أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الملياردير فى منظومة الفساد إبداعيًا















المزيد.....

الملياردير فى منظومة الفساد إبداعيًا


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5258 - 2016 / 8 / 18 - 00:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الملياردير فى منظومة الفساد إبداعيـًـا
طلعت رضوان
بأسلوب حيادى وبلغة فن الرواية جسـّـد الكاتب عمرو حمودة شخصية الإنسان المُـنتمى للطبقة الوسطى، ولا يملك إلاّ وظيفته ، ومع ذلك أصبح أحد المليارديرات ، وذلك فى رواية (السمسار) الناشر- دار الثقافة الجديدة - عام2016.
منذ الصفحة الأولى يبدأ الكاتب رسم خصائص بطل روايته ، ولكن بشكل إبداعى (أى دون مُـباشرة) فبطل الرواية (مُـنتصر) يستعد للسفر للاتحاد السوفيتى ضمن الوفد الذى يضم نائب رئيس وزارء مصر، ووزير الاقتصاد. فماذا وضع منتصر فى شنطة السفر؟ وضع (حذاءً من الشمواه) وقال لنفسه ((ح تكسب تمنه لما تبيعه فى السوق السودا فى موسكو))
منتصر يشغل منصب سكرتير عام صندوق صادرات المنسوجات ، وفى الرحلة إلى موسكو تعرّف على (درويش غانم) ولما علم أنه باحث اقتصادى برئاسة الجمهورية ، قال لنفسه ((لازم أقوى علاقتى بدرويش)) وهكذا تتضح ملامح الشخصية شيئــًـا فشيئــًـا. وحتى عندما علم أنّ (درويش) يلعب التنس ، قال له أنا أيـضـًـا ألعب التنس.
ولكن هل الانتهازية تصلح وحدها لتسلق سلم الطموح؟ لا، فلابد من الذكاء المُـتوقد فى عقلية الانتهازى، وهو ما تميـّـز به منتصر، فعندما كاد الوزير المصرى أنْ يوافق على العرض السوفيتى بشراء المنسوجات المصرية بسعر ثابت طوال مدة الاتفاقية ، تدخــّـل منتصر وأقنع الوزير المصرى بالتريث لأهمية ربط سعر القطن بمتوسط أسعار البورصة فى لندن ونيويورك. وهكذا ضفــّـر الكاتب الانتهازية بالذكاء، خاصة عندما يكون الذكاء فى صالح وطنه، ولذلك رضى عنه رؤساؤه ، أى أنّ منتصر كان يـُـقـدّم نفسه لرؤسائه بشكل طبيعى وعفوى، وقد ترتب على ذلك صعود سلالم الطموح قفزة وراء الأخرى، مثل البهلوان الماهر.
وبعد أنْ يمتلك القارىء مفتاح الدخول لعقلية البطل ، لذلك يسهل عليه فك شفرة العلاقة المُـلتبسة التى جمعتْ منتصر بليلى ، فهو يتمنى التواصل معها ويغدق عليها بالهدايا ، ولكنه أدرك أنها النقيض لتركيبته العقلية فهى ((تتحدث عن العلم والدراسات بشغف ، وهو عالم يمقته)) ويقول ((يا ليلى.. أنت فى جنيف.. بلد البنوك والمال والثراء.. ولا تفكرين سوى فى البحث والمعرفة)) فعـَـمـَـدَ لإذلالها فى خياله.
بعد رحلة موسكو بدأ اهتمام جهاز المخابرات العامة بشخصية منتصر. وهكذا بدأتْ رحلة الصعود إلى القمة بالتدريج ، من خلال توسيع دائرة العلاقات العامة. وبعد انضمامه للمخابرات وترشيحه لإدارة بعض المشروعات الاقتصادية لصالح الجهاز، حرص على الانضباط التام والتفانى فى تحقيق ما يُـطلب منه ، وفى نفس الوقت كان يعقد الصفقات لحسابه ، وهكذا بدأتْ ثروته بالآلاف ثـمّ بالملايين ، إلى أنْ تملــّــكته رغبة محمومة ليصير أحد المليارديرات.
إنّ سلم الصعود لتحقيق هذا الهدف ليس باليسير، إنه يحتاج لمهارات خاصة وقدرات عقلية تستطيع تجاوز أية عقبات، مع درجة عالية من (المرونة) بتطبيق أسلوب ((طاطى للريح لغاية العاصفة ما تمر)) والذى أوحى إليه بذلك كتاب المؤرخ النمساوى (ستيفان زفايج) عن شخصية (فوشيه) القس الفقير الذى تظاهر بتأييد الثورة الفرنسية عام1789وشنّ الهجوم على النبلاء، وترك الثورة ((تحرق وتحترق)) وانشغل بتجميع (الملفات) عن كل شخصية بارزة إلى أنْ صار وزير الداخلية. وأسّـس أول مدرسة للبوليس السرى. تعرّض (فوشيه) للعديد من المواقف التى أطاحت به من الوزارة، ولكنه كان يعود بعدها إلى موقعه من جديد وظلّ وزيرًا للداخلية طوال عدة عهود. أعاد منتصر قراءة الكتاب أكثر من مرة ، ليتعلم كيفية الانحناء للعاصفة ، ثـمّ الوقوف مُـنتصبـًـا من جديد.
فى عالم المال والتجارة (بجانب عمله الوظيفى بالمخابرات) تعلم منتصر أهمية العثور على (مفتاح) كل شخصية ينوى التعامل معها، سواء كانت زوجة أو سكرتارية أو خادمة أو راقصة. وتوازى مع ذلك حرصه على الذهاب كل15يومًا إلى بورصة القطن فى الإسكندرية لمتابعة المضاربات على أرض الواقع. وبتوصية من المخابرات أصدر وزير الاقتصاد قرارًا بتعيين منتصر نائبا لمدير الفروع الخارجية (بشركة العروبة للتصدير والاستيراد) لتعميق العلاقات مع الدول العربية. شجـّـعه شقيقه (الذى يشغل موقع أمين عام مجلس النواب) كى يقبض على الفرصة بأسنانه ، وقال له ((اللى بيحكم مصر أجهزة الأمن.. ومصر مغلقة حتى إشعار آخر.. اذهب وتزوّج المخابرات زواجـًـا كاثوليكيـًـا))
كان أول امتحان لتقدير قدراته تكليفه بإدارة المركز التجارى لشركة العروبة فى الدار البيضاء بالمغرب ، وأنّ المركز سيكون غطاءً لأنشطة مخابراتية. نجح منتصر فى الامتحان، خاصة وقد لاحظ أنّ المركز وأعضاء السفارة المصرية تحت رقابة الأمن المغربى ورجال المخابرات الفرنسية. فقمع شهواته ولم يستجب لغرائزه وتغاضى عن الجمال الفاتن للفتيات المغربيات، حتى لا يقع فى براثن الأمن المغربى.
عندما تسرّبتْ الأخبار عن قرارات التأميم ، فإنّ والد شقيقه هشام كاد يموت من الصدمة، فودّ بيع أسهمه ، فكان منتصر هو المُـنقذ حيث وجد له المشترى ، وكانت عمولته خمسة آلاف جنيه (بسعر الستينيات) وبهذا المبلغ بدأتْ مسيرة جمع الثروة.
تتبع منتصر الاشاعات المنتشرة فى المغرب عن انقلاب للاطاحة بالحكم الملكى وإنشاء نظام جمهورى بتدبير مصرى، فكانت النتيجة تخفيض عدد أعضاء السفارة المصرية، ونظرًا لأنّ منتصر أبلغ رؤساءه عن هذه الاشاعات ، لذلك فإنهم أسندوا إليه بعض المهام الاستخباراتية بجانب عمله (الرسمى) وتعاظمتْ أهميته فانتقل من المغرب إلى العراق، لتأسيس المركز التجارى فى بغداد ، وارتفعتْ أسهمه بعد الانقلاب العسكرى فى بغداد. حرص منتصرعلى كتابة التقارير عما يدور فى الكواليس السياسية والعسكرية، وما وصل إليه من فضائح وأسرار وحفلات المجون الخاصة. ثم كانت الفرصة (الذهبية) عندما أخبره رئيسه أنّ زوج بنت الرئيس العراقى ((عاوز يستفيد من المشرعات الجديدة ويـُـكوّن شركة مقاولات)) انتهز منتصر الفرصه وساعده فى مبتغاه ومنحه (وكالة شركة النصر لصناعة الاسمنت، وعقد إنشاء محطتىْ كهرباء فى كركوك والأنبار. فطلب زوج بنت الرئيس العراقى المزيد لأنّ الوضع فى العراق غير مأمون، وأنّ من يستيقظ مُبكرًا يستولى على السلطة. وهكذا كان المـُـبدع يمزج فساد الشخصيات بوقائع التاريخ ، عندما ذكر تفاصيل ما فعله حزب البعث من انقلابات.
زادتْ أهمية منتصر عندما كلــّـفه رئيسه بالتحضير لإنشاء 6شركات اقتصادية فى أوروبا وأميركا. وأنّ هذه الشركات لها أغراض متعددة : تجارية واستخباراتية ولوجستية. بعدها حدثتْ هزيمة يونيو67. استغلّ منتصرعلاقته بصديقته ليلى، عندما علم أنها تــُـعد دراسة عن أسباب الهزيمة، فطلب منها نسخة من الدراسة، وعندما قالت له أنها ستعد له ملخصًـا، طلب منها الدراسة كاملة. مع ملاحظة أنه أخفى عنها عمله بالمخابرات.
ثم بدأتْ القفزة الكبرى عندما علم أنّ بنك (دوكو نتوار) الإسرائيلى اختار مجموعة من رجال الأعمال من إسرائيل ومن أوروبا لتكوين شركة لإدارة واستغلال حقول البترول المصرية فى سيناء المُستولى عليها بعد الهزيمة، فتـمّ تكليف منتصر بمتابعة هذا التطور. وبدأ نجمه فى الصعود عندما اقترح على رؤسائه اقتحام نشاط الفندقة، فكان نصيبه إنشاء شركة فى ألمانيا الغربية ويكون هو رئيسها.
تنتقل أحداث الرواية بنعومة إلى عصر السادات الذى بدأ بالتخلص من خصومه، فكان مصير الرئيس المباشر لمنتصر إلقاء القبض عليه، وهو ما انعكس على منتصر حيث تقرّر إنهاء خدمته، ولكن بفضل شقيقه (أمين عام مجلس النواب) صدر قرار بعودة منتصر إلى وزارة الاقتصاد بوظيفة (مديرعام الفروع الخارجية بالشركة المصرية للتجارة الخارجية) وهى وظيفة (على الورق) حيث أنّ الشركة ليس لها فروع خارج مصر. ولكنه- رغم ذلك - احتفظ بكل المزايا السابقة.
فى وقت الفراغ قرأ كتاب (أثرياء وسوبر أثرياء) وعندما قرأ أسماء (السوبر أثرياء) علم أنّ ثروة كل منهم تتعدى الميليار دولار، فقال : لماذا لا أكون مثلهم؟ توسّـعتْ نشاطاته خصوصًـا بعد تعرفه على أمراء عرب يرغبون فى فرص لأنشطة تجارية، ساعدهم منتصر فى تحقيقها. وزاد نشاطه أكثر بعد تعميق علاقاته مع وزراء اقتصاد عرب، وعقد صفقات تجارية، مقابل عمولات، يتم تحويلها إلى بنوك سويسرا. ثم كانت القفزة الكبرى مع ارتفاع سعر البترول بعد حرب73، فارتفعتْ إيرادات الامارات العربية البترولية عشرة أضعاف.
وكانت القفزة الثانية عندما اقتحم منتصر عالم تجارة السلاح ، سواء ل (المجاهدين) الأفغان أو للطوائف السنية والشيعية فى العراق..إلخ ولأنّ تلك التجارة كان يحتكرها شخص يعتبر أنّ الاقتراب من نشاطه مسألة حياة أو موت، لذلك نصح البعضُ منتصر بالابتعاد عن نشاط السلاح، ولوبشكل مؤقت. ثم جاءتْ قفزة أخرى عندما صعد منتصر إلى منصب الوزير المُـفـوّض التجارى بواشنطن. وفى توقيع أحد العقود مع إيران، علم أنه سيكون (عقد من الباطن) وأنّ الشركة ستكون فى واشنطن. واختار السيناتور (شارونسكى) ضابطيْن سابقيْن من المخابرات الأمريكية شريكيْن لمنتصر فى الشركة.
أما القفزة الأهم فكانت فى عصر مبارك خصوصًـا عندما ذكــّـره بمشروع الفندق السياحى فى محمية رأس محمد، فرد عليه ((غريبة.. بعض أعضاء الكونجرس اللى قابلتهم ألمحوا للإمكانيات السياحية لجنوب سيناء)) ثم كانت القفزة الأخيرة التى جعلتْ منتصر أحد أعضاء (نادى الأقوياء) عندما دخل عالم تصدير الغاز المصرى لإسرائيل. وعندما حدثتْ انتفاضة يناير2011طلب من مبارك الإذن لمغادرة مصر ((حتى أحافظ على أموالك وثروة أولادك وأحفادك))
أعتقد أنّ عمرو حمودة أعاد تركيب الأحداث التاريخية إبداعيًـا ، خاصة والرواية تزخر بجماليات السرد والخيال فى الوصف ، والإيحاء الأكثر بلاغة من الإفصاح ، وتضفير ذلك بالمادة (المعلوماتية)
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بخصوص الحملة ضد الإسلاميين المجرمين
- الدولة الاستبدادية والمؤسسات الكهنوتية
- التطبيق العملى للإيمان بالحضارلة المصرية
- هل عرفت مصر القديمة ألعاب القوى؟
- هل سيدخل غير المسلمين الجنة ؟
- هل كان زويل سيحقق طموحه العلمى لو بقى فى مصر؟
- ما هدف عودة الخلافة الاسلامية ؟
- لماذا يرتدى رئيس الدولة عباءة شيخ الأزهر؟
- علم السعودية والدونية القومية
- الحلم بمسرح مصرى عالمى
- هل عرفت الحضارة المصرية المسرح؟
- أبناء الجالية المصرية فى مصر
- العروبيون ومزاعمهم الباطلة
- رخصة فى القرآن يرفضها المسلمون
- ما الحكمة من تشويه النبى إبراهيم ؟
- لماذا يرفض العرب أنْ تحكمهم امرأة ؟
- ما سر الخلاف بين السنة والشيعة حول زواج المتعة؟
- ما سر تشابه الإسلاميين القدامى والمحدثين؟
- هل يمكن التوفيق بين المرجعية الدينية والواقع المتغير؟
- هل يمكن تطبيق الحدود الإسلامية فى العصر الديث ؟


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الملياردير فى منظومة الفساد إبداعيًا