أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - الشخصية الكردية - 2/2














المزيد.....

الشخصية الكردية - 2/2


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5258 - 2016 / 8 / 18 - 10:10
المحور: القضية الكردية
    


لنكون أكثر وضوحا: الأحزاب الحاكمة في الإقليم، ربطت إيران بعضها باستراتيجيتها، وهي تجد بهذه التبعية قوة لإرضاخ الطرف الكردي الأخر، وهذا ربطتها تركيا بذاتها، ولا يرون قوة بديلة عنها، وتحت ظروف موضوعية يبنونها حسب رؤيتهم، السند الرئيس للهيمنة والديمومة. وحجج الطرفين الكرديين المختلفين، ذليلة نابعة من جسامة الظروف المفروضة عليهما، وبطبيعة الحال هذا يضعف ثقتهم بديمومة الإقليم، وبالدولة القادمة، والخوف من الدولتين المعاديتين. وأحد أهم سمات عدم الثقة بالوطن عند البعض من المجموعة الحاكمة، والتي غذتها السلطات المهيمنة، تفاقم الرشوة، والفساد، ونهب خيرات الإقليم وضخها إلى الخارج، وهم بهذا ينبهون المجتمع أن مستقبلا قاتما ينتظر الإقليم، وإلا بالتأكيد لاستثمروا هذه الأموال ضمن الإقليم، وليس تكديسها في الخارج.
وفي جنوب غربي كردستان، التلاعب على أشده، ولا يقل عنهم جسامة، لإرضاخهم لمؤيديهم ومناصريهم في القضايا المصيرية والثانوية. ينتقلون من الخلافات على الأمور البسيطة إلى قضايا على مستوى الوطن عند الضرورة، فمثلا عندما يخمد الصراع على العلم، يثار الصراع على قضية قبول أو رفض بيشمركة روج آفا، وبخمودها تثار قضية تخوين رؤساء الأحزاب الكردستانية، وغيرها وما أكثرها من قضايا، كغابة مليئة بالطرائد يتصيدها الأعداء، كما يشاؤون.
وأياً كان المثار فالأرضية ملائمة لحدوث الصراعات بين الأطراف الكردية في أية لحظة، والخلافات دائمة الحضور. طرف يتعامل مرغما مع السلطة أو الهلال الشيعي للسيطرة، وأرضخته قادة تلك الدول بأنه إحدى الوسائل للديمومة، وأفضل السبل لإنقاذ المنطقة من الإرهابيين، رغم انحيازهم الملاحظ لأجندات مصالح القوى الكبرى، كمصلحة أمريكا في محاربة داعش، والمؤدية إلى امتعاض السلطة السورية، إن لم يكن الأن فلاحقاً، وعليه برزت المشاكل حول مكاتب الأحزاب الكردية الأخرى، وانتهكت حرمة العلم الكردستاني، لقد بلغت الرسالة من خلال تفجير قامشلو الدموي. وأما بقية الأحزاب، فهي مرغمة على التعامل مع قوى المعارضة الافتراضية، ونظرا لهذا ليس بوسعها أيجاد طرق بديلة للراهن. وهذه المعارضة لا تقل كراهية للكرد من سلطتي البعث والأسد، المنفذة للأجندات التركية-السعودية قبل مصالح الشعب السوري، والتصريحات الصادرة من بعض أعضاء المعارضة العربية تجيء بإملاءات من الدول الإقليمية. وخارج الحالتين هناك طرف ثالث ورابع، يخوض صراع البقاء دون السقوط فيما تهاوى فيها الطرفان، وهم في فوهة الانتقادات، متهمون في كثيره بالخيانة أو أقله بالتقاعس، وتقف وراء معظمها المربعات الأمنية، وبذلك تكبح الصوت الكردي المنادي، بالتحرر والثقة بالذات.
والبحث في شرقي كردستان وشمالها لا يقل ألما عن المذكورين. طرف كردي جر وبقدرة قادر إلى صراع مسلح مع حكومة ولاية الفقيه، والتي ستدرجها سلطة الملالي إلى صراع مع الإرادة الإلهية، وهو الغطاء الذي يخيم به أئمة ولاية الفقيه حكمهم المطلق. وبهذا تثبت القوى الإقليمية، للعالم قبل الكرد، أن الأحزاب الكردية مادة خام وأدوات جاهزة قابلة للاستغلال عند أية لحظة. وبغض النظر عن صحة العمل المسلح أو خطأه، فهي نهضة أيقظتها القوى الإقليمية، وبخلاف الأحزاب الحاملة للسلاح في وجه سلطة أئمة ولاية الفقيه، تعيش في كنف بعض القوى الإقليمية، وترفض العمل المسلح، وهنا لا نستبعد تحريضها لاستفحال صراع كردي -كردي، أي بما معناه صراع القوى الإقليمية على أرض كردستان وبوقود كردية.
ولا يختلف عنهم في شماله، فنصف المدن الكردية دمرت، والألاف هجرت، والتخوين في الآفاق، ونصف الشعب مع سلطة أردوغان الحاكمة دينيا أو كرها بالكردي الأخر، وما تبقى في صراع مميت بين بعضهم، والسؤال المطروح من يمثل الكرد وقضيته؟! وهو السؤال الذي تبثه بشكل متواصل القوى الإقليمية بين الكرد لتوسيع الشكوك، وقطع صلات التقارب، فالكل ينفي الكل. ومن الغريب أن حديث الرسول(ص) ينطبق على الحركة الكردستانية (فرقة واحدة ناجية واثنان وسبعون فرقة ضالة) فمن هي الناجية؟ وكما أظن الجميع سيرفع يده وسيقولون نحن الناجون والبقية في الضلال!
بعيد عن منطق تدمير ما تبقى من الثقة بالذات الكردية، وللتقرب من معرفة الحقيقة، لا بد من هز مهد النخبة في الحركة الكردية السياسية والثقافية، للاستيقاظ، والنهوض من السبات المهلك، وتكوين الثقة بالقدرات الذاتية، والإيمان بأن الشخصية الكردية تملك أمكانيات التحرر، وقيادة نفسها بنفسها، لا بد من تنبيه بعضنا على أضرار التبعية المفروضة من قبل الأنظمة الإقليمية.
ويتطلب من النخبة، العمل على التقليل من التلاسن، فالشخصية الكردية يجب أن تكون أسمى من الانغماس في قضايا ثانوية، والقوى الإقليمية تقرر مصيرنا ومصير المنطقة، ويفرض علينا النهوض بالشعب الكردي وتقوية ثقته بذاته، وبأنه قادر على قيادة مجتمعه دون الاتكال على الأنظمة الإقليمية. لا ضرر من بعض الاختلافات شريطة ألا تندرج ضمن أجندات الأعداء ولا تبلغ حدود تخوين البعض، فالشعب الذي استطاع أن يحافظ على خصوصياته، رغم الاجتياحات المهلكة، وعلى مدى قرنين من الزمن، يملك الإمكانيات لأن يقود ذاته بذاته، فقط نحتاج إلى قبول بعضنا البعض، وجلاء البصيرة، والتحرر من القوى الإقليمية، أياً كانت الحجج والمبررات.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
7/23/2016م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان بصدد الحوار العربي-الكردي المقام من قبل مركز حرمون (صال ...
- الشخصية الكردية - 1/2
- القضية الكردية في سان بطرسبورغ
- رمزية سان بطرسبورغ
- احتمالات مصير غربي كردستان -2
- احتمالات مصير غربي كردستان
- إسلام من يتبع داعش والقاعدة
- الانقلاب التركي كردياً
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء الثامن
- امرأة ستقود العالم - 2/2
- امرأة ستقود العالم - 1/2
- الحزب الثالث الأمريكي - 2/2
- الحزب الأمريكي الثالث - 1/2
- شيفرة دي مستورا - 3/3
- شيفرة دي مستورا - 2/3
- شفرة دي مستورا - 1/2
- إشكالية دستور سوريا القادمة
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان - الجزء الثامن عشر
- لنتخلص من سذاجتنا الكردية - 2/2
- لنتخلص من سذاجتنا الكردية - 1/2


المزيد.....




- هيومن رايتس ووتش: ضربة إسرائيلية على لبنان بأسلحة أمريكية تم ...
- الأمم المتحدة: من بين كل ثلاث نسوة.. سيدة واحدة تتعرض للعنف ...
- وزير الخارجية الإيطالي: مذكرة اعتقال نتنياهو لا تقرب السلام ...
- تصيبهم وتمنع إسعافهم.. هكذا تتعمد إسرائيل إعدام أطفال الضفة ...
- الجامعة العربية تبحث مع مجموعة مديري الطوارئ في الأمم المتحد ...
- هذا حال المحكمة الجنائية مع أمريكا فما حال وكالة الطاقة الذر ...
- عراقجي: على المجتمع الدولي ابداء الجدية بتنفيذ قرار اعتقال ن ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام مواطن -قصاصًا- وتكشف اسمه وجر ...
- خيام غارقة ومعاناة بلا نهاية.. القصف والمطر يلاحقان النازحين ...
- عراقجي يصل لشبونة للمشاركة في منتدى تحالف الامم المتحدة للحض ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - الشخصية الكردية - 2/2