أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم العايف - الشعاع البنفسجي....















المزيد.....

الشعاع البنفسجي....


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 1405 - 2005 / 12 / 20 - 11:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مزق الشعاع البنفسجي الانتخابي الثالث في الحياة العراقية الصباح الضبابي الذي لف المناطق البصرية ، وكان المتوجهون الى المراكز الانتخابية يغطسون في الضباب ، كائنات منطوية على المستقبل الذي يصنعه صبرهم ، عراقيات وعراقيون أخفى الضباب ملامحهم إلا انه أبقى على إصرارهم في رسم ملامح العراق القادم من ليل الاستبداد والتسلط والمعاناة ، كائنات عراقية تتوجه في خطواتها متجاوزة الإحباط الراهن وتضع ذواتها في شبكة القادم وتعي تماماً ان ممارستها في هذا اليوم جزء من واجب لتأكيد المواطنة والانحياز للعراق ووجهه الذي ترسمه أصابعهم فقط ،كائنات عراقية وضعت خلفها كل خلافات واجتهادات وانقسامات الساسة و صخب الدعايات والتجاوزات والانحيازات الرسمية الواضحة العلنية في إقصاء الآخر من فضاء الشارع الذي تؤول ملكيته للجميع ، كائنات لا خيار لها سوى المستقبل ، فالماضي لا يثير فيها سوى الغضب ، الغضب الذي جسده عزلها لكل الأنظمة المتعاقبة بصمتها الناطق في الابتعاد عن ولائم اللئام حتى وان أجبرت على الصراخ فأنها لا تصرخ بفعل حريتها وإنسانيتها ، كائنات دفعها خوفها المشروع على التعامل مع السلطات المتعاقبة وأجهزتها القاسية وأنيابها الحادة بفعل معادلة دفع الضرر ليس إلا ... كائنات مزقت شبح خوفها اليومي من الأفعال الإرهابية والاغتيالات والتصفيات المعروفة وتوجهت نحو مراكز الانتخاب لرسم ملامح الواقع العراقي الجديد منذ 9 نيسان 2003 ، كائنات ترى فرصة نجاتها و وطنها عبر سبابتها البنفسجية فقط .
لم يتم الحفاظ على لحظات الصمت القانونية بل اندفع الناس لإعلان استنكارهم عما تفعله قناة الجزيرة الفضائية التي تسوق خطاب الإرهاب عبر الحرية الاعلامية والمهنية الاحترافية فأصبحت الفرصة سانحة لاستغلال حالة الرفض الشعبي المستنكر للمساس ببعض الرموز الدينية الموقرة في الضمير العراقي الجمعي وتم تحويل الاحتجاج المشروع على قناة الجزيرة خاصة وتحويله الى دعاية انتخابية واضحة لخرق الصمت القانوني وتكريس وهم التمثيل الأحادي لطائفة عراقية معروفة بغناها الثقافي التاريخي وحسها الوطني العراقي الأصيل مستخدمين في ذلك السيارات الخاصة والعامة واستمر الاحتجاج حتى المساء مع استغلال واضح للدعوة الانتخابية لقائمة واحدة فقط دفاعاً عن المذهب والولاية . في مركز مدينة المدن في الخليج العربي صباحاً كان الإقبال فاتراً وثمة انتشار واضح لقوى الأمن وهي في أقصى حالات الاستعداد وسيارات شرطة النجدة محيطة بالمركز وثمة ممثلون لكيانات سياسية موزعين على المحطات الأنتخابية الخمس جالسين جنباً الى جنب متجاوزين تقاطع دعاياتهم وبرامجهم وهمهم الأول هو الارتقاء بالعملية الانتخابية العراقية الى الحدود المقبولة والمعقولة والمعتمدة في الشفافية والنزاهة وحرية الضمير الإنساني الشخصي الى المستوى المتعارف عليه دوليا وينتمي هؤلاء الى اغلب القوائم المتنافسة والحالمة بالفوز ولم يدلوا بأي حديث معي حول تجاوز او تزوير حتى اللحظة وكان جميع موظفي الانتخابات على مستوى المسؤولية والتدريب والاستفادة من خبراتهم السابقة وزادهم التدريب الذي حصلوا عليه مهنية عالية وقد استجابت المفوضية لما كتب سابقاً حول ترتيب أسماء الناخبين حسب الحروف الأبجدية ليساهم ذلك في انسيابية العملية الانتخابية. بدأ التدفق يزداد مع تقدم الوقت وفي الساعة 9,30 صباحاً تقدمت مسيرة راجلة من شارع البلديات في منطقة حي الحسين يربو عدد المشاركين فيها بحدود 200 ـ 250 شخصاً مع كثافة واضحة للشباب وللصبيان الحفاة يتقدمهم مجموعة من رجال الدين الشباب متوجهين تجاه الشارع الفرعي المحاذي للمركز الانتخابي المرقم 7 الواقع في مدرسة مدينة المدن وكانوا يحملون الرايات السوداء والخضراء وصور افتراضية للأمام علي (ع) وصور السيد السيستاني و المرجع اليعقوبي و الشهيد محمد باقر الصدر والشهيد محمد صادق الصدر والإعلام العراقية وينشدون أهازيج وهوسات الولاء للمراجع الدينية وللوحدة المذهبية وقد انقسمت المسيرة الى ثلاثة أقسام متقاربة كان القسم الأخير منها يهزج بالضد من رئيس قائمة انتخابية متهمينه بالبعثية القديمة وكانت بعض الأهازيج تتبرأ من اسم عائلته المعروفة بانتمائها الى المذهب ، انعطفت المسيرة تجاه مديرية الجرائم الكبرى وحاولت اختراق الشارع المؤدي الى مركز الانتخاب الواقع في مدرسة الخالصة إلا ان الحماية من الشرطة منعوهم فتوجهت المسيرة باتجاه الشارع الخلفي ثم منعت ثانية من التوجه نحو المركز الانتخابي فتوجهت تجاه الشارع الرئيس في حي الخليج العربي ومن ثم تناقص أفرادها وتسربوا فراداً متوجهين نحو شارع موسى الكاظم والبلديات...زرت المركز الانتخابي في ثانوية الخالصة فوجدت زحمة كبيرة من رجال الشرطة المنتمين الى مديرية الجرائم الكبرى وقد سُمح لهم بالانتخاب في هذا المركز خلافاً للتعليمات وبناء على موافقة المفوضية في البصرة على وفق ما أخبرني به مدير المركز علما انه قد خصص يوم 14/12 لانتخاب افراد الشرطة .وتوجهت نحو المركز الرئيس المرقم 923 فلم أجد المدير لذهابه الى المفوضية لأمور عامة ووجدت نائبه ومنسق المفوضية فأبديا ترحيبهما وتركا لي حرية الحركة والسؤال والاستفسار ووجدت غالبية من ممثلي الكيانات السياسية يبلغ عددهم أكثر من 40 ممثلاً وموزعين حسب المحطات الانتخابية وبأوقات محددة لكل منهم وكذلك ممثلي المراقبة الحيادية التي تقوم بها بعض مؤسسات المجتمع المدني ولم تسجل في حينه أي ملاحظة او شكوى إلا إنني لاحظت قلة عدد النساء بشكل واضح في الوظائف الادارية- الانتخابية وفي المراقبة الحيادية والتي قامت بها مؤسسات المجتمع المدني .
ملاحظات عامة
• اجمع مدراء المراكز والمحطات بان كادرهم ذاته الذي قاد عمليات الانتخابات والاستفتاء وهذا يزيدهم دربة وخبرة وسيطرة
• المركز الانتخابي الواحد يتألف من4-5 محطات واسماء الناخبين جميعا موجودة في كل محطة وكان بالامكان تنسيب كل محطة اتنخابية لمجموعة من الناخبين فقط منعا لاحتمالات الانتخاب المتكرر
• اشتكى لي ممثل احد الكيانات السياسية من ان الحبر الانتخابي
الذي يضعه الناخب على سبابته ليس من النوع الجيد ويمكن ازالته
• لاحظت في شارع حي الحسين الرئيس و المقابل للمركز الانتخابي الواقع في مدرسة مدينة المدن ثمة عمارة وضعت لافتة 3 ـ 4 م تطالب بالانتخاب لقائمة دينية سياسية وثمة مكبرات للصوت تدعو لانتخاب هذه القائمة بالذات حماية للمذهب وتذيع أغانٍ دينية واستمر ذلك حتى اذان الظهر بينما لاحظت مسكناً مجاوراً لروضة الفارس وهي مركز انتخابي وقد وضع مكبرات صوت تؤدي آيات قرآنية وكان المذيع الداخلي يقطع قراءة هذه الآيات لحث الناس على الذهاب الى الانتخابات والإدلاء بصوتهم دون ان يقدم أي دعاية انتخابية لأي قائمة ما وكان يؤكد بان الذهاب للانتخابات واجب شرعي لابد من أدائه وخاصة بالنسبة للنساء .
• بدأت سيارة خاصة تضع مكبرات صوت تحذر من ألاقتراب من أي أجسام غريبة في الشارع العام مثل الأقلام او لعب الأطفال خوفا من مصائد المغفلين وتوجهت السيارة صوب شوارع حي الحسين الداخلية ولم اعرف مصدرها ولا الجهة التي تقوم بذلك.
• اشتكى عدد من المواطنين في المراكز الثلاث من عدم إدراج أسمائهم مع الناخبين وعادوا خائبين متذمرين دون منحهم فرصة للانتخاب
• لاحظت خلو الشوارع العامة من حركة وسائط النقل وتحولها الى ساحة للعب كرة القدم من قبل الشباب والصبيان
• تميزت هذه الانتخابات بالحملة الدعائية الاعلانية الشرسة بين القوائم المتنافسة ,وتوجه العراقي عبر خياره الحر الوطني ـ الديني ـ الطائفي ـ القومي- لغرض تأكيد الواقع الديمقراطي العراقي الذي لابد له من التوافق من اجل رسم خارطة مستقبلية للعراق الذي تركه الطغاة خراباً وزاد في خرابه الإرهاب القادم والمقيم وسياسة قوات الاحتلال وتدخلات دول الجوار وسوء الإدارة العامة بعد سقوط النظام ومزق خارطته السياسية المحاصصة الطائفية التي اعتمدها الاحتلال و فرضها على الهوية العراقية والتي ترفض قطعاً تجزئه العراق الى كيانات ومناطق عزل قومي –طائفي وفي ضوء مشاركة العراقيين جميعاً في كل مناطق العراق فان الخارطة السياسية العراقية ستشهد تبدلاً واضحاً واصطفافاً جديداً وسيظل الخيار الديمقراطي الحل الامثل والهوية الوطنية العراقية وتجانسها التاريخي الحلم القادم لعراق جديد.
لقد وضع الشعب العراقي بتحديه البنفسجي الجديد هذا وبكل مكوناته الديموغرافية العراقية ومناطقه الجغرافية المختلفة أحلامه وآماله لخلاصه من الاوضاع المتردية التي واجهها في الماضي ولا زال يعاني منها وبقسوة حاليا في سلة النخب الفائزة القادمة فهل ستستجيب هذه النخب الى هذا المستوى الجديد من التحدي الشعبي العراقي ..؟؟



#جاسم_العايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشهد الثقافي في البصرة -2-
- من اجل انتخابات عراقية حرة و نزيهة
- المشهد الثقافي في البصرة -1
- كاردينيا.. الملاذ والأسى
- هبات النفط العراقي بين القديم والجديد
- اعلى راتب تقاعدي ، لأقصر خدمة فعلية.. في العراق
- ملاحظات حول مسودة قانون اتحاد الأدباءالعراقيين
- رئيس (مؤتمر حرية العراق) في البصرة :ديمقراطيةالفوضى ستعمل لل ...
- قراءة: في اوراق عالم نووي عراقي
- ملاحظات حول الاستفتاء الدستوري العراقي
- مجلات .. الثقافة الجديدة آراء وتصورات حول الدستور العراقي
- الدستور في العراق
- سقوط دكتاتور*.. بين همجية النظام ومرتزقة الثقافة والإعلام


المزيد.....




- مصادر لـCNN: إدارة بايدن تتجه نحو السماح للمتعاقدين العسكريي ...
- مكالمة بين وزيري الدفاع الروسي والأمريكي حول التصعيد في أوكر ...
- القضاء الأميركي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- في خضم الحملة الانتخابية... 4 أشخاص يقتحمون حديقة منزل سوناك ...
- راهول غاندي زعيما للمعارضة البرلمانية في الهند
- مؤسس ويكيليكس أقر بذنبه أمام محكمة أميركية مقابل حريته
- فقد الذاكرة تحت التعذيب.. الاحتلال يفرج عن أسير مجهول الهوية ...
- القضاء الأميركي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- تحذير صحي في الولايات المتحدة بسبب انتشار حمى الضنك
- هيئة بريطانية: سقوط صاروخ بالقرب من سفينة جنوبي عدن


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم العايف - الشعاع البنفسجي....