أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تامر البطراوي - ثورة على أصنام المعبد














المزيد.....


ثورة على أصنام المعبد


تامر البطراوي

الحوار المتمدن-العدد: 5257 - 2016 / 8 / 17 - 18:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العُري ليس بهيمية ولا عودة للقرون الأولى ، بل رغبة طبيعية لا تقل عن الرغبة في السِتْر ، عندما نمارس حاجاتنا التي مارسها الأوائل نحن لا نتخلف بل نمارس حاجاتنا الغريزية برغبات اجتماعية معاصرة ، الإنسان يرغب أحياناً في التعري كاملاً وبتفاوت ومخالطة عُراة ، كما يرغب أحياناً في التزيِّ كاملاً وبتفاوت والظهور وسط المتزيِّين ، سواءً لإبراز جمال أو مقابلة تحدي مناخي ، والحُجة لكل حِين ما هو لائق لا ما هو محظور بالكل ، نوادي العراة ليست رذيلة بل مجتمع بلغ من الرقي قبول التنوع وحمايته وحظر تعميم النمط الواحد لإسلوب الحياة ، الجسد ليس خطيئة بل ذُروة الجمال.
لم تعرف مدارس الفنون الخجل من التصوير العاري إلا بأواخر القرن العشرين عندما اختلطت ثقافة الأجلاف القاحلة بِغَض الفن رسالة الشعور والمعنى ، الفن العاري كموضوع رسالة إثبات شعورية بجمال الجسد وطاقاته ونفي الإحراج والخجل من الجسد ومحاولات ربطه بالذنب ، الفن العاري إما رسالة تقريرية بإظهار حالة جمال ، أو ثورية تعبر عن الحرية ورفض القيود السلطوية ، أو تعديلية لمقاييس مقلوبة لإظهار ما هو حقيقي وجميل مسخ مفهومه المجتمع إلى سئ وقبيح ، الفن العاري ثورة ولا تكتمل الثورة إلا من خلاله.
الجنس بغير إذنٍ من الكاهن أو إعلام المجتمع ليس خطيئة تستحق الإسرار بالذنب ، الجنس علاقة شخصية قبل أن يتسلط على إقرارها المجتمع ، وقبل أن يحتكر حقها الآباء والآبناء وذوي القرابة وغير ذوي القرابة والجيرة وأهل المِلة ، قبل أن يفرض السُلطان على راغبيه جِزيه وقبل أن يأكل الكاهن على إقراره إتاوة ، ليس كما يصفون التحلل من القيود المجتمعية المنسوجة حوله تحلل من المسؤلية وعدوان ، فالتحلل هو السئ والأسوء قيودكم حوله وعدوانكم على الآمنين فضلاً عن ملاحقتهم الموروثة عن القرون الوسطى!!.
الجنس بأجر ليس بِغاء ، فعلى من بَغت المرأة؟ الجنس بأجر ليس تجارة منحطة ، وكيف تكون مُنحطة وتلاحقون خدماتها سِراً ، بل عمل شريف فيه دعم للمجتمع لا سلب لحقوق الآخرين ، أي عمل لا يتجار فيه الإنسان بجسده؟ أي عمل لا يبذل الإنسان فيه عملاً بدنياً لكي نُصنف مُستقذرين المرأة الممارسة بأجر بأنها تُتاجر بجسدها؟ هل المرأة التي تتزوج على عهد المسلمين لا تنال أجر مقابل المُتعة الدائمة؟ ، هل شراء الإماء الذي تُحله أديان السماء يختلف كثيراً عن شراء الجنس؟ الفتاة الفقيرة التي تملك إلا جسداً ترضى الحياة بدخله حياة كريمة بماذا أضرت غير سُلطويتكم الحاقدة؟.
المثلية ظاهرة طبيعية وغريزة إنسانية ليست إختلال توازن هرموني ولا داء إجتماعي ، المثلية ليست شقاء يدعو للخجل بل نمط تناسلي تفرزه الطبيعة بنسب متوازنة بما يتوافق مع طبيعة المجتمع ، فهي تمتص فائض الخصوبة الذُكورية في المجتمع وتعمل على إحداث التوازن ما بين الخصوبة الذكورية والأنثوية ، إن اختلال ذلك التوازن حتماً ولا بد سيظهر معه حالات اغتصاب وهجر الزوجات وتفشي التحرش والهوس بالجنس ، المِثلية ليست غضباً واهتزازاً للسماء ولا بِذرة لإنقراض المجتمع البشري ، بل تنوع اجتماعي ورافد إقتصادي وتوازن طبيعي ، المِثلية أقصى ما يُمكن ستر ظهورها نِسبها المتساوية في المجتمعات البشرية.
المرأة ليست مِلكاً خالصاً لأبيها موروثاً لإخيها وزوجها ، ليست عاراً يستوجب خجل الذكور من مخالطته بالعامة ، ليست كائناً لا يليق به سلوك الذكور ، بل سلوك الذكور قد يكون واجباً ثورياً عليها لمجابهة أفكارهم الذكورية ، المرأة ليست حلوى لزجة ولا دُرة يابسة ، بل كائن حي توأم للذكر بمستوى التمام لا يقل ولا يعلو ، الأمة التي تحتفظ بنسائها كأسرى منازل أمة كارهه لأصلها فاقدة للثقة في نفسها مُعوضة نقصها بإدعاءات مُفتعلة لا أصل لها ، المرأة ثورة فكوني ثورة.



#تامر_البطراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإقتصاد المصري منذ عصر الفراعنة وحتى حكم محمد علي
- النُظم الهيكلية بالنظام الإقتصادي العالمي الجديد
- النظام الاقتصادي العالمي الجديد
- رسائل إلى الرئيس - الرسالة الرابعة إستراتيجيات الوصول للتمثي ...
- رسائل إلى الرئيس - الرسالة الثالثة الدولة ما بين فلسفة الرؤي ...
- رسائل إلى الرئيس - الرسالة الثانية حدد طبيعة مجتمعك وتوافق م ...
- رسائل إلى الرئيس - الرسالة الأولى جدلية المجتمع والدولة


المزيد.....




- اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع ...
- شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه ...
- تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...
- مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
- تسليم رهينتين في خان يونس.. ونشر فيديو ليهود وموزيس
- بالفيديو.. تسليم أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يونس
- الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي ...
- القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي ...
- الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تامر البطراوي - ثورة على أصنام المعبد