في المجلس الوطني, و هؤلاء هم الممثليين الشرعيين والرسميين, بين مؤتمرين حزبيين.(حسب القانون الداخلي للحزب).
فكل رفيق له الحق ان يمارس عضويته في النقد و التصويت و الانتخاب و الترشيح, بكل ديمقراطية.من داخل الحزب و ليس من خارجه.
و هذا ما يجري في كل الاحزاب و حتى الحكومات في العالم.
اتمنى ان يكون الاختلاف على المشاريع السياسية, في البرامج العملية, في العمل السياسي الواقعي على الارض و بين الناس. التي غاب عنها الحزب سنوات.
الشعب اليوم بامس الحاجة الى الحزب الشيوعي الى نضاله السياسي الطبقي, الثوري,النقابي,الشبابي,التقدمي, العلماني, الحر, الرافض.
فاين كان هؤلاء الرفاق في السنوات الاخيرة؟؟؟هل الحزب وحده المسؤول عن غيابهم و ابتعادهم؟؟؟ربما!!! و لكن يا لهذه الصحوة!! نحن ابعد عن المنظرين و بائعي الكلام النضالي الفارغ.
النقد يكون في العمل فقط, مع الحزب, للحزب, للشعب, للرفاق, لوحدة الحزب وليس لتدميره و تقسيمه. فليشمروا عن زنودهم و تنانيرهم وحجاباتهم السياسية عقولهم و افكارهم الجهنمية و يعملوا!!!
ربما كلامي عاطفي, و لكن ملعون و خائن و عميل كل من حاول تقسيم الحزب.مهما علا شاءنه مهما كان موالي ام معارض. مسؤول ام رفيق نائم من سنين. مناضل ام كسول.
اؤكد لكم ايها الرفاق, بان الحزب اقوى من كل ذلك, و الماضي خير دليل على ذلك.
فقد مر الحزب بالكثير من المشاكل و الصعاب و المؤامرات. و خرج دوما منتصرا".
و هذه المرة سينتصر. فمن صمد في بيروت و الجبل و الشمال و الجنوب, سيصمد اليوم.
فهم ليسوا اقوى من الصهاينة ونحن لسنا اضعف من الشيوعيين اللبنانيين السابقين.
اطلب من الجميع , مع احترامي للجميع, ان يمارس حزبيته و انتماؤه, من داخل الحزب و عبر المؤتمرات, و ذلك بكل نقد و تعصب و ثورية و قوة تغييرية.
و ليس خارجها.
ايها الرفاق ارفضوا السماع لاي كان يريد ان يشق الحزب و له الحق ان يؤسس احزابا" اخرى.
حلال عليه حزبه الجديد, و حلفاؤه الجدد, و نوابه الجدد.
و لنا حزبنا و لنا شعبنا و لنا نضالنا.
فماذا نقول لشهداءنا؟؟؟
ماذا نقول لفرج لله الحلو, و مهدي عامل, و حسين مروة, و نقولا الشاوي, و غيرهم؟؟؟
ماذا نقول للولا عبود و جورج نصرلله و صفوان دندشي,و كمال الحجيري و يوسف بركات, و مزيد دعيبس, و غيرهم...؟؟؟؟
ماذا نقول لانور ياسين؟؟؟و لرفاقنا الاسرى؟؟؟
نحن سنقول دوما لكل الرفاق, الشهداء الابطال,اطمئنوا على حزبكم الذي استشهدتم في صفوفه و من اجل قضاياه, قضايا الشعب, قضايا المقاومة, و الحرية.
و ليخرس المشككين و كثيري الكلام الى الابد.
و حتى لو كان كلامي عاطفيا".
فقد علمتني ثورات الشعوب, وانسانية ماركسيتي و مادية فكري,
ان احب حزبي وان ادافع عنه, و احترم شهداؤه, و نضاله و تاريخه, و ان اصنع حاضره و مستقبله.
انني مقتنع بان الحزب هو اداة تغييرية, و بما ان التغيير في اي مجتمع هو حتمي و طبيعي و حسب حركة التاريخ شئنا ام ابينا.
و لكن للاحزاب بصورة عامة و ألاحزاب الشيوعية بصورة خاصة, دور مركزي و جوهري في هذه العملية التارخية, كونه اولا " حزب الطبقة العاملة, و هنا اهمية دوره و فاعليته. فان فقدها مات و اندحر. فالجليد الفكري و العملي خنق التجربة السوفياتية و اعدمها .لذلك من التناقض ان من يدعو الى التغيير يكون جامد و متحجر. و هذا ما حصل في الماضي و نحن ضده, لانه نقيض للفكر الماركسي المتحرك و التجددي و الثوري دوما".
و على الشيوعييون ان يصنعوا و يفهموا و يتوثبوا المعرفة لخلق الادوات المادية للتغيير الاجتماعي نحو العدالة و الحرية.
اما بالنسبة للحزب الشيوعي اللبناني فالوضع مختلف جدا" . يا ليت المشكلة فكرية او صراع بين تيارات فكرية. المشكلة التي كنت اتحدث عنها هي من نوع اخر للاسف, كل الاسف.
و الموضوع التي كنت احاول لفت النظر اليه, هو موضوع اساسي مناقبي تنظيمي بحت.
و تجربتنا تختلف جدا" عن الاحزاب الشيوعية العربية الاخرى, لاسباب عديدة منها داخلي و منها جيو سياسية و منها فكرية.....
المشكلة عندنا ليست برفض الفكر او الرأي الاخر, بل الاستخفاف بالمرحلة التي نمر فيها في لبنان و المنطقة, و على الاحزاب الشيوعية دور اساسي للوقوف في وجهها و رفضها و منها المؤامرات التي يحاولون تمريرها , و منها التطبيع مع العدو الصهيوني و التوطين و المقاومة و العدالة الاجتماعية و الحرية السياسية و الفكرية.
اطلب من الرفاق ان يتنبهوا لذلك و يتوحدوا في حزبهم و يرفضوا تقسيمه, و يرفضوا السماع لاصوات السلطويين و المقنعين السياسيين, و اللذين يتلطون وراء الوطنية و التقدمية و محاربة العدو.
في الماضي تم افشال اتفاقية 17 ايار المشهورة من قبل القوى الوطنية كلها, و التي اليو م تنام فب السلطة لا بل هي السلطة!!! فهل لهم ان يرفضوا 17 ايار اخر؟؟؟ ومن بقي منهم غير الحزب الشيوعي؟؟؟
الحزب الوحيد المعارض الفعلي للسياسة الضرائبية و الراسمالية للحكومة الحريرية.
يريدون عزل الحزب و تدميره و تفتيته, فلم يستطيعوا اسكاته في الماضي علهم في تقسيمه يسكتونه!!!
و هذا صعب جدا", و انا واثق جدا" من ان الشيوعييون الفعليين سيصمدون في وحدة حزبهم.
و يمكن لاي كان ان يسال العدو الصهيوني عن الشيوعيين اللبنانيين. فهذا العدو لا يخشى فقط الشيوعي المناضل المقاوم الحي بل حتى الشهداء منهم!!!
( الصهاينة ما زالوا يحتفظون بجثة 31 شهيد للحزب في الاسر.)
ماذا نقول لهم؟؟؟لاهاليهم و لرفاقهم؟؟؟لم يبقى هناك حزب شيوعي؟؟؟؟فلا تعودوا!!!
يجب ان يعي الجميع ان الحزب و وحدته هي حياته, و ليتفضلوا للنضال بدل التقسيم و التنظير و الكلام الفارغ.
اليسار العربي كله مدعوا للعمل و للوحدة في النضال في جبهة وطنية رافضة مقاومة ضد الامبريالية العالمية و مشاريعها التوسعية, و ضد كلابها الاوفياء الصهيونية و الانظمة الرجعية العربية.و مطلوب منه ان يدعم بكل الوسائل المتاحة دعم نضال شعبنا الفلسطيني, و مساندة انتفاضته المجيدة, لانها لنا الامل الوحيد المتبقي في مزبلة هذا العالم التعولم الراسمالي الوحيد اللون, و اللاهث دوما" وراء الامبريالية و يطبل لحروبها و مجازرها ضد الانسانية.
المرجع الوحيد هو فكرنا المحرك للنضال و اساليبه المختلفة. و نحن الشيوعييون اللبنانيين و العرب حطبه ووقوده و نوره وناره.
ففي قهقهة التاريخ المتقدم عبر الامكانات المتضاربة, يحتضر عالم بكامله, و يتهيأ للولادة أخر.
تتفكك نظم من الفكر و الاقتصاد و السياسة يصعب عليها الموت بغير عنف, تتصدى لجديد ينهض في حشرة الحاضر و تقاوم في اشكال تتجدد بتجدد ضرورة انقراضها, تنعقد بين عناصرها المتنافرة تحالفات هي فيها مع الموت على موعد يتأجل.
فليدخل الفكرالمناضل في صراع يستحث الخطى في طريق الضرورة الضاحكة.
فهو اليانع ابدا", و هو اليقظ الدائم, في الحركة الثورية ينغرس و يتجذر. يستبق التجربة بعين النظرية, و لا يتخاذل حبن يفاجأ. يتوثب على المعرفة و يعيد النظر في ترتيب عناصره ليؤمن للنظرية قدرتها على التشامل, و رحابة افق تتسع لكل جديد.
هكذا يكتسب كل نشاط نظري طابعا"نضاليا", و يتوق كل نشاط ثوري الى ان يتعقلن في النظرية, فتتأكد, بالتحام النشاطين في الملموس التاريخي.
ضرورة الفكر العلمي في ان يكون ثوريا", و ضرورة الحركة الثورية في ان تكون علمية.(مهدي عامل).
انه زمن مكسور من جهة الماضي, مبتور من جهة المستقبل, و الحاضر فيه يتفتت.
حاضر يحن الى ماض يستذكره فكر يخجل من اعلان حنينه. انه الممكن الاوحد, هذا الذي , في الصفر, بات المستحيل.
و حتى لو كان كلامي عاطفيا".
اقول :
وان الشيوعيون الاوفياء لهم الغالبون.
عاش الحزب الشيوعي اللبناني.
المجد لشهداء المقاومة و الانتفاضة.
د. جان الشيخ
ايطاليا